بلا طعام أو ماء أو لباس.. مآسٍٍ مركّبة تواجه النساء الحوامل في غزة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
غزة- تجلس الفلسطينية ريهام جغلوب على حافة الدرج وبطنها ممتد أمامها، تتنظر موعد ولادتها ولا تدري ماذا تفعل، فلا ملابس أو مستلزمات عندها لولادتها، ولا لمولودها الجديد كي تحميه من البرد وليالي الحرب الصعبة.
وأضافت والحسرة واضحة على ملامحها "لا أجد مكانا أجلس وأرتاح فيه، ففي النزوح لا توجد حتى غرفة لي أو فرشة أنام عليها، ظهري انقسم نصفين من الألم، جميعنا عائلة واحدة مكونة من 11 فردا، ننام على حافة الدرج، حتى الماء النظيف والطعام غير متوفر".
أمّا سارة، فلديها أيضا معاناتها، وتروي للجزيرة نت بصوتها المتعب "حكايتي حزينة، أنا حامل في الشهر السابع وكل صاروخ يسقط حولنا أشعر أنه في قلبي، لا أستطيع تحمل صوت القصف العنيف".
وتضيف قائلة "نزحنا 4 مرات، في كل مرة ننجو من الموت المحقق، وقعت على الأرض وسقطت على بطني خلال نزوحي من غزة إلى خان يونس، لليوم أشعر بألم كبير في أحشائي، وهمّي الأكبر ولادتي في الحرب، فلا يوجد معي ملابس لا لنفسي ولا لإبني".
وعند سؤالنا لها عن الغذاء والماء قالت "لا يوجد لدينا طعام أو ما يكفينا من الماء، يومين كاملين لم أشرب ماء، لا حلو ولا مالح، الالتهابات ذبحتني ولا أجد من يساعدني، حتى حبوب الدواء (الفوليك أسيد) اللازمة لي في كل أشهر حملي لا أجد من يوفرها لي، فقد نفدت من كل الصيدليات".
"لا رعاية صحية"وقال مدير مستشفى التحرير للولادة وليد أبو حطب للجزيرة نت، إن "بيئة العمل داخل المستشفى لمتابعة الحوامل سيئة للغاية، نتيجة زيادة أعداد النازحين الذين يأخذون من المكان ملجأ ومأوى لهم، إضافة لتخصيصنا الأسرّة للجرحى، الأمر الذي سبب عجز في تلك الخاصة بالحوامل، واضطررنا إلى تنويم الكثير من الحالات على الأرض".
ويقول أبو حطب "منذ اليوم الأول للعدوان على غزة كانت تصلنا نحو 50 حالة ولادة طبيعية، وبين 15 إلى 17 حالة ولادة قيصرية، ولاحظنا زيادة الالتهابات والتجرثم بعد العمليات الجراحية، بسبب عدم مقدرتنا على مقاومة الأمراض البيئية، نتيجة النقص الكبير في مواد ومستلزمات التنظيف".
وقال مدير المستشفى "للأسف الشديد لا توجد أية رعاية صحية للنساء الحوامل في الفترة الأخيرة، ولا تقدم لهم المكملات الغذائية، بالإضافة لسوء التغذية بسبب نقص الغذاء والماء، الأمر الذي سبب زيادة في فقر الدم لدى الحوامل، وأتوقع زيادة في نسبة الأمراض والوفيات بخصوص خدمات الصحة الإنجابية".
مناشدات أمميةوحذّرت منظمة اليونيسف ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية من تعطل الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، بسبب عمليات القصف المستمرة، وتضرر المرافق الصحية أو توقفها عن العمل، حيث يوجد في قطاع غزة نحو 50 ألف امرأة حامل، يفتقدن للرعاية الصحية اللازمة.
وتوقعت الوكالات أن ترتفع وفيات الأمهات في غزة، كما حذرت من الآثار النفسية الناجمة عن الحرب، وما لها من عواقب مباشرة على الصحة الإنجابية، بما في ذلك ارتفاع حالات الإجهاض والولادات المبكرة الناجم عن التوتر والخوف.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الصحة اللبنانية: أعداد الشهداء والجرحى في تزايد مع زيادة وتيرة الغارات الإسرائيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور جوزيف حلو مدير العناية الطبية في وزارة الصحة اللبنانية، إن أعداد الشهداء والجرحى في تزايد مستمر كل دقيقة مع زيادة وتيرة الغارات والاعتداءات الإسرائيلية، لافتا إلى أننا نقوم بتوزيع حالات الإصابات على المستشفيات في بيروت وجبل لبنان والشمال حتى نخفف من حدة الضغط على المستشفيات في الجنوب والتي تتلقى أعدادا كبيرة من الإصابات جراء الغارات المستمرة.
وأكد جوزيف في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية اليوم السبت أن وتيرة الغارات واستهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي الوحشية اليومية تزداد على المناطق اللبنانية وتتوسع الاستهدافات في الضاحية الجنوبية.
وتابع "أن لبنان يحترق جراء العدوان الإسرائيلي، حيث وقع 3445 شهيدا و14 ألفا و599 مصابا في لبنان حتى اليوم، بالإضافة إلى الاعتداءات على الطواقم الطبية والمسعفين وأطقم الدفاع المدني والأضرار الجسيمة التي يتم إحداثها في البنى التحتية الطبية، حيث أن هناك 90 مركزا طبيا قد تضرر حتى الآن، فيما سقط 208 شهداء و311 مصابا من المسعفين والطواقم الطبية.
وأضاف مدير العناية الطبية في وزارة الصحة اللبنانية أنه وفقا للاتفاقيات الدولية وقوانين حقوق الإنسان المشرعة يجب حماية الأطقم الطبية والمسعفين والمستشفيات في حالات النزاع والحرب ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم أى القوانين، فيما يكتفي المجتمع الدولي بالبيانات المستنكرة، منوها بأن لبنان حكومة وشعبا ومنذ اليوم الأول كانت ضد الحرب وتدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف هذه الحرب الهمجية.