كتبت سابين عويس في" النهار":حرصت الديبلوماسية الفرنسية على عدم الخوض في اي نقاش حول الاستحقاق الرئاسي بعدما شعرت باريس بأنها فقدت مبادرتها في هذا الشأن، لكن أثير الموضوع الرئاسي أمام وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته، عندما سئلت عن استمرار دعم بلادها للمرشح سليمان فرنجية.

وكان لافتاً الجواب الذي ردت به على السؤال بقولها انها لا تعرف مَن هو فرنجية!

في مراجعة لكل المواقف الفرنسية، حرصت باريس على عدم الدخول علناً في التسميات. هي عملت عند إطلاق مبادرتها على تسويق معادلة فرنجية للرئاسة مقابل السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، من منطلق ان تكون الرئاستان ممثلتين للفريقين السياسيين الابرزين في البلاد. لكن المبادرة التي عملت عليها باريس لأشهر طويلة وحاولت تسويقها لدى المجموعة الخماسية اصطدمت بالرفض، ما أدى إلى تعثّرها، وتراجع فرص نجاح فرنسا في إرساء حل سياسي للازمة الرئاسية في لبنان.


وكان واضحاً حرص كولونا على عدم الدخول في الملف الرئاسي الذي يتولى ادارته الموفد الخاص للرئيس ايمانويل ماكرون، الوزير السابق جان - ايف لودريان، اذ تحصر كولونا مهمتها بملف الجنوب والوضع الامني وتطبيق القرار الدولي، فيما يتفرغ لودريان، الذي يعمل بتوجيهات ايضاً وبالتنسيق معها، على مواكبة ملف انتخاب رئيس الجمهورية.

ولكن، هل اسقط جواب كولونا المرشح فرنجية من الحسابات الفرنسية؟ تجيب اوساط قريبة من الاخير ان فرنسا لم تعلن يوماً دعمها لفرنجية بالاسم، وان كانت مبادرتها قامت على دعم هذا الترشيح، مضيفة ان اكثر من عامل دخل على خط خربطة كل المشهد المتصل بالاستحقاق الرئاسي والمعادلات التي تحكمه، اهمها اندلاع حرب غزة، ومن ثم التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وتكشف ان فرنجية كان من اول الداعمين للتمديد لعون، وقرن قوله بالفعل، رغم ادراكه ان قرارا كهذا سيقلص حظوظه الرئاسية، باعتبار ان عون لن يخرج من السباق الرئاسي، كما ان حظوظه سترتفع كخيار ثالث يجري العمل عليه. وينطلق دعم فرنجية، بحسب تلك الأوساط، من اقتناعه بأهمية بقاء عون على رأس المؤسسة العسكرية هو القادر على صون الاستقرار الامني في البلاد، مع تأكيد القدرة على التعاون والتفاهم في ما بينهما، على قاعدة ان الرئاسة ليست نهاية المطاف في المسيرة السياسية لرجل إذا لم تتوافر فرصة انتخابه، ان يكون من القادرين او الفاعلين في صناعة الرئيس. وقد حرص الرجلان على تظهير تفاهمهما في العشاء الذي جمعهما مساء الخميس الماضي، والذي عكس علاقات ودية بينهما، وإنْ كانا على مسافة واحدة في السباق إلى بعبدا.

قد تكون اوساط بنشعي لمست ان فرص فرنجية ربما تضاءلت، لكنها حتماً لم تنتفِ، ما دام الثنائي الشيعي لا يزال متمسكاً بمرشحه، ولا يزال يعطل جلسات الانتخاب، قبل حصول التفاهم على الرئيس. لكن الثابت انه لم يعد لباريس الدور الفاعل في هذا المسار بعد تعثّر مبادرتها، كما ان لا كلام اليوم في هذا الملف، اقله ليس قبل ان تستأنف اللجنة الخماسية اجتماعاتها المرتقبة مع مطلع السنة الجديدة، عندما تكون صورة غزة قد تبلورت، كما صورة المشهد الجنوبي، ليبنى على الشيء مقتضاه!
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ترامب يواصل تشكيل إدارة فريقه الرئاسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الجمعة، اختيار أعضاء إدارته القادمة، التي تتولى السلطة رسميًا في 20 يناير 2025. 

