«على شاطئ غزة».. ضحكات الأطفال تخفي دموع الفقد والحرمان
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
يتحدون قذائف وصواريخ الاحتلال تارة باللعب فوق أنقاض منازلهم، وأخرى بالهروب إلى شاطئَى غزة ورفح بإرادة وعزيمة لن تلين، مروا بلحظات صعبة ربما أفقدتهم معنى الحياة، لكنها لم تفقدهم معنى السعادة، فاقتنصوا لأنفسهم لحظات مرح ولعب على الشواطئ، هم أطفال غزة ونازحوها الذين يعانون من ويلات الحرب وألم فقد الأحبة منذ بدء عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.
فقد شقيقه ومعه الحياة، لم يعرف الطفل الفلسطينى إبراهيم زعطوط أن شقيقه «إسماعيل» سيكون بين عشرات الآلاف من الشهداء فى غزة، إذ تعاهدا على السير معاً، والبقاء واللعب والمرح والتعلم، لكن الاحتلال فرّق بينهما، ليستغل الطفل البالغ من العمر 13 عاماً، نزوحه إلى رفح فى استرجاع ذكرياته مع شقيقه: «هون جيت مرة مع إسماعيل لما كنا صغار، فلما راح أخى ونزحنا من بيتنا فى غزة إلى هاد الشاطئ، قلت لازم أروح أستعيد ذكرياتى مع شقيقى اللى ما راح أشوفه تانى».
قبل نحو شهر كان يجلس «إبراهيم» مع شقيقه «إسماعيل»، أمام منزلهما بشمال غزة، يتسامران ويلهوان، فجأة قصفت قوات الاحتلال منزل الطفلين بصاروخ دمر كل شىء، استشهد شقيقه وبقى هو فى حزن وألم، أصيب لكنه تغلب على إصابته لأجل حمل جثمان شقيقه ودفنه، وفقاً له: «قلت لهم وعهد الله ما حد راح يحمل جثمان أخوى غيرى، مات قدام عينى فدفنته بإيدى، وهيك جيت لأكتر مكان كان بيحبه إسماعيل، بقيت هون أكلم البحر وأشكيله همومى وهموم أطفال غزة، قلت له نحن مجرد صغار لا نستطيع القتال».
على شاطئ غزة وقفت الطفلة ميس رضوان، البالغة من العمر 6 سنوات، تنظر إلى البحر وكأنها لم تره من قبل، فمنذ السابع من أكتوبر الماضى لم تر الطفلة الصغيرة سوى القذائف والصواريخ التى تنهال عليهم، والدماء التى تحيط بها من كل مكان، والجثث الملقاة فى الشوارع والطرقات وأنقاض المنازل بينها منزلهم: «ما كنت متخيلة إن هييجى اليوم اللى نروح فيه على شاطئ غزة مرة تانية، هاد الاحتلال الإسرائيلى ما خلى إشى، سرق طفولتنا وأحلامنا وحتى حرمنا من شوفة البحر، لكن صممت أروح أشوف البحر مرة تانية لعلها الأخيرة».
ضحك ولعب وعوم على شاطئ غزةبالقرب من شاطئ غزة وقف الطفل عمار المقدادى، البالغ من العمر 14 عاماً، ممسكاً بكلبه الذى نجا من القصف عدة مرات، يلعب ويضحك معه، كما يفعل فى السابق: «زمان قبل الحرب كنت آخذ كلبى جاكس وأفسحه على الشاطئ، كنا نقضى أوقات حلوة بصحبة أهالينا، لكن مع هاديك الحرب ما بقينا نشوف سوى الدمار والخراب والدم فى كل مكان، كلبى نجا من القصف 4 مرات وأصيب مرة فى رجله، لكن الحمد لله داويته، وحلفت إن أول طالعة تكون معه وعلى المكان اللى بيحبه وهو الشاطئ».
رافعين علامة النصر، متحدين قوات الاحتلال، وقفت الطفلة لينا الولى، البالغة من العمر 15 عاماً، على شاطئ غزة، بعدما جمعت شقيقتها وأبناء عمومتها فى رحلة للتنزه على الشاطئ رغم محاصرة صواريخ الاحتلال لهم: «كان نفسنا نذهب لهاد الشاطئ، وفجأة لقينا نفسنا هربنا من القذائف إلى هناك، خايفين لكن عارفين إن الله راح يقف معنا، لنشوف هاد البحر لآخر مرة، ضحكنا ولعبنا واتصورنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أطفال غزة شاطئ غزة بحر غزة الحرب على غزة على شاطئ غزة من العمر
إقرأ أيضاً:
53 يومًا وآلاف المواطنين شمالي القطاع يتعرضون للقتل والحصار
غزة - متابعة صفا لليوم الـ53 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية والحصار الخانق وسياسة التجويع لشمالي قطاع غزة، ما يفاقم معاناة المواطنين المحاصرين هناك. ويواصل الاحتلال عمليات القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا، ناهيك عن عمليات النسف للمباني السكنية. وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل عنيف، صباح الثلاثاء، محيط نادي بيت لاهيا وشارع مسلم شمال القطاع. ونسف جيش الاحتلال مبان سكانية في مخيم جباليا شمالي القطاع. وخلّف العدوان الإسرائيلي على محافظة الشمال أكثر من 2000 شهيد، ومئات الجرحى والمعتقلين. ويعاني نحو 80 ألف مواطن شمالي القطاع أوضاعًا إنسانية وصحية كارثية، في ظل استمرار العدوان، ومنع إدخال المساعدات. وما زال الدفاع المدني لليوم الـ35 معطل قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية. وكانت منظمة أنقذوا الأطفال قالت الاثنين، إن نحو 130 ألف طفل دون سن العاشرة محاصرون لمدة 50 يومًا في شمال قطاع غزة. وأوضحت المنظمة أن إمدادات الغذاء والمياه والدواء قطعت عن الأطفال المحاصرين في شمال القطاع. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.