بوتين يؤكد «تعاظم» الثالوث النووي الروسي
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، «تعاظم» الثالوث النووي الروسي: البري، والبحري، والجوي، بعدما قامت موسكو بتحديث ترسانتها النووية.
في وقت أبدى بوتين استعداد بلاده للدخول في محادثات مع أوكرانيا، والولايات المتحدة، وأوروبا، بشأن مستقبل كييف «إذا كانوا يرغبون في ذلك»، مشدداً على أن موسكو «ستدافع عن مصالحها الوطنية».
وقال بوتين، خلال اجتماع موسع لمجلس إدارة وزارة الدفاع الروسية في موسكو، أمس، إن دور الثالوث النووي الروسي: البري، والبحري، والجوي، «تعاظم بصورة كبيرة»، لضمان توازن القوى، في ظل «ظهور مخاطر عسكرية ـ سياسية جديدة».
ونقلت «بلومبيرغ» عن بوتين قوله، إن روسيا قامت بتحديث كامل ترساناتها النووية الاستراتيجية تقريباً، حيث إن نسبة الأسلحة الحديثة في قوة روسيا النووية هذا العام «وصلت إلى 95 %، وفي المكون البحري بنسبة 100 % تقريباً».
وتابع أن صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع من نظيرتها في الغرب، وأن موسكو ستواصل تطوير قواتها النووية والحفاظ على جاهزيتها القتالية على مستوى عالٍ، مؤكداً العمل على تحسين الاتصالات العسكرية، والاستطلاع، والاستهداف، وقدرات الأقمار الصناعية.
وجدد بوتين استعداده للحديث عن السلام، قائلاً: «في أوكرانيا، هل أولئك الذين يتعاملون بعدوانية تجاه روسيا، وفي أوروبا، والولايات المتحدة، هل يرغبون في التفاوض؟ دعوهم (يفعلوا ذلك). لكننا سنتفاوض بما يعود بالنفع على مصالحنا الوطنية». وأكد أن القوات الروسية تمتلك زمام المبادرة في ساحة المعركة.
وأعلن بوتين، أن الجيش الأوكراني «يتكبد خسائر فادحة، وأهدر احتياطياته إلى حد كبير، محاولاً أن يظهر بعض نتائج ما يسمى بالهجوم المضاد الذي روج له كثيراً»، بحسب «سبوتنيك».
وأضاف: «بتقييم الوضع على خط التماس القتالي، يمكننا أن نقول بثقة إن قواتنا لديها زمام المبادرة. نحن نفعل ما نعتبره ضرورياً، وما نريده، حيثما نحتاج إليه، وعند الضرورة نقوم بتحسين مواقعنا».
وتابع: «الغرب لن يتخلى عن استراتيجيته المتمثلة في احتواء روسيا، وأهدافها في أوكرانيا. لذلك، لن نتخلى عن أهدافنا في العملية العسكرية الخاصة». وأكمل: «كل المحاولات، كما قالوا في الغرب، لإلحاق هزيمة عسكرية أو استراتيجية بنا، تم إحباطها بشجاعة وصمود جنودنا، واصطدمت بالقوة المتزايدة لقواتنا المسلحة، وإمكانات الصناعة المحلية والإنتاج الحربي».
وأوضح «لن نتخلى عما نملكه، لن نتخلى عن أهداف العملية العسكرية الخاصة»، مضيفاً أن روسيا لا تنوي القتال مع أوروبا. وأفاد بوتين بأن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، «غير مقبولة بالنسبة لروسيا في غضون 10 سنوات، ولا في خلال 20 سنة».
وأضاف: «أريد أن أذكر، مرة أخرى، الدعم الهائل الذي يقدمه مواطنونا، ورجال الأعمال، والمتطوعون، وممثلو المنظمات العامة، والأحزاب، والتجمعات التجارية، وأطفال المدارس، والطلاب، والمتقاعدون، للوحدات القتالية».