ووعد ترامب بأن يكون للولايات المتحدة "جيش قوي" وبإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، في حين أكدت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان أن انتقال السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين سيكون سلسا.

وأعلن الرئيس المنتخب، الخميس، أنه يريد أن يعهد بوزارة الصحة إلى روبرت إف. كينيدي جونيور المعروف بأنه مُشكّك في اللقاحات.

كما يعتزم ترامب تعيين ثلاثة من محاميه الشخصيّين في مناصب رئيسية في جهاز القضاء الفيدرالي.

وفي خلال خطاب ألقاه بمعقله في مارالاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، أشاد الرئيس المنتخب بتعييناته في وزارة الصحة والعدل والدفاع وبلجنة "الكفاءة الحكومية" التي عهد بها إلى إيلون ماسك.

حتّى إنّ ترامب دعا إلى أن تبدأ ولايته الثانية "في 5 نوفمبر (تاريخ فوزه) لأنّ الأسواق (منذ ذلك الحين) قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها وتضاعفت الحماسة".

تشكيل الفريق الرئاسي
وقال ترامب إنّ وزارة الصحة بقيادة كينيدي "ستؤدّي دورا كبيرا في المساعدة على ضمان حماية الجميع من المواد الكيمياوية الضارّة والمواد الملوثة والمبيدات الحشرية والمنتجات الدوائية والمواد المضافة للأغذية التي ساهمت في الأزمة الصحية الكبيرة في هذا البلد".

وكان ترامب قد أشار خلال حملته الانتخابية إلى أنه يخطط لتسليم هذه الحقيبة إلى ابن شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي.

وبعد أن تخلى كينيدي عن ترشحه للرئاسة بشكل مستقل في أغسطس وأيد المرشح الجمهوري، قال ترامب إنه سيسمح له "بالتصرف بحرية" في ما يتعلق بسياسات الصحة والغذاء، ما أثار قلق العديد من الخبراء.

وعمل روبرت كينيدي في السابق محاميا في مجال المناخ، وكان من المرشحين البارزين لمنصب رئيس وكالة حماية البيئة في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.

وبالنسبة إلى ترامب الذي سيؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير، ليس هناك مجال لتكرار ما وصفه بأنه "أكبر خطأ" ارتكبه في ولايته الأولى (2017-2021) والذي تمثل في اختيار "أشخاص غير مخلصين".

وأعلن ترامب الأربعاء نيّته تكليف تولسي غابرد، الجندية السابقة المنشقة عن الحزب الديمقراطي المعروفة بمواقفها المؤيّدة لروسيا، برئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأميركية.

أما الوزير المعين في وزارة العدل، مات غيتس، وهو من أنصار ترامب، فيُشتبه في إقامته علاقات مع فتاة قاصر، وفي خريف 2022 قاد الإطاحة بالرئيس الجمهوري لمجلس النواب، مما أثار فوضى عارمة.

ومن المقرر أن يدعمه ثلاثة من محامي الرئيس المنتخب، هم تود بلانش وإميل بوف وجون سوير، الذين يريد ترامب تعيينهم نوابا للوزير وممثلين للوزارة في المحكمة العليا.

بفريق ثلاثي.. ترامب سيؤمن الحدود ويطلق "أكبر عملية ترحيل بتاريخ" أميركا
أميركا
ترامببفريق ثلاثي.. ترامب سيؤمن الحدود ويطلق "أكبر عملية ترحيل بتاريخ" أميركا
وقد دافع بلانش وبوف عن الرئيس الجمهوري في المحاكمة الجنائية في قضية المدفوعات لممثلة إباحية سابقة، والتي أدت إلى إدانته في نيويورك في 30 مايو.

واختار سيناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي كانت تربطه به علاقة خلافية في عام 2016، ليكون وزيرا للخارجية.

ولقيادة البنتاغون، اختار الملياردير مقدم البرامج في قناة "فوكس نيوز"، بيت هيغسيث، وهو ضابط سابق في الجيش. وفي حال تأكد تعيين هيغسيث من جانب مجلس الشيوخ، سيتولى الرجل البالغ 44 عاما قيادة 3.4 مليون جندي ومدني ويرأس وزارة ذات ميزانية سنوية مذهلة تزيد عن 850 مليار دولار.

وسيتعين على مجلس الشيوخ أن يصادق على هذه التعيينات.

جيش قوي
وبالتطرق للجيش في خطابه، قال ترامب: "علينا أن نعود دولة عظيمة ذات ضرائب منخفضة وجيش قوي. علينا أن نهتم بقواتنا المسلحة. لقد فعلنا ذلك من قبل، وعلينا أن نفعل ذلك مرة أخرى"، منتقدا الإنفاق الأميركي "الضخم" في أفغانستان بين عامي 2001 و2021.

ووعد ترامب بـ"العمل على الشرق الأوسط و(بأن) يعمل بجدية كبيرة على روسيا وأوكرانيا" لأن "هذا يجب أن يتوقف".

ومن المتوقع أن يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع خليفته المعيّن ماركو روبيو بشأن المرحلة الانتقالية حسبما أعلنت وزارة الخارجية الخميس، في حين وعد البنتاغون أيضا بعملية انتقال "هادئة" و"ناجحة".

أما وزارة الدفاع التي تقود القوات المسلحة للقوة العسكرية الرائدة في العالم، فقد وعدت نائبة المتحدثة باسمها سابرينا سينغ بـ"بذل كل ما في وسعنا لضمان انتقال منظم وهادئ"، دون أن تشير إلى أي اتصالات بين الوزير المنتهية ولايته لويد أوستن، والمرشح لخلافته بيت هيغسيث.

تخفيضات الإنفاق
وقد عهد الرئيس المنتخب إلى إيلون ماسك بمهمة اقتراح تخفيضات بحوالي 2000 مليار دولار من إنفاق الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك احتمال إلغاء العديد من المناصب في وزارة الدفاع الأميركية.

وقال ترامب إن لجنة الكفاءة الحكومية التي سيرأسها ماسك ستصدر تقارير ضمن مهمتها الهادفة إلى ترشيد عمل الحكومة الأميركية. وأضاف: "سيصدرون تقارير فردية وتقريرا مجمعا في النهاية"، في أول تفاصيل جديدة عن مخرجات اللجنة منذ الإعلان عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

مقالات مشابهة

  • الحكومة الفرنسية تستأنف قرارا يسمح بوجود شركات الاحتلال بمعرض عسكري في باريس
  • انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية الفرنسية بشأن تطوير العلا في باريس
  • برئاسة وزير الثقافة.. اللجنة الوزارية السعودية الفرنسية تعقد اجتماعها الثاني في باريس
  • ترامب يواصل تشكيل إدارة فريقه الرئاسي
  • مشيرب: المجلس الرئاسي أنشأ لنا جهازاً لحماية الآداب العامة
  • وزير خارجية السعودية يصل العاصمة الفرنسية باريس
  • الفورتيه: المجلس الرئاسي يفتعل الأزمات للبقاء في المشهد 
  • اعتذار بأخلاق زمان.. حكاية «جواب» مر عليه 47 سنة بخط يد توفيق الدقن
  • أستراليا في مهمة تصفية الحسابات مع مدرب "الأخضر"
  • ترامب يضم إيلون ماسك إلى فريقه الرئاسي