موقع 24:
2025-01-23@19:07:11 GMT

تقرير: حرب مكافحة التمرد تعقّد مهمة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

تقرير: حرب مكافحة التمرد تعقّد مهمة إسرائيل في غزة

تطرق الأستاذ السابق لمادة التاريخ مارشال بو إلى توصيف كثر للحرب الإسرائيلية على حماس، بأنها "حرب مكافحة تمرد".

لم تنته حروب الاحتلال بشكل جيد لقوى الاحتلال أو الخاضعين لها في العصر الحديث


 وكتب بو في موقع "رسبونسيبل ستيتكرافت" أنه ليس لدى حماس "جيش" بأي معنى مقبول للكلمة. يتألف الذراع العسكري لحماس إلى حد معقول من كونفدرالية مقاتلي عصابات جيدة التنظيم والتمويل.

هدف الجيش الإسرائيلي هو قتل مقاتلي حماس أو إعاقتهم، وترك المدنيين وشأنهم قدر الإمكان، حسب قوله.
لكن الجيش الإسرائيلي لا يخوض حقاً حرب مكافحة تمرد في غزة. من الأفضل فهم قتاله على أنه "حرب احتلال". لقد غادر الإسرائيليون غزة سنة 2005، والآن عادوا كمحتلين بحكم الأمر الواقع. لا يعني هذا التوصيف أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة على المدى الطويل. قد يبقى هناك، وقد لا يبقى. إنه بالأحرى وصف مناسب للوضع العسكري الصعب والخطير الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي اليوم. الفرق بين الحربين

في حرب مكافحة التمرد، على الأقل كما يفهمها السياسيون والمنظرون الذين يصرون على أنه تخاض اليوم مثل هذه الحرب، ثمة متمردون ومدنيون. لدى المتمردين دوافع سياسية وهم مسلحون بشكل جيد ومميتون. المدنيون هم ببساطة يقفون "في الطريق". هم محايدون سياسياً، إن لم يكونوا داعمين تماماً للقوات المرسلة "لمساعدتهم".

 


من وجهة نظر خبراء مكافحة التمرد، يريد معظم المدنيين فقط أن تنتهي الحرب حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم. وتقدم العمليات الألمانية الغربية ضد جماعة الجيش الأحمر مثلاً على حرب مكافحة التمرد، كما هو الحال ربما مع الجهود الأمريكية ضد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين. في تلك الحالات، كان من الصعب التعرف إلى المتمردين، لكنهم لم يتمتعوا عموماً بدعم السكان المحليين. جعل هذا الوضع العمليات العسكرية أسهل.
لكن في حرب الاحتلال، ثمة متمردون ومدنيون معادون. الفارق الحاسم هنا هو أن المدنيين غير وديين تجاه قوات الاحتلال. مهما كانت ميولهم السياسية، يعتقد الخاضعون للاحتلال أن على القوات الأجنبية العودة إلى وطنها. قد لا يكون المدنيون مقاتلين نشطين ولكن من المرجح أن يقدموا المساعدة للمتمردين على أسس قومية فقط.

أمثلة عدة.. فيتنام في مقدمتها من هذا المنطلق، إن حروب الاحتلال التي أطلقت عليها غالباً القوى المحتلة اسم "حروب مكافحة التمرد" بشكل دعائي كانت شائعة وقاتلة في العصر الحديث. لا يحتاج المرء إلا أن يتذكر البريطانيون في ماليزيا والأمريكيين في فيتنام والفرنسيون في فيتنام والجزائر والسوفييت في أفغانستان والأمريكيين في العراق وأفغانستان. في تلك الحالات، كان من الصعب التعرف الى المتمردين، لكن – وهو أمر مهم للغاية – كان الكثير من السكان المحليين معادين لقوات الاحتلال بشكل مؤكد. جعل هذا الوضع العمليات العسكرية أكثر صعوبة.
منذ البداية، قالت الولايات المتحدة إنها تخوض حرباً لمكافحة التمرد في فيتنام الجنوبية، وهي "نوع مختلف من الحرب" كما قال عنها البنتاغون والإدارات الرئاسية المتعاقبة. لم تغزُ الولايات المتحدة فيتنام الشمالية وقالت إنها لم تغزُ فيتنام الجنوبية. لكن الغزو هو ما فعتله. أرسلت الولايات المتحدة 2.6 مليون عسكري إلى فيتنام الجنوبية على مدار الحرب؛ وفي ذروة العمليات، كان هناك أكثر من نصف مليون رجل. احتلت الولايات المتحدة، بشكل أساسي، جزءاً كبيراً من فيتنام الجنوبية. مجزرة وتحقيقات أمريكية

أحد الأماكن التي احتلتها الولايات المتحدة كانت مقاطعة كوانغ ناي على الساحل الشمالي الشرقي لفيتنام الجنوبية. هذا هو المكان الذي وقعت فيه مذبحة ماي لاي. قامت القوات البرية الأمريكية في كوانغ ناي بمطاردة الفيتكونغ، أي المتمردين حسب نظرية مكافحة التمرد، والاشتباك معهم. لكنها واجهت أيضاً سكاناً من الفيتناميين الجنوبيين الذين كانوا معادين بشدة للأمريكيين. قام السكان المحليون بقنصهم وزرعوا الفخاخ المتفجرة والألغام، وساعدوا الفيتكونغ، وكانوا متورطين بشكل عام في المقاومة المناهضة لأمريكا.

