تقرير: حرب مكافحة التمرد تعقّد مهمة إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تطرق الأستاذ السابق لمادة التاريخ مارشال بو إلى توصيف كثر للحرب الإسرائيلية على حماس، بأنها "حرب مكافحة تمرد".
لم تنته حروب الاحتلال بشكل جيد لقوى الاحتلال أو الخاضعين لها في العصر الحديث
وكتب بو في موقع "رسبونسيبل ستيتكرافت" أنه ليس لدى حماس "جيش" بأي معنى مقبول للكلمة. يتألف الذراع العسكري لحماس إلى حد معقول من كونفدرالية مقاتلي عصابات جيدة التنظيم والتمويل.
هدف الجيش الإسرائيلي هو قتل مقاتلي حماس أو إعاقتهم، وترك المدنيين وشأنهم قدر الإمكان، حسب قوله.
لكن الجيش الإسرائيلي لا يخوض حقاً حرب مكافحة تمرد في غزة. من الأفضل فهم قتاله على أنه "حرب احتلال". لقد غادر الإسرائيليون غزة سنة 2005، والآن عادوا كمحتلين بحكم الأمر الواقع. لا يعني هذا التوصيف أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة على المدى الطويل. قد يبقى هناك، وقد لا يبقى. إنه بالأحرى وصف مناسب للوضع العسكري الصعب والخطير الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي اليوم. الفرق بين الحربين
في حرب مكافحة التمرد، على الأقل كما يفهمها السياسيون والمنظرون الذين يصرون على أنه تخاض اليوم مثل هذه الحرب، ثمة متمردون ومدنيون. لدى المتمردين دوافع سياسية وهم مسلحون بشكل جيد ومميتون. المدنيون هم ببساطة يقفون "في الطريق". هم محايدون سياسياً، إن لم يكونوا داعمين تماماً للقوات المرسلة "لمساعدتهم".
من وجهة نظر خبراء مكافحة التمرد، يريد معظم المدنيين فقط أن تنتهي الحرب حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم. وتقدم العمليات الألمانية الغربية ضد جماعة الجيش الأحمر مثلاً على حرب مكافحة التمرد، كما هو الحال ربما مع الجهود الأمريكية ضد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين. في تلك الحالات، كان من الصعب التعرف إلى المتمردين، لكنهم لم يتمتعوا عموماً بدعم السكان المحليين. جعل هذا الوضع العمليات العسكرية أسهل.
لكن في حرب الاحتلال، ثمة متمردون ومدنيون معادون. الفارق الحاسم هنا هو أن المدنيين غير وديين تجاه قوات الاحتلال. مهما كانت ميولهم السياسية، يعتقد الخاضعون للاحتلال أن على القوات الأجنبية العودة إلى وطنها. قد لا يكون المدنيون مقاتلين نشطين ولكن من المرجح أن يقدموا المساعدة للمتمردين على أسس قومية فقط.
منذ البداية، قالت الولايات المتحدة إنها تخوض حرباً لمكافحة التمرد في فيتنام الجنوبية، وهي "نوع مختلف من الحرب" كما قال عنها البنتاغون والإدارات الرئاسية المتعاقبة. لم تغزُ الولايات المتحدة فيتنام الشمالية وقالت إنها لم تغزُ فيتنام الجنوبية. لكن الغزو هو ما فعتله. أرسلت الولايات المتحدة 2.6 مليون عسكري إلى فيتنام الجنوبية على مدار الحرب؛ وفي ذروة العمليات، كان هناك أكثر من نصف مليون رجل. احتلت الولايات المتحدة، بشكل أساسي، جزءاً كبيراً من فيتنام الجنوبية. مجزرة وتحقيقات أمريكية
أحد الأماكن التي احتلتها الولايات المتحدة كانت مقاطعة كوانغ ناي على الساحل الشمالي الشرقي لفيتنام الجنوبية. هذا هو المكان الذي وقعت فيه مذبحة ماي لاي. قامت القوات البرية الأمريكية في كوانغ ناي بمطاردة الفيتكونغ، أي المتمردين حسب نظرية مكافحة التمرد، والاشتباك معهم. لكنها واجهت أيضاً سكاناً من الفيتناميين الجنوبيين الذين كانوا معادين بشدة للأمريكيين. قام السكان المحليون بقنصهم وزرعوا الفخاخ المتفجرة والألغام، وساعدوا الفيتكونغ، وكانوا متورطين بشكل عام في المقاومة المناهضة لأمريكا.
