تلعب التوسعة المذهلة للتكنولوجيا دورًا حيويًا في التعامل مع احتياجات وتحديات عالمنا المتنوعة، ولعل أبرزها تسخير التقنيات للتعرف على إيماءات الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، حيث يعد التواصل جانبًا أساسيًا من التفاعل البشري، والأفراد الصم والبكم غالبًا ما يواجهون صعوبات في التعبير عن أنفسهم، مما يؤدي إلى وجود حاجز بينهم وبين أفراد المجتمع، مما ألهمني ومجموعة من الزملاء لتطوير نظام ذكي قادر على التعرف على إيماءات اليد المستخدمة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة من فئتي الصم والبكم ويحوّلها إلى نصٍّ مكتوب ثم إلى صوت عبر استخدام تقنيات الشبكات العصبية وتقنية معالجة الصور وإنترنت الأشياء.

ولتحقيق هذا الهدف،عمل الباحثون على تصميم قاعدة بيانات ضخمة من خلال التقاط الصور ومعالجتها لتتناسب مع النظام. ويعتمد هذا المشروع على لغة الإشارة العربية والأمريكية كونها الأكثر استخداما في سلطنة عمان ومراكز رعاية الصم والبكم.

وقد حاولنا بقدر استطاعتنا استخدام أجهزة يسهل اقتناؤها وتكون صغيرة الحجم وغير باهظة الثمن، كما مكننا النظام من إضافة إشارات جديدة ليشمل فئة أكبر من المستخدمين. كما ستتضمن المرحلة القادمة من المشروع إضافة قلادة بها كاميرا محمولة تقوم بتصوير الشخص من ذوي الإعاقة من فئتي الصم والبكم، وترجمة إيماءاته مباشرة إلى صوت.

ولضمان نجاح المشروع، قمنا بإجراء تجارب متكررة وصل عددها لما يقارب الـ«1000» تجربة خلال فترة البحث الذي استغرق سنة كاملة. وقد أظهرت النتائج دقة عالية وصلت تقريبا إلى «0.9988» وخسارة تقريبا تبلغ «0.0015».

ويسْتخدِم النظام جهاز إنترنت الأشياء «راسبيري باي» وكاميرا عادية لاكتشاف وتحويل لغة الإشارة الخاصة بالأشخاص الصم إلى نص ثم إلى صوت. ويمكن للنظام التعرف على «31» إشارة باليد، بما في ذلك الحروف من «أ» إلى «ي».

ومن خلال هذا المشروع، تم اقتراح نظام تعرف دينامي يُستخدم للتعرف على نمط الإشارة من الفيديو المباشر الذي يتم التقاطه من الكاميرا. وتستخدم السمات التي تم استردادها من صورة الإشارة لتدريب نظام التعرف على الإشارات باستخدام طريقة الشبكة العصبية التقليدية «CNN».

ويمكن العدد الهائل من الصور الموجود في قاعدة البيانات تقنية الشبكة العصبية من التعرف على نمط الإشارة وبالتالي قراءتها بدقة عالية، حيث تحوي قاعدة البيانات على 62 ألف صورة تم التقاطها من قِبلْ الباحثين ومن ثم معالجتها من خلال عدة طرق لتكون متماثلة الكفاءة وواضحة للخوارزمية. كما نود التنويه على أن كل إشارة من الإشارات الـ«31» في النظام التقط له حوالي 2000 صورة، استخدم منها «1750» صورة من أجل عملية تدريب تقنية الشبكة العصبية، و«250» لفحص دقة النتائج.

ويتكون الفريق البحثي من الباحث الرئيسي الدكتور عبدالله أبو الكشك أستاذ مشارك ومنسق برنامج الشبكات وقواعد البيانات في جامعة صحار، والطالبة سارة بنت سالم الخايفية، والطالب مجتبى جعفر، ويجب التنويه إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن برنامج دعم البحوث المؤسسي المبني على الكفاءة، وهو أحد المشروعات البحثية الممولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصم والبکم التعرف على

إقرأ أيضاً:

شركة أمسان أكسيسبل تورز تستضيف أول مهرجان للصم في دبي

تستضيف شركة أمسان أكسيسبل تورز (AAT)، المزود الرائد في المنطقة لتجارب السفر المصممة خصيصًا لمجتمع الصم، أول مهرجان للصم في دبي اليوم. مستوحى من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالشمولية والإتاحة، يحتفل المهرجان بالثقافة النابضة بالحياة والمواهب الفريدة لمجتمع الصم. إنه بمثابة منصة لتسليط الضوء على تقدم دبي في الإتاحة، وتعزيز التبادل الثقافي، وتشجيع الأفراد الصم من جميع أنحاء العالم على زيارة الإمارات العربية المتحدة وتجربة كرم الضيافة فيها. من بين الضيوف والمتحدثين من كبار الشخصيات فيتالي بوتابشوك، المؤسس المشارك الأصم لمشروع أمسان، ومصبح النيادي، رئيس جمعية الصم الإماراتية، وعبير الشحي، مترجمة، وزارة تنمية المجتمع.
بالتزامن مع مبادرات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مثل فريق دبي للسفر والسياحة الميسرة وأصحاب الهمم، يعرض مهرجان الصم تحت اشراف شركة شركة أمسان أكسيسبل تورز المدينة كوجهة عالمية شاملة. فهو يجمع المشاركين الصم من بلدان مختلفة بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة واليابان، باستخدام لغات إشارة مختلفة، لإظهار لغة الوحدة العالمية. يعكس هذا التعاون العالمي الاعتقاد بأن أولئك الذين يفهمون تجربة الصم هم الأفضل تجهيزًا لتعزيز الشمولية.
يتضمن نهج الإتاحة أولاً للحدث مضيفين من الصم ومترجمي لغة الإشارة ومتطوعين صم محليين لضمان تجربة خالية من العوائق وتمكينية لجميع المشاركين. تم تصميم جميع الأنشطة والعروض وعروض الأداء حصريًا للأفراد الصم، ويتم تقديمها مباشرة بلغة الإشارة، دون الاعتماد على التواصل اللفظي من أجل بيئة يسيرة حقًا للصم. تشمل أبرز أحداث المهرجان:
• كلمة فيتالي بوتابشوك: في خطابه الملهم، سيشارك المؤسس المشارك للصم رؤيته لعالم خالٍ من العوائق، مؤكدًا على قوة مجتمع الصم في الوحدة والدعم المتبادل. سيدعو المشاركين للمساهمة بالأفكار والرؤى، مع التأكيد على المسؤولية الجماعية لخلق مستقبل أكثر سهولة وشمولاً.
• عرض مالون: عرض كوميدي من قبل فنانين كوميديين صم سيأسر الجماهير بروح الدعابة ورواية القصص.
• عرض محمود وإبرو الكوميدي: سيقدم هذا الثنائي الكوميدي الترفيه للجمهور بمزيج من روح الدعابة بلغة الإشارة والارتجال وإشارات إلى ثقافة الصم.
• خطابات من قبل قادة الصم المؤثرين: تضم مصبح النيادي وعبير الشحي إلى جانب الأفكار الثقافية التي يشاركها ممثلو الصم المحليون وفريق أمسان للصم.
• جولات إلى المعالم المميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة: زيارات إرشادية للصم إلى إكسبو سيتي دبي، فستيفال سيتي، سولونا بيتش كلوب، ورحلات سفاري صحراوية، وكلها بقيادة مرشدين صم مع دعم كامل للإتاحة.
• دعم الشركات المحلية للصم: عرض للمنتجات والخدمات من قبل رواد الأعمال الصم، وتمكين المجتمع وتعزيز الإدماج الاقتصادي.
قال أوليكساندر كولتسوف، الرئيس التنفيذي لشركة أمسان أكسيسبل تورز: “مع وجود أكثر من 11 مليون فرد يعانون من فقدان السمع في الشرق الأوسط وحده، فإن مهرجان دبي للصم هو حركة ضرورية وفي الوقت المناسب نحو خلق عالم أكثر شمولاً لمجتمع الصم”. “تتجاوز مهمتنا السياحة، ونهدف إلى سد الفجوات الثقافية، وتعزيز الشمول، وضمان الإتاحة في كل جانب من جوانب رحلة مجتمع الصم. إن ريادة دبي في الإتاحة، جنبًا إلى جنب مع خبرة أمسان في تجارب السفر المصممة خصيصًا، تضع معايير جديدة للشمول في السياحة. يجسد المهرجان الاعتقاد بأن مجتمع الصم قادر على تحقيق أي شيء. إنه بمثابة تذكير قوي بالالتزام الجماعي بكسر الحواجز وتحويل العالم إلى مكان عادل ومتاح للجميع يحتفل بثقافة الصم ومواهبهم ووحدتهم على نطاق عالمي”. تخطط أمسان لتوسيع مهرجان الصم دوليًا، وبناء شبكة عالمية من تجارب السفر الشاملة. يسلط المهرجان الضوء على الشركات والمواهب والشراكات المملوكة للصم، مما يعزز الروابط والفرص الأعمق. ومن المقرر أن يصبح تقليدًا سنويًا، ويهدف إلى تعزيز مجتمع الصم العالمي عامًا بعد عام.
لمزيد من المستجدات حول مبادرات أمسان، بما في ذلك الإصدارات المستقبلية لمهرجان الصم، تابع أمسان على إنستغرام، وقم بزيارة موقعهم الرسمي.


مقالات مشابهة

  • إقرار الأسباب الموجبة لتعديل نظام إدارة الموارد البشرية
  • اعتراف أمريكي خطير بشأن سوريا..هكذا تم اسقاط نظام الأسد
  • سوريا والنظام العربي المقبل
  • الأسلحة الكيميائية.. سر نظام الأسد المظلم الذي يخشاه الغرب وإسرائيل
  • الأمم المتحدة: قدمنا أدلة تدين نظام الأسد إلى الجنائية الدولية والعدل الدولية
  • هواجس الأقليات في سوريا: لا تأخذونا بجريرة نظام «أفقرنا وسلب إرادتنا»
  • روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً
  • شركة أمسان أكسيسبل تورز تستضيف أول مهرجان للصم في دبي
  • مخاوف الأقليات السورية من هجمات انتقامية بعد سقوط نظام الأسد الهارب
  • بسام كوسا يعتذر للمعتقلين في سوريا ويثير الجدل بتصريحاته