  

History Shows Israel May Never Win A 'War Of Occupation'

Fighting well organized guerrilla fighters amid a hostile civilian population is a recipe for defeat https://t.co/xJVwmnOmQR

— Quincy Institute (@QuincyInst) December 19, 2023


أدركت القوات الأمريكية عداء السكان الفيتناميين في كوانغ ناي، وهم السكان الذين كانوا يدافعون عنها اسمياً. في أعقاب مذبحة ماي لاي، أجرى الجيش الأمريكي تحقيقاً لمعرفة الخطأ الذي حدث في استراتيجيتهم لمكافحة التمرد. سأل المحققون الجناة عن سبب قتلهم للمدنيين. كثيراً ما رد الجنود بالقول إنهم لم يعرفوا أنهم "مدنيون". كان جميع الفيتناميين في كوانغ ناي، كما زعمت القوات الأمريكية، "متعاطفين مع الفيتكونغ" وبالتالي خطرين. من المهم إدراك أن الجنود الأمريكيين لم يكونوا يقولون إنه "من الصعب التمييز بين المقاتلين والمدنيين". قالوا إن جميع المدنيين كانوا يشكلون تهديداً محتملاً.

رأي سكان غزة في غزة، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه في وضع مماثل لما واجهه الجيش الأمريكي في مقاطعة كوانغ ناي. الإسرائيليون هناك اسمياً في مهمة لمكافحة التمرد. ولكن في الواقع، لقد احتلوا غزة. لا تريد حماس وجودهم هناك، لكن معظم سكان غزة الذين يعانون تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي لا يريدون ذلك أيضاً. في استطلاع للرأي أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، قال 57 في المئة من سكان غزة إن حماس كانت "على حق" في مهاجمة إسرائيل في السابع من أكتوبر. وقال 97 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع إن الإسرائيليين يرتكبون "جرائم حرب" في غزة.
تجعل هذه الحقيقة، أي وجود سكان معادين بشكل موحد تقريباً، العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي صعبة للغاية. يتعين على القوات الإسرائيلية أن تحارب حماس، ولكن يتعين عليها أيضاً أن تشعر بالقلق إزاء المدنيين الفلسطينيين المعادين الذين يعيشون تحت ما يعتبره الفلسطينيون احتلالاً من الجيش الإسرائيلي. إن مخاطر القيام بعمليات عسكرية في مثل هذا الإطار كثيرة، ولكن الأهم، على الأقل من وجهة حماية المدنيين، هو أن الجيش الإسرائيلي سينظر إلى السكان المعادين في غزة على أنهم "متعاطفون مع حماس" مع نتائج مأسوية. هل تعلمت إسرائيل الدرس؟ لقد تجلت المخاطر الكامنة في حرب الاحتلال بشكل واضح في 15 ديسمبر (كانون الأول) عندما قتل الجيش الإسرائيلي 3 رهائن إسرائيليين في مدينة غزة. وفق الجيش الإسرائيلي، حددت القوات الإسرائيلية "عن طريق الخطأ 3 رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً" بالرغم من أنهم كانوا غير مسلحين، وكانوا يلوحون بالعلم الأبيض.

ومضى الجيش الإسرائيلي ليوضح أن عمليات القتل انتهكت قواعد الاشتباك الإسرائيلية. بالطبع انتهكتها، لكن هذا يغفل النقطة الأساسية: من وجهة نظر القوات البرية الإسرائيلية، يُنظر إلى جميع سكان غزة، بغض النظر عن مدى براءتهم، على أنهم يشكلون تهديداً. وينطبق هذا بشكل خاص على الذكور في سن الخدمة العسكرية وجميع الرهائن الإسرائيليين الثلاثة المقتولين كانوا من الذكور في سن الخدمة العسكرية.
وفق الكاتب، لم تنته حروب الاحتلال بشكل جيد لقوى الاحتلال أو الخاضعين لها في العصر الحديث. عادة ما يعاني المدنيون المعادون الذين تعتبرهم قوة الاحتلال "متعاطفين" من معاناة هائلة بينما تغادر قوة الاحتلال مهزومة. وكان هذا هو الحال في الجزائر وفيتنام (مرتين) وأفغانستان (مرتين). يدرك الجيش الإسرائيلي هذا الواقع جيداً، حيث خاض حرب احتلال في جنوب لبنان وخسرها بشكل متقطع في الفترة بين 1982 و2000. وختم بو: "يتعين رؤية ما إذا كان الإسرائيليون قد تعلموا حقاً هذا الدرس".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی فیتنام الجنوبیة الاحتلال بشکل سکان غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير: ارتفاع معاداة “إسرائيل” بنسبة 340 % عالميًّا بعد حرب الإبادة على غزَّة

وكالات:

كشف تقرير صادر عن المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية عن ارتفاع حاد في حوادث معاداة (إسرائيل) بنسبة 340% بين عامي 2022 و2024، معتبرًا أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة كانت أحد أبرز العوامل التي أدت إلى تصاعد الخطابات والمواقف المعادية لـ(إسرائيل) عالميًا.

وأشار التقرير، الذي أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست” الثلاثاء، إلى أن جميع الدول التي شملها الاستطلاع شهدت زيادة ملحوظة في عدد حوادث معاداة (إسرائيل)، خاصة تلك المرتبطة بالخطابات المعادية للصهيونية والسياسات الإسرائيلية في المنطقة.

وقد تصاعدت هذه الحوادث بشكل كبير بعد حرب الابادة في غزة في أكتوبر 2023، وما تلاه من جرائم حرب ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.  في الولايات المتحدة، سُجل ارتفاع بنسبة 288% في حوادث معاداة (إسرائيل)، مع وصول الذروة في أبريل 2024.

أما في كندا، فقد كانت الزيادة “أكثر إثارة للقلق”، حيث بلغت 562%، مع كون حوالي ربع الحوادث “عنيفة”، بحسب تعبير الصحيفة. وفي جنوب إفريقيا، سُجلت زيادة بنسبة 185%، مع ظهور تعبيرات واضحة لمعاداة (إسرائيل) مصحوبة بدعوات لمقاطعتها وانتشار الدعاية المعادية لها. وفي آسيا، ظهرت “معاداة (إسرائيل) جديدة” في الصين واليابان وتايوان، مع زيادة المحتوى المعادي على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، بالإضافة إلى مظاهرات معادية لـ(إسرائيل) واستخدام إيماءات نازية في اليابان وتايوان.

وأشار التقرير إلى ارتفاع كبير في معاداة (إسرائيل) عبر الإنترنت، حيث أصبحت مصطلحات مثل “الصهيونية” تُستخدم كغطاء لتعبيرات معادية لليهود. وقد أدى ذلك إلى اعتبار شركة “ميتا” (مالكة فيسبوك) معاداة الصهيونية شكلاً من أشكال معاداة اليهود في سياقات معينة. كما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد لنشر الوعي بالمظاهرات المعادية لـ(إسرائيل)، خاصة بعد الحرب على غزة.

وقالت الدكتورة راحيلي باراتز، رئيسة قسم مكافحة معاداة (إسرائيل) في المنظمة الصهيونية العالمية ومؤلفة التقرير: “تكشف البيانات أن مصطلح ‘الصهيونية’ أصبح رمزًا جديدًا للتعبير عن الكراهية تجاه اليهود. هذه ليست مصادفة، بل هي تغيير متعمد في اللغة يهدف إلى جعل معاداة (إسرائيل) مقبولة اجتماعيًا.”

وأضافت: “عندما يستخدم شخص أو منظمة مصطلح ‘معاداة الصهيونية’، فإنهم غالبًا لا يعبرون عن موقف سياسي شرعي، بل يعيدون إحياء أنماط تاريخية من معاداة اليهود تحت غطاء معاصر من الشرعية. من المهم أن نرى هذا التحول اللغوي كإنذار ليس فقط للمجتمع اليهودي، بل لأي مجتمع ديمقراطي يسعى إلى الحفاظ على قيمه.”، على حد تعبيرها. وتم تقديم التقرير إلى رئيس (إسرائيل)، إسحاق هرتسوغ، الذي نبه إلى أهمية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

وقال هرتسوغ: “هذه الزيادة الكبيرة في معاداة (إسرائيل) تذكرنا بأن علينا أن نكون يقظين في الدفاع عن قيمنا ومجتمعاتنا”، بحسب قوله.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين غرب جنين
  • 12 قتيلا حتى الآن.. الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية في جنين لليوم الثالث
  • تقرير دولي يؤكد متانة ورصانة نظام العراق في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يُعزز من قواته في مدن الضفة الغربية
  • تقرير: جوجل تزود الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال حرب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين
  • الجيش الإسرائيلي يُخطر مواطنين بعدم الوصول إلى أراضيهم غرب بيت لحم
  • تقرير: ارتفاع معاداة “إسرائيل” بنسبة 340 % عالميًّا بعد حرب الإبادة على غزَّة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعلن استقالته ويعترف بفشل الاحتلال
  • الجيش الإسرائيلي ينشئ نقطة عسكرية جديدة في القنيطرة