History Shows Israel May Never Win A 'War Of Occupation'
Fighting well organized guerrilla fighters amid a hostile civilian population is a recipe for defeat https://t.co/xJVwmnOmQR
أدركت القوات الأمريكية عداء السكان الفيتناميين في كوانغ ناي، وهم السكان الذين كانوا يدافعون عنها اسمياً. في أعقاب مذبحة ماي لاي، أجرى الجيش الأمريكي تحقيقاً لمعرفة الخطأ الذي حدث في استراتيجيتهم لمكافحة التمرد. سأل المحققون الجناة عن سبب قتلهم للمدنيين. كثيراً ما رد الجنود بالقول إنهم لم يعرفوا أنهم "مدنيون". كان جميع الفيتناميين في كوانغ ناي، كما زعمت القوات الأمريكية، "متعاطفين مع الفيتكونغ" وبالتالي خطرين. من المهم إدراك أن الجنود الأمريكيين لم يكونوا يقولون إنه "من الصعب التمييز بين المقاتلين والمدنيين". قالوا إن جميع المدنيين كانوا يشكلون تهديداً محتملاً.
تجعل هذه الحقيقة، أي وجود سكان معادين بشكل موحد تقريباً، العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي صعبة للغاية. يتعين على القوات الإسرائيلية أن تحارب حماس، ولكن يتعين عليها أيضاً أن تشعر بالقلق إزاء المدنيين الفلسطينيين المعادين الذين يعيشون تحت ما يعتبره الفلسطينيون احتلالاً من الجيش الإسرائيلي. إن مخاطر القيام بعمليات عسكرية في مثل هذا الإطار كثيرة، ولكن الأهم، على الأقل من وجهة حماية المدنيين، هو أن الجيش الإسرائيلي سينظر إلى السكان المعادين في غزة على أنهم "متعاطفون مع حماس" مع نتائج مأسوية. هل تعلمت إسرائيل الدرس؟ لقد تجلت المخاطر الكامنة في حرب الاحتلال بشكل واضح في 15 ديسمبر (كانون الأول) عندما قتل الجيش الإسرائيلي 3 رهائن إسرائيليين في مدينة غزة. وفق الجيش الإسرائيلي، حددت القوات الإسرائيلية "عن طريق الخطأ 3 رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً" بالرغم من أنهم كانوا غير مسلحين، وكانوا يلوحون بالعلم الأبيض.
ومضى الجيش الإسرائيلي ليوضح أن عمليات القتل انتهكت قواعد الاشتباك الإسرائيلية. بالطبع انتهكتها، لكن هذا يغفل النقطة الأساسية: من وجهة نظر القوات البرية الإسرائيلية، يُنظر إلى جميع سكان غزة، بغض النظر عن مدى براءتهم، على أنهم يشكلون تهديداً. وينطبق هذا بشكل خاص على الذكور في سن الخدمة العسكرية وجميع الرهائن الإسرائيليين الثلاثة المقتولين كانوا من الذكور في سن الخدمة العسكرية.
