ولدت وسط الحرب في مستشفى من دون كهرباء في مدينة، جنوبي غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي يومي. أطلقت عليها عائلتها اسم "الأميرة عائشة"، لكنها لم تكمل أسبوعها الثالث قبل أن تقتلها غارة جوية إسرائيلية سحقت منزل عائلتها الثلاثاء، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.

وقالت سوزان زعرب، جدة الرضيعة والناجية من الانفجار، إن عائلتها كانت نائمة عندما دمرت الغارة بنايتهم السكنية في رفح قبل الفجر.

وقال مسؤولو المستشفى إن 27 شخصا قتلوا، من بينهم "الأميرة عائشة" وشقيقها أحمد البالغ من العمر عامين.

"عمرها أسبوعان فقط"، قالت سوزان، وصوتها يرتعش وهي تتحدث من جانب سرير ابنها في المستشفى، الذي أصيب هو الآخر في الانفجار، "بعدنا لم نسجل اسمها حتى".

أقارب الصحفي الفلسطيني عادل زعرب قُتل مع عائلته في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يتجمعون حول جثمانه خارج مشرحة في رفح، الثلاثاء 19 ديسمبر 2023.

تأتي هذه المأساة العائلية في الوقت الذي يقترب فيه عدد القتلى الفلسطينيين في غزة من 20 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة. وقُتلت الغالبية العظمى منهم في الغارات الجوية الإسرائيلية التي قصفت قطاع غزة المحاصر بلا هوادة لمدة شهرين ونصف الشهر، وغالبا ما دمرت المنازل على الأسر الساكنة فيها.

واندلعت الحرب عندما اقتحم مسلحون من حماس، التي تحكم غزة، وجماعات أخرى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين الإسرائيليين، واختطاف 240 آخرين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وكانت عائلة زعرب من بين الفلسطينيين القلائل في غزة الذين بقوا في منازلهم.

وأدى الهجوم الإسرائيلي، وهو أحد أكثر الهجمات تدميرا في القرن الحادي والعشرين، إلى نزوح حوالي 1.9 مليون شخص - أكثر من 80% من سكان قطاع غزة - ما دفعهم للبحث عن مأوى في مدارس الأمم المتحدة أو المستشفيات أو مخيمات الخيام أو في الشوارع.

عائلة الزعرب بقيت في المبنى السكني المكون من ثلاثة طوابق. كان لدى اثنين من أبناء سوزان شقق في الطوابق العليا، لكن الأسرة الممتدة كانت تتزاحم في الطابق الأرضي، معتقدة أنه سيكون أكثر أمانا. عندما وقعت الغارة، قتلت ما لا يقل عن 13 فردا من عائلة زعرب، بمن فيهم الصحفي عادل، بالإضافة إلى النازحين الذين لجأوا إلى مكان قريب.

قالت سوزان: "وجدنا أن المنزل بأكمله قد انهار فوقنا". وقام عمال الإنقاذ بسحبهم مع ضحايا آخرين، أحياء وأموات، من تحت الأنقاض.

كان عمر الأميرة عائشة 17 يوما فقط. وقالت سوزان إنها ولدت في الثاني من ديسمبر في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح بينما كانت الكهرباء مقطوعة في المستشفى – بعد أقل من 48 ساعة من استئناف قصف المدينة وبقية غزة بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعا واحدا بين إسرائيل وحماس.

قالت سوزان: "لقد ولدت الأميرة عائشة في وضع صعب للغاية".

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، في مستشفى رفح، جنوبي غزة، الثلاثاء 19 ديسمبر 2023.

وحتى أمس الاثنين، أصبح 28 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة خارج الخدمة، في حين أن ثمانية منشآت صحية متبقية كانت تعمل بشكل جزئي فقط، وفقا للأمم المتحدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه وسط الدمار هناك نحو 50 ألف امرأة فلسطينية حامل.

ونجا والدا الأميرة عائشة وأحمد، إذ أصيبت والدتهما ملك بحروق وكدمات على وجهها، بينما أصيب والدهما محمود بكسر في الحوض. وبينما كان محمود يرقد على سريره في المستشفى الكويتي برفح، أحضرت له سوزان طفليه لوداع أخير قبل دفنهما.

كان محمود يتجهم من الألم وهو يسحب نفسه إلى مهد أحمد، ملفوفا بكفن أبيض، قبل أن يتراجع ويبكي. وكانت زوجته تحمل الأميرة عائشة، وهي أيضا ملفوفة بقطعة قماش بيضاء، أمامه.

وأدى عشرات من المشيعين صلاة الجنازة صباح الثلاثاء خارج المستشفى في رفح، قبل نقل الأميرة عائشة وأحمد والآخرين الذين قتلوا في الغارة لدفنهم في مقبرة قريبة.

قالت سوزان: "لم أستطع حماية أحفادي. لقد فقدتهم في غمضة عين".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

30 يونيو| عريس الجنة النقيب إسلام مشهور.. "بطل يحب الخير"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل علينا خلال أيام قليلة الذكرى الـ11 على مرور ثورة ٣٠ يونيو، والتي تعتبر علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث وسيقف المؤرخون عندها طويلًا لأنها تعتبر بمثابة نقطة تحول في إنقاذ مصر من الغرق في بحور الفوضى وزرع الفتن، بعدما حاولت جماعة الإخوان الإرهابية فرض سيطرتها على البلاد واستعراض القوة ونشر الفوضى وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض علي القتل والدعوات التخريبية لهدم مؤسسات الدولة، فوقفت تلك الثورة بالمرصاد لأطماع الجماعة الإرهابية وأنصارها.

