الجزيرة:
2025-04-10@06:17:02 GMT

غطى على باقي الأحداث.. زلزال الحوز عنوان 2023 بالمغرب

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

غطى على باقي الأحداث.. زلزال الحوز عنوان 2023 بالمغرب

الرباط- سيظل 8 سبتمبر/أيلول 2023 تاريخا حيا في أذهان المغاربة خلال العقود القادمة، ففي الـ11 ليلا اهتزت الأرض تحت أقدام الملايين منهم قبل أن يعوا بعد ذلك بساعات أن الأمر يتعلق بزلزال بقوة 7.2 درجات على مقياس ريختر ومركزه قرية إغيل على عمق 8 كيلومترات.

وتقع هذه القرية داخل الصفيحة التكتونية وليس عند أطرافها أو حدودها مع صفيحة أخرى كما هو معتاد في الزلازل، مما شكل مفاجأة لعلماء الجيولوجيا.

وشمل الدمار 7 أقاليم هي الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وتارودانت وشيشاوة، وشعر بالاهتزازات سكان الرباط والدار البيضاء الذين يبعدون عن مركز الزلزال بنحو 400 و300 كلم على التوالي.

من خسائر الزلزال مسجد تنمبل الذي عمّر لأكثر من 9 قرون (الجزيرة) حصيلة ثقيلة

أسفر زلزال الحوز عن وفاة 2960 شخصا وتدمير المباني السكنية والطرق، ووجد عناصر الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة التي تقع وسط تضاريس جبلية صعبة زاد صعوبتها انقطاع الطرق وانهيارها، مما حال دون وصول الآليات والعربات وحتى المساعدات.

وقدرت الحكومة المغربية عدد المتضررين بحوالي 2.8 مليون نسمة، وبلغ عدد القرى التي طالها الدمار 2939 قرية، كما أن ما لا يقل عن 59 ألفا و674 منزلا انهارت جراء الزلزال، 32% منها انهارت بالكامل.

وأعلنت الحكومة المغربية عن حزمة مساعدات مالية واجتماعية للضحايا بلغت نحو 8 مليارات درهم (حوالي 800 مليون دولار) شملت منحا مالية لإعادة بناء وتأهيل المساكن المتضررة.

وبعد 3 أشهر من الزلزال بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، وشرع السكان في مجموعة قرى ثلاث نيعقوب بالحوز في ديسمبر/كانون الأول الجاري في إعادة بناء منازلهم المتضررة وفق تصاميم نموذجية تراعي خصوصية المنطقة وذلك بعد صرف الحكومة التعويضات، فيما تتواصل في عدد من القرى عملية إزالة الأنقاض والأتربة، وذلك من أجل بدء إعادة البناء.

ويأمل السكان من خلال إعادة بناء منازلهم العودة إلى حياة الاستقرار بعدما قضوا أشهرا في إقامات مؤقتة وخيام، فيما لم تعد تفصلهم عن شتاء المنطقة القاسي سوى أسابيع.

استمرار السنوات العجاف

وإلى جانب الزلزال وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية شهدت المملكة أحداثا أخرى أرخت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، ومن أبرزها استمرار السنوات العجاف.

وللعام السادس على التوالي عانت المملكة من موسم جفاف قاس كانت له تبعات سلبية على القطاع الفلاحي (يساهم بنسبة 14% من الناتج الداخلي الخام) وعلى فرص العمل.

وبحسب آخر بيانات المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، فإن الاقتصاد المحلي فقد 297 ألف فرصة عمل ما بين الربع الثالث 2022 والربع ذاته من السنة الحالية، معظمها (269 ألفا) في القرى بسبب موجة الجفاف.

وبالإضافة إلى الجفاف كان للاضطرابات العالمية وارتفاع أسعار المحروقات تأثير سلبي على القدرة الشرائية للمواطنين الذين عانوا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

وكان الجزء الأخير من سنة 2023 صعبا بالنسبة للأسر المغربية، إذ حرم أبناؤها من الدراسة بسبب الإضرابات المتواصلة للأساتذة منذ بداية الموسم الدراسي.

ووجد الآباء والأمهات أبناءهم ضحايا التوتر في قطاع التعليم، إذ رفض الأساتذة النظام الأساسي الذي جاءت به الوزارة كونه لا يستجيب لمطالبهم المرفوعة منذ سنوات، فيما تمسكت الوزارة به، معتبرة إياه وسيلة لإصلاح المدرسة الحكومية.

ورغم ما شهدته من أحداث حزينة وتوترات اجتماعية فإن سنة 2023 لم تخل من لحظات سعيدة مثل تأهل المنتخب الوطني للسيدات إلى ثمن نهائي كأس العالم لأول مرة وفي أول مشاركة لهن في البطولة، وإعلان الفيفا اختيار ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.

مصاعب وفرص

بدوره، يرى المحلل السياسي محمد بودن أن سنة 2023 كانت مليئة بالتحديات والإكراهات التي نجحت المملكة في التكيف معها وأظهرت مرونة في امتصاص تداعياتها.

أما الخبير الاقتصادي بدر زاهر الأزرق فيرى أن هذه السنة كانت قاسية وصعبة وألقت عدد من الأحداث والوقائع بظلالها على الاقتصاد ودينامية مجموعة من القطاعات الاقتصادية بالمغرب وعلى القدرة الشرائية للأسر المغربية.

ويقول بودن للجزيرة نت إن تدبير آثار زلزال الحوز يمثل إحدى قصص نجاح المغرب في التغلب على الأزمات والكوارث بتخطيط وفعالية وتآزر وتضامن، مشيرا إلى سلسلة من التدابير الاستعجالية الموجهة إلى الفئات الهشة والأكثر تضررا والشروع في تفعيل مخطط للبناء العام والإعمار في المناطق المتضررة.

وعلى الرغم من تأكيده على صعوبة بعض فصول هذه السنة فإنه يرى أنها أيضا سنة الفرص.

وذكر المتحدث عددا من الأحداث المهمة التي شهدها هذا العام، وستكون لها في نظره انعكاسات إيجابية مستقبلا، من بينها اعتماد ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، فضلا عن تحول المغرب إلى وجهة دولية لاحتضان المناسبات الدولية والإقليمية في الميادين المالية والاقتصادية والرياضية والثقافية والأمنية وغيرها، مشيرا في هذا الصدد إلى احتضان مراكش المناقشات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

ويرى المتحدث ذاته أن إطلاق عدد من المشاريع الاجتماعية، ولا سيما برنامج الدعم الاجتماعي المباشر والشروع في إعادة النظر في مدونة الأسرة سيسهم في الرفع من المستوى المعيشي وتوسيع نطاق شبكة الأمان الاجتماعي والأسري.

تحديات

من جهته، يرى الخبير الاقتصادي بدر زاهر الأزرق أن استمرار الجفاف خلال العام الجاري كانت له تبعات سلبية على الإنتاج الفلاحي وعلى القدرة الشرائية للمواطنين.

وأوضح الأزرق في حديث للجزيرة نت أن تعاطي الحكومة مع الأوضاع الاجتماعية كان موضوع جدل وانتقادات وملاحظات، بين من اعتبر تحركها بطيئا وتنقصه الجرأة، خاصة أنها لم تتخذ أي قرارات جدية مثل مراجعة الضريبة على الدخل أو تعليق الضرائب أو الرسوم المفروضة على استيراد المحروقات من أجل تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، فيما رأى آخرون أنه لولا الإجراءات التي أعلنتها الحكومة على محدوديتها مثل صرف دعم المحروقات للسائقين المهنيين ودعم الفلاحين بحوالي 10 مليارات دولار (100 مليون دولار) لشراء البذور والأعلاف ومواجهة آثار الجفاف لكانت الأوضاع ستكون أسوأ مما هي عليه.

وأشار إلى أن عددا من الأحداث التي طبعت هذه السنة ستظل تداعياتها مستمرة إلى العام المقبل، مثل زلزال الحوز والجفاف والتضخم والاحتجاجات المتواصلة للأساتذة.

وفي ظل عدم اليقين الذي يطبع المستقبل في مختلف قضايا السيادة الغذائية والطاقية والصناعية على المستوى الدولي يرى بودن أن سنة 2024 ستكون بالنسبة للمغرب سنة التوقعات والمضي في الخيارات الحاسمة، كما أنها سنة تعزيز الأسس القوية للمستقبل والتعامل مع التحديات المؤقتة وغيرها من التحديات القادمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القدرة الشرائیة زلزال الحوز

إقرأ أيضاً:

تمديد حبس المسؤول اللوجستيكي عن شبكة نفق المخدرات في سبتة مع قرب الوصول إلى باقي المتورطين

قررت المحكمة الوطنية الإسبانية الإبقاء على رئيس الشق اللوجستي في الشبكة الإجرامية التي كانت تستعمل نفقًا سريًا لتهريب الحشيش من المغرب إلى مدينة سبتة، رهن الاعتقال الاحتياطي، في إطار عملية « هاديس » التي تقودها قوات الحرس المدني الإسباني، والتي توصف بأنها واحدة من أكبر التحقيقات في تاريخ مكافحة المخدرات في المنطقة.

