الاستفادة من الخبرات .. فرص الأردن الضائعة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
#الاستفادة من #الخبرات .. #فرص #الأردن #الضائعة
#عبد_الفتاح_طوقان
الاردن كان دوما متقدما في القوانين والانظمة والتشريعات ولديه كفاءات وخبرات عالية اسعفت دول الخليج و أمدتها بحاجاتها التعليمية والادارية والامنية والوظيفية وساهمت في بناء قدرات ابنائها و منتسبيها في العديد من الدول ، و انتقلت الخبرات الاردنية الي العالمية بابنائها فبرز منهم كثيرون من المبدعين في مجالات كثيرة منها الطب و الجراحة و الهندسة والقانون و الرياضة و العلوم العسكرية و غيرها فكانوا منارة لغيرهم و محفزون لهم و اعتلوا المناصب في المؤسسات الدولية و الهيئات الاممية بجهدهم الخاص و تفوقهم و”بمفردهم” ودون اي تخطيط مسبق من الحكومة او مسؤولي التخطيط الاستراتيجي مثلما فعلت دول اخرى متقدمة.
و التسائل كيف كان سيكون الوضع لو اهتمت الجهات الحكومية و وزارة التخطيط بوضع استراتيجية لتلك الكفاءات و تنميتها و الاستفادة العلمية و الادارية والاقتصادية منها ؟ و كيف لو عملت علي وضع منصة للمبدعين ترعاهم و تؤهلهم ليكونوا في خدمة الاردن المستقبلي و اعادة ضخهم في الاسواق العالمية كمادة بشرية متميزة عوضا عن تركهم يسبحون في التيار بمفردهم ؟ اين هي خطة الاردن لابنائها ؟
و اليوم الاستفادة من الخبرات في بيئات العمل داخل و خارج الاردن هو أمر حتمي وعلى قدر كبير من الأهمية خصوصا مع الوضع الاقتصادي و المديونية العالية والمشاريع الكبرى المعطلة و غياب الفكر الاستراتيجي و كيفية
التعامل مع الازمات و التي تعالج بنظام “الفزعة” لا بالتحضير المسبق و الرؤي المستقبلية العلمية.
الاردن يمتاز بالقوة البشرية والخبرة و لكن الحكومات لم تستفد منهم في أوقات الأزمات وتقليل النفقات العامة أثناء الأزمات، بل اعتبرتهم عبئا في سوق العمل و البطالة !!! و عدم التعامل معها اضاع كثير من الفرص للاردن.
المؤسف أن عددًا كبيرًا من الحكومات و رؤوسائها لا يحسنون الاستفادة من هذه الكفاءات الموجودة والناجحة في بيئات العمل، وبعضهم الآخر لا ينتبهون إلى المزايا الجمة التي يمكن الحصول عليها من خلال هؤلاء الاردنيون في الخارج و ايضا ممن هم في الداخل و بقتصر اختيارهم علي وزراء ومسؤولون في وظائف عليا من “الشلة” ولارضاء اطراف في المعادلة الجيو سياسية ودون اي اهتمام بمستقبل الاردن الذي كان دوما في مقدمة الدول ثم تراجع وتخطته دويلات و ليس دول و الامثلة لا تعد ولا تحصى. وباتت عملية تدوير الوزراْ بين الحكومات لارضاء البعض و اسكات اخرين هي سمة الفشل الاساسي في انجاح الاردن علي مستويات اقتصادية و سياسية و ضياع الفرص..
وإذا كنا نتحدث عن الاستفادة من الخبرات الاردنية فمن المهم الإشارة إلى أن الأمر يشمل الأكفاء الذين عملوا في الخارج و في اكبر المؤسسات لسنوات وصاروا على قدر كبير من الخبرة وأولئك الذين بالامكان جلبهم من الخارج بغية تأهيل وتدريب الموظفين حتى تكون الاردن قادرة على التعامل مع التحديات المختلفة التي تحدث في الاسواق الاقتصادية و حتى في الامور السياسية بل تكون قادرة على اقتناص الفرص التي قد تعرض بين حين وآخر عوضا عن ضياع الفرص مثلما حدث علي سبيل الذكر لا الحصر مدينة الاعلام و التي انتقلت الي دبي و مدينة الانترنت و التقنيات الحديثة و منطقة تصنيع السيارات وكلها افكارا طموحة اردنية قتلها انكفاء الحكومات و غطرسة بعضها وضعف اخريات، ولعل الاهم الاستفاده من كون الاردن منطقة تاريخية وسطية خصصتها بريطانيا عند تأسيسها لتكون “عبر الاردن” لخدمة التجارة في الشرق الاوسط.
الاردن بلد عظيم ضم و يضم الكثير من الكفاءات و الامتيازات التي لم يستفد منها بطاقتها القصوى وسيكون الاردن اكثر جاذبية لافضل الشركات العالمية التي تبحث عن الحرية والامان و المرونة و التشريعات في الحياة الاقتصادية والعلمية ان تم التخطيط لذلك عوضا عن تركها للصدفة
.
