موقع 24:
2024-07-08@21:15:41 GMT

تقرير: حرب مكافحة التمرد تعقّد مهمة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

تقرير: حرب مكافحة التمرد تعقّد مهمة إسرائيل في غزة

تطرق الأستاذ السابق لمادة التاريخ مارشال بو إلى توصيف كثر للحرب الإسرائيلية على حماس، بأنها "حرب مكافحة تمرد".

لم تنته حروب الاحتلال بشكل جيد لقوى الاحتلال أو الخاضعين لها في العصر الحديث


 وكتب بو في موقع "رسبونسيبل ستيتكرافت" أنه ليس لدى حماس "جيش" بأي معنى مقبول للكلمة. يتألف الذراع العسكري لحماس إلى حد معقول من كونفدرالية مقاتلي عصابات جيدة التنظيم والتمويل.

هدف الجيش الإسرائيلي هو قتل مقاتلي حماس أو إعاقتهم، وترك المدنيين وشأنهم قدر الإمكان، حسب قوله.
لكن الجيش الإسرائيلي لا يخوض حقاً حرب مكافحة تمرد في غزة. من الأفضل فهم قتاله على أنه "حرب احتلال". لقد غادر الإسرائيليون غزة سنة 2005، والآن عادوا كمحتلين بحكم الأمر الواقع. لا يعني هذا التوصيف أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة على المدى الطويل. قد يبقى هناك، وقد لا يبقى. إنه بالأحرى وصف مناسب للوضع العسكري الصعب والخطير الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي اليوم. الفرق بين الحربين

في حرب مكافحة التمرد، على الأقل كما يفهمها السياسيون والمنظرون الذين يصرون على أنه تخاض اليوم مثل هذه الحرب، ثمة متمردون ومدنيون. لدى المتمردين دوافع سياسية وهم مسلحون بشكل جيد ومميتون. المدنيون هم ببساطة يقفون "في الطريق". هم محايدون سياسياً، إن لم يكونوا داعمين تماماً للقوات المرسلة "لمساعدتهم".

 


من وجهة نظر خبراء مكافحة التمرد، يريد معظم المدنيين فقط أن تنتهي الحرب حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم. وتقدم العمليات الألمانية الغربية ضد جماعة الجيش الأحمر مثلاً على حرب مكافحة التمرد، كما هو الحال ربما مع الجهود الأمريكية ضد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين. في تلك الحالات، كان من الصعب التعرف إلى المتمردين، لكنهم لم يتمتعوا عموماً بدعم السكان المحليين. جعل هذا الوضع العمليات العسكرية أسهل.
لكن في حرب الاحتلال، ثمة متمردون ومدنيون معادون. الفارق الحاسم هنا هو أن المدنيين غير وديين تجاه قوات الاحتلال. مهما كانت ميولهم السياسية، يعتقد الخاضعون للاحتلال أن على القوات الأجنبية العودة إلى وطنها. قد لا يكون المدنيون مقاتلين نشطين ولكن من المرجح أن يقدموا المساعدة للمتمردين على أسس قومية فقط.

أمثلة عدة.. فيتنام في مقدمتها من هذا المنطلق، إن حروب الاحتلال التي أطلقت عليها غالباً القوى المحتلة اسم "حروب مكافحة التمرد" بشكل دعائي كانت شائعة وقاتلة في العصر الحديث. لا يحتاج المرء إلا أن يتذكر البريطانيون في ماليزيا والأمريكيين في فيتنام والفرنسيون في فيتنام والجزائر والسوفييت في أفغانستان والأمريكيين في العراق وأفغانستان. في تلك الحالات، كان من الصعب التعرف الى المتمردين، لكن – وهو أمر مهم للغاية – كان الكثير من السكان المحليين معادين لقوات الاحتلال بشكل مؤكد. جعل هذا الوضع العمليات العسكرية أكثر صعوبة.
منذ البداية، قالت الولايات المتحدة إنها تخوض حرباً لمكافحة التمرد في فيتنام الجنوبية، وهي "نوع مختلف من الحرب" كما قال عنها البنتاغون والإدارات الرئاسية المتعاقبة. لم تغزُ الولايات المتحدة فيتنام الشمالية وقالت إنها لم تغزُ فيتنام الجنوبية. لكن الغزو هو ما فعتله. أرسلت الولايات المتحدة 2.6 مليون عسكري إلى فيتنام الجنوبية على مدار الحرب؛ وفي ذروة العمليات، كان هناك أكثر من نصف مليون رجل. احتلت الولايات المتحدة، بشكل أساسي، جزءاً كبيراً من فيتنام الجنوبية. مجزرة وتحقيقات أمريكية

أحد الأماكن التي احتلتها الولايات المتحدة كانت مقاطعة كوانغ ناي على الساحل الشمالي الشرقي لفيتنام الجنوبية. هذا هو المكان الذي وقعت فيه مذبحة ماي لاي. قامت القوات البرية الأمريكية في كوانغ ناي بمطاردة الفيتكونغ، أي المتمردين حسب نظرية مكافحة التمرد، والاشتباك معهم. لكنها واجهت أيضاً سكاناً من الفيتناميين الجنوبيين الذين كانوا معادين بشدة للأمريكيين. قام السكان المحليون بقنصهم وزرعوا الفخاخ المتفجرة والألغام، وساعدوا الفيتكونغ، وكانوا متورطين بشكل عام في المقاومة المناهضة لأمريكا.

