حزب الله مستمرّ بالحرب... متى يقبل بما تطرحه فرنسا؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
لا يزال لبنان يشهد حركة دبلوماسيّة نشطة، وخصوصاً فرنسيّة، لتجنيبه الدخول بشكل مباشر في الصراع الدائر في غزة، بين إسرائيل وحركة "حماس"، لأنّ باريس تتخوّف من إلحاق العدوّ دماراً كبيراً في بيروت، وأبرز المدن والمناطق اللبنانيّة، في ظلّ الأوضاع الإقتصاديّة والسياسيّة والمعيشيّة الصعبة، التي تمرّ بها البلاد، منذ حوالي 4 سنوات.
وحتّى الآن، فإنّ "حزب الله" والحوثيين والفصائل الحليفة لهما في سوريا والعراق، مستمرّون بشنّ الهجمات على المواقع العسكريّة الإسرائيليّة، إنّ في جنوب لبنان، وإنّ في الجولان السوريّ المحتلّ، وباستهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب، كذلك، ضدّ المصالح الأميركيّة في كلٍّ من دمشق وبغداد. وقد ربطت إيران هذا الأمر مباشرة بالحرب في غزة، وفق مراقبين، ولن تهدأ هذه الجبهات كلّها، إنّ لم توقف تل أبيب إطلاق النار بشكل نهائيّ، في القطاع الفلسطينيّ المُحاصر.
ويُشير المراقبون إلى أنّ إيران فرضت طوقاً على إسرائيل وأميركا من جهّات مختلفة، واستطاعت من خلال حلفائها، وعلى رأسهم "حزب الله"، من أنّ تكون هي المُبادرة في وضع الشروط، لوقف الحرب مع الجيش الإسرائيليّ. ويُضيف المراقبون أنّ طهران ليست في وارد حثّ الفصائل المسلّحة المُواليّة لها، على إنهاء الأعمال العسكريّة ضدّ إسرائيل، فهي تُطالب واشنطن بالضغط على تل أبيب، لإنهاء الحرب فوراً على سكان مدينة غزة.
وفي ما يتعلّق باحترام الـ1701 في الجنوب، فالبنسبة لـ"حزب الله"، لا يُمكن تحقيق هذه الغاية، طالما أنّ الحرب على "حماس" والفلسطينيين لا تزال مستمرّة، بعد أكثر من شهرين. ويقول المراقبون إنّ "المقاومة" في لبنان، كانت تحترم القرار الدوليّ لمدّة 17 سنة، لكنّ الظروف في المنطقة، حتّمت عليها التدخّل، لزيادة الخناق على الجيش الإسرائيليّ في الجبهة الجنوبيّة.
وأمام الحركة الدبلوماسيّة التي يشهدها لبنان، والتي تُطالب "حزب الله" باحترام الـ1701، يلفت المراقبون إلى أنّ قيادة "الحزب" أبلغت أكثر من مرّة فرنسا، أنّ تجنيب اللبنانيين الحرب يكون بالضغط على إسرائيل، لوقف عدوانها على غزة، والقبول بتبادل الأسرى والرهائن، وعدم تهجير الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار أيضاً، يُلزم "حزب الله" من يُطالب بتطبيق القرار الدوليّ، أنّ يُبادر العدوّ في البدء، إلى وقف الإنتهاكات بحقّ السيادة اللبنانيّة، إنّ في بناء الجدار الفاصل على الحدود، وفي المناطق المحتلّة التابعة للبنان، وإنّ بقصف دمشق، إنطلاقاً من الأجواء اللبنانيّة.
ولا يُعوّل المراقبون كثيراً على الحركة الدبلوماسيّة في لبنان، لأنّ القرار بوقف الحرب ومنع تمدّدها، هو في عواصم القرار الكبرى: واشنطن وطهران وتل أبيب، والمعادلة أصبحت سهلة، وهي أنّ تقوم أميركا وإسرائيل بإنهاء الحرب، والسماح بدخول المساعدات إلى غزة، لإعادة إعمار ما تدمّر، عندها، يلتزم "حزب الله" والحوثيون بالتهدئة، كما جرى خلال الهدن الإنسانيّة قبل فترة قصيرة في غزة، ويعود "الحزب" إلى التقيّد بالـ1701، من حيث وقف الأعمال العسكريّة فقط، لأنّه سيستمرّ بتعزيز صفوفه الأماميّة في الجنوب، وفي نقل الأسلحة، طالما أنّ هناك حاجة لذلك، لأنّ إسرائيل لا تزال تحتّل أراضٍ لبنانيّة، إضافة إلى أنّ "المقاومة"، ورقة ضغط رابحة جدّاً، ومُفيدة لإيران، للتدخّل عند أيّ طارىءٍ، قد يحصل في لبنان، وفي فلسطين، أو في سوريا والعراق واليمن.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
فتح: الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ممارسة القتل والعدوان بالضفة الغربية
أكد عضو المجلس الاستشاري لحركة «فتح» عدنان الضميري، أن الإنجاز الكبير الذي تحقق لوقف الإبادة والقتل الإسرائيلي في غزة، هو ما كان يسعى إليه الفلسطينيون شعبا وقيادة بجميع الفصائل والتوجهات، إلا أن الاحتلال لازال يمارس إجرامها وقتلها في الضفة الغربية.
وقال عضو حركة «فتح» في مداخلة مع قناة «العربية الحدث»، اليوم الخميس، إنه في حين انتهت الحرب بفترة الهدنة في غزة، إلا أنها ليس لها حدود ولا اتفاقات واضحة في الضفة الغربية، ولا يعير الإسرائيليون أي انتباه للموقف الفلسطيني، وتدمر الدبابات العسكرية مخيمات طولكرم وجنين وتقتل بالطيران الحربي المدنيين وتقطع الضفة الغربية بـ 900 حاجز عسكري.
وأضاف، أن مسألة الوطن البديل المطروحة إسرائيليًا هي فكرة قديمة تاريخيًا، إلا أن العرب والفلسطينيين يقفون مع مبادرة السلام العربية التي تشترط تطبيق حل الدولتين، مناشدًا العالم أجمع بالوقوف مع فكرة إنهاء الحرب في ظل تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة.
اقرأ أيضاًقيادي بحركة فتح يكشف السبب الحقيقي لتأخر وقف إطلاق النار في غزة «فيديو»
وزير الخارجية يستقبل وفد حركة فتح الفلسطينية
متحدث حركة فتح يدعو لوقفات في الأراضي الفلسطينية للتنديد باغتيال إسماعيل هنية