و اقصد لو انتهجت الحكومات التخطيط للتعامل مع التحديات العالمية و حتى لا يتكرر ما حدث عند حضور اللبنانيون وقت الحرب الاهلية في الثمانينيات و لم يجدوا في الاردن البيئة التحتية و لا التسهيلات اللازمة فغادروا الي قبرص وتحديدا مدنها الساحلية مثل لارنكا و ليماسول و بافوس ، و التي زرتها مْؤخرا ووجدت الاستثمارات اللبنانية بالمليارات اتت وقت الحرب اللبنانية و نمت و تضاعفت خلال اربعين عاما عوضا عن كونها بالاردن مثل العقبة التي اراها اكثر تأهيلا ، فهناك في قبرص شركات تجارية و تقنية ومقاولات وابنية و مطاعم و سياحه باموال لبنانية لدرجة انشاء ” الجامعة الامريكية بيروت ” فرعا لها في بافوس غير فلل و شقق يمتلكها اللبنانيون كبيت ثان في قبرص، وامتدت شطارة حكومة قبرص لتشمل جذب استثمارات مصرية ومنها عائلة ساويروس في منطقة “ابيانا” حيث تم انشاء المارينا و الابراج في قبرص وشركة الاتصالات الهاتفية و لم تتوقف الاستثمارات عند العرب بل شملت الاستثمارات الاسرايئلية و الروسية بالمليارات ، بينما مجالس مشتركة اردنية عربية لم تفلح في جذب اي من الاستثمارات ولم نر من مؤسسة الاستثمار او وزارة الاستثمار ما يثلج القلب و يحقق الطموح فضاعت الفرص و
انتصرت ” الشلل” في جني مكاسب التوزير علي حساب الشعب و الوطن و دون اي محاسبة من مجلس النواب او هيئات مكافحة الفساد.
aftoukan@hotmail.com
مقالات ذات صلة 7 نقاط حول حرب الحدود 2023/12/20المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الاستفادة الخبرات فرص الأردن الضائعة الاستفادة من عوضا عن
إقرأ أيضاً:
اتفاقية تبادل معرفي على مستوى سلطات الطيران بين مصر والإمارات
شهد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني مراسم توقيع خطاب نوايا للتعاون بين سلطة الطيران المدني المصري والهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية، بحضور عدد من كبار المسؤولين من الطرفين؛ وذلك بمقر سلطة الطيران المدني المصري، حيث وقّع الاتفاقية من الجانب المصري الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني المصري ، ومن الجانب الإماراتي سيف محمد السويدي مدير عام للهيئة العامة للطيران المدني.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في إطار الاهتمام المشترك لتدعيم التعاون الثنائي بمجالات الذكاء الاصطناعي، والتخطيط الاستراتيجي، وتبادل الخبرات، بما يسهم فى تعزيز قدرات القطاع والإرتقاء بخدماته وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.
اتفق الجانبان على تشكيل لجنة توجيهية مشتركة تتولى متابعة تنفيذ بنود الاتفاقية، وضمان التنسيق المستمر لتحقيق اهدافها .
وعقب مراسم التوقيع، اجتمع وزير الطيران المدني بمدير عام الهيئه العامه للطيران المدني بدولة الإمارات والوفد المرافق له بحضور كل من الملاح سامح فوزى نائب رئيس سلطه الطيران المدني والملاح محمد حسن مستشار رئيس السلطة وعدد من ممثلي سلطه الطيران المدنى المصري.
حيث أكد الدكتور سامح الحفنى أن الاتفاقية تعكس عمق العلاقات الأخوية بين مصر ودولة الإمارات العربية الشقيقة، كما أنها تُمثل خطوة جديدة نحو شراكات تنموية تدعم التحول الرقمي والتطور التقني في قطاع الطيران المدني .
وأضاف الحفني أن الوزارة تحرص على الاستفادة من التجارب الإقليمية الرائدة، خاصةً تجربة دولة الإمارات والتي تُعد نموذجًا ناجحًا في تطوير قطاع الطيران، لافتًا إلى أن هذه الاتفاقية ستفتح آفاقًا واسعة للتعاون المشترك ونقل الخبرات بين الجانبين.
وأكد وزير الطيران المدني على اهتمام الوزارة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مع السعي إلى تحديث البنية التحتية الرقمية وتبني أفضل الممارسات العالمية في التشغيل والإدارة.
و من جانبه، أعرب سيف السويدي مدير عام للهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات العربية المتحدة عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية، مشيداً بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، مؤكداً حرص الهيئة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الجانب المصرى في مجال الطيران المدني، وأهمية تبادل الخبرات والمعرفة لدفع عجلة الابتكار والتطور في هذا القطاع الحيوي، خاصة في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تحسين كفاءة الأداء وتعزيز تجربة المسافرين.
كما أثنى السويدي على جهود قطاع الطيران المدني المصري، وما يشهده من تطورات في مختلف مجالات الطيران، خاصة أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية وكوادر بشرية متميزة قادرة على مواكبة التحديات العالمية في هذا المجال.