أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، يتنافسان في الوقت الراهن في معركة تحد من أجل تحقيق النصر في الحرب التي اندلعت بين الطرفين منذ ما يقرب من عامين في أعقاب العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأشار كاتب المقال بيجوتر سوير، إلى مساعي الرئيس الأوكراني لرفع معنويات جنوده بعد عام قاس من القتال مع القوات الروسية خلال مؤتمر صحفي عقده في كييف بمناسبة نهاية العام، كما أنه سعى لضمان استمرار الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لبلاده والذي تعثر خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث عبر عن ثقته من أن الدعم الأمريكي والأوروبي سوف يستمر لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.

ويلفت المقال إلى تراجع الدول الغربية في موقفها الداعم لأوكرانيا بعد فشل أكبر حليفين لكييف وهما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الحصول موخرا على موافقة لتقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا على الرغم من مساعي الجانب الأوروبي لتقديم أشكال أخرى من الدعم المعنوي وهو ما تجلى في القرار التاريخي الذي توصل إليه الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بالبدء في مباحثات انضمام أوكرانيا لعضوية الاتحاد.

وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، رفض زيلينسكي الاعتراف بأن بلاده على وشك الهزيمة أمام القوات الروسية بعد تعثر الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية منذ عدة أشهر على مواقع روسية وكذلك بعد تحول الجانب الروسي إلى موقف الهجوم على العديد من جبهات القتال.

وعلى الجانب الآخر، كما يشير المقال، نجد الرئيس بوتين يؤكد لقيادات الجيش الروسي أنه ليس لديه النية للتخلي عن أهدافه أو التنازل عما يراه حق يجب الحصول عليه، موضحا أن القوات الروسية تحقق تقدما ملموسا في ساحة القتال، وتأخذ بزمام المبادرة في أرض المعركة وتحصل على كل ما تريد.

وأضاف بوتين، كما يشير المقال، أن أي مباحثات سلام مع أوكرانيا يجب أن تستند على ضمان المصالح الوطنية الروسية لأنه ليس لدينا النية للتنازل عن حقوقنا.

ويشير المقال إلى أن الرئيس بوتين تبنى توجها أكثر حدة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا بمناسبة نهاية العام حيث طالب الجانب الأوكراني بالاستسلام، موضحا أن تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة تظهر قدرا كبيرا من الثقة بالنفس ولاسيما بعد تعثر الهجوم الأوكراني المضاد وتراجع وتيرة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأوكرانيا؛ ما دفع القوات الأوكرانية إلى تقليص العديد من العمليات العسكرية في ساحة القتال
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زيلينسكي بوتين أوكرانيا روسيا القوات الروسیة

إقرأ أيضاً:

تحد واضح لرئيس أمريكا.. ماذا يعنى تصعيد روسيا هجومها عبر خط المواجهة فى أوكرانيا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

زادت العمليات الهجومية للجيش الروسي عبر خط المواجهة، وفقا لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى لضباط أوكرانيين، وتحليل للمعلومات من هيئة الأركان العامة فى كييف والجنود الذين تحدثوا إلى شبكة «سى إن إن» الأمريكية.

وليس واضح بعد ما إذا كانت هذه بداية هجوم كبير فى الربيع من قبل قوات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والذى تحذر منه أوكرانيا منذ بعض الوقت. ومع ذلك، يبدو أن الزعيم الروسي غير مهتم بإغضاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى سيتخذ قراره فى غضون أسابيع إذا كان الكرملين جادا بشأن التوصل إلى السلام، حسبما قال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، الأسبوع الماضي.

أين يدور القتال الحالي؟
لعدة أشهر، اندلعت بعضا من أعنف المعارك فى جنوب بلدة باكروفسك، وهى كانت مركز لوجستى رئيسى للقوات المسلحة الأوكرانية فى منطقة دونيتسك.

وحقق الجيش الأوكرانى العديد من النجاحات التكتيكية الصغيرة منذ بداية العام، مما أدى إلى تراجع تقدم الجيش الروسي ودفعه نحو باكروفسك، حتى مسافة بضعة كيلومترات فقط من وسط البلدة.

لكن قال ضابط استطلاع أوكرانى متمركز فى المنطقة، فى تصريحات للشبكة، إنه خلال الأيام الـ١٠ الماضية، أصبحت القوات المسلحة الروسية أكثر نشاطا مرة أخرى ودفعت بالمزيد من الجنود والمركبات لشن هجمات فى المستقبل.

وأضاف الضابط، الذى رفض الكشف عن هويته لـ«سى إن إن»، «نرى ذلك من خلال الصور التى تلتقطها الطائرات بدون طيار (المسيرات)، ونسمع الروس وهم يتحدثون عن ذلك على الراديو».

ولكن مع الدفاع المستميت عن باكروفسك، قد يكون الجهد الرئيسى للجيش الروسى فى المنطقة هو التقدم غربا وليس شمالا، وفقا للشبكة.

وأعرب عدد من الجنود الأوكرانيين، فى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، عن مخاوف من تطويق محتمل فى موقع واحد وخرق خط الدفاع فى مكان آخر.

