في نسختها السابعة على التوالي تواصل جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد تنفيذ أهدافها الرامية إلى محاربة الفساد ودعم قضايا التنمية في العالم، وتشجيع الأشخاص الذين أخذوا على عاتقهم مهمة مكافحة الفساد لتحقيق التنمية في كل مكان.

وتسلط الجائزة -التي تعقد سنويا في دول مختلفة واستضافتها هذا العام أوزبكستان- الضوء على الإجراءات المثالية والجديرة بالملاحظة والممارسات الجيدة على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى تكريم النماذج المكافحة للفساد أفرادا أو جماعات، فضلا عن زيادة الوعي والدعم والتضامن وتشجيع أي مبادرات عالمية نحو إقامة مجتمعات خالية من الفساد.

وكرم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس أوزبكستان شوكت ميرزاييف مساء أمس الثلاثاء في العاصمة طشقند الفائزين بالنسخة السابعة من جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد.

وفاز بالجائزة هذا العام الدكتورة سونتشانا روكسانديتش والدكتور جون ت. كوا من كرواتيا الفائزان بجائزة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية، ومنظمة الجميع من أجل النزاهة والكينية داماريس أسوا الفائزتان بجائزة إبداع الشباب وتفاعلهم.

كما كرمت الجائزة الصحفية البريطانية كلير روكاسل براون والبريطاني فيل مايسون الفائزين بجائزة الابتكار أو الصحافة الاستقصائية، والصحفي الهندي شانتانو غوها راي والصحفي المقيم في كينيا وايهيغا مورا الفائزين بجائزة حماية الرياضة من الفساد، وخوسي أوغاز من بيرو الفائز بجائزة إنجاز العمر لمكافحة الفساد.

ولا تسعى الجائزة إلى تعزيز صورة من يحاربون الفساد فحسب، بل أن يتم الاحتفاء بهم في مناطق مختلفة، كما تأمل تحفيز الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلام والمجتمع المدني على تبني مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وفهمها والتعاون من أجل تنفيذها.

كرمت اليوم مع رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف كوكبة جديدة من الفائزين بالجائزة الدولية للتميز في مكافحة الفساد، وهي فعالية نحرص سنويا على رعايتها لدعم جهود الأفراد والمؤسسات للقضاء على هذه الظاهرة المعقدة التي تقوض التطور وتثبط التنمية المستدامة. pic.twitter.com/ntVoO2gake

— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) December 19, 2023

منبر عالمي

وقال رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة سعد الرميحي إن الفساد ضرر بالغ يصيب الكثير من دول العالم منذ عصور ويدمر بنيتها ويعرقل تقدمها، وهذا ما انتبهت إليه دول أوروبا قبل عشرات السنين وتمكن القضاة فيها والقائمون على الجهاز القضائي من إيجاد آلية مثمرة في مكافحته والحد من انتشاره.

وأوضح الرميحي في حديثه للجزيرة نت أن دولة قطر سعت إلى تكريس مبدأ الشفافية والنزاهة في الداخل ونقل هذه التجربة إلى مناطق مختلفة من العالم لتتجسد جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد كمنبر عالمي يحظى باهتمام أممي واسع، نظرا لدور الجائزة في خلق بيئة بحثية وأدبية وعلمية في مجال محاربة الفساد وسيادة القانون.

وأشار إلى أن الجائزة تعد بمثابة تتويج للجهود الدولية والإقليمية وحتى الفردية في هذا المجال، وذلك من خلال حرصها على الاحتفاء بكل الذين يعملون على مكافحة الفساد في مجتمعاتهم ودولهم.

#قنا_فيديو|
فئات جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد#قنا pic.twitter.com/uWGmmobWAI

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) December 19, 2023

وأضاف رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة أنه لا يمكن التصدي لقضية مكافحة الفساد عن طريق الإدارات والدوائر الحكومية فقط، مشيرا إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الصحافة والإعلام في كشف ومحاربة الفساد.

ولفت الرميحي إلى أن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية ما فتئت تسخر من دول العالم الثالث لفشلها في محاربة الفساد واجتثاث هذه الظاهرة الفتاكة، لتأتي هذه الجائزة لزيادة الوعي والدعم والتضامن في مكافحة الفساد والتشجيع على مبادرات مشابهة وجديدة واستغلالها بهدف إقامة مجتمع خال من الفساد.

بدوره، قال رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في قطر حمد بن ناصر المسند إن أسباب تقسيم هذه الجائزة إلى فئات عدة جاء تقديرا للجهود المتنوعة في العديد من المجالات المتميزة بإطار الكفاح العالمي ضد الفساد، حيث تتمثل هذه الفئات من خلال "إنجاز العمر/ الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد، والبحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، وإبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، والابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد، وحماية الرياضة من الفساد".

#قنا_فيديو|
تاريخ جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد منذ إنشائها في نوفمبر 2015#قنا pic.twitter.com/t0NWKoCs6G

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) December 19, 2023

نطاق التأثير

وعن تعدد المدن التي استضافت حفل تسليم جوائز المسابقة، أوضح المسند أن تعدد المدن التي استضافت حفل تسليم الجوائز يحمل دلالات مهمة عدة، منها:

تعزيز التعددية الثقافية والجغرافية للمبادرة. توسيع نطاق التأثير. توجيه رسالتها وتأثيرها إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعا.

ووصل عدد الفائزين بالجائزة خلال السنوات السابقة إلى 42 فائزا، إذ حصل على هذه الجائزة 7 فائزين خلال عام 2016 و6 فائزين في 2017 و8 فائزين عام 2018، فيما بلغ عدد الفائزين 7 لكل عام من الأعوام 2019 و2020 و2022.

يذكر أن جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد أطلقت في سنة 2016، وكانت احتفاليتها الأولى في فيينا، فيما كانت دورتها الثانية في مقر الأمم المتحدة بجنيف عام 2017، في حين عقدت الدورة الثالثة في ماليزيا عام 2018، وأقيمت الدورة الرابعة برواندا عام 2019، والدورة الخامسة أقيمت بتونس 2020، أما الدورة السادسة فأقيمت في قطر العام 2022.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لمکافحة الفساد من الفساد

إقرأ أيضاً:

جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم في أبوظبي

أبوظبي (الاتحاد)
شهدت «منصة المجتمع»، جلسة حوارية مميزة تحت عنوان «تقدير لكل مبدع: حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة التاسعة عشرة»؛ وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة العالمية، فيما ترأس الجلسة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الدكتورة ناديا الشيخ، عضو الهيئة العلمية للجائزة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ التبادل الثقافي بين الحضارات، وتعزز حضور الإبداع الإنساني في عالم متغير، مشيراً إلى أن تكريم هذه النخبة من المبدعين تكريم للعقل المنتج، وللفكر الذي يعبر الحدود ليربط بين الشعوب. 
وأكد أن الجائزة تسعى إلى الاحتفاء بالعقل المنتج للمعرفة، وتكريم الأصوات القادرة على مد جسور الحوار بين الثقافات.

أخبار ذات صلة «إيمج نيشن أبوظبي» تعلن أسماء الفائزين في أول برنامج بأسلوب «سكرين لايف» «تريندز» يستعرض رؤيته الاستشرافية لمستقبل الاقتصاد العالمي معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

وأشار إلى أن اللقاء مع الفائزين يرسخ هذه الرؤية، حيث يتحول الحفل إلى منصة للتبادل المعرفي والاحتفاء بالتنوع الثقافي، مشيداً بما يحمله كل عمل فائز من قدرة على إلهام الأجيال الجديدة، وتعميق الوعي النقدي تجاه قضايا الإنسان والهوية والمستقبل.

معايير عالمية
استهلت الروائية اللبنانية الفرنسية هدى بركات مداخلتها بالحديث عن روايتها «هند أو أجمل امرأة في العالم» التي فازت بجائزة فرع الأدب، موضحة أن كل رواية تُكتب هي شكل من أشكال الانتصار على البيئة المحيطة. وأكدت أن أدبها يتموضع في منطقة الحب المنتقد، حيث تروي الرواية مفاهيم الجمال بمعالجة مختلفة تتجاوز الصور التقليدية.
ورأت أن الجوائز العربية تحمل لها قيمة مضاعفة، معربة عن امتنانها العميق لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبرتها جائزة عالمية بمعاييرها واهتمام الإعلام الدولي بها.
من جانبها، تحدثت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها «طيف سَبيبة»، عن تجربتها الأولى في الكتابة الموجهة للأطفال، معتبرة أن تناول موضوع التوحد كان تحدياً إنسانياً وفنياً. وأوضحت أنها استلهمت تجربتها من معايشتها لحالات قريبة تعاني هذا الاضطراب، مما دفعها إلى البحث والدراسة العلمية قبل الخوض في السرد الأدبي.
بدوره، أوضح الدكتور محمد بشاري، الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابه «حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة»، أن كتابه يقدم قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية، مبيناً جذوره الفقهية وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية.
واعتبر بشاري أن كتابه يمثل محاولة لاختراق تقليدي فقهي قديم، مؤكداً أن الإسلام يملك في جوهره إمكانات كبيرة لتعزيز مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بطريقة علمية متأصلة.
واستعرض المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو، الفائز بجائزة فرع الترجمة عن نقله لكتاب «هروشيوش» من «العربية» إلى «الإنجليزية»، أهمية عمله بوصفه صلة وصل ثقافية بين عوالم متعددة.
وأشار إلى أن الكتاب يجمع بين نصين متجاورين بـ«العربية» و«الإنجليزية»، ويعيد إحياء نص تراثي تمت ترجمته في العصر العباسي بأمر الخليفة المستنصر بالله.
ورأى أن هذه الترجمة تفتح نافذة جديدة لدراسة التفاعل العميق بين الثقافات والحضارات عبر الزمن.

قراءة جديدة
في مداخلته، تحدث الدكتور سعيد العوادي، الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي»، عن أهمية إعادة قراءة التراث العربي من زوايا غير تقليدية.
وبيّن أن كتابه يسعى إلى تسليط الضوء على خطاب الطعام المهمل في التراث البلاغي العربي، مقدماً قراءة جديدة تعيد الحياة إلى النصوص المنسية، وتكشف عن أن كثيراً من مصطلحات اللغة العربية تنبع جذورها من عالم الطعام. وأوضح أن العودة إلى هذه المساحات المنسية تمنح البلاغة روحاً جديدة، وتفتح آفاقاً مختلفة لفهم الأدب العربي القديم.
وتناول الباحث البريطاني أندرو بيكوك، الفائز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه «الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر»، أثر الثقافة العربية والإسلامية في تلك المنطقة.
وأوضح، أن عمله يكشف عن العلاقات المتينة التي ربطت العرب والمسلمين بجنوب شرق آسيا، وكيف أسهم العلماء المهاجرون من الحجاز والمغرب في نشر الثقافة والمعرفة هناك، مما يعيد صياغة فهمنا للتاريخ الثقافي في تلك البقعة من العالم.
وتحدث الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، الفائز بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه لكتاب «أخبار النساء»، عن أهمية العمل في حفظ التراث النسوي العربي.
وبيّن أن الكتاب يُعد من المصادر النادرة التي تناولت النساء بشكل مستقل، معتمداً على كتب تراثية، مثل «الأغاني»، من دون تصنيف نمطي قائم على الطبقات الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدرسة جعلان الخاصة
  • جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم في أبوظبي
  • جمعية أبناء تفوز بجائزة “جلوبال” العالمية للتميز في العمل الإنساني
  • تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن فعاليات "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"
  • تكريم الفائزين بالمراكز الأولى للمراكز التجارية والمشاركين في مبادرة رمضاننا تكافل بشمال الباطنة
  • تكريم الفائزين في تحدي التصميم
  • مكافحة الفساد تحيل مسؤولين إلى القضاء بتهمة الإضرار بالمال العام
  • مكافحة الفساد تحيل عدداً من المتهمين بمكتب أشغال صنعاء إلى نيابة الأموال العامة
  • تكريم الفائزين فى مسابقة أوائل الطلبة بالقليوبية
  • تكريم الفائزين بجائزة مجلس الضمان الصحي للتميز