قال علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الاهتمام بالأسماء والمسميات له أثر كبير في عقلية المجتمع، وفيما يتبناه الناس، وفي تكيف العلاقات، ولذلك أُمِرنا في الشريعة بألا نتلاعب بالأسماء في مقابل المسميات والمعاني، يقول ربنا سبحانه وتعالى -وهو يحذر من الشرك ومن الوقوع فيه، بناء على التلاعب بالأسماء-: (إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الهُدَى).

ويخبر النبي ﷺ أن هذه العلة سوف تصيب أمته، وأن بعض الناس سوف يستحلون الحرام بناء على تلاعبهم بهذه القضية، فقد ثبت أن «أبا مسلم الخولاني حج، فدخل على عائشة -زوج النبي ﷺ- فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها، فجعل يخبرها، فقالت: كيف يصبرون على بردها ؟ قال: يا أم المؤمنين، إنهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلا. قالت: صدق الله، وبلغ حبي صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: إن ناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها» [أخرجه الحاكم في المستدرك وقال على شرط الشيخين]. 

ولقد بدأ يشيع في مجتمعنا شيء من عدم ضبط الأسماء، مما يترتب عليه استحلال الحرام، وشيوع الفساد، وقبول الفاحشة، وهو ما يهدد السلام الاجتماعي، وعلاقة الإنسان في سلامه مع ربه، باستهانة غريبة عجيبة يحاول فيها بعض المتصدرين بأن يشرع للناس بتجربته الخاصة وهواه أيا ما كان نوع هذا الهوى، وأن يحدد له معيار القبول والرد، حتى دخل فيمن قال الله فيهم: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ). وهذا النوع من الناس قال الله فيه: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) لأن التلاعب بالأسماء يقطع التواصل الثقافي، ويحدث حالة [حوار الطرشان] ومن أمثلة ذلك: تسمية الزنا بالعلاقة، فنرى في برامج كثيرة تتكلم البنت ويتكلم الولد عن أن بينهما علاقة، وعندما نستمع إلى نهاية الحديث يتبين أنها زنا صريح، نشأ منه في بعض الأحيان حمل، ويسمى الزنا عندهم أيضا بالحب، وبالحميمية، وبالارتباط، وفي كل هذه الأسماء محاولة للبعد عن المردود السمعي السلبي القبيح لكلمة الزنا التي تنفر منها النفوس، وترتبط ارتباطا واضحا بكلمة الفاحشة، وبما لها أيضا من دلالة يلزم معها البعد عنها واستنكارها.

فالتلاعب باللغة وألفاظها يفتح علينا أبواب شر كبيرة، حيث يُستحل الحرام، ويُحرم الحلال، ويُأمر بالمنكر ويُنهى عن المعروف، وذلك كله عكس مراد الله من خلقه.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد يعزي بوفاة جمال جمعة الجسمي

خورفكان: «الخليج»
قدم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، واجب العزاء بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى جمال جمعة الجسمي، وذلك خلال زيارته مجلس العزاء المقام في مجلس ضاحية حياوة بمدينة خورفكان.
وأعرب سموه عن صادق تعازيه ومواساته لأسرة وذوي الفقيد داعياً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
كما قدم واجب العزاء عدد من الوزراء والمسؤولين وأعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري في الشارقة وأعيان البلاد والمواطنين والمقيمين.
والفقيد شقيق حسن ومحمد وصالح وفهد الجسمي، والفنان حسين الجسمي، ووالد خالد وعبد الله وإبراهيم وحسين جمال الجسمي.

مقالات مشابهة

  • الخوارج كالجنجويد شباب حدثاء الاسنان سفهاء الأحلام يقتلون الناس ويمرقون من الدين
  • علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ
  • الصحة تنعى علام: عرف بقربه من الناس وخسارة كبيرة
  • أفضل ما يستحب ترديده في ليلة الجمعة.. اللهم افتح لنا أبواب فضلك
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • علي جمعة: المؤمن العاجز خير من الفاجر القوي عند الله
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • عبدالله بن زايد يعزي بوفاة جمال جمعة الجسمي