وقال جندى أوكراني، عبر حسابه على «تيليجرام»: «دخل خط المواجهة فى هذه المنطقة مرحلة نشطة. الروس لن يتوقفوا»، وأضاف إن الهدف من التقدم الروسى هو بلدة تسمى نوفوبافليفكا. وتابع: «سيدخلون منطقة دنبروبتروفسك، هذه إحدى المهام الرئيسية التى حددتها القيادة الروسية».

وسيكون التحرك نحو دنبروبتروفسك لحظة مهمة لأنها ستكون المرة الأولى التى تطأ فيها أقدام القوات الروسية هناك، وفقا لـ«سى إن إن».

وقال مسؤولو دنبروبتروفسك، أن القوات الروسية على بعد ستة كيلومترات فقط من المنطقة، بينما يتم بالفعل إجلاء الأشخاص الذين يعيشون على طول الحدود.

وبالنسبة لبوتين، وربما المفاوضين الأمريكيين أيضا، يمكن اعتبار أى سيطرة روسية على جزء من دنبروبتروفسك ورقة مساومة مفيدة فى مفاوضات مستقبلية مع أوكرانيا، بحسب الشبكة.

اندفاع روسى على طول الخط الأمامي
لوهانسك هى منطقة واقعة فى أقصى شرق أوكرانيا، والتى تتمتع فيها قوات بوتين بأكبر قدر من السيطرة، فقط بقيت بضعة مواقع فى أيدى أوكرانيا. هنا أيضا، حققت القوات الروسية مكاسب مستمرة فى الأسابيع الأخيرة، خاصة فى شمال بلدة ليمان.

وأظهر تحليل البيانات الذى أجرته «سى إن إن» للاشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية، التى سجلتها هيئة الأركان العامة الأوكرانية، زيادة فى النشاط للجيش الروسي، خلال الأسبوعين الماضيين، على طول جميع مواقع الخط الأمامي.

كيف يقاتل الروس؟
أبلغ الجنود الأوكرانيون عن مجموعة متنوعة من التكتيكات الروسية فى الأسابيع الأخيرة.

فى جنوب منطقة دونيتسك، كشف ضابط أوكرانى عن أن القوات الروسية تتقدم فى أعمدة تتكون من عربات مدرعة، بما فى ذلك حوالى أربع إلى خمس مركبات مشاة قتالية ودبابات.

ولم يخف شكوكه فى احتمالات حدوث تقدم روسى كبير.

وقال القائد الأوكرانى ستانيسلاف بونياتوف، عبر حسابه على «تيليجرام»، إن القوات الروسية هناك تكبدت خسائر فادحة لكنها مستمرة فى القتال دون هوادة. وأضاف: «وحدة واحدة فى هذه المنطقة تخسر من عشرة إلى ٥٠ روسيا يوميا».

ما هو مصير الحرب ومفاوضات السلام؟
فى أفضل السيناريوهات، من المرجح أن تستغرق جهود أوروبا المكثفة لإعادة تسليح أوكرانيا، وسط شكوك حول الدعم العسكرى الأمريكى لكييف، بضع سنوات حتى تؤتى ثمارها، وفقا لـ«سى إن إن».

ويقول المحللون إنه بينما قطعت صناعة الدفاع الأوكرانية خطوات كبيرة، فإنها لا تزال تعتمد على حلفائها.

وتحت ضغط من واشنطن، يظل الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، ملتزما علنا بإنهاء الحرب، طالما أنه اتفاق سلام عادل وآمن ولا يسمح لروسيا باستئناف القتال لاحقا.

من جانبه، يقول الكرملين إنه يريد السلام أيضا، ولكن فقط إذا تمت معالجة الأسباب الجذرية للصراع، مما يعنى تراجع أوكرانيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو» وأن تخضع إلى نفوذ موسكو، بحسب الشبكة.

ولكن إعلان بوتين، الأسبوع الماضي، عن أكبر عملية تجنيد منذ أكثر من ١٠ سنوات، وطموحه المعلن لبناء جيش يضم ١.٥ مليون جندى نشط، يشير أكثر إلى حملة استنزاف أكثر من أى نية للتوقف.
 

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا: تسجيل 58 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية
  • الدفاع الروسية: أكثر من 175 عسكريًا خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك خلال 24 ساعة
  • روسيا تشيد بـفهم ترامب وأوكرانيا تثني على دور أردوغان
  • جامعة أفريقيا العالمية.. جسر السودان الذي مزقته الحرب
  • الرئيس الأوكراني: مئات الصينيين يقاتلون لصالح روسيا
  • تحد واضح لرئيس أمريكا.. ماذا يعنى تصعيد روسيا هجومها عبر خط المواجهة فى أوكرانيا؟
  • هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا والصين تدخل على خط الأزمة
  • تقارير فظيعة عن الاستعباد الجنسي الذي مارسته الدعم السريع بالسودان
  • ما الذي تستفيده إيران من معاهدة الشراكة مع روسيا؟
  • الخارجية ترحب بالموقف الذي أعلنه الرئيس ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطين