قلق في البنتاجون: تكلفة باهظة لمواجهة مسيّرات وصواريخ الحوثيين
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
كشف ثلاثة مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية عن قلق متزايد في "البنتاجون" ليس فقط من تهديد هجمات الحوثيين للقوات البحرية الأمريكية والشحن الدولي في البحر الأحمر، ولكن أيضا من "التكلفة الباهظة" لمواجهة مسيّرات وصواريخ الجماعة اليمنية، بحسب لارا سيليجمان ومات بيرج في تقرير بموقع "بوليتيكو" الأمريكي (politico).
ونقلا عن خبراء، قالت لارا ومات، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه لاعتراض مسيّرة بألفي دولار يطلقها الحوثيون، المدعومين من إيران، يجب استخدام صاروخ دفاع جوي متوسط تبلغ تكلفته أكثرمن مليوني دولار.
وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهرين، استهدف الحوثيون، المدعومين من إيران، بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وبحسب مسؤولين وخبراء سابقين في البنتاجون، لم يكشف التقرير عن هويتهم، فإن سلاحا واحدا فقط سيكون منطقيا لمواجهة مسيّرات الحوثيين، وهو "الصاروخ القياسي 2"، وهو سلاح دفاع جوي متوسط المدى يمكن أن يصل إلى 92 أو 130 ميلا بحريا، والإصدار الأحدث منه "بلوك آي في" يكلف 2.1 مليون دولار.
واعتبر ميك مولروي، مسؤول سابق في "البنتاجون"، أنه يتعين على واشنطن النظر في خيارات أقل تكلفة للدفاع الجوي.
على النقيض، يقدر خبراء أن كل طائرة حوثية بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وهي إيرانية الصنع في المقام الأول، تكلف ألفي دولار فقط.
ووفقا لمسؤول في البنتاجون، أسقطت السفن التابعة للبحرية الأمريكية، خلال الشهرين الماضيين، 38 طائرة مسيّرة وصواريخ في البحر الأحمر.
اقرأ أيضاً
يضم 10 دول بينها البحرين.. واشنطن تعلن تشكيل تحالف دولي لمواجهة الحوثيين
مشاركة عربية سرية
ولمواجهة هجمات الحوثيين، كشف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من البحرين أول أمس الاثنين، إنشاء تحالف دولي لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر.
وأضاف أن هدف التحالف، الذي يحمل اسم "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، هو "ضمان حرية الملاحة لكل البلدان، ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين".
أوستن أوضح أن بعض الدول المشاركة ستجري دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، في حين سيوفر البعض الآخر المعلومات الاستخباراتية.
وإلى جانب البحرين، التي تستضيف الأسطول الأمريكي في الشرق الأوسط، يضم التحالف كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا.
لكن مسؤولا رفيع في الإدارة الأمريكية قال للموقع إن 19 دولة انضمت إلى التحالف، وبينها دول عربية، ولكن 9 دول فقط وافقت على الإعلان عن مشاركتها.
وأوضح المسؤول أن الوضع معقد بالنسبة للدولة العربية؛ بسبب الاعتقاد السائد بأن هذه الجهود مصممة لحماية السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل.
اقرأ أيضاً
مسؤول حوثي: يمكننا مواجهة أي تحالف محتمل بالبحر الأحمر
الحرب على غزة
وإثر هجمات الحوثيين، علقت شركات شحن كبرى الإبحار عبر مضيق باب المندب، الذي تمر منه 40% من التجارة الدولية، إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه، فيما أعلنت أكثر من شركة عن الإبحار حول قارة أفريقيا بدلا من دخول قناة السويس المصرية من البحر الأحمر، ما يعني زيادة التكلفة والوقت.
وعلى الرغم من الإعلان عن تشكيل التحالف الدولي، قال قادة الحوثيين إن هجماتهم لن تتوقف حتى توقف إسرائيل حربها على غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى مساء أمس الثلاثاء 19 ألفا و667 شهيدا، و52 ألفا و586 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
وتقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ اندلاع الحرب، أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات كثيرون يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب" الإسرايلية في غزة.
اقرأ أيضاً
لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟ وما تداعيات ذلك على اليمن؟
المصدر | لارا سيليجمان ومات بيرج/ بوليتيكو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قلق البنتاجون تكلفة باهظة الحوثيون مسيرات صواريخ غزة فی البحر الأحمر مسی رات
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن قصف «الحوثيين» ويتعهد باستخدام «قوة ساحقة»
أحمد شعبان (واشنطن)
أخبار ذات صلةأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن الولايات المتحدة أطلقت «عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً» يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي تشكّله جماعة «الحوثي» في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وقال ترامب: «سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا»، مشيراً إلى تهديد الحوثيين لحركة الشحن في البحر الأحمر. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات في صنعاء. وجاءت الضربات الأميركية بعيد إعلان «الحوثيين» أنهم سوف «يستأنفون حظر مرور جميع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن».
وقال ترامب «إلى كل الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءاً من اليوم، وإذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!».
وأضاف ترامب: «مقاتلونا الشجعان ينفذون الآن هجمات جوية على قواعد الإرهابيين وقادتهم ومنظوماتهم الدفاعية الصاروخية لحماية السفن والطائرات والأصول البحرية الأمريكية، واستعادة حرية الملاحة». وتابع: «لن يسمح لأي قوة إرهابية بمنع السفن التجارية والبحرية الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية حول العالم».
وأردف الرئيس الأميركي: «لقد مرّ أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل العلم الأميركي بسلام عبر قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن. وتعرضت آخر سفينة حربية أميركية عبرت البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، لهجوم من الحوثيين أكثر من 12 مرة. وأطلق الحوثيون صواريخ على طائرات أميركية، واستهدفوا قواتنا وحلفاءنا». وواصل ترامب: «كلفت هذه الهجمات المتواصلة الاقتصاد الأميركي والعالمي مليارات الدولارات، وفي الوقت نفسه، عرضت أرواحاً بريئة للخطر». وأظهرت صور متداولة على «الإنترنت» أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد فوق منطقة مجمع مطار صنعاء، الذي يضم منشأة عسكرية كبيرة. ولم تتضح بعد حجم الأضرار الناجمة عن الضربات، فيما أشارت تقارير إلى مقتل وإصابة 15 شخصاً، من جراء القصف الأميركي في صنعاء.
وقال مسؤول أميركي لـ«رويترز» إن الضربات ضد الحوثيين ستستمر لأيام وربما أسابيع.
وفي مطلع مارس، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة صنفت رسمياً «الحوثيين» «منظمة إرهابية أجنبية»، وذلك بعد أسابيع من توقيع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بهذا الشأن.
وذكر المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن التحركات الأخيرة ضد الحوثيين تعبّر عن النهج الجديد للإدارة الأميركية ضد هذه الجماعة، والتي تختلف عن الفترات الماضية، خصوصاً بعد أن أدرك الرئيس دونالد ترامب أنه لا يمكن اعتبار «الحوثي» طرفاً سياسياً في الحوار وإحلال السلام في اليمن. وحذر الطاهر من استمرار تهديد جماعة «الحوثي» لأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الجماعة وضعت منصات الصواريخ والطائرات المسيرة على قمم الجبال الشاهقة، لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن الولايات المتحدة بدأت، أمس، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف في اليمن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفقاً لتقارير إخبارية محلية ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وذلك في بداية ما وصفه المسؤولون الأميركيون بأنه هجوم جديد ضد المسلحين. وأصابت الضربات الجوية والبحرية التي أمر بها الرئيس ترامب، رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ وطائرات دون طيار، في محاولة لفتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر التي عطلها «الحوثيون» لأشهر بهجماتهم.