الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: في خطوةٍ لافتةٍ جدًا تجاهل الإعلام العبريّ تجاهلاً تامًا، الزيارة التي قام بها رئيس سلطة رام الله، محمود عبّاس، إلى مخيّم اللاجئين في جنين، والتي جاءت بعد أسبوعٍ من العدوان البربريّ الذي شنّه الاحتلال الإسرائيليّ على المُخيَّم مرتكبًا داخله جرائم حربٍ تقشعِّر لها الأبدان.
ولكن في المُقابِل دأبت المنظومة السياسيّة والأمنيّة في كيان الاحتلال على تسريب معلوماتٍ عمّا جرى في اجتماعٍ عقده عبّاس مع ما يُسّمى بقادة
الأجهزة الأمنيّة في سلطة رام الله، بهدف إذلاله وإهانته والتأكيد مرّةً أخرى أنّ التصريحات الفلسطينيّة حول وقف التنسيق الأمنيّ ليس أكثر من ذرٍّ للرماد في العيون، وأنّها لا يُسمِن ولا تُغني عن جوع. وفي تحليله للوضع الأمنيّ بالضفّة الغربيّة المُحتلّة تطرّق أوهاد حيمو، مراسل الشؤون الفلسطينيّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، إلى قرار السلطة وقف التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال الإسرائيليّ، وقال إنّ هذا القرار لا يتعدّى كونه ضريبةً كلاميّةً تقوم بها السلطة الفلسطينيّة بين الفينة والأخرى، مُضيفًا أنّ ما يجري في الغرف المُغلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قضية التنسيق الأمنيّ ما زال مستمرًا وكأنّ شيئًا لم يكُن، على حدّ وصفه. وفي هذا السياق، نقل المُستشرِق إيهود يعاري، مُحلِّل الشؤون العربيّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بأنّها واسعة الاطلاع في تل أبيب ورام الله قولها إنّ رئيس سلطة رام الله محمود عباس وبّخ قادة الأجهزة الأمنية في نقاشٍ داخليٍّ، وأمرهم بإعادة انتشار عناصر الأمن في جنين بدءًا من يوم الأحد المقبل، على حدّ قوله. وأضاف يعاري، أنّ محمود عباس حذّر رئيس المخابرات ماجد فرج وقادة أجهزة الأمن من أنّه في حال لم يتحركوا بسرعة فإنّ حركة حماس ستسيطر على السلطة في جنين، كما فعلت في غزة عام 2007. وأشار المُستشرِق الإسرائيليّ، نقلاً عن ذات المصادر، إلى أنّ غضب محمود عباس وتعليماته جاءت بعد حادثة طرد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وعضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، من تشييع جثامين شهداء مخيم جنين يوم الأربعاء الماضي. عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أوضح يعاري أن جلسة النقاش انتهت إلى الاتفاق على تغيير جذري في عمل الأجهزة الأمنية في جنين، مبينًا أنّ محمود عبّاس (أبو مازن) أوضح لقادة الأمن أنّ فرض السيطرة على جنين هو الشرط لتلقي أموال المساعدات لإعادة إعمار جنين التي وعدت بها الإمارات (15 مليون دولار) والجزائر (30 مليون دولار). ورأى يعاري، أنّ الصعوبة الكبرى في تطبيق السياسة الجديدة تجاه جنين تتمثل في الانقسام الداخلي في حركة فتح داخل جنين، ولذلك أمر أبو مازن بإيجاد طريقة لإدخال الأجهزة الأمنيّة إلى جنين دون صراعٍ، وفرض الهدوء فيها. وزعم إيهود يعاري في سياق تقريره التلفزيونيّ، أنّ أقاليم فتح اجتمعت مع قادة الأجهزة الأمنية وطالبتهم بالتحرك الفوريّ لتدمير البنية التحتية لحركة حماس في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، بدعوى أنّها تتجهز للسيطرة على الضفة الغربية، وتضغط على الجمهور لبدء اشتباكات مع الأجهزة الأمنية، طبقًا لمزاعمه، التي اعتمدت على مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، علمًا أنّ المُستشرِق مشهور بعلاقاته الوطيدة مع الأجهزة المخابراتيّة الإسرائيليّة. من ناحيته قال المحلل الإسرائيليّ والضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكريّة (أمان)، يوني بن مناحيم، إنّ: “السلطة الفلسطينية كمن يطلق النار على قدميه، وأنّ إنهاء التنسيق الأمنيّ مع إسرائيل لا يؤثّر، إذْ أنّه يمكن لإسرائيل الحفاظ على أمنها بشكلٍ جيٍّد حتى دون مساعدة السلطة الفلسطينية، جهاز الأمن العام (الشاباك) يقوم بعملٍ ممتازٍ ويعتمد فقط على نفسه، على حدّ تعبيره. وصرّح مسؤولون إسرائيليون أنّه رغم إعلان الفلسطينيين وقف التنسيق الأمني، إلّا أنّ التنسيق بين الطرفين من المتوقّع أنْ يستمرّ عبر قنوات سرّيّة، إذ أنّ عبّاس أبرق للقيادة الإسرائيليّة أنهم لا ينوون “كسر الأدوات، ولن تتطوّر الأزمة إلى أحداث عنف”. رغم ذلك، هناك تخوّف لدى أجهزة الأمن في الكيان من أنّ حركة حماس تستغل الوضع وتسعى لزيادة عملياتها، إذ جاء ردّ إسرائيل بأنّه بوضع كهذا لا نسمح لحماس بأنْ ترفع رأسها. جديرٌ بالذكر أنّ سلطة رام الله أعلنت في العديد من المرّات، خلال السنوات الماضية، وقف التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال الإسرائيليّ، بيد أنّ هذا الإعلان لم يكُنْ أكثر من محاولةٍ بائسةٍ وفاضحةٍ لإسكات الرأي العام الفلسطينيّ الذي احتجّ على استمرار الاحتلال في جرائمه الوحشيّة، ولذا استمرّ التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال وما زال.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
الأجهزة الأمنیة
الأمنی ة
فی جنین
إقرأ أيضاً:
قوات صنعاء تستهدف “وزارة دفاعِ” الاحتلال الإسرائيليِّ في تل أبيب بصاروخ “فلسطين 2”
الجديد برس|
أعلنت قوات صنعاء، صباح اليوم الثلاثاء، تنفيذها عملية نوعية استهدفت ما يسمى بـ “وزارةِ الدفاعِ” للاحتلال الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها اليوم، أن القوة الصاروخية نفذت عمليةً عسكريةً نوعيةً، “استهدفت ما يسمى بوزارةِ الدفاعِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ بالستيٍّ فرط صوتيٍّ نوع فلسطين2”.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية، في بيانٍ، أنّ الصاروخ وصل إلى هدفه وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدّي له، لافتةً إلى أنّ هذه العملية تُعدّ الثالثة خلال 12 ساعة.
وأوضحت أنّ العملية تأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على المجازر بحقّ إخواننا في غزة، وضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس، وفي إطار الردّ على العدوان الإسرائيلي على بلدنا”.
وشدّدت القوات المسلحة اليمنية على أنّها ستصعّد من عملياتها العسكرية ضدّ الاحتلال حتى وقف العدوان على قطاع غزّة ورفع الحصار عنه.
وجدّدت القوات المسلحة التأكيد أنّها ومعها أبناء الشعب اليمني “لن تتخلّى عن تأدية واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التداعيات”.
وقبل ساعات من صدور هذا البيان، أقرّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بدوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة في فلسطين المحتلة بسبب صاروخ أطلق من اليمن.. فيما، أكد إسعاف الاحتلال إصابة 11 مستوطناً أثناء هروبهم إلى الملاجئ.