وفق الكاتب، لم تنته حروب الاحتلال بشكل جيد لقوى الاحتلال أو الخاضعين لها في العصر الحديث. عادة ما يعاني المدنيون المعادون الذين تعتبرهم قوة الاحتلال "متعاطفين" من معاناة هائلة بينما تغادر قوة الاحتلال مهزومة. وكان هذا هو الحال في الجزائر وفيتنام (مرتين) وأفغانستان (مرتين). يدرك الجيش الإسرائيلي هذا الواقع جيداً، حيث خاض حرب احتلال في جنوب لبنان وخسرها بشكل متقطع في الفترة بين 1982 و2000. وختم بو: "يتعين رؤية ما إذا كان الإسرائيليون قد تعلموا حقاً هذا الدرس".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی فیتنام الجنوبیة الاحتلال بشکل سکان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير من جبهات مأرب.. احباط هجمات ومحاولات تسلل حوثية وقوات الجيش ترد على مصادر النيران وتلحق بالمليشيات خسائر في الأرواح والعتاد
قال موقع الجيش الوطني ''سبتمبر نت'' ان القوات المسلحة أفشلت اليوم الأحد، محاولات عدائية لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا، بعدة جبهات قتالية في محافظة مأرب شرقي اليمن، كما ردت على مصادر نيران معادية للمليشيات بعدّة جبهات.
وقالت مصادر عسكرية: '' أبطال قواتنا المسلحة أحبطوا محاولة تسلل للمليشيات الحوثية في جبهة رغوان، شمالي محافظة مأرب، بعد رصد وتعقب تلك المجاميع واستهدافها بالنيران المناسبة لتلوذ بالفرار''.
وذكرت المصادر بأن القوات كبدت عناصر المليشيات المتسللة عددا من القتلى والجرحى، بالإضافة لتدمير أسلحة ثقيلة ومتوسطة، فيما استشهد أحد أبطال قواتنا وأصيب 4 آخرين.
وفي ذات الوقت، رصدت قوات الجيش مجاميع لعناصر المليشيات أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع عسكرية في جبهة مدغل، وأوقعتها في كمين ناجح، حيث دارت مواجهات عنيفة لاذت إثرها عناصر المليشيات بالفرار بعدما تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفي الجبهة الشمالية الغربية لمحافظة مأرب رصدت أجهزة الاستخبارات والاستطلاع مجاميع لعناصر من مليشيات الحوثي الإرهابية أثناء محاولتها زراعة ألغام وعبوات متفجرة في الخطوط الأمامية، وتعاملت مع تلك المجاميع بدقة عالية باستهدافها بالسلاح المناسب.
وفي الجبهة الجنوبية، أحبطت القوات المسلحة محاولة تسلل للمليشيات الحوثية بقطاعي الفليحة، والبلق.
وقالت مصادر عسكرية في الجبهة الجنوبية للمحافظة إن القوات تعاملت بدقة في إفشال جميع محاولات التسلل التي نفذتها مجاميع المليشيات عقب رصد تحركاتها، وأجبرتها على التراجع متكبدة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وفي ذات الوقت، واصلت المليشيات الحوثية أعمالها العدائية باستهداف مواقع الجيش الوطني بالقصف المدفعي وقذائف الدبابات وصواريخ الكاتيوشا في عدة جبهات، حيث ردت القوات على هذه الاعتداءات باستهداف مصادر النيران وتدمير مرابضها، ومواقعها وإسكاتها.
بالتزامن، تعاملت الدفاعات الجوية للجيش بفاعلية مع الطيران المسيّر المفخخ والاستطلاعي للمليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران في عدة جبهات قتالية بالمحافظة.
إلى ذلك، نجحت القوات الحكومية في إعطاب معدات وآليات حفر ثقيلة للمليشيات الحوثية كانت تستخدمها لاستحداث تحصينات وطرقات وأوكار جديدة في عدة قطاعات من الجبهات الشمالية والشمالية الغربية وفي الجبهات الجنوبية للمحافظة.
وتستمر اعتداءات مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا على مواقع الجيش في مختلف جبهات القتال بمأرب باستخدام المدفعية، وقذائف الهاون، والطيران المسيّر، وتقف القوات المسلحة بكل قوة وصلابة أمام هذ الإعتداءات.