تجري مفاوضات مكثفة في مجلس الأمن الدولي قبل تصويت متوقع في وقت لاحق، صباح الأربعاء، على مسودة قرار بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في مسعى لتجنب "فيتو" أميركي.

 

وكان من المفترض التصويت على القرار صباح أمس الاثنين، لكنه أُجِّل 3 مرات، لإتاحة الفرصة لمزيد من المفاوضات ومحاولة تفادي فيتو أميركي جديد.

 

وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة لـ"العربي الجديد" إن إحدى نقاط الخلاف تتعلق بالقفرة الرابعة بالمسودة التي تشير إلى إنشاء الأمين العام للأمم المتحدة لآلية مراقبة في قطاع غزة مزودة بالأفراد والمعدات اللازمة، تحت سلطة الأمين العام. ومن غير الواضح ما إذا كان الجانب الأميركي لا يريد إنشاء الآلية بتاتاً، أو أنه يريد تقليص مهامها.

 

واستخدمت الولايات المتحدة حتى الآن الفيتو مرتين ضد مشاريع قرارات حول الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وفي المقابل، اعتمدت الجمعية العامة قرارات مشابهة في نصوصها لتلك التي لم يجرِ تبنيها في مجلس الأمن، بسبب الفيتو الأميركي، لكن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانوناً للدول الأعضاء، كما قرارات مجلس الأمن.

 

من جهته، شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، على أن عمليات المساعدات الإنسانية لغزة على حافة الانهيار، في الوقت الذي زاد فيه عنف المستوطنين ووصل التوسع الاستيطاني إلى وتيرة غير مسبوقة وسط اجتياحات أمنية إسرائيلية مكثفة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

 

وجاءت إحاطة المسؤول الأممي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي ضمن اجتماعه الشهري حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقرير الدوري حول قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 المتعلق بعدم قانونية الاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وأكد أن الخطوات الإسرائيلية المتعلقة بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة غير كافية عموماً، وأنه لا يوجد تقريباً أي مساعدات تصل إلى شمال غزة بسبب الوضع الأمني والقيود الإسرائيلية.

 

وأشار المسؤول الأممي كذلك إلى استهداف الحوثيين للسفن وتوجيه عدد من الشركات الكبرى سفنها بعدم عبور البحر الأحمر. ووصف العام الحالي "كواحد من الأعوام الأكثر دموية في تاريخ هذا الصراع... مع تدهور الوضع على جميع الجبهات تقريبًا".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان يوجه كلمة بشأن التطورات الأخيرة في سوريا

وجه المستشار دكتور حنفي جبالي؛ رئيس مجلس النواب، كلمة في بداية الجلسة العامة لمجلس النواب بشأن التطورات الأخيرة التي تشهدها الدولة السورية.

رئيس النواب يحيل بيان وزير المالية للجنة الخطة والموازنة لدراسته وإعداد تقرير حوله رئيس مجلس النواب يهنئ محمد اليماحي بمناسبة فوزه برئاسة البرلمان العربي

وقال جبالي: أتحدث إليكم اليوم؛ ليس فقط بلسان مواطن مصري، وإنما بلسان مواطن عربي؛ تشغله هموم أمته العربية، وعلى رأسها ما تمر به سوريا الشقيقة من تطورات سياسية متلاحقة. فالأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، والعلاقة التاريخية الراسخة بين مصر وسوريا تجعل من أمن واستقرار سوريا أمرًا حيويًا لمصر، ومرتبطا ارتباطاً وثيقاً بأمن مصر القومي وبالأمن القومي العربي.

ويعلم الجميع أن موقف مصر من الأزمة الممتدة التي عاشتها سوريا الشقيقة، منذ ثلاثة عشر عاما، كان - ولا يزال - موقفا تحكمه اعتبارات الحفاظ على الأمن القومي العربي، ويستند إلى ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وضمان سيادتها على أراضيها دون تفريط أو انتقاص، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها، واحترام خيارات الشعب السوري الشقيق. وأن الحل للأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا بامتياز، فقد تمسكت الدولة المصرية - طوال الوقت - بقرار مجلس الأمن رقم 2254 كإطار أمثل لبدء عملية سياسية شاملة، تقودها إرادة السوريين الحرة، وتؤسس لنظام يعكس تعددية الشعب دون عصبية أو طائفية أو إقصاء، ويحفظ مؤسساتها الوطنية التي هي ملك لهذا الشعب العريق.

وعلينا أن نعي أن التأخر في إطلاق عملية سياسية حقيقية قد كلف الشعب السوري الشقيق ثمناً باهظاً. وفي هذه اللحظة الفارقة التي تمر بها سوريا الحبيبة، لا مجال لتضييق الآفاق أو تقليص الأمل بمصالح أو رؤى ضيقة ترتقي فوق المصلحة الوطنية السورية الجامعة. فالأمة السورية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في أمس الحاجة إلى أن تتوحد صفوفها، وتتناسى الخلافات، لتبني معا الوطن الذي تستحقه، سوريا التي نرنو إليها؛ سوريا ديمقراطية، تحتضن جميع أبنائها دون تفرقة أو تمييز، وتستعيد وحدتها وسيادتها بعيداً عن شرور الحروب الأهلية وفتن الطائفية.

واستكمل رئيس المجلس: نواب شعب مصر؛ إن الحفاظ على سوريا هو التزام واضح لا يقبل اللبس، ويجب أن يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي برمته؛ فسوريا عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة، ومن غير المقبول بأي حال من الأحوال السماح لأي طرف باستغلال الظروف الدقيقة أو التحولات المتسارعة التي تشهدها سوريا لتكريس واقع جديد على الأرض، أو المساس بوحدتها وسلامتها الإقليمية، أو إحداث تغييرات تمس هويتها وثوابتها.

