تعرف على المقصود بـ"مكر الله" في القرآن
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن المقصود بـ"مكر الله" في القرآن اجابت دار الافتاء المصرية وقالت هذا الكلام مَسُوقٌ على سبيل المشاكلة والمقابلة كما يقول البلاغيون، وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى:﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]، وقوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ [السجدة: 14]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق: 15، 16]، فالله سبحانه وتعالى لا يوصف بالمكر ولا بالكيد ابتداءً، وهو سبحانه منزه عن النسيان: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: 64]، وإنما المقصود من هذه الآيات وغيرها أن الجزاء من جنس العمل، وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم، وكل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزَّه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.
والعجز عن درك الإدراك إدراكُ... والبحث في كُنْهِ ذات الرب إشراكُ.
يهل علينا شهر رجب من كل عام فيتذاكر المسلمون في شتى بقاع الأرض معجزة كبرى من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهي "رحلة الإسراء والمعراج" التي كانت اختصاصًا وتكريما وتسلية من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم وبيانًا لشرفه ومكانته عند ربه، وقد أذن الله جل جلاله لهذه الرحلة أن تكون حتى يُطلع حبيبه صلى الله عليه وسلم على الآيات الكبرى كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الإسراء: 1].
والإسراء في اللغة من سرى وأسرى لغتان، جاء بهما القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾[الإسراء: 1] وقال: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾[الفجر: 4]. "فنزل القرآن العزيز باللغتين. وقال أبو عبيد عن أصحابه: سريت بالليل وأسريت، فجاء باللغتين"اهـ والسُّرَى، كالهُدَى: سَيْرُ عامَّةِ اللَّيْلِ، و﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾: تأكيدٌ، أو معناهُ: سَيَّرَهُ. [انظر: لسان العرب، لابن منظور، 14/382، ط. دار صادر، والقاموس المحيط، للفيروزآبادي، 1/1294، ط. مؤسسة الرسالة].
والمقصود: هو الإسراء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس بالشام.
ولما كان الإسراء لا يكون إلا بالليل فهم العلماء من قوله تعالى: ﴿لَيْلًا﴾ أنها تفيد التأكيد أو التبعيض؛ فيقول الإمام الرازي في "تفسيره" [20/292، ط. دار إحياء التراث العربي]: "أراد بقوله: ﴿لَيْلًا﴾ بلفظ التنكير تقليل مدة الإسراء وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وذلك أن التنكير فيه قد دل على معنى البعضية"اهـ.
وقال الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" [15/11، ط. الدار التونسية للنشر]: "وإذ قد كان السرى خاصا بسير الليل كان قوله: ﴿لَيْلًا﴾ إشارة إلى أن السير به إلى المسجد الأقصى كان في جزء ليلة، وإلا لم يكن ذكره إلا تأكيدا، على أن الإفادة كما يقولون خير من الإعادة. وفي ذلك إيماء إلى أنه إسراء خارق للعادة لقطع المسافة التي بين مبدأ السير ونهايته في بعض ليلة، وأيضا ليتوسل بذكر الليل إلى تنكيره المفيد للتعظيم"اهـ.
وأما المعراج والمعرج: السلم والمصعد، من عرج عروجًا ومعرجًا: ارتقى، وفي التنزيل: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾[المعارج: 4]؛ أي: تصعد. [انظر: لسان العرب لابن منظور 2/321، 322، القاموس المحيط للفيروزآبادي 1/198]
والمقصود: هو عروج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس الذي هو المسجد الأقصى إلى السماوات، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
إطلاق الجزء الخامس من موسوعة الفروق اللغوية واللمحات البلاغية في القرآن
يظل القران الكريم كتاب الله تعالى المعجز بآياته وبيانه الذى تحدى به أرباب الفصاحة وأعجز البلغاء عن أن ياتوا بآية مثله وكان ولا يزال تجود سطوره وحروفه بما تحويه فى بطونها من كنوز وأسرار.
رفع كفاءة منظومة الإنارة العامة في مركزي بلطيم وقلين
وقد تجلى هذا بوضوح في عصر الاكتشافات والاختراعات والثورة التكنولوجية المعاصرة في ظل ما يقدمه القران الكريم والسنة النبوية المطهرة في كل يوم وساعة من وجوه وبراهين اعجازية خارقة ولافتة تتحدى المشككين وتزيد المؤمنين إيمانا ويقينا...
وصدق الله تعالى إذا يقول ذلك الكتاب لا ريب فيه...
فى هذا الإطار أصدرت دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع الجزء الخامس من موسوعة " الفروق اللغوية واللمحات البلاغية في آيات الذكر الحكيم".
يقول المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد محمد داود الاستاذ بجامعة قناة السويس كان السبب فيها الآتي: الحرص على مزيد من التغذية الجديدة بمادة متفردة في اللمحات البلاغية والفروق اللغوية.
المزيد من الدقة في مرحلة توحيد النفس بعد انتهاء مرحلة التحرير. و المزيد من الدقة في مرحلة التدقيق والمراجعات اللغوية والبلاغية والعلمية. والحرص على حسن صياغة الأسئلة ودقتها، ووفاء الإجابات بمقصود السؤال. ومراعاة المسائل المختلف فيها بين أهل العلم.
لقد بذل علماء الموسوعة في هذا المجلد جهدا عظيما، إجلالا لكتاب الله تعالى، وحتى يكون كل إصدار أفضل من سابقه.
وجزى الله دار نهضة مصر على همتها العالية في طباعة مجلدات هذه الموسوعة على الرغم من الظروف الاقتصادية التي لا تخفى على أحد. شارك فى كتابة هذه الموسوعة فريق كبير من علماء الأزهر الشريف فى مقدمتهم أ. د ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق
وا. د. سامي هلال عميد كلية القرآن الكريم الأسبق
ا. د. محمد محمد داود الأستاذ بجامعة قناة السويس.