شفق نيوز:
2025-02-03@22:27:39 GMT

ليفياثان* الحروب

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

ليفياثان* الحروب

لقد أدت ظلال الحرب المظلمة بين حماس وإسرائيل، خارج حدود منطقة الحرب المعلنة، بشكل سلبي إلى عدد من الأحداث وردود الافعال المناهضة للأمن، ليس فقط للإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن أيضا للشعوب والأمم والمناطق الجغرافية الأخرى التي لحقها الضرر والخسائر ولم تسلم من آلام ومآسي هذه الحرب.

وإحداها هي الحرب الأوكرانية الروسية، والتي كانت حتى شهرين مضت تعد أكبر تهديد وأزمة في القرن الحادي والعشرين.

وكانت حديث الساعة في الأخبار الساخنة واهتمام العالم الإنساني كله واولى  اولويات الحالات المطروحة على الساحة السياسية العالمية؛ واصبحت الآن مختفية تحت ركام وحرارة وغبار وآثار حرب لا تدور إلا في مساحة ضيقة تبلغ 40 كيلومترا مربعا في الشرق الأوسط. 

وفي الأسابيع الأخيرة، صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي في مؤتمر صحفي جمعه ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للمراسلين والصحفيين في كييف: ان عدم اهتمام العالم بالحرب في بلاده وفقدان الحساسية العالمية تجاهها، في ظل آثار حرب غزة، أمر طبيعي.

إنها قضية مثيرة للاهتمام والتفكير واتخاذ المواقف، بعد توقعات البشرية من النتاج والإنجازات القيمة في التسعينيات وما بعدها، عندما كان العالم يدخل بتفاؤل عصر صانعي السلام والحكم التعددي للسياسيين الديمقراطيين العولميين ويتذوق الحياة الحرة، بعد ثلاثين عاما من التراجع الصادم والتخلف بالنسبة للإنسانية وعالم الديمقراطية، لهي تجربة مريرة ومدمرة ومأساوية. 

إن ما يحدث في غزة يمثل تهديدا خطيرا وقلقا ملحوظا وجديا للشعوب والدول التي لديها قضايا ارض وحقوق وحريات وتتمتع بالحماية السياسية والادارة الذاتية من خلال العمليات الإنسانية للقوى الديمقراطية في العالم.

أولا: فقدان اهتمام العالم وتركيزه على القضايا الإنسانية بسبب انشغال وحساسية الحرب بين حماس وإسرائيل، التي وزعت العالم في حد ذاته الى جبهتين متواجهتين.

ثانيا تحول الامور الى ان تصبح امرا تقليديا وعرفا عاديا بان يتم اعادة احتلال الأراضي وإعادة حل كيانات الحكم الذاتي التي لاتمثل دولة مستقلة والتي حظيت بالحماية من خلال الأمم المتحدة من خلال دعم القوى الديمقراطية العالمية. 

ومن هنا ينبع القلق الكبير من أن توفر هذه الحرب فرصة للأنظمة المركزية والديكتاتورية لإعادة النظر في حرية وحقوق ووضع هذه الشعوب والقوميات التي لا دولة لها وشبه الحرة التي تتمتع بالحكم الذاتي وحرمانها من المكتسبات والحقوق التي تحصلت عليها.

ان قرار المحكمة العليا في الهند بحل منطقة جامو وكشمير المتمتعة بالحكم الذاتي، يعد دق ناقوس الخطر الأول بان تصبح عرفا لممارسة سياسة احتلال الأراضي وإخضاع الشعوب التي لا دولة لها، وعلاوة على ذلك بدأت بممارسة اعمال معادية للإنسان تتعلق بانتهاك حقوق الأقليات والطرد القسري العنصري.

وخلال الفترة نفسها، أعادت باكستان قسراً ما يقرب من مليون أفغاني إلى بلادهم، في وقت عاش بعضهم في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود وكان لديهم وظائفهم وحياتهم الخاصة، حتى دون النظر في المخاطر السياسية المتصورة التي قد يواجهونها في ظل نظام طالبان الديني المتطرف.

تم تنفيذ هذه السيناريوهات في السودان وناجورنو كاراباخ خلال نفس الفترة بحجم مختلف ومبررات مختلفة. ويأتي هذا في ظل اوضاع حسبما تنقل الاخبار تشير الى إن شعب تايوان يشعر بالقلق المستمر إزاء هجوم مفاجئ من قبل الصين لاحتلال هذه الجزيرة.

في العراق ورغم أن كوردستان اقليم يدير نفسه ذاتيا ومستقر دستوريا ضمن إطار الدولة الاتحادية العراقية، إلا أن الحكومة المركزية فرضت حصاراً مالياً على الشعب الكوردي وحرمته من كافة سبل العيش، وحركت المحكمة الاتحادية ضد  هذا الكيان الدستوري.