  

History Shows Israel May Never Win A 'War Of Occupation'

Fighting well organized guerrilla fighters amid a hostile civilian population is a recipe for defeat https://t.co/xJVwmnOmQR

— Quincy Institute (@QuincyInst) December 19, 2023


أدركت القوات الأمريكية عداء السكان الفيتناميين في كوانغ ناي، وهم السكان الذين كانوا يدافعون عنها اسمياً. في أعقاب مذبحة ماي لاي، أجرى الجيش الأمريكي تحقيقاً لمعرفة الخطأ الذي حدث في استراتيجيتهم لمكافحة التمرد. سأل المحققون الجناة عن سبب قتلهم للمدنيين. كثيراً ما رد الجنود بالقول إنهم لم يعرفوا أنهم "مدنيون". كان جميع الفيتناميين في كوانغ ناي، كما زعمت القوات الأمريكية، "متعاطفين مع الفيتكونغ" وبالتالي خطرين. من المهم إدراك أن الجنود الأمريكيين لم يكونوا يقولون إنه "من الصعب التمييز بين المقاتلين والمدنيين". قالوا إن جميع المدنيين كانوا يشكلون تهديداً محتملاً.

رأي سكان غزة في غزة، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه في وضع مماثل لما واجهه الجيش الأمريكي في مقاطعة كوانغ ناي. الإسرائيليون هناك اسمياً في مهمة لمكافحة التمرد. ولكن في الواقع، لقد احتلوا غزة. لا تريد حماس وجودهم هناك، لكن معظم سكان غزة الذين يعانون تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي لا يريدون ذلك أيضاً. في استطلاع للرأي أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، قال 57 في المئة من سكان غزة إن حماس كانت "على حق" في مهاجمة إسرائيل في السابع من أكتوبر. وقال 97 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع إن الإسرائيليين يرتكبون "جرائم حرب" في غزة.
تجعل هذه الحقيقة، أي وجود سكان معادين بشكل موحد تقريباً، العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي صعبة للغاية. يتعين على القوات الإسرائيلية أن تحارب حماس، ولكن يتعين عليها أيضاً أن تشعر بالقلق إزاء المدنيين الفلسطينيين المعادين الذين يعيشون تحت ما يعتبره الفلسطينيون احتلالاً من الجيش الإسرائيلي. إن مخاطر القيام بعمليات عسكرية في مثل هذا الإطار كثيرة، ولكن الأهم، على الأقل من وجهة حماية المدنيين، هو أن الجيش الإسرائيلي سينظر إلى السكان المعادين في غزة على أنهم "متعاطفون مع حماس" مع نتائج مأسوية. هل تعلمت إسرائيل الدرس؟ لقد تجلت المخاطر الكامنة في حرب الاحتلال بشكل واضح في 15 ديسمبر (كانون الأول) عندما قتل الجيش الإسرائيلي 3 رهائن إسرائيليين في مدينة غزة. وفق الجيش الإسرائيلي، حددت القوات الإسرائيلية "عن طريق الخطأ 3 رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً" بالرغم من أنهم كانوا غير مسلحين، وكانوا يلوحون بالعلم الأبيض.

ومضى الجيش الإسرائيلي ليوضح أن عمليات القتل انتهكت قواعد الاشتباك الإسرائيلية. بالطبع انتهكتها، لكن هذا يغفل النقطة الأساسية: من وجهة نظر القوات البرية الإسرائيلية، يُنظر إلى جميع سكان غزة، بغض النظر عن مدى براءتهم، على أنهم يشكلون تهديداً. وينطبق هذا بشكل خاص على الذكور في سن الخدمة العسكرية وجميع الرهائن الإسرائيليين الثلاثة المقتولين كانوا من الذكور في سن الخدمة العسكرية.
وفق الكاتب، لم تنته حروب الاحتلال بشكل جيد لقوى الاحتلال أو الخاضعين لها في العصر الحديث. عادة ما يعاني المدنيون المعادون الذين تعتبرهم قوة الاحتلال "متعاطفين" من معاناة هائلة بينما تغادر قوة الاحتلال مهزومة. وكان هذا هو الحال في الجزائر وفيتنام (مرتين) وأفغانستان (مرتين). يدرك الجيش الإسرائيلي هذا الواقع جيداً، حيث خاض حرب احتلال في جنوب لبنان وخسرها بشكل متقطع في الفترة بين 1982 و2000. وختم بو: "يتعين رؤية ما إذا كان الإسرائيليون قد تعلموا حقاً هذا الدرس".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی فیتنام الجنوبیة الاحتلال بشکل سکان غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إصابة 8 إسرائيليين وحرائق بالجليل بعد قصف مكثف لحزب الله

