موقع 24:
2024-07-03@18:58:18 GMT

2023.. عام الحروب والانقلابات في العالم

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

2023.. عام الحروب والانقلابات في العالم

فتى وجهه مُلطخ بالدماء يصرخ بينما يحاول رجال الإنقاذ انتشاله من تحت أنقاض مبنى دُمِّرَ في غارة جوية إسرائيلية في غزة، ومسنّة إسرائيلية رهينة في عربة غولف، وخلفها رجل يمسك بندقية آلية، وفتاة في العاشرة تبكي إلى جوار جثمان شقيقها، خلال دفنه بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.

استمرت موجة الانقلابات العسكرية في إفريقيا



لحظات التقطتها وكالة "أسوشيتد برس" هذا العام لتوثيق الصراعات في العالم، وتأثيرها على المدنيين.


فمن الحرب بين إسرائيل وحماس، وصولاً إلى المعارك الطاحنة، التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا، أثبت عام 2023 مخاطر الصراعات المسلحة التي تتوسع، وتتحول إلى قتال على مستوى المنطقة. غير أن العالم يواجه صراعات في بلدان تمتد على نطاق الكرة الأرضية كلها، بدءاً من أفغانستان، وصولاً إلى اليمن.
فقد بدلت الانقلابات وأعمال العنف في جميع أنحاء إفريقيا الحياة في تلك الدول رأساً على عقب. وتواجه ميانمار في جنوب شرق آسيا ما يصفه الخبراء بحربٍ أهلية بطيئة الاشتعال. وتستمر أعمال العنف التي تُؤججها تجارة المخدرات في أمريكا الوسطى والجنوبية.
وما تزال العلاقة بين الهند وباكستان المسلحتان نوويّاً تشوبها الريبة المتبادلة. وما برحت الترسانة النووية لكوريا الشمالية تزداد. وتعكف إيران الآن على تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من أي وقتٍ مضى، سعياً إلى بلوغ مستويات صنع الأسلحة النووية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في يوليو (تموز) الماضي: "لقد أضحت الصراعات أكثر تعقيداً وفتكاً وأصعب في حلها.. وعادت المخاوف بشأن احتمالات نشوب حرب نووية تتجلى مجدداً. والنطاقات الجديدة المحتملة للصراع وأسلحة الحرب تخلق طرقاً جديدة، يمكن للإنسانية من خلالها أن تُبيد نفسها".
واستعرضت "أسوشيتد برس" الوضع الراهن لبعض الحروب الكبرى المُستعرة في العالم الآن. الحرب الأكثر دموية 

اندلعت الحرب الأكثر دمويةً بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما اخترقَ مسلحون الجدران المحيطة بالقطاع الساحلي في قطاع غزة، وقتلوا نحو 1200 شخص في إسرائيل، واحتجزوا أكثر من 200 آخرين رهائن وأعادوهم إلى القطاع.
وباغت الهجوم، الذي وُصِف بأنه أسوأ عملية قتل جماعي لليهود في يومٍ واحد منذ المحرقة، إسرائيل، التي كانت تظن أن جدارها الحدودي وأجهزتها العسكرية ومخابراتها المتقدمة تكنولوجيّاً تحميها على نطاقٍ واسع في جميع الهجمات الصاروخية التي ينفذها المسلحون.
وأطلقَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المُحاصَر، الذي يعاني أصلاً مرارة الاحتجاجات على محاولات حكومته اليمينية المتشددة إصلاح السلطة القضائية في إسرائيل ومزاعم فساد طالته، حملةً واسعة النطاق من الضربات الجوية الانتقامية.