لقد كانت حرب غزة خطأً خطيراً وغير مدروس، ارتكبه اقليم (لا دولة له) وتحميه عواطف العالم الحر، مما عرض مصير شعب غزة   وإقليمها  وارضها للخطر. وقد يعزز أيضاً فكرة أن نتائج هذه الصراعات ستخلق استراتيجية عالمية جديدة وحكماً جديداً إلى الساحة السياسية يمنح قوى الاحتلال، في المناطق التي لديها مشاكل تحرر قومي ووطني في بلدانها، فرصة مرة أخرى بعد ثلاثة عقود، من التفكير في إعادة الاحتلال  وحرمان الشعوب من إنجازاتها والتراجع في مجال الحرية والديمقراطية.

*ليفياثان:  مخلوق بحري أسطوري، له رأس تنين وجسد أفعى، ورد ذكره في التوراة في أكثر من موضع، وقد استخدمه توماس هوبز عنوانا لكتابه الذائع الصيت في الفلسفة السياسية، والصادر عام 1651 في إنجلترا (المترجم).  

ترجمة: ماجد سوره ميري

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي

إقرأ أيضاً:

دفتر أحوال وطن"٣٠٨"

"الرئيس الواثق" وشعبه .. وترامب وابتزاز الصهاينة

عندما تكون واثق الخطوة، ستكون فى نظرهم ملكًا، عندما تتحدى العالم بأن يكون لمصر صورة جديدة وكيان قوى لا يستطيع أحد أن يخترقه، أو يمارس الضغوط عليه، فإنك بذلك قد بدأت فى بناء دولة ذات سيادة، لا يستطيع أحد أن يلوي ذراعها، او يفرض عليها إملاءات ،أو صفقات قرن أو قرون ،حتى لو كان رئيس أكبر دولة في العالم ! ياسادة مصر اليوم غير مصر الأمس ،والأن فقط عرف الجميع الشرف الذي يتمتع به الرئيس المصري ،وحمايته للقضية الفلسطينية ،ورفضه لصفقة قرنهم ! الأن فقط عرف الجميع لماذا كان يعمر سيناء ،ويقوي ويحصن دولته بأحدث اسلحة في العالم ،لتكون هذه الدولة ،دولة قوية ذات سيادة رغم ما فعله صناع المؤامرات في سبيل إنكسارها ،وتقسيمها ضمن ربيعهم العربي ،الأن فقط وبعد كلمة ترامب عن فرض التهجير  ودعوة مصر والأردن لإستضافة اهل غزة ،انكشف مخططهم الذى كان رئيسنا واعياً له منذ اللحظة الأولى من الحرب ضد غزة ،بعد تعرية اسرائيل في ٧ اكتوبر ،الأن فقط عرف الجميع موقف مصر المشرف والرئيس السيسي في رفض التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية ،وانتفاضة الشعب المصري للوقوف بجانب رئيسه بعد ابتزازات الإعلام الصهيوني ،وصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التي هاجمت فيه مصر والرئيس ،ووضع صورة ارشيفية للقاء قديم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ،وهو يصافح الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ، كنوع من الإبتزاز الرخيص للرئيس المصري الذي يتعامل مع كل العالم بشرف ،لا يفقهه آل صهيون الذين تربوا على الخيانة ،والمؤامرات ،والدسائس ،ولا يتعلموا من دروس الماضي ابدا ،ولا يعرفون أن مصر القوية  اليوم ،ليست مصر الأمس، وانهم أصبحوا يواجهون دولة قوية ليست تابعة لأحد، أو تأخذ أوامرها من أحد، وأن مصر بخير أجنادها،وشعبها ،وقواتها المسلحة الباسلة ، تجاوزت منذ زمن مرحلة الاستماع والتنفيذ، إلى مرحلة الدولة الاستراتيجية التى تكون شريكة، وليست تابعة لأحد.

نعم تحولنا الى دولة قوية ،وكنا في مواجهة أجهزة مخابرات عالمية ،كانت تخطط لهذا اليوم وماقبله من زرع إرهاب اسود في سيناء الحبيبة ،وتخيلوا معي للحظات ، ماذا كنا نفعل لو أن ميليشيات الإرهاب قد تمكنت فى يوليو ٢٠١٥ و٢٠١٧ من إعلان قيام ولاية سيناء التكفيرية؟، تخيلوا للحظات ماذا لو لم يضح أبطالنا المنسى ورفاقه، ووحوش كمين أبو رفاعى، وعاشور، وأبانوب، بأنفسهم من أجل أن نبقى فى أمان واطمئنان، ماذا لو تدخلت معظم الدول والحلفاء الذين كانوا يريدوننا أن نكون ربيعهم العربى، وقسموا بلادنا، وتحول شعبنا العظيم إلى لاجئين فى كل بقاع الأرض، يجلسون فى المخيمات، يتسولون المعونات؟ ماذا لو أصبحنا دولة مستباحة من كل الدول لا نعرف من دخل حدودنا أو خرج؟! ماذا لو تحولت بيوتنا، وأبراجنا، وشواطئنا إلى قلاع مهجورة، تحاط بها الغربان؟ نعم تخيلت مثلكم وحمدت الله أن حبا الله مصر جيشًا عظيمًا، وشعبًا عظيمًا يساند جيشه للحفاظ على الأرض والعرض، نعم حمدت الله، ووقفت أتنفس الصعداء، فأمن وطنى وتراب هذه الأرض الطيبة، لن يتمكن منهما أصحاب أجندات الخراب والتقسيم!
 ياسادة أن إلتفاف الشعب المصري حول قيادته وجيشه ،اثبت للعالم كله أن حب مصر لا يضاهيه أى حب.. حب مصر لا يعرفه أصحاب الأجندات، وصناع المؤامرات، والفتن، ومصدرو الفوضى الذين يأتمرون بأوامر الغرب، ويدخلون غرف الكونجرس الأمريكى المغلقة، لتدبير خطط تدمير مصر، حب مصر يعرفه فقط من تربى على حبها، وصرخ من أعماق قلبه، بلادى بلادى بلادى، لك حبى وفؤادى،«بلادى، بلادى» رأيتها فى عقل وقلب خير أجناد الأرض فى حربهم ضد الإرهاب، وهم يضحون بأنفسهم من أجل أن يبقى هذا الوطن آمناً، إن حب مصر واستقرارها، فى قلب كل مواطن مصرى، رغم انه يعيش أزمة إقتصادية طاحنة ،الا انه عندما يعرف أن وطنه يتعرض أمنه القومي للخطر ،ينتفض ،ويقف صامدًا تجاه أعداء الوطن، ياسادة ،من يحب مصر لا يهدد استقرارها، من يحب مصر لا يستقوى بالخارج ضد وطنه، فمصر باقية، وكل من يريد بمصر شرًا أو سوءًا إلى زوال،وإن الالتفاف المصري حول قيادته وجيشه، هو أمر يزلزل العالم كله وليس ترامب،أو اسرائيل فقط ، وستظل مصر رافعة الرأس، وسيبقى شعبها حاميًا لترابها، وأمنها، واستقرارها، وسيزول كل من أرادها بسوء، وتبقى مصر.

▪︎"شابوه" وزارة العدل واستراتيجية مصر ٢٠٣٠ 
مصر تتغير ،مصر تتجه بكل قوة رغم كل الصعاب من حولها لتنفيذ استراتيجية الجمهورية الجديدة  التى أرسى دعائمها القوية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ،مصر تقوم بملحمة تاريخية غير مسبوقة لتقول للعالم أنا مصر ،عن نفسي كنت اتصور أن الأمور لاتسير على مايرام بسبب الازمات والحرائق التى تحيط بنا. ولكني وانا يحاورني فضولي دائما منذ كنت محررا قضائياً قبل أن اكون محررا امنياً ،او عسكرياً ،وجدت خلية نحل في وزارة العدل عملت منذ فترة بإشراف المستشار عدنان فنجري وزير العدل ،على تنفيذ خطة استراتيجية لقطاع العدالة بأكمله في (وزارة العدل ، مجلس القضاء الأعلى ، مجلس الدولة ، النيابة العامة ، النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة) ،تتوافق مع رؤية مصر ٢٠٣٠ المحدثة لتحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة ،فهي لا تقتصر على مجرد تحسين كفاءة النظام القضائي، بل تمتد لتشمل تأثيره المباشر على كافة مناحي الحياة  وتتجلى أهميتها في تعزيز سيادة القانون و ترسيخ العدالة ، مما يخلق بيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار، ويُعزز الثقة في المؤسسات الحكومية وذلك من خلال تحديث القوانين وتبسيط الإجراءات القضائية بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وبما يحقق مكافحة فاعلة للفساد وذلك من خلال  تطوير آليات فعالة لمكافحة الفساد داخل أجهزة القضاء، وتعزيز الشفافية والنزاهة ،ويحقق ضمانات لاستقلال القضاء ، وتعزيز حيادية القضاة، كما استهدفت الخطة  التى تنفذ حاليا  رفع كفاءة وفعالية الجهاز القضائي وذلك من خلال زيادة عدد المباني التي تخدم قطاع العدالة والبنية التحتية الخاصة بها وتوفير الخدمات المادية والرقمية لكافة المواطنين ،ومن بينهم المرأة والطفل وكبار السن وذوي الإعاقة دون تمييز فضلا عن تحسين أداء