وأشاد بوتين، أمام القيادات، بـ«توحيد» المجتمع الروسي «خلف (الحرب) في أوكرانيا»، وقال: «الأهم قد يكون (…) هذا التوحيد العام لكل قوى المجتمع. أشكر هؤلاء الذين يساعدون مقاتلينا على الجبهة».
حضر الاجتماع كبار القادة العسكريين، منهم: وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، ورئيس الأركان العامة، الجنرال فاليري غيراسيموف، ومدير جهاز الأمن الاتحادي، ألكسندر بورتنيكوف.
وقال شويغو إن إنتاج روسيا من الدبابات تضاعف منذ فبراير 2022 بمقدار 5.6 مرات، والمسيرات بمقدار 16.8 مثلاً، وقذائف المدفعية بمقدار 17.5 مرة.
وأضاف: إن موسكو استقطبت 490 ألف جندي عبر «التعاقد»، و«التطوع» في 2023، منوهاً بأنها ستزيد عدد الجنود المتعاقد معهم إلى 745 ألفاً في 2024.
وتابع أن القوات الروسية زرعت حقول ألغام على مساحة 7000 كم/ مربع في أوكرانيا، بعضها بعرض 600 متر، إلى جانب 1.5 مليون حاجز مضاد للدبابات، و2000 كم من الخنادق المانعة لحركة الدبابات.
صحيفة البيان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
من دمشق إلى موسكو.. هذه تفاصيل حياة بشار الأسد الجديدة في المنفى الروسي
منذ أن غادر رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، الأراضي السورية، فجر الثامن من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، اختفت أخباره عن الأنظار، ولم تظهر أي تفاصيل عن حياته الجديدة، إلاّ من بعض التسريبات التي كشفت بعضا من الجوانب الخفية من حياته في المنفى الروسي.
وبحسب عدد من التقارير الصحفية والتحقيقات الاستقصائية، فإن: "الأسد لم يتمكن بعد من التأقلم مع الحياة في موسكو، إذ لا يزال يعيش بعيدا عن الأضواء وعدسات الكاميرات، داخل جدران الشقق الفاخرة، في حياة تبدو أقرب للعزلة".
وكشف موقع "إسرائيل هيوم" العبري، أن: "الأسد يمضي وقته في إحدى الشقق التي اشتراها قبل سقوط نظامه، حينما كان يعد الخطط لاحتمالات سقوط نظامه، إذ يقطن بشقّة في موسكو التي تزيد سماؤها الرمادية خلال فصل الشتاء من "الكآبة" التي يعانيها الأسد بعد خسارته سلطته".
وأوضح الصحافي الذي يتابع حياة الأسد الجديدة من قلب موسكو، عبر تقرير للموقع العبري، أن: "عائلة الأسد، قد اشترت ما لا يقل عن 19 شقة مختلفة في مختلف أنحاء مدينة موسكو على مر السنين. وكان سعر الشقة العادية بالمجمع حوالي 2 مليون دولار في ذلك الوقت".
"مع العلم أن ممثلي الأسد فضلوا الوحدات ذات الأسعار القياسية والأعلى من المعتاد" أبرز التقرير نفسه؛ فيما نقل الموقع العبري، عن الذي عمل لفترة طويلة في مجال العقارات في موسكو (فضّل عدم ذكر اسمه)، كيف "جاء إلينا ممثلو شخصية سورية رفيعة المستوى، مهتمين بشراء شقق فاخرة، وكانوا مولعين جداً بالمشروع ولم يفكروا بالتفاصيل".
وأضاف: "اشتروا شققا عدّة بأسماء أقارب بشار الأسد أو تحت أسماء شركاتهم الخاضعة لسيطرتهم، ودفعوا الثمن".
وأكد خبير العقارات: "شكّلت عمليات شراء الشقق التي جرت، ما يمكن تسميته بـ"تذكرة دخول إلى نادي النخبة في موسكو"، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ "مدينة موسكو هي رمز للمكانة، ومع الرمز تأتي الامتيازات المرتبطة به".
وأوضح: "الدخول إلى نادي النخبة في موسكو، الذي يضم رجال أعمال وسياسيين وأصحاب نفوذ ومكانات اجتماعية، يعني المشاركة في الحياة الاجتماعية"؛ غير أن الصحافي الروسي يؤكّد أن "الأسد يتجنّب هذه الحياة تماما حتى الآن".
وفي السياق ذاته، يقول يقول الصحافي إن: "الأسد تعلّم من درس الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي الذي اشترى الممتلكات والعقارات في أماكن اللجوء المستقبلية، لكنه فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب".
وخلال محاولة تفسير عدم مشاركة الأسد في هذه الحياة، قال: "ربما يكمن التفسير في مرض زوجته أسماء الخطير، أو ربما يكون الأسد نفسه مكتئباً بعد فقدانه السلطة، أو ربما يتلقى تعليمات من أجهزة الأمن الروسية بعدم الخروج دون داع بسبب خطر الاغتيال، لكن هناك شيء واحد لا جدال فيه".
وتابع: "لم ير أحد الأسد في حفلات أو مناسبات أخرى متألقة تفتخر بها النخبة في موسكو"؛ مسترسلا: "نجح الرئيس السوري السابق بالبقاء على قيد الحياة والفرار من سوريا قبل وصول المعارضة إليه، ولم يفرّ خالي الجيوب، بل أخذ معه كل ما يلزم لحياة مريحة خالية من الهموم: الكثير من المال".
ومضى بالقول: "حينما كان الأسد يخطّط لاحتمالات هروبه في حال سقوط نظامه، أيقن أنّه أمام خيارين: إمّا أن تكون متسولّاً خاضعاً لأهواء الدولة المضيفة، أو تكون ثرياً، فيمكنك شراء النفوذ، وترويض وكالات إنفاذ القانون وما إلى ذلك"، مردفا: "سواء شاء أم أبى، فإن المخاوف الأمنية الشخصية تلاحقه إلى العاصمة الروسية".
وأضاف بحسب مصادره في أجهزة الأمن الروسية، بأن: "نصف جهاز الأمن الفيدرالي مكلف بحماية الأسد"، مشيرا إلى أنه: "وإن كان في هذه المعلومة شيء من المبالغة، إلّا أنّ الروس يأخذون أمن الأسد وأفراد عائلته على محمل الجد".
إلى ذلك، يتوقع الصحافي الروسي أن "يخوض الأسد غمار الأعمال التجارية، إن لم يكن شخصياً فمن خلال أبنائه. وقد تم بالفعل بناء الأساس له، استنادا إلى الأموال النقدية التي تم نقلها جواً من سوريا قبل عدة سنوات".
وأشار إلى ما يقوله مطلعون عن: "نقل الأسد 250 مليون دولار من الأوراق النقدية، التي يبلغ وزنها الإجمالي طنين، إلى موسكو في أكثر من 20 رحلة جوية". مبرزا أنه في أيار/ مايو 2022، أسّس ابن عم الأسد إياد مخلوف شركة عقارية في موسكو.
ولفت إلى أنّه: "إذا تعافت أسماء، فقد تنضم إلى العملية، لكن آمال العائلة ترتكز على حافظ الأسد، الابن الأكبر لبشار، الذي أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وبفضل دراسته، يفهم الثقافة الروسية، وهو معروف هناك أيضاً".
وزعم الصحافي بالقول: "إنها ظاهرة شائعة في نادي الدكتاتوريين المخلوعين الذي يتشكل في موسكو، فإن الأطفال يتكيّفون بشكل أسرع مع الوضع الجديد ويجدون طرقاً لاستغلال وضعهم كمنفيين متميزين على النحو الأمثل".
ويضم هذا النادي بحسب الصحافي نفسه، عضوين، هما: بشار الأسد وفيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني السابق، الذي تم إجلاؤه أيضا إلى روسيا قبل لحظات من انهيار نظامه، ويخمّن الروس من هو العضو الثالث في هذا النادي، والتكهنات الشعبية تقول إن نيكولاس مادورو من فنزويلا ربما يكون الضيف الجديد، أو دانييل أورتيغا من نيكاراغوا، أو ربما ألكسندر لوكاشينكو من بيلاروسيا.