وفي سبيل عبور تلك الفترة الفارقة في حياة التاريخ الحديث للدولة المصرية، دفع رجالها الشرفاء كل ما هو غال ونفيس فداء للوطن وسلامة شعبه وأراضيه، فهناك أبطال من قواتنا المسلحة والشرطة ضحوا بأرواحهم لتحيا مصر، لينالوا بطولات خالدة محفورة في قلب كل مصري.

وتزامنًا مع تلك الذكرى  ترصد “ البوابة نيوز” تقريرًا عن أحد شهداءنا الأبطال من الشرطة المصرية وهو الشهيد بطل النقيب إسلام مشهور 

من هو الشهيد النقيب إسلام مشهور؟

النقيب إسلام مشهور تخرج في كلية الشرطة عام 2012، وعمل بالقوات الخاصة بقطاع الأمن المركزي ومعسكر سلامة عبدالرؤوف، وكان يلقب بـ "خريج المدرعة" 

نشأته 
نشأ الشهيد، في كنف أب يعمل بالقوات المسلحة، حيث قرر الالتحاق بكلية الشرطة والتحق بالعمل في قطاع الأمن العام، وكان توزيعه على قسم شرطة الزاوية الحمراء التابعة لمديرية أمن القاهرة، ثم تم نقله إلى إدارة العمليات الخاصة.

وانتقل الشهيد للعمل بالأمن المركزي، والتحق بقطاع الشهيد سلامة عبدالرؤوف بالقاهرة، وشارك في عدد من المأموريات والمداهمات، التي أبلى فيها بلاء حسنا مع زملاءه.

حادث الواحات

الشهيد بطل نقيب " مشهور" كان من بين أبطال معركة الواحات وارتقت روحه إلى ربه شهيدًا بطلًا في وسط ساحة القتال، في الحادث الذي راح ضحيته  16 ضابطا ومجندا من رجال وزارة الداخلية خلال مداهمتهم لإحدى البؤر الإرهابية التي كانت متمركزة في الصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش.

لحظة استشهاده 

 وفي يوم الحادث انطلقت المأمورية نحو منطقة الواحات البحرية بالجيزة، وأثناء اقترابها من المكان الذي كانت تختبئ فيه الجماعة الإرهابية، فتحت النار على المأمورية بأكملها، فتم تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، إلا أن بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطا ومجند من رجال وزارة الداخلية بعد أن أبلوا بلاء حسنا إلى أن لفظوا أنفاسهم الزكية دون أن يولوا الدبر أو يتراجعوا أمام هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى أن تنال من أمن واستقرار مصر.

نطق الشهادة 

روت السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور، كواليس استشهاد نجلها في عملية الواحات، وقالت أن نجلها أن نجلها أول شهيد في عملية الواحات، بعدما تلقى طلقة من سلاح "آر بي جي" من العدو الخسيس، أثناء تواجده داخل المدرعة، وبعد تلقيه الطلقة، نظر إلى قائده وقال له "يا باشا أنت اتصابت" فرد عليه القائد "يا إسلام انطق الشهادة، وردد بالفعل الشهادة ليلقى رب كريم".

صحفي البوابة نيوز مع السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور تمنى الشهادة

ذكرت السيدة " سوزان عبد المجيد" أن ابنها البطل إسلام مشهور كان يتمنى الشهادة، وكان يعلق دائما أنه يتمنى أن يكون شهيدا وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا "الشهادة مش لأي أحد" وكان يخدم وطنه بإخلاص.

 

كفالة الأيتام 

الشهيد كان يحب فعل الخير وكان مقداما له، إذ شهد له أصدقائه بأنه كان يخصص جزءً من راتبه مع زملائه بقطاع سلامة عبدالرؤوف، لكفالة الأيتام والتصدق بعد كل عملية أو مأمورية ناجحة لهم.

 

مدرسة تحمل اسم الشهيد بالقاهرة 

أطلقت محافظة القاهرة، اسم الشهيد إسلام مشهور، على مدرسة زهرة المدائن التجريبية لغات التابعة لإدارة النزهة التعليمية، وحضر الفعاليات أسرة الشهيد، وعدد من زملائه بقطاع الأمن المركزي.

صحفي البوابة نيوز مع السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور صحفي البوابة نيوز مع السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور صحفي البوابة نيوز مع السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور صحفي البوابة نيوز مع السيدة سوزان والدة الشهيد إسلام مشهور 

 

مقالات مشابهة

  • مستشفيات إسرائيل تستعد للحرب مع حزب الله
  • تقرير: المستشفيات في شمال إسرائيل تستعد لسيناريو حرب مع "حزب الله"
  • إعفاء مفاجئ لمدير مستشفى بوجدور
  • الخشت يكشف آخر تطورات إنشاء المجمع الطبي لعلاج الأطفال.. الأكبر بالشرق الأوسط
  • الضالع.. مستشفى النصر الحكومي يستقبل 20 حالة يشتبه إصابتها بالكوليرا
  • الزُبيدي يشدد على سرعة إنجاز أعمال تأهيل وتطوير مستشفى الجمهورية بعدن
  • شقيقة ملك بريطانيا الأميرة آن تتعرض لارتجاج في المخ
  • 30 يونيو| عريس الجنة النقيب إسلام مشهور.. "بطل يحب الخير"
  • نقل شقيقة ملك بريطانيا إلى المستشفى بعد إصابتها بارتجاج في المخ
  • شهود لـ «التغيير»: قوة من الدعم السريع تقتحم مستشفى بنهر النيل وتحوله لثكنة عسكرية