ومن هذا المنطلق، ندين – من تحت قبة مجلس النواب المصري – الممارسات الإسرائيلية السافرة في الجولان السوري المحتل، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، ومحاولة مرفوضة لتكريس الاحتلال وتوسيع رقعته.

إن أرض سوريا ملك لشعبها وحده، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن تلك الانتهاكات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

كما نرفض بكل قوة، وبأشد العبارات، كل محاولة من أي طرف إقليمي أو دولي يسعى لفرض مناطق نفوذ على الأراضي السورية، أو التدخل في الشأن السوري الداخلي، سواء كان ذلك بمحاولات تغيير الواقع الجغرافي أو الديموغرافي، أو بإذكاء النعرات المذهبية والعرقية، أو بنشر التوجهات الإقصائية التي لا مكان لها في سوريا الجديدة التي نتطلع إليها؛ سوريا التي تقوم على الوحدة والعدالة والتعايش بين جميع أبنائها.

ولقد تبنت مصر موقفاً متوازنا تجاه الأزمة السورية، وحرصت على الحفاظ على قنوات التواصل المفتوحة مع جميع الأطراف والقوى السياسية والاجتماعية السورية. كما احتضنت مصر الأشقاء السوريين بكل احترام ورحابة، ومنحتهم الأمان والرعاية، وعاملتهم كجزء من الأسرة المصرية، في مشهد يعكس أسمى معاني التضامن والتآزر.

نواب شعب مصر؛ إن مصر، بتاريخها العريق ودورها المحوري، ستظل صوت العقل والحكمة، وستظل سنداً لكل جهد مخلص يسعى إلى إعادة سوريا إلى مكانتها الطبيعية بين أشقائها العرب، كركن أساسي من أركان النظام الإقليمي، وركيزة من ركائز الأمن القومي العربي.

وفي ظل ما تشهده منطقتنا من تحديات جسام وأحداث مضطربة، لا يمكننا أن نغفل عن درع مصر الحصين وسندها المتين، وهو جيشها الباسل الذي طالما كان حصناً للأمة ودرعاً واقياً يحمي حدودها ويصون أمنها واستقرارها.

لقد أظهرت الأحداث التي شهدتها دول عديدة في منطقتنا، وما تبعها من تفكك في جيوشها وانهيارات لأمنها الداخلي، حكمة القيادة المصرية وبصيرتها الثاقبة في إدارة الأزمات.

لقد أدرك المصريون منذ القدم أن الجيش والشعب كيان واحد، روح متحدة لا تنفصل، فالجندي المصري هو ابن هذا الشعب الأصيل الذي وقف على مدار التاريخ كالبنيان المرصوص في وجه كل من تسول له نفسه المساس بتراب هذا الوطن أو سلامة شعبه.

وفي ظل ما تواجهه حدودنا من تهديدات مباشرة وغير مباشرة، يظل الجيش المصري سداً منيعاً، يذود عن كرامة الوطن وسيادته بكل شجاعة وتفان، واضعا نصب عينيه حماية كل شبر من أرض مصر، وتوفير البيئة الآمنة التي تمكن الدولة من التركيز على تنميتها ودورها الريادي إقليميا ودوليا.

إن دعم الجيش المصري والتلاحم معه لا يعد واجباً وطنياً فحسب، بل هو عهد متجدد بين الشعب وجيشه، رسالة تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل، لتظل مصر واحة الأمن والاستقرار، وقوة محورية لا يمكن تجاوزها في معادلات المنطقة والعالم.

لقد تجلى بعد النظر والحنكة السياسية في شخص قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حيث أدار بحكمة فائقة التحديات الجسيمة التي تشهدها منطقتنا وأمتنا العربية، سعياً منه لحماية مصر من الوقوع في أتون الصراعات الإقليمية التي تهدد استقرارها، واضعاً مصلحة وطنه وشعبه فوق كل اعتبار، ليظل ثابتاً في مسعاه للحفاظ على أمن مصر واستقرارها في زمن ضاقت فيه السبل واشتدت فيه المخاطر.

في ختام كلمتي، لا يسعني إلا أن أدعو الله عز وجل أن يحفظ شعوبنا، وأن يوفقنا لما فيه خير بلادنا وأمتنا.
 

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يصدر بياناً بشأن إحاطة «خوري» في مجلس الأمن
  • أمريكا تؤكد حاجة ليبيا لعملية سياسية جديدة، وروسيا تدعو إلى تسمية مبعوث أممي إلى ليبيا
  • بعد مطالبة الجولاني بإعادة النظر فيه .. ما هو قرار مجلس الأمن 2254 ؟
  • مجلس الأمن يعقد جلسات عن السودان وسوريا وغزة وليبيا خلال الأسبوع الجارى
  • وزير الأمن الداخلي الأميركي: لا تورط أجنبي بشأن مشاهدات المسيّرات
  • مجلس الأمن يعقد جلسات عن سوريا وغزة وليبيا والسودان خلال الأسبوع الجاري
  • انقسام أميركي حول صفقة استحواذ نيبون اليابانية على "يو إس ستيل"
  • رئيس البرلمان يوجه كلمة بشأن التطورات الأخيرة في سوريا
  • الشرع: ليست لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني
  • ترامب يدعو لإسقاط طائرات مسيرة غامضة تحلق فوق الولايات المتحدة