الجيش والخيانة.. حتى لايتكرر (سيناريو مدني)
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله اعلن امس بدء التحقيق فى اسباب انسحاب رئاسة الفرقة الاولى من مدينة مدني ، لاحقا تمت اقالة اللواء احمد الطيب قائد الفرقة، بعد انسحابه الى سنار وتسليمه مدني للجنجويد ( تسليم مفتاح) وتمكينهم من دخول المدينة دون ان يخسروا ( طلقة واحدة).
الحقائق الموجعة والصادمة التى لازمت دخول المتمردين الى مدني الحبيبة وما سبق ذلك من انسحابات لقادة الجيش من بعض المواقع التى سيطرت عليها المليشيا المارقة تطرح سؤالا مهما حول المعايير التى يتم عبرها اختيار قادة المناطق العسكرية ودور العمل الاستخباري فى تحديد الشخص المناسب لكل موقع.
وعن سر استمرار متوالية الانسحابات التى تحدث بواسطة عدد من القادة العسكريين؟!..
مدينة مثل مدني كانت تستحق (جنرال مالي قاشو) من الفرز الوطني الاول ، هي (صرة السودان) و( مسمار النص) الذى يربط سبع ولايات ويجعل الطريق سالكا لاحتلال مدن مهمة فى خارطة السودان، علاوة على كونها المدينة الثانية من حيث الكثافة السكانية، والنشاط الاقتصادي بعد الخرطوم، وهي البقعة التى احتضنت نازحي العاصمة كما انها تضم مشروع الجزيرة سلة غذاء السودان) التى تطعمه من جوع فلماذا فشلنا فى تامينها من الخوف..
استراتيجية مدني الاقتصادية واهميتها الامنية ورمزيتها السياسية والاجتماعية وقيمتها الوجدانية لاهل السودان كانت تستدعي ان يتم اختيار قيادتها العسكرية بعناية فائقة، وان تدفع لها القوات المسلحة بالثقاة من ضباط الجيش المخلصين، لا ( المرخرخين) اصحاب العزائم الخائرة والولاءات المزدوجة والضمائر الرخيصة، سقوط مدني سيكلف الوطن فاتوىة سياسية وامنية واقتصادية باهظة ومن شانها تعقيد الموقف العسكري للجيش واطالة امد الحرب وانفتاحها على مدن ومواقع جديدة لم تكن فى الحسبان، لذا فقد فرطنا ابتداءا فى السماح لاوباش الدعم السريع بالوصول الى ارض الجزيرة ناهيك عن دخولها والسيطرة عليها .
مرة اخرى سنعود الى ضعف الحس الاستخباراتي الذى يفشل باستمرار فى اكتشاف (الطوابير) داخل الجيش ورصد التواصل مع عناصر المليشيا من قيادات فى مواقع عسكرية لاتقبل مهمتها القسمة على اثنين..
الجميع كانوا يعلمون ان مدني ستكون محطة الدعم السريع القادمة بعد فشله فى السيطرة على الخرطوم والابيض وصعوبة اسقاط مدن مثل شندي وعطبرة وكوستي وبورتسودان فى هذا التوقيت.. ورغم ذلك حدث ما تم التحذير منه ودخل المليشيا مدني دون ان يكلفوا رصاصة واحدة بفعل الانسحاب المخجل والمخزي لقيادة الفرقة الاولي واستسلام بعض الارتكازات فى الطريق واخلاء كبري حنتوب وسط دهشة الجميع.
لابد من ان يراجع القائد العام للجيشه الفريق اول البرهان قائمة القيادات التى دفع بها الى المواقع العسكرية المدن والمواقع المهمة ، وان يعيد تقييم تنقلاته بناءا على اهمية واستراتيجية المناطق خوفا من تكرار ( سيناريو مدني) الذى تابعناه فى زالنجي والجنينة وجبل اولياء والضعين ومناطق اخرى.