 


واقتحمت القوات الإسرائيلية أيضاً قطاع غزة للمرة الأولى منذ سنوات، إذ انتقلت إلى مدينة غزة وخاضت قتالاً عنيفاً من شارع إلى شارع. وأفضى الهجوم إلى مقتل أكثر من 19 ألف شخص في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني نسمة يواجهون أيضاً حصاراً إسرائيليّاً يمنع عنهم إلى حدٍ كبير شحنات الغذاء والوقود والمياه والأدوية.
وفي الوقت نفسه، أثارَ القتل الجماعي للإسرائيليين والفلسطينيين احتجاجات في جميع أنحاء العالم، إذ تعاطف أغلبها مع الفلسطينيين، بعد سنوات من الجمود بشأن حصولهم على دولتهم الخاصة.
وأطلقت الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، النيران على إسرائيل. وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات وقوات وأسلحة أخرى إلى المنطقة لمحاولة منع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً. لكن هدف إسرائيل المُعلن، وهو تدمير حماس، كان يضمن شن حملة عسكرية طويلة الأمد مُستقبلاً، مما يزيد من المخاطر.

 روسيا وأوكرانيا

وطغت الوتيرة السريعة للحرب بين إسرائيل وحماس على حرب روسيا في أوكرانيا في أواخر عام 2023. ولكن، في الأشهر القليلة الماضية، لم يتغير الكثير في ساحة المعركة هناك.

 

 


حصلت أوكرانيا على دبابات وتلقت أسلحة وتدريباً غربيّاً قبل شن هجوم مضاد مُتجدد، يُعتقد أنه يهدف إلى الوصول إلى بحر آزوف وتقسيم الخطوط الروسية في جنوب الدولة. غير أن القوات الأوكرانية واجهت قوات روسية مُتحصنة، وخطوط دفاع وحقول ألغام ومخاطر أخرى، وحققت أحياناً مكاسب صغيرة. وفي حين ظلّت الدول الغربية مُوحّدَة علناً خلف أوكرانيا، فإن استطلاعات الرأي، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، يمكن أن تؤثر على مقدار المساعدات التي ستحصل عليها كييف مُستقبلاً.
وواجهت روسيا صعوبات أيضاً، بما في ذلك المسيرة التي أطلقها زعيم شركة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين إلى موسكو، والتي شكّلت التحدي الأكبر لحكم الرئيس فلاديمير بوتين الذي دام سنوات. غير أن بريغوجين تراجع، ولقي حتفه بعد أسابيع في حادث تحطم طائرة غامض.

الاضطرابات الإفريقية

وسقط السودان، ذاك البلد الكبير الواقع في شرق إفريقيا، وكان يترنح منذ الإطاحة بحاكمه عمر البشير، في أتون حرب أهلية منذ أبريل (نيسان) الماضي. وفي تلك الحرب يواجه الجيش السوداني قوات الدعم السريع. وشهدَ القتال اشتعال النيران في طائرات في مطار الخرطوم الدولي، وسارعت دول كثيرة تُجلي رعاياها براً وبحراً وجواً. وأدى القتال إلى مقتل نحو 9 آلاف شخص إلى الآن.

 


ومن ناحية أخرى، استمرت موجة الانقلابات العسكرية في إفريقيا في السنوات الأخيرة. ففي النيجر، وهي مستعمرة فرنسية سابقة ومصدر رئيس لليورانيوم، أطاح الجنود بالرئيس المنتخب ديمقراطياً في يوليو (تموز) الماضي. وبعد هذه الواقعة بشهر، نفَّذ الجيش في الغابون انقلاباً مماثلاً للإطاحة برئيسها الذي حكمَ الدولة لفترة طويلة.

حروب المخدرات في أمريكا اللاتينية احتدمت أعمال العنف بين عصابات المخدرات في أجزاء من المكسيك في أثناء اقتتالهم على الأراضي وطرق الإمداد إلى الولايات المتحدة. لكنّ الصراع لا يقتصر على ذلك وحسب. فقد تصاعدت أعمال العنف في دول أخرى في أمريكا الوسطى مثل هندوراس، بل وحتى في كوستاريكا، التي كانت تتمتع بالسلام في فترة من الفترات، ويُعتقَد الآن أنها منطقة تخزين وشحن محورية للمخدرات المتجهة إلى أوروبا. وفي الوقت ذاته، بلغت كولومبيا أعلى مستويات إنتاجها لنبات الكوكا، الذي يُصنع الكوكايين من أوراقه. جمود وأعمال قتالية في بقاعٍ أخرى