وحسب المعطيات التي نشرتها صحيفة El Faro de Ceuta، فإن المعني بالأمر يُعتبر شخصية محورية في التخطيط والتنظيم اللوجستي لعمليات التهريب، حيث كان يشرف على تنسيق شحنات الحشيش التي تُنقل بواسطة شاحنات ونصف مقطورات من سبتة نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، مع تفادي الرقابة الأمنية في الميناء بفضل اختراق داخل صفوف عناصر الحرس المدني.

وبالتزامن مع التطورات القضائية في إسبانيا، كنا قد نشرنا في « اليوم24″ أن السلطات المغربية تمكنت من تحديد موقع مخرج النفق على أراضيها، والذي كان يستخدم لتهريب كميات ضخمة من الحشيش نحو مدينة سبتة المحتلة. وقد باشرت مصالح الأمن المغربي، بتنسيق مع نظيرتها الإسبانية، عمليات تمشيط وتحقيق دقيقة في محيط النفق، الذي يبدو أنه حُفر بعناية باستخدام معدات احترافية يصعب توفرها خارج التنظيمات المنظمة.

اختراق أمني واعتقالات بالجملة

منذ انطلاق عملية « هاديس »، تم توقيف ما لا يقل عن 15 شخصًا، من بينهم ضباط في الحرس المدني الإسباني، وموظف في السجون، وشخصية سياسية محلية من حزب MDyC، إضافة إلى عدد من سائقي الشاحنات ومهربين مفترضين.

وتعتبر المحكمة الإسبانية أن الشبكة كانت تعمل بـ »درجة عالية من الإفلات من العقاب »، مستفيدة من تواطؤ داخل أجهزة أمنية مكلفة بالمراقبة، حيث سهّلت عمليات التهريب « بشكل منسق ومنهجي، مقابل مكاسب مالية ».

تقنيات تهريب معقدة… وجثث حيوانات لإخفاء الحشيش

كشفت التحقيقات أن الشبكة استخدمت تقنيات متقدمة للتهريب، من بينها إخفاء أكثر من 3 أطنان من الحشيش داخل أكياس وسط جثث حيوانات ونفايات لحوم، في عملية تعود إلى 18 ديسمبر 2023، وهو ما اعتُبر دليلاً على احترافية عالية في تضليل السلطات.

كما تم في 27 يونيو 2023 اعتراض شاحنة محملة بـ1977 كيلوغرامًا من الحشيش على طريق AP-7 باتجاه مدينة مالقة، مما شكّل أحد المفاتيح التي قادت إلى تفكيك الشبكة لاحقًا.

وتشير التحقيقات إلى أن الشبكة الإجرامية كانت تعتمد على محاور ثلاثية تمتد من المغرب، إلى سبتة، ثم إلى داخل الأراضي الإسبانية، مع وجود تنسيق بين عناصر في كل منطقة لضمان سلاسة مرور الشحنات.

وفي هذا الإطار، يُعتبر « رئيس اللوجستيك » الذي تم اعتقاله في 4 مارس 2025، عنصرًا استراتيجيًا كان يتولى « حلّ الإشكالات وتنسيق الأدوار ومتابعة تفاصيل الشحنات »، إلى جانب عقد لقاءات مع باقي أعضاء الشبكة الذين يقبعون اليوم رهن الاعتقال الاحتياطي.

ولا تزال التحقيقات جارية بسرية تامة، ومن المتوقع أن تُسفر عن اعتقالات إضافية في المغرب وإسبانيا، خصوصًا بعد انكشاف البنية الكاملة للنفق الذي يربط التراب المغربي بمدينة سبتة، ما يعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية المشتركة بين الرباط ومدريد في مجال مكافحة التهريب المنظم.

وتولي السلطات المغربية أهمية خاصة لهذا الملف، ليس فقط بالنظر إلى خطورته الأمنية، بل أيضًا لكونه يعكس تعقيد التهديدات العابرة للحدود التي تمس السيادة والمصالح الوطنية، خصوصًا في المناطق المحاذية للثغور المحتلة.

كلمات دلالية أمن المغرب تهريب حدود سبتة مخدرات نفق

مقالات مشابهة

  • تمديد حبس المسؤول اللوجستيكي عن شبكة نفق المخدرات في سبتة مع قرب الوصول إلى باقي المتورطين
  • دون خسائر بشرية.. زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب شمال تركيا
  • زلزال عنيف بقوة 4.2 درجة يضرب شمال تركيا
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب شمال شرق بابوا غينيا الجديدة
  • زلزال قوي يضرب تايوان
  • زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب جزر سليمان في المحيط الهادئ
  • زلزال عنيف بقوة 6.2 درجة يضرب “سومطرة” الإندونيسية
  • زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية
  • زلزال في مرمرة! حالة ذعر بين الناس في تركيا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى ثلاثة آلاف و564 قتيل