قيادات الجيش فى المواقع العسكرية تحتاج الى ( خطوات تنظيم)، القوات المسلحة ليست مجتمعا صفويا ملائكيا ولا غرابة فى ان يكون من بين منتسبيها خونة ولكن الخلل فى ان تفشل الاجهزة الاستخباراتية فى توفير المعلومات التى تجعل من التنظيف عملية سهلة وحتمية ومستمرة وصولا للجيش الذى نريد.
فعلوا عمل الاستخبارات العسكرية وراجعوا قوائم القيادات المكلفة بحراسة المواقع العسكرية والمدن المهمة ، ادفعوا بالقوى الامين ولاتجعلوا الوطن فى ايدى اصحاب الهمم الضعيفة والضمائر الخربة،، ان لم تفعلوا ذلك وانتم القائمون على الامر واعني( الفريق اول البرهان ورفاقه فى الكابينة) فهيئوا انفسكم لسقوط المزيد من المدن ونهاية بلد اسمه السودان وقبل ذلك لتحمل المسؤولية التاريخية ولعنات السودانيين التى ستلاحقكم مع اتهامات بالخيانة لن تستثني حينها احدا ..
محمد عبدالقادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
«شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
قطع أحمد شمس الدين مسافة تمتد لأكثر من 70 كيلو، حاملاً بيديه بذور الكتان التي انتوى أن ينقلها من محافظته «الغربية»، التى تعد الأشهر في زراعته، إلى محافظة الدقهلية، ليرى ثمار تجربته الجديدة بالمحصول الذى يصفه بـ«الاستراتيجي» لدخوله في عدد كبير من الصناعات المهمة من ضمنها أجزاء من السيارات والعملات الورقية.
رحلة إقناع نحو زراعة جديدة في الأراضي بالدقهليةشرع «شمس الدين» بالتجول داخل حقول الدقهلية لإقناع أهلها بتأجير بعض أراضيهم لاستخدامها في زراعة الكتان، وهو محصول جديد على المحافظة: «نجحت فى الحصول على ما يقارب الـ120 فداناً داخل مركز السنبلاوين بقرية ميت غريطة، وبدأت فى زراعتها منذ أشهر بسيطة، وبدأت الأرض في الاستجابة للمحصول الجديد وأخرجت بشائر النتاج الخاص بالمحصول».
زراعة الكتان في المحافظات...إنتاج وفير
ويحكى «شمس الدين» أنه اعتاد أن يتجول فى مختلف المحافظات من أجل زيادة رقعة الأراضى المزروعة من الكتان، الذى يعتبر محصولاً استراتيجياً مهماً فى محافظة الغربية، إذ يدخل فى صناعة أفضل أنواع الخيوط والأقمشة، مؤكداً أن العصا الخاصة بمحصول الكتان تدخل فى صناعة الأخشاب، وهو الخشب الحبيبى، الذى يعتبر من أفضل أنواع الأخشاب، لذا مع كل هذه الميزات والصناعات كان لا بد من زيادة المحصول والبحث عن أكبر عدد ممكن من الأراضي التى تستجيب لزراعة الكتان.
وساهم نجيب المحمدى، نقيب الفلاحين فى الدقهلية، بمساحات كبيرة من أرضه؛ من أجل مساندة نجاح الفكرة الجديدة على أراضي الدقهلية، ليخرج أكبر قدر ممكن من المحصول، ويقول إن الكتان من المحاصيل المهمة التى تدخل فى صناعة الأوراق والعملات المعدنية، لذا كان هناك تحدٍّ كبير أن تتم زراعته فى أرض أخرى خارج الغربية: «البشاير جاءت بالخير والنتيجة مبهرة حتى الوقت الحالى».
ويستعد «شمس الدين» من أجل حصاد الكتان بالدقهلية بداية من شهر مارس القادم حتى منتصف شهر أبريل.