تقرير: إسرائيل دمّرت غزة وعجزت أمام حماس
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
في ذروة الضغوط المتزايدة على إسرائيل من حلفائها الغربيين لحملها على كبح حملتها ضد حماس، تمسك الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بموقفه، قائلاً: "ننوي السيطرة على قطاع غزة بأكمله، وتغيير مسار التاريخ”.
شردت ما يقرب من 90%أ من السكان، وسوت أحياء بأكملها بالأرض
ولفت هرتسوغ، في مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء برعاية المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إلى أن"الصراع الحالي هو صراع بين مجموعة من القيم الحضارية"، ووصف الجماعة الفلسطينية المسلحة، التي نفذت هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل، بأنها "قوة الشر".
قبل اندلاع الحرب، كان يُنظر إلى هرتسوغ على نطاق واسع على أنه أكثر "حمائمية" ورصانة في نظر مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية من رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو. ولكن منذ الهجوم، اتخذ هو والعديد من المسؤولين الإسرائيليين الآخرين موقفاً متشدداً، وسخروا من الانتقادات العالمية للقصف الإسرائيلي لغزة، ورفضوا الحديث عن وقف إطلاق النار لإنقاذ حياة الفلسطينيين، وتخفيف الأزمة الإنسانية البشعة. انقسام في مجلس الأمن
ومن المتوقع إجراء تصويت آخر حول هذه المسألة في مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، حيث ظل الدبلوماسيون منقسمين حتى ساعات متأخرة من يوم الثلاثاء بشأن قرار لا يؤدي إلى استخدام الولايات المتحدة لحق النقض. ومع ذلك، بدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، باعتبارها داعمًا قويًا لإسرائيل، مستعدة للإشارة إلى استيائها من ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين - التي تقترب من 20 ألفاً، رغم أنها كانت تضغط من أجل اعتماد صيغة تدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" بدلاً من وقف إطلاق النار.
Analysis | Israel is struggling to destroy Hamas, but it's destroying Gaza - The Washington Post https://t.co/GxIARCi2VJ
— ネット速報 (@netnews777) December 20, 2023
وبشكل منفصل، قد يكون هناك توقف محتمل لمدة أسبوع واحد في المستقبل القريب، إذا واصلت حماس إطلاق سراح حوالي 30 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة. لكن المسؤولين الإسرائيليين واضحون في أنهم مستعدون لحرب طويلة.
وقال هرتسوغ إن إسرائيل لن تتسامح بعد الآن مع كون غزة "منصة لإيران، التي تدفع الجميع إلى هاوية إراقة الدماء والحرب".
ويرى الصحافي إيشان ثارور في تقريره بصحيفة "واشنطن بوست" أن حماس راسخة، ومن الصعب هزيمتها. وحتى بعد شن واحدة من الحملات العسكرية الأكثر كثافة في التاريخ الحديث، لم تتمكن إسرائيل من تحييد سوى جزء صغير من القوة المسلحة للجماعة. وفي هذه العملية، دمرت الأراضي المحاصرة التي تسيطر عليها الحركة، وشردت ما يقرب من 90 في المائة من السكان، وسوت أحياء بأكملها بالأرض، وأثارت كارثة إنسانية مترامية الأطراف، ووجدت نفسها تتأرجح في معركة خاسرة لكسب الرأي العام العالمي.
وأضاف الكاتب أن مستشفيات غزة في حالة انهيار، والقليل منها فقط قادر على العمل، والمرض والجوع يطاردان المنطقة، وأنظمة الصرف الصحي انهارت. وهناك القليل من الكهرباء، وتقريباً لا غاز للطهي.
Israel is struggling to destroy Hamas, but it’s destroying Gaza https://t.co/Mlt8FOp6aE
— Debbie Blane (@revviedebbie) December 20, 2023
تحدث صحافيون مع الفلسطينيين الذين يمضون ساعات كل يوم في بحث يائس عن الطعام والماء.
وقال خليل طافش، وهو أب: "لقد أذلتنا هذه الحرب، في النهاية، نريد فقط أن نعيش. الأطفال يريدون فقط أن يأكلوا ويشربوا. كوالد، ستفعل كل ما في وسعك لتوفير الطعام لأطفالك".
وتتفاقم المخاوف بشأن الوضع الراهن. فقد سوي بالأرض جزء كبير من شمال غزة، الذي كان ذات يوم مكتظا بالسكان، وأصبح الجزء الأكبر من سكان القطاع محشورين في أماكن إقامة مؤقتة بالقرب من معبر رفح الحدودي الجنوبي مع مصر. وصار احتمال نزوح اللاجئين أكثر واقعية - وهو التهجير الذي قد ينظر إليه الكثيرون في المنطقة على أنه لحظة مأساوية أخرى من لحظات سلب الفلسطينيين ممتلكاتهم، وهي صدمة من شأنها أن تزيد من تعكير السياسة في الشرق الأوسط.
Israel ???????? is destroying entire neighborhoods in Gaza instantly. This is barbarism in its cruelest form. pic.twitter.com/K2aRBCFYvH
— Danny Haiphong (@SpiritofHo) December 16, 2023
قال دبلوماسي مصري كبير سابق: "سواء حدث هذا (تدفق اللاجئين) نتيجة لاستراتيجية عسكرية إسرائيلية متعمدة أو بشكل افتراضي، فقد يكون هذا تمييزاً دون فارق".
وفي الوقت نفسه، يقول ثارور إن "حماس لم تُهزم، رغم إصابتها بانتكاسات".
وتسعى إسرائيل إلى قطع رأس قيادتها العسكرية والقضاء على جزء كبير من قدرتها العسكرية. ولكن الحملة المستمرة أثبتت أن هذا الهدف صعب، بغض النظر عن قدرات إسرائيل ومواردها المتفوقة. وحتى تحقيق انتصار شبه كامل في ساحة المعركة لن يقضي على الجماعة، التي لها جذور في المجتمع الفلسطيني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
"حماس": مستعدون للإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف الحرب وإطلاق الأسرى الفلسطينيين
أكد رئيس حركة "حماس" رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، استعداد الحركة للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وقال الحية في بيان مصور: "لقد حرصت قيادة حركةِ حماس وفصائل المقاومةِ، على وقف العدوان الهمجي وحربِ الإبادة على قطاع غزة، وعمِلنا على مدى أكثر من عام ونصف العام من المفاوضات المُضنية لتحقيق هذا الهدف حتى وصلنا لاتفاق السابع عشر من يناير بمراحله الثلاث".
وأضاف: "أوفت الحركة والفصائل الفلسطينية بالتزاماتها كافة في إطار هذا الاتفاق، غير أن نتنياهو وحكومته انقلبا على الاتفاق قبيل استكمال المرحلة الأولى منه، واستأنف ارتكاب أبشع الجرائم وأصناف الإبادة الجماعية، عبر القتل والهدم والتجويع".
وأكد أن "الوسطاءُ عادوا للتواصل معنا لإيجاد مخرج من الأزمة التي افتعلها نتنياهو وحكومته، وقد وافقنا على مقترحهم نهاية شهر رمضان، رغم قناعتنا بأن نتنياهو يصر على استمرار الحرب والعدوان لحماية مستقبله السياسي، الأمر الذي تأكد بعدما رفض نتنياهو مقترح الوسطاء الذي وافقنا عليه".
وشدد على أن "رد نتنياهو على مقترح الوسطاء بمقترح يحمل شروطا تعجيزية، ولا يؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة"، وتابع: في ضوء هذا الموقف الواضح من الاحتلال، فإننا نؤكد على ما يلي:
أولا: استعداد الحركة للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، بحيث يتم إطلاق سراح جميعِ الأسرى لدى المقاومة، وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابل الوقف التام للحرب على شعبنا، والانسحاب الكاملِ من القطاع مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار.
ثانيا: الاتفاقات الجزئية يستعملها نتنياهو وحكومته غطاء لأجندته السياسية، القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه جميعا، ولن نكون جزءا من تمرير هذه السياسة.
ثالثا: المقاومة وسلاحها مرتبط بوجود الاحتلال، وهي حق طبيعي لشعبنا وكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
رابعا: نرحب بموقف السيد آدم بولر المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإنهاء ملف الأسرى والحرب معا، والذي يتقاطع مع موقف الحركة بالاستعداد للتوصل لاتفاقية شاملة حول تبادل الأسرى رزمة واحدة، مقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار.
واختتم قائلا: "أخيرا وبعيدا عن مجريات ونتائج المفاوضات، فإن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري وممارسة الضغوط اللازمة، لإنهاء الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة، حيث يتعرض أكثر من مليوني إنسان للإبادة بالتجويع، وجميع مستلزماتِ الحياة الإنسانية، التي تُعتبر حقا مشروعا، ومكفولا وفقَ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون قيد أو شرط".