أصيب 8 إسرائيليين بينهم 5 جنود، كما اندلعت حرائق في شمال إسرائيل جراء قصف مكثف من حزب الله اللبناني على منطقة الجليل الأعلى في شمالي إسرائيل.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإصابة 3 إسرائيليين، جروح أحدهم خطيرة، جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان وسقط على أحد المباني في الجليل الغربي، كما أصيب 5 جنود، حالة أحدهم حرجة، في قصف لحزب الله استهدف منطقة الجليل.

كما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن الجيش الإسرائيلي تأكيده إصابة جندي في قصف صاروخي استهدف موقعا للجيش قرب بلدة زرعيت شمالي إسرائيل.

وفي وقت سابق، أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة إسرائيلي بجروح خطيرة في بلدة كفار زيتيم واشتعال حرائق عدة في محيط طبريا إثر إطلاق صواريخ حزب الله.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن 10 فرق إطفاء و6 طائرات تعمل بمنطقة الجليل الأدنى لإخماد حرائق نتيجة صواريخ أطلقت من لبنان.

وقالت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية إن فرقها تتعامل مع 3 بؤر حرائق بعد سقوط صواريخ في الجليل الأعلى والجليل الأدنى.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن نحو 20 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه الجليل الأدنى، كما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 60 صاروخا على جبل ميرون.

حزب الله يقصف مناطق أبعد

من جهته، قال حزب الله إنه قصف موقع بياض بليدا بالأسلحة الصاروخية وحقق إصابة مباشرة، كما أعلن أنه أوقع قتلى وجرحى جراء قصفه تحرُّكًا "لجنود العدو في موقع بركة ريشا بالصواريخ الموجهة".

وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال الحزب إنه قصف قاعدة نيمرا غرب طبريا بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على الاغتيال الذي نفذه الجيش الإسرائيلي أمس في البقاع شرقي لبنان، في حين رد الجيش الإسرائيلي بشن غارات على عمق 25 كيلو مترا داخل لبنان على غرار غارات الحزب.

وأفاد حزب الله بأن مقاتليه استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع الراهب الإسرائيلي، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة، كما قال إنه قصف موقع البغدادي الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية.

ودوت صفارات الإنذار صباح اليوم الأحد، في بعض المناطق شمالي إسرائيل للمرة الأولى منذ بدء الاشتباكات الحدودية.

ويأتي هذا التصعيد بعد غارة جوية إسرائيلية أمس السبت استهدفت سيارة في بلدة شعث في بعلبك بمنطقة البقاع شرقي لبنان، أعلن بعدها حزب الله مقتل أحد جنوده في الاشتباكات الحدودية، لترتفع حصيلة قتلاه إلى 361.

الاحتلال يرد

من جانبها، أكدت مراسلة الجزيرة انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء قرى حدودية في جنوب لبنان.

وذكر جيش الاحتلال أنه قصف شمال صور على عمق 25 كيلو مترا داخل الحدود اللبنانية، على غرار العمق الذي استهدفه حزب الله بالصواريخ في الجليل الأدنى.

وفي جنوبي لبنان، أفادت مراسلة الجزيرة بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت أطراف بلدتي يارون ومارون الراس.

وقالت إن الطيران الإسرائيلي أغار على بلدتي الناقورة وعيتا الشعب وبلدة معروب في قضاء صور جنوبي لبنان.

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي توترا شديدا وتبادلا متقطعا للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

مقالات مشابهة

  • لابيد يحدد نقطة ضعف الجيش الإسرائيلي
  • هل تكذب إسرائيل في حجم خسائرها؟
  • 10 أشهر من جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة
  • إصابة 8 إسرائيليين وحرائق بالجليل بعد قصف مكثف لحزب الله
  • جالانت: صفقة التبادل مع حماس لا تُلزمنا بتهدئة على الجبهة الشمالية إلا باتفاق مع حزب الله
  • 10 أشهر من العدوان.. والجرائم الإسرائيلية مستمرة
  • وزارة الصحة بغزة: مقتل 16 شخصا بهجوم إسرائيلي على مدرسة للأونروا تؤوي نازحين
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل وجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • رئيس الموساد إلى قطر ضمن محاولات التوصل إلى هدنة في غزة