زار 200 طفل من أبناء المحافظات الحدودية، أمس الثلاثاء، مسجدي السلطان حسن والرفاعي، ضمن الجولات التثقيفية للأماكن والمعالم السياحية والأثرية بمحافظة القاهرة، بالأسبوع الثقافي الثامن والعشرين للأطفال بمشروع "أهل مصر"، الذي يقام برعاية د. نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ويستمر حتى 22 ديسمبر الحالي.

بدأت الجولة بزيارة جامع الرفاعي، حيث استمع الأطفال إلى شرح مرشد الجولة الذى أوضح أنه تم تشييده في القرن التاسع عشر، وترجع تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الإمام أحمد الرفاعي صاحب إحدى الطرق الصوفية.

وأوضح أن المسجد بني ليضاهي مسجد ومدرسة السلطان حسن المواجه له فى عمارته الفخمة وضخامة حجمه وارتفاعه.

وأضاف أن مسجد الرفاعي يتميز بالمداخل الشاهقة التي تكتنفها الأعمدة الحجرية والرخامية المغطاة بالقباب والأسقف المزخرفة والمذهبة، كما  يحتوي على محراب مكسو بالرخام الملون وبجواره منبر خشبي مطعم بالعاج.

أعقب ذلك التوجه إلى مسجد ومدرسة السلطان حسن، وقدمت مرشدة الجولة، سردا عن تاريخ إنشاء جامع ومدرسة السلطان حسن، موضحة أن السلطان حسن بن الناصر أمر بإنشائه عام 757 هجرية، لكنه قتل قبل الانتهاء من بنائه، ولم يعثر على جثمانه، حيث استغرق بناؤه سبعة أعوام، ليكتمل عام 764.

وأضافت أن  مسجد ومدرسة السلطان حسن، تم تصممه على أساس جامع ومدرسة لتدريس المذاهب الأربعة، الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي.

ويشهد قصر ثقافة روض الفرج يوميا عددا من الورش الفنية والحرفية اليدوية والتراثية لنخبة من المتخصصين منها ورشة المصنوعات الجلدية، الخيامية، إعادة تدوير خامات البيئة، تعليم الأركيت، وتصميم حقائب بالشبك والخرز، وغيرها من الورش المتنوعة.

وتقام فعاليات الأسبوع الثقافي بإشراف لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي والمشرف التنفيذي للأسبوع المقام ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة لأبناء المحافظات الحدودية، تضم لجنته العليا المخرج أحمد السيد، والمخرج هشام عطوة مستشار وزارة الثقافة لشئون الأنشطة الثقافية والفنية، ويستهدف المشروع ثلاث فئات وهي الأطفال والشباب والمرأة، والهدف العام للمشروع هو تشكيل الوعي وبناء الشخصية المصرية من خلال الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن.

IMG-20231219-WA0186 IMG-20231219-WA0187 IMG-20231219-WA0185 IMG-20231219-WA0184

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مسجد السلطان حسن الهيئة العامة لقصور الثقافة أهل مصر مشروع أهل مصر قصور الثقافة المحافظات الحدودية IMG 20231219

إقرأ أيضاً:

عادات وتقاليد رمضان بالقاهرة في العصر المملوكي

يُعتبر العصر المملوكي في مصر (1249: 1517) من أزهى العهود التي شهدت إحياء سلاطين المماليك للفنون والعمارة وحب العلم والعلماء والميل إلى التقوى والورع وحب الخير والتقرب إلى الله بكثرة الأعمال الخيِّرة كبناء المساجد والمآذن ودور العلم والزوايا والأضرحة وأماكن تناول الطعام للفقراء «الخنقاة»، والمشافي والمصحات. وأظهروا كذلك ذوقًا رفيعًا في العمارة والتحف والفنون بكل أشكالها تفوقوا فيها على الدول الأوروبية، ولهذا يُعَد عصر المماليك من أمتع العصور في تاريخ مصر لما اتصف به من الغرائب واحتوى عليه من المتناقضات.

وفي عهد المماليك بلغتِ العناية بالاحتفال بشهر رمضان حدًّا لا يُوصف تفوقوا فيه على مَن سبقهم وجاء بعدهم بسبب كثرة العادات والتقاليد المرتبطة بالشهر الكريم حتى كانت ليالي رمضان غاية في الأبهة والفخامة. وقد وُصفت مصر في عهدهم بسحر الشرق، لأنه كان عصر العلم والفن والأدب، بل عصر التدين لاهتمام سلاطين المماليك ومنهم قايتباي وبيبرس وبرقوق وقنصوه الغوري وأبو الدهب وغيرهم من السلاطين والأمراء والموسرين بالاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية. وتدل العمارة التي تركوها على عظمة هذا الفن وذوقه الرفيع في حينه، وقد اهتم المماليك بالمظاهر الاجتماعية وعرفوا حياة الترف والنعيم والبذخ حتى جاءت احتفالاتهم بمظاهر رائعة وبخاصة في شهر رمضان كاستطلاع الهلال عندما كان يجتمع الفقهاء من خلال منارة مدرسة المنصور قلاوون بالنحاسين وعند ثبوت الهلال يعودون مع المقربين من أصحاب المهن والطوائف حاملين الفوانيس والشموع التي تتزين بها القاهرة بأزهى أنواع الزينات ثم تُعلن الطوائف الصيام، وبعدها يجلس السلطان في الميدان تحت القلعة ويتقدم إليه القضاة الأربعة الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة وكبار رجال الدولة لتهنئته بدخول شهر رمضان.

وقد ارتبط شهر رمضان في عهد المماليك بالكثير من المظاهر الاحتفالية ومنها إقامة المراسم الدينية وإحياء الليالي في الأضرحة ولدى الأولياء وإقامة ليالي السهر وانتشار التزاور بين الناس وانتشار الأطعمة المميزة التي كانوا يُعِدونها لهذا الشهر كالكنافة والقطايف، وكانتِ الحلوى الرمضانية تباع بأنواعها المختلفة في سوق الحلاوين، وتباع الشموع في سوق الشماعين، وإعداد السحور ومدفع الإفطار ورؤية الهلال والاحتفال الخاص بليلة القدر التي كان يقام لها احتفال كبير يحضره السلطان أو الوالي والقضاة والعلماء ومشايخ وطلاب الأزهر ويتم خلالها توزيع الجوائز. ويُؤْثر عنهم أنهم أول مَن فكر في قراءة صحيح البخاري من اليوم الأول في رمضان بالجامع الأزهر ويتم ختمه في العشر الأواخر من الشهر الكريم أو في ليلة العيد يحضره السلطان والقضاة الأربعة ويتم توزيع الخلع والهبات على العلماء والفقهاء وطلبة الأزهر والأيتام والأرامل والمرضى والمهاجرين.

ويقال أيضًا إنهم أول من رصدوا في حجج أوقافهم العقارات والأطيان الزراعية وخصصوا من ريعها جزءًا للصرف منه في شهر رمضان على وجوه البر والإحسان وتعمير المساجد ولإقامة الشعائر الدينية ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام، ثم جزءًا آخر للأئمة وخطباء المساجد وطلبة العلم ومشايخ التصوف. كما اعتاد سلاطين المماليك إعتاق ثلاثين عبدًا في رمضان، وكانوا أول مَنِ استخدم المشكاوات التي تميزت بالفن والثراء الزخرفي الذي لا يضاهيه فن في الإضاءة ليلاً وبخاصة إضاءة المساجد طوال ليالي شهر رمضان، وقد اشتُق اسم مشكاة من القرآن الكريم. وخلال الشهر الكريم عبر عهود المماليك كانت تُقدَّم كميات كبيرة من الأطعمة والمأكولات المختلفة وتقدم إلى الشعب كالدقيق والسكر والياميش والذبائح التي كان يتم توزيع معظمها على الفقراء والمساكين، وكانت تنتشر خلال الشهر الكريم أيضًا الأسمطة وموائد الرحمن أمام المساجد وفي بيوت الأمراء من أجل الفقراء. ومن أشهر السلاطين الذين ضربوا مثالاً في الخير وحب الإنفاق السلطان بيبرس والسلطان برقوق الذي كان ميَّالاً للبر والإنفاق ويوزع الذبائح على الفقراء والمحتاجين، وقد بلغت كمية السكر التي قُدمت من جانب السلطان محمد ابن قلاوون سنة 775 هجرية 3000 قنطارًا تم توزيعها على الفقراء والمحتاجين ليصبح المماليك (ورثة الدولة الأيوبية ومن قبلها الفاطمية) أشهر مَن أدخل الكثير من المظاهر الاحتفالية للمناسبات الدينية في مصر وبخاصة في شهر رمضان، ظل الكثير منها باقيًّا في مصر وبخاصة في القاهرة وأحيائها التراثية والشعبية إلى يومنا هذا.

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تستعيد بلدات في مقاطعة كورسك الحدودية
  • مأدبة إفطار خيرية لأطفال أيتام بدمشق
  • الاحتلال يحرق مسجدا يعود تاريخه إلى عهد عمر بن الخطاب في نابلس
  • التجارة تنفذ 23 ألف زيارة تفتيشية في مكة خلال رمضان.. فيديو
  • التنمية المحلية تتابع الجولات الميدانية للمحافظين خلال شهر رمضان
  • عادات وتقاليد رمضان بالقاهرة في العصر المملوكي
  • قصف إسرائيلي لبلدة كفركلا اللبنانية الحدودية
  • طب بنها تنظم الإفطار السنوي لأطفال وحدة الغسيل الكلوي وأمراض الدم
  • كوريا الشمالية: مدينة راسون الحدودية مغلقة أمام السياح الأجانب بعد أيام قليلة من فتحها
  • الأوقاف تفتتح 36 مسجدا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله