لاحظوا سلوكياتها بالصيف.. دراسة: الحرارة والأشعة فوق البنفسجية والأوزون تزيد من عدوانية الكلاب
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
هل لاحظت سلوك حيوانك الأليف في الصيف؟ فقد يعضك أو يعض شخصًا آخر في أي يوم حار ومشمس. هذا ما تحذر منه دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة هارفارد ميديكال سكول، وأشارت إلى أن سلوك الكلاب يزداد شراسة في الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة.
وتشير الورقة البحثية التي نشرت مؤخرا في دورية "ساينتيفيك ريبورتس" (Scientific Reports) إلى تغير نسبة شراسة الكلاب مع ارتفاع معدل الأشعة فوق البنفسجية ومستويات التلوث في الهواء أو تغير نسبة الأوزون.
حلل الباحثون بيانات عضات الكلاب في ثماني مدن أميركية، وهي دالاس وهيوستن وبالتيمور وباتون روج وشيكاغو ولويزفيل ولوس أنجلوس ونيويورك، على مدى 10 سنوات. وشمل ذلك ما يقرب من 70 ألف عضة أُبلغ عنها، بمعدل ثلاث عضات يوميا على مدى السنوات العشر.
وبحسب البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org)، فقد فحص الباحثون أيضا العلاقة بين معدلات عضات الكلاب والمستويات اليومية من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) والأوزون ودرجة الحرارة، كما قيّموا مستويات الأشعة فوق البنفسجية وهطول الأمطار.
ووجد الباحثون أن حوادث عضات الكلاب زادت بنسبة تصل إلى 11% في الأيام التي ترتفع فيها مستويات الأشعة فوق البنفسجية، و4% في الأيام الأكثر سخونة، و3% في الأيام التي ترتفع فيها نسبة الأوزون. من ناحية أخرى، انخفضت عضات الكلاب بشكل طفيف في الأيام الممطرة.
ولم تجد الدراسة أي ارتباط بين عضات الكلاب والجسيمات الدقيقة المعروفة بـ"بي إم 2.5″ (PM2.5)، وهي خليط من الملوثات مثل المواد الكيميائية والرماد والغبار والمعادن يبلغ قُطرها 2.5 بوصة (6.35 سم)، بحسب تعريف الوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA).
من المرجّح أن الكلاب من نوع راف كوليز هي أكثر سلالات الكلاب عدوانية في الطقس الحار (شترستوك) "راف كوليز" النوع الأكثر شراسةوبحسب دراسة سابقة أجرتها جامعة هلسنكي بفنلندا، ونشرت أيضا في دورية "ساينتفيك ريبورتس" عام 2021، فقد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر على خطر التعرض لعضة كلب، مثل السلالة أو الجنس.
وأفادت أن من المرجح أن الكلاب من نوع "راف كوليز" (Rough Collies) هي أكثر سلالات الكلاب عدوانية في الطقس الحار.
ويشرح مؤلفو الدراسة الحالية أن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستويات تلوث الهواء قد تزيد من العدوانية لدى الكلاب إلى حد يصل إلى العض. ومع ذلك، فقد لفتوا إلى الحاجة إلى مزيد من البيانات والأبحاث لتأكيد هذه النتائج.
وتكمن أهمية تلك النتائج في كونها إيضاح لكيفية تأثير العوامل البيئية على سلوك الكلاب، وهو ما قد يشكل خطرا على الصحة العامة، كما يشكل تذكيرا بضرورة الحذر عند التعامل مع الكلاب، خاصة في الأيام الحارة.
فالكلاب هي أكثر الحيوانات إخلاصا ووفاء لنا، لكنها أيضا قد تؤذينا إذا شعرت بالتوتر أو التهديد بسبب الطقس أو ظروف أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الأیام
إقرأ أيضاً:
بسبب الحرّ.. دراسة تتوقّع ارتفاع الوفيّات في أوروبا بنسبة 50%
أشارت دراسة إلى أن “عدد الأوروبيين الذين قد يموتون بسبب ارتفاع درجات الحرارة الخطرة قد يزيد بنسبة 50% بحلول عام 2100”.
واستندت الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر ميديسين”، “إلى أبحاث سابقة ربط العلماء فيها بين ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الوفيات لفئات عمرية مختلفة في 854 مدينة عبر أوروبا. وتم دمج هذه البيانات مع ثلاثة سيناريوهات مناخية تعكس التغيرات المحتملة في التركيبة السكانية ودرجات الحرارة خلال القرن الحالي”.
وجاء في الدراسة: “وفقا للسيناريو الأقل تخفيفا وتكيفا، فإن العبء الصافي للوفيات الناجمة عن تغير المناخ سيزيد بنسبة 49.9%، ليصل إلى 2.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بتغير المناخ بين عامي 2015 و2099”.
وأشارت الدراسة إلى “أن جميع السيناريوهات الثلاثة تتوقع وفاة عدد أكبر من الأشخاص بسبب درجات الحرارة الخطرة مقارنة بالوقت الحالي. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر الشديد عدد الأشخاص الذين يتم إنقاذهم من البرد المعتدل، كما حذر العلماء من أن عدم اليقين في البيانات كبير جدا”.
وقدّر الباحثون أن “درجات الحرارة غير المثلى” ستؤدي إلى وفاة ثمانية آلاف شخص إضافي سنويا حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلا بشأن تقليل التلوث المسبب للاحتباس الحراري. بينما أظهر السيناريو الأكثر حرارة الذي تم دراسته، زيادة صافية قدرها 80 ألف حالة وفاة سنويا”.
وبحسب الدراسة، “من المتوقع أن تشهد جنوب أوروبا، وخاصة حول البحر الأبيض المتوسط، أكبر زيادة صافية في عدد الوفيات، تليها منطقة في وسط أوروبا تشمل سويسرا والنمسا وأجزاء من جنوب ألمانيا وبولندا. في المقابل، من المتوقع أن تشهد شمال أوروبا الأكثر برودة انخفاضا طفيفا في معدل الوفيات”.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، أشارت الدراسة، إلى أن “العبء الصحي الصافي سيزداد بشكل كبير في ظل سيناريوهات الاحترار الأكثر تطرفا، وأن هذه الاتجاهات يمكن عكسها فقط بمستويات عالية بشكل غير معقول من التكيف لدى سكان المدن”.
توقعات بحصيلة مخيفة للوفيات في أوروبا
توقع العلماء في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن “تؤدي الحرارة الزائدة الناجمة عن تغير المناخ إلى وفاة 5.8 مليون أوروبي بين عامي 2015 و2099”.
وأوضحت الدراسة أن “المدن الواقعة في جنوب أوروبا، لا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبلقان، ستكون الأكثر تأثرا. وتشير التوقعات إلى أن برشلونة ستشهد أعلى حصيلة وفيات مرتبطة بالحرارة (246082 حالة)، تليها روما (147738) ونابولي (147248) ومدريد (129716)، أما في المناطق الشمالية، مثل بريطانيا والدول الاسكندنافية، فالوضع يختلف. ففي لندن، مثلا، سيُنقذ حوالي 103320 شخصا من البرد، مقارنة بـ 75864 حالة وفاة بسبب الحرارة، ما يعني انخفاضا قدره 27455 حالة وفاة”.
وأوضح الدكتور بيير ماسيلوت، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن “اعتماد استراتيجيات مستدامة للتكيف مع الحرارة يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح بحلول نهاية القرن”.
وأكد فريق البحث أن “الافتراضات التي ترى في تغير المناخ “فائدة صافية” لخفض الوفيات الناجمة عن البرد خاطئة”.
وأظهرت الدراسة أن “ارتفاع الوفيات الناتجة عن الحرارة يتجاوز باستمرار أي انخفاض في الوفيات بسبب البرد، حتى في السيناريوهات المناخية الأكثر اعتدالا”.