المُجرمون الجُدُد- القانون الدولي ومكافحة الجرائم الجديدة (36)
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
(زمان التركية)_ نظرًا للتحديات الكبيرة المتعلقة بجرائم الذكاء الاصطناعي؛ فأصبح من الهام التصدي لها ومكافحتها على الصعيد الدولي عن طريق جهود دولية متناسقة وفعالة، بجانب سُبل مكافحتها على الصعيد الوطني داخل كل دولة.
وهناك العديد من الاتفاقيات والمعاهدات التي تمثل أساس هذه المكافحة في القانون الدولي، منها على سبيل المثال اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية وبروتوكولاتها الملحقة بها، التي تم اعتمادها بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 25/55 المؤرخة في 15 نوفمبر 2000، والتي تعتبر الصك الدولي الرئيسي في هذا الشأن.
وتعتبر مسألة إقامة تعاون دولي قوي بين الدول مسألة هامة للغاية في هذا المضمار، لما يشكله تحدي الحدود الوطنية تحديًا كبيرًا في مكافحة هذه الجرائم والعمل علي الحد منها، مما يتطلب معه تعزيز التعاون الدولي بين الدول، على كافة الأصعدة مثل تبادل المعلومات وتسهيل عملية تسليم المجرمين.
ومما يجب أن يحميه القانون الدولي هنا هي حقوق الإنسان ذات الصلة بهذه المسألة، مثل حق الأمان الرقمي والحق في الخصوصية، وغيرهم من الحقوق الأخرى، وتكون الحماية عن طريق آليات فعالة تضمن عدم انتهاك هذه الحقوق سواء أثناء عملية التحقيقات أو في مرحلة المحاكمة .
ولأن السمة الرئيسية لهذه النوع من الجرائم (الجرائم الجديدة) هي التطوير والتحديث، فيجب أن تكون قواعد القانون الدولي التي تتصدى لمكافحة هذه الجرائم، أول ما تتصف به هي المواكبة مع هذا التطور والتحديث، والمرونة والفاعلية، والقدرة الكبيرة في مواجهة التحديات الكبيرة في هذه الجرائم الخطيرة ، مما يؤدي في النهاية إلى النجاح في مكافحتها ومعاقبة مجرميها، حماية للفرد والمجتمع .
وما يثار في الأذهان الآن، تساؤل عن ما إذا كان هذا التعاون الهام للغاية لمكافحة هذه الجرائم مسألة سهلة أم أن الأمر ليس بهذه البساطة ؟ وإذا كانت هناك تحديات تحول دون تحقيق هذا التعاون فما هي ؟ هذا ما سأتناوله في المقال القادم بعد إذن القارئ الفاضل إن شاء الله.
مراجع للمقال:
United Nations Office on Drugs and Crime. (2013). United Nations Convention against Transnational Organized Crime and the Protocols Thereto. Retrieved from https://www.unodc.org/unodc/en/treaties/CTOC/ Council of Europe. (2001). Convention on Cybercrime (Budapest Convention). Retrieved from https://www.coe.int/en/web/conventions/full-list/-/conventions/treaty/185 International Telecommunication Union. (2016). Global Cybersecurity Index. Retrieved from https://www.itu.int/en/ITU-D/Cybersecurity/Pages/global-cybersecurity-index.aspxTags: الذكاء الاصطناعيالقانون الدوليجرائم الذكاء الاصطناعي
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي القانون الدولي جرائم الذكاء الاصطناعي القانون الدولی هذه الجرائم
إقرأ أيضاً:
الفيلم الفلسطيني من نقطة الصفر على الشاشة الكبيرة في فرنسا
باريس "العُمانية": عرضت دور السينما الفرنسية هذا الأسبوع للمرة الأولى فيلم "أفروم غراوند زيرو" (من نقطة الصفر) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والذي يظهر حدود إمكانات التصوير ومدى قدرة الفن في زمن الحرب. ويجمع الفيلم 22 فيلمًا قصيرًا لسينمائيين غزاويين تمكّنوا من توثيق حياتهم اليومية أثناء الحرب المدمرة التي تشنها عليهم إسرائيل منذ نوفمبر 2023.
وضمن هذا الفيلم الجامع، يخرج أطفال فلسطينيون فيلم رسوم متحركة من الورق المقطع ويحكون قصة أمهم التي تكتب أسماءهم على أعضائهم في حالة القصف. ويحاول فيلم كوميدي آخر إظهار عرضه وسط حي للاجئين في حين يستخدم أحد السينمائيين خشب لوح الإخراج الخاص به للتدفئة، ضاربًا بعرض الحائط الفن السابع برمته.
إنها بعض النماذج من الأفلام القصيرة المنضوية تحت الفيلم الجامع "من نقطة الصفر" والتي تم تصويرها بالوسائل الشحيحة المتاحة لتفتح نوافذ على حياة المدنيين الغزاويين ونضالهم اليومي من أجل الطعام والماء أو لشحن هواتفهم المحمولة.
ويتميز هذا العمل الفني بخلوّه تمامًا من السياسة، حيث أصر المخرج رشيد مشهراوي على وضع وجوه وأسماء على المأساة الفلسطينية وإثبات قدرة الفن على الاحتفاظ بديناميكيته في غزة رغم الحرمان والموت والخوف. كما أنه لا يخلو من فكاهة، ولو كانت مأساوية، مثل الفيلم القصير "فردوس الجحيم" الذي يظهر رجلا وهو يستولي على أحد أكياس لف الجثامين لينام داخله من أجل الاستفادة منه قبل الموت.