في ميانمار الواقعة في جنوب شرق آسيا، يقول خبراء الأمم المتحدة إن حرباً أهلية جارية بين المتمردين والجيش، منذ أن أطاح انقلاب بحكومة أون سان سو تشي المنتخبة. وتواجه أفغانستان، بعد عامين من سيطرة حركة طالبان على حكومة كابول المدعومة من الغرب، هجمات مُسلحة من فرعٍ لتنظيم داعش الإرهابي، ولا تزال الفتيات محرومات من التعليم الثانوي.

 

 


وفي اليمن، لم يتوصل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران والتحالف، الذي تقوده السعودية الذي يقاتلهم إلى اتفاق سلام دائم، مما أدى إلى تجديد المسلحين مرةً أخرى  تصعيد هجماتهم في الأسابيع الأخيرة الماضية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

محللان سياسيان: إسرائيل تعيش صراعا على هويتها والجيش أدرك خطوة الوضع الراهن

قال محللان سياسيان إن التلاسن المتزايد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة من جهة والمؤسسات الأمنية والعسكرية من جهة أخرى يعكس الصراع الكبير من أجل السيطرة على إسرائيل وتحديد هويتها المستقبلية.

ففي الوقت الذي يواصل فيه الجيش تسريب أنباء تفيد برغبته في وقف الحرب على قطاع غزة، يواصل نتنياهو الحديث عن الاستمرار بالقتال حتى تحقيق "النصر المطلق" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكانت آخر الصدامات بين الطرفين ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن قادة عسكريين إسرائيليين بشأن رغبة بعض القادة في البدء بوقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة مؤقتا.

لكن نتنياهو رد على هذه التصريحات بقوله إنه لا يعرف من هي "المصادر المجهولة" التي تتحدث عن وقف الحرب، مؤكدا أن القتال لن يتوقف قبل تحقيق كافة الأهداف التي تم إعلانها وفي مقدمتها القضاء على حماس.

في الوقت نفسه سادت حالة من السجال بين وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وجهاز الاستخبارات الداخلية (الشاباك) بسبب الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية، حيث قال بن غفير إن إسرائيل "فيها دولة داخل الدولة".

وتعليقا على هذه التطورات، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أشرف بدر، إن ما يحدث الآن في إسرائيل هو كشف لشروخات كانت موجودة منذ عقود، وهي خلافات دينية وإثنية وطبقية ومصلحية.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال بدر إن خلافا قديما موجودا داخل إسرائيل وقد ظهر بقوة خلال الاحتجاجات الكبيرة التي خرجت ضد التعديلات القضائية لكنه طفا بقوة بعد الحرب ليؤكد على حالة الفشل التي تعيشها إسرائيل.

ويرى بدر أن هذا التراشق لن يتوقف وربما يتفاقم مستقبلا طالما أن نتنياهو لم يشكل لجنة للتحقيق في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن عدم وجود تحقيق سيدفع كل طرف لتحميل الطرف الآخر مسؤولية الفشل.

وفسر الخبير في الشأن الإسرائيلي التسريبات التي تخرج عن الجيش بأنها محاولة لاستهداف نتنياهو من خلال القول إنه لم يستثمر النجاحات العسكرية التي تحققت في غزة سياسيا.

تغير في تفكير الجيش

بدوره، يرى المحلل السياسي ساري عرابي أن التصريحات الخارجة عن الجيش تعكس تغيرا كبيرا في أفكار القادة العسكريين بسبب إدراكهم للوضع الهش الذي أصبحت إسرائيل تعيشه ومعرفتهم أن المؤسسة العسكرية لن تكون قادرة على التعامل مع كل هذه التحديات التي خلقتها الحرب.

لذلك، فإن هذا التغير النابع من نظرة إستراتيجية عميقة لمصلحة إسرائيل ربما ينعكس بشكل كبير على العمليات في غزة، وفق عرابي الذي يعتقد أن الجيش يعاني نقصا في القوة والذخائر والدوافع.

ورغم فشل الجيش في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ثم الفشل في القضاء على المقاومة إلا أنه بدأ الآن التفكير بشكل إستراتيجي وأكثر مسؤولية من نتنياهو، وفق عرابي.

الرأي نفسه يدعمه بدر بقوله "إن الجيش يتحرك وفق نظريات أمنية وتجارب متراكمة ويعرف أن النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو غير قابل للتحقق لأنه يعني محو الطرف الآخر تماما من على الأرض وعدم الإبقاء ولو على 50 مقاتلا منه لأنهم سيقضون مضجعه".

ومن هذا المنطلق، فإن الجيش -برأي بدر- تبنى إستراتيجية توجيه الضربات العنيفة للمقاومة والتي تجعلها غير قادرة على إعادة بناء قوتها بسهولة، وهو الآن يحاول إيصال رسالة إلى الداخل والخارج مفادها "ما الذي يمكننا فعله؟ لقد نفذنا حرب إبادة كاملة وقضينا على كل مقومات الحياة في غزة وقتلنا أكثر من 37 ألف إنسان في القطاع، لكن حماس لم تزل موجودة".

وبناء على ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي الآن يرى أن على إسرائيل القبول بوجود حماس أضعف مما كانت عليه قبل الحرب بدلا من مواصلة الحرب.

خلاف كبير

وأكد بدر أن هناك أزمة كبيرة داخل إسرائيل لأن الكثير من القادة داخل الجيش لا يتفقون مع كل شيء، مشيرا إلى أن الجنرال السابق إسحاق بريك نقل عن ضباط في الجيش أنهم يخشون تحول الأمور لحرب استنزاف ضد إسرائيل، وطالب المسؤولين بحل سياسي.

ويتفق عرابي مع حديث بدر، بقوله إن ما يقوم به نتنياهو يعكس حجم الخلاف القائم بين المؤسسات الإسرائيلية، وإن الجيش يحاول تمهيد الرأي العام في الداخل والخارج للقبول بوقف الحرب.

وقال عرابي إن أي مسؤول سياسي في مكان نتنياهو لن يكون قادرا على اتخاذ قرار جريء بوقف الحرب لأن الأمر لا يتعلق فقط بالمستقبل السياسي ولا بالمسؤولية عن السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وإنما أيضا عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب.

وفي جانب آخر من الخلاف، تحدث الضيفان عن صراع حقيقي وقديم -كشفته الحرب- بين اليمين المتطرف الذي يرى نفسه أمام فرصة تاريخية للسيطرة على إسرائيل ومؤسساتها الأمنية التي طالما كانت تحت سيطرة اليمين الليبرالي.

وخلص بدر إلى أن الخلاف الداخلي سيتفاقم لأن اليمينيين الليبراليين الذين يمكن وصفهم بالدولة العميقة من أمثال يائير لبيد وبيني غانتس يحاولون الحفاظ على "الصهيونية الليبرالية" من اليمين المتطرف وخصوصا بن غفير الذي يسعى لإنشاء "إقطاعية سياسية" من خلال سيطرته على الشرطة وحرس الحدود.

 

مقالات مشابهة

  • أضف لمعلوماتك..أكثر الحيوانات والطيور التي شاركت في الحروب العالمية
  • من يجبر نتنياهو على وقف الحرب؟
  • نعوم تشومسكي (2)
  • محللان سياسيان: إسرائيل تعيش صراعا على هويتها والجيش أدرك خطوة الوضع الراهن
  • من يريد أن يدير العالم؟ تحذيرات في تاريخ الحرب الباردة
  • رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت
  • رويترز: نازحو لبنان بدون عمل ويعانون ظروفا قاسية ويتمنون انتهاء الحرب
  • توكل كرمان من جورجيا : أدين الحرب الظالمة على غزة وأنضم إلى كل الأحرار في جميع أنحاء العالم في الدعوة إلى وقفها الفوري.
  • حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟
  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها