دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري، إلى تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية، لافتا إلى أن إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يشكل مصدر قلق بالغ، في إشارة إلى إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات في 18 ديسمبر الجاري.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد "خياري" ـ في إحاطته أمام جلسة لمجلس الأمن بشأن عدم الانتشار النووي ـ أنه على الرغم من الاجتماعات العديدة التي عقدها مجلس الأمن بشأن هذه المسألة في عام 2023، فإن كوريا الشمالية لم تستجب للدعوة القوية من مجلس الأمن للامتناع عن إجراء مزيد من عمليات الإطلاق.

وأشار المسؤول الأممي كذلك إلى تمكن كوريا الشمالية من وضع قمر صناعي للاستطلاع في مداره في 21 نوفمبر باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وإعلانها أنها ستطلق عدة أقمار صناعية للاستطلاع في فترة زمنية قصيرة.

وقال "خياري" في هذا الصدد "نكرر أن أي إطلاق من جانب كوريا الشمالية، باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، يعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونحثها بقوة على الامتناع عن مثل هذه الأعمال".

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية كي تصبح مرة أخرى مجالا للتعاون، لاسيما في هذه اللحظة الصعبة بشكل خاص فيما يتعلق بتأمين السلام والأمن العالميين.

ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى الاتحاد والاستفادة الكاملة من أدوات الحوار والدبلوماسية والتفاوض، مع الامتثال الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن. كما حث كوريا الشمالية على تبني الدبلوماسية، بدلا من اختيار العزلة، باعتبارها السبيل الوحيد للمضي قدما.

ولفت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ إلى المخاوف المتعلقة بالوضع الإنساني في كوريا الشمالية وأكد أن الأمم المتحدة على استعداد لمساعدة كوريا الشمالية في تلبية احتياجات سكانها الضعفاء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجلس الأمن كوريا الشمالية الصواريخ الباليستية شبه الجزيرة الكورية کوریا الشمالیة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

هل تُغير هاريس سياسة "الصبر الاستراتيجي" مع كوريا الشمالية؟

مع اقتراب موعد التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم 5 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، يتعين على نائب الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي في هذه الانتخابات كامالا هاريس أن تستعد في حال فوزها وتولي مهام المنصب يوم 20 يناير (كانون الثاني) المقبل لمواجهة التحدي الخطير الذي تمثله كوريا الشمالية للأمن القومي الأمريكي.

ويقول مالكلوم ديفز المحلل البارز في معهد السياسة الاستراتيجي الأسترالي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأسترالية في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية إن استمرار سياسة "الصبر الاستراتيجي" التي تتبناها إدارة الرئيس جو بايدن حالياً بمثابة طريق إلى الفشل.

My thoughts on how a #HarrisWalz Administration should approach the challenge of a #nuclear #NorthKorea in @TheNatlInterest : Kamala Harris Faces A Problem: America Must Live with a Nuclear North Korea https://t.co/sz0TLXcn92

— Dr. Malcolm Davis ???????????????????????? (@Dr_M_Davis) September 17, 2024 الترسانة الشمالية

ويرى ديفز أن هذه السياسة لم تمنع بيونغ يانغ من زيادة وتحديث ترسانتها النووية بسرعة بما في ذلك إنتاج صواريخ نووية تكتيكية يمكن استخدامها لابتزاز وقهر جارتها كوريا الجنوبية.

والحقيقة أن أي فشل للولايات المتحدة في كبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية يثير خوف كوريا الجنوبية من عدم فاعلية الردع النووي الأمريكي بالنسبة لبيونغ يانغ. لذلك يدور حديث قوي في سول بشأن ضرورة امتلاك البلاد ترسانتها النووية للرد على النمو السريع للترسانة النووية في الشمال، أو على الأقل التوصل إلى ترتيبات معينة تتيح عودة بعض القوات النووية الأمريكية إلى شبه الجزيرة الكورية.

ويحذر الباحث في العلاقات الصينية الغربية في جامعة بوند الأسترالية سابقاًمن أن استمرار الصبر الاستراتيجي لإدارة بايدن في عهد هاريس سيؤدي إلى الانتشار النووي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وربما في جنوب آسيا.

ويتعين على الإدارة الجديدة تعزيز الردع على كافة المستويات وبطريقة واضحة لبيونغ يانغ فالولايات المتحدة تحتاج إلى الخروج من فخ الصبر الاستراتيجي.

ضمانات أمريكية أمنية

وتذكر المجلة في تحليلها، أنه في حال فوزها بالرئاسة، ينبغي على هاريس إعادة تأكيد أن ضمانات الأمن التي تقدمها الولايات المتحدة لكل من اليابان وكوريا الجنوبية بما في ذلك باستخدام قوة الردع النووي الأمريكية مازالت قوية ويعتمد عليها. ويجب أن تتعزز هذه التحركات بتغييرات مرئية في طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

وترى المجلة، أنه يتحتم على الإدارة الجديدة تأييد دعوات أعضاء الكونغرس لإعادة التسلح بالصواريخ النووية التي تنطلق من البحر كجزء من المراجعة المقبلة للوضع النووي الأمريكي.

وهذه الصواريخ النووية التي يمكن إطلاقها من البحر كانت مصممة في البداية لاستخدامها مع الغواصات النووية طراز فيرجينيا، والغواصات إس.إس.إن-إكس المستقبلية، وهي تعطي القوات النووية الأمريكية مرونة أكبر. كما أنها تؤكد امتلاك الولايات المتحدة للمزيد من الخيارات في التعامل مع التهديد النووي الكوري الشمالي، بعيداً عن الصواريخ النووية بعيدة المدى.

ومن الواضح أن معاهدة الحد من الأسلحة النووية "نيو ستارت" ستنتهي في 2026، في حين لا تبدو روسيا راغبة في تجديدها.

وفي ظل تحديث القوات النووية الروسية وتحديث وزيادة القوة النووية الصينية، من المحتمل أن تواجه الولايات المتحدة بيئة نووية معادية أكبر.

وعلى إدارة هاريس في حال انتخابها ألا تخاطر بجعل سول تختار بناء ترسانتها النووية الخاصة نتيجة استمرار سياسة الصبر الاستراتيجي.

وعلى مستوى القوة العسكرية التقليدية، على الإدارة الأمريكية الجديدة، تعزيز اتفاقية الأمن المشترك مع كوريا الجنوبية كجزء من تعزيز الردع المتكامل. ويمكن للولايات المتحدة تحسين الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل حول شبه الجزيرة الكورية بحيث يصبح اعتراض الصواريخ الكورية الشمالية مبكراً أمراً ممكناً.

كما أن المحور الثالث من الاتفاقية الأمنية الثلاثية بين الولايات المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة "أوكوس" تفتح الباب أمام احتمال التعاون مع كوريا الجنوبية واليابان في مجال التكنولوجيا لمواجهة تهديدات الصواريخ الفرط صوتية من جانب الصين وكوريا الشمالية وروسيا.

North Korea’s Kim Jong Un has laid out plans to 'exponentially increase' the country’s nuclear weapons, according to the state media, emphasizing the need for a strong military to counter threats from the US and its allies https://t.co/2TMTScBNLK pic.twitter.com/S7B7ejSYhg

— Reuters (@Reuters) September 10, 2024 تعظيم العلاقات مع الحلفاء

ويرى المحلل الاستراتيجي ماكلوم ديفز، أنه ومن موقع الردع القوي يمكن للولايات المتحدة ومن خلال تعظيم العلاقات الدبلوماسية مع الحلفاء والشركاء تقوية موقفها العسكري وتوجيه رسالة واضحة إلى كل من بكين وموسكو وبيونغ يانغ بأن التهديدات النووية غير مقبولة.

والاتصالات الدبلوماسية المحدودة مع بيونغ يانغ لن تكون لها مصداقية ولا فاعلية إذا لم تنطلق من قوة الردع الأمريكية. في الوقت نفسه فإن مثل هذه الاتصالات يجب أن تدرك أيضاً بأن كوريا الشمالية لن تقبل بأي نزع كامل وقابل للتحقق لسلاحها النووي.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن على الولايات المتحدة التعايش مع كوريا الشمالية النووية، لكن "الصبر الاستراتيجي" الذي يعتمد على انتظار حدوث تغيير من داخل كوريا الشمالية يعد طريقاً نحو الفشل.

مقالات مشابهة

  • في مجلس الأمن، دعوات أممية لاتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء معاناة السودانيين
  • روسيا تدعو إلى حرمان الغرب من إمكانية "التلاعب" بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • مجلس الأمن يعقد اجتماعاً حول الوضع في شمال دارفور
  • موسكو تدعو لحرمان الغرب من إمكانية التلاعب بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • كوريا الشمالية تجري ثاني تجربة صاروخية خلال أسبوع
  • كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية تجاه بحر اليابان
  • كوريا الشمالية تُطلق صواريخ باليستية.. ماذا يحدث في شبه الجزيرة؟
  • كوريا الشمالية تطلق صواريخ بالستية قصيرة المدى
  • هل تُغير هاريس سياسة "الصبر الاستراتيجي" مع كوريا الشمالية؟
  • مجلس الأمن يناقش إيصال المساعدات إلى غزة