التهويل الأمريكي في البحر الأحمر.. فقاعة لحماية كيان العدو
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
صدور البيان الأمريكي من تل أبيب عقب ساعات من مؤتمر صحفي لوزير الحرب الأمريكي لبيد أوستن مع قادة الحرب على غزة، يعكس في توقيته طبيعة الإعلان ومن يخدم؟
عكس البيان إخفاقا وعجزا أمريكيا في تشكيل قوة بحرية تضم حتى دولة واحدة مطلة على البحر الأحمر، وفي مقابل استحضار سيشيل والبحرين تم تغيب كيان العدو.
يستفيق أوستن صباح اليوم التالي من الإعلان ليستجدي دول العالم إدانة معلنة عما يقوم به اليمن، ويدعو لوقفه فورا، وهو الذي شكل تحالفا خدجا قبل ساعات، تلك ما آلت إليه عملية حارس إسرائيل في ساعاتها الأولى.
وفي الحقيقة، هو تحالف حرّاس الصهيونية وحرّاس الجريمة والإبادة، كما يصفه عبدالملك العجري عضو الوفد الوطني، قائلاً: إنها سلوك أصيل في السياسة الأمريكية الراعي والحارس الأول للإبادة عبر التاريخ، من الهنود الحمر إلى غزة.
ويؤكد العجري أنه لا يوجد أي تهديد للملاحة، كون عمليات القوات المسلحة اليمنية نظيفة ودقيقة، وأثرها على الملاحة الإسرائيلية فقط، معتبراً أنه إذا كان هناك من يهدد الملاحة والمنطقة برمتها فهو السلوك الأمريكي الأرعن.
تصر الولايات المتحدة على كسر المعادلة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية إفساحا في المجال لكيان العدو في استكمال مسلسل الإبادة والإجرام في غزة، لا تكترث لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في القطاع، بل وتدفع نحو إقحام دول عربية وإسلامية في هذه القوة، بعد استبعاد إسرائيل لرفع الحرج.
في المقابل، يرد اليمن على لسان رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، بأنه: "كما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة.
لا مخاطر تواجه الملاحة الدولية في البحر الأحمر
وعلى النقيض من تهويل الولايات المتحدة الأمريكية من خطر العمليات اليمنية في البحر الأحمر على الملاحة البحرية، تتوالى تصريحات الشركات العالمية بعدم تأثر سير التجارة البحرية واستقرار أسعار النفط.
ومع متابعة المستثمرين للأوضاع في البحر الأحمر، استقرت أسعار النفط، بحسب وصف خبراء اقتصاديين، لم تتوفر لدى الشركات والمستثمرين قناعة كبيرة أن الاضطرابات قد تكون طويلة الأمد، ما أدى إلى بعض التحفظات التي انعكست على أسعار النفط.
بنك جولد مان ساكس هو الآخر، استبعد تأثيرا كبيرا على أسعار النفط على خلفية ما يشهده البحر الأحمر. أشار إلى أن انقطاع تدفقات الطاقة في البحر الأحمر لن يكون له تأثير على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، إذ أن فرص إعادة توجيه السفن تعني أن الإنتاج يجب ألا يتأثر بشكل مباشر شركات.
اقتصادية كبرى أيضا قللت من المخاطر على الملاحة الدولية، شركة تي إس إم سي، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، أعلنت أنها لا تتوقع أي تأثير كبير على عملياتها. يبقى العدو الإسرائيلي المتضرر الوحيد من عمليات القوات المسلحة اليمنية. على الرغم من محاولات التخويف من قبل اللوبي الصهيوني والإدارة الأمريكية، وتأزيم سير الملاحة الدولية.
العبور البحري آمن للجميع، عاد الكيان الصهيوني، وإعلامه يقر أن اليمنيين نجحوا في تحقيق الهدف الذي وضعوه لأنفسهم، وهو تعطيل التجارة البحرية إلى إسرائيل.
ومن يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل العواقب، فالأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت التي لا تتوقعها الولايات المتحدة، التي تنفخ في فقاعة حماية الكيان الصهيوني.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
أكد السفير البريطاني في "إسرائيل" سيمون والترز، أن المملكة المتحدة مستعدة لـ"حماية إسرائيل مرة أخرى إذا هاجمتها إيران، وستكون حليفا وثيقا وهي مستعدة لوضع طائراتها وأفرادها في خطر للدفاع عن إسرائيل".
وقال والترز متحدثًا إلى الصحفيين الإسرائيليين في مقر إقامته في رامات غان: إن "سلاح الجو الملكي البريطاني حلّق إلى جانب طيارين إسرائيليين وأمريكيين خلال هجوم الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية على إسرائيل في نيسان/ أبريل".
وأضاف أنه "دون الخوض في التفاصيل، لعبت القوات المسلحة البريطانية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر دورا مرة أخرى في محاولة تعطيل الهجوم الإيراني على إسرائيل".
ورغم ذلك، قال والترز إن الضغط العسكري على حماس لن يحرر الرهائن ولن يدمر الحركة في قطاع غزة.
وأوضح "أسمع الناس يدعون إلى استمرار الحرب حتى يتم تدمير حماس وأعتقد أنهم يخدعون أنفسهم. إنهم يتخيلون نتيجة لن تأتي أبدًا، لذلك من الضروري أن ندرك ذلك ونركز جهودنا على الحصول على صفقة رهائن لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إعادتهم إلى ديارهم".
واعتبر أن حماس مسؤولة في استمرار ما أسماه بـ"الصراع"، قائلا: "إن حماس قادرة على إنهاء هذه المعاناة بالموافقة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن على الفور ودون شروط، ويتعين علينا أن ندرك أن المسؤولية عن هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واختطاف الرهائن تقع بالكامل على عاتق حماس".
وفيما يتصل بتعليق بعض تراخيص الأسلحة البريطانية لـ"إسرائيل"، أوضح والترز إن "خطر انتهاك القانون الدولي موجود هنا بوضوح".
وأشار إلى حقيقة مفادها أن "إسرائيل لم تسمح للصليب الأحمر بزيارة السجناء الذين تم أسرهم من غزة.. لو قام الصليب الأحمر بزيارة السجناء بانتظام، لكان ذلك ليطمئن الناس إلى الظروف، ولن يحمي السجناء فحسب".
وأضاف أن ذلك من شأنه أيضاً أن "يحمي الحراس من الاتهامات، والمنظمات غير الحكومية البريطانية تقاضي الحكومة في المحكمة في محاولة لفرض المزيد من القيود على الأسلحة على إسرائيل، وأن الحكومة تحارب هذه المحاولات في المحكمة".
وعلى الرغم من جرائم الإبادة والدمار الهائل في غزة، فشلت "إسرائيل" حتى الآن في تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب، ولا سيما استعادة أسراها من القطاع والتدمير الكامل لقدرات حركة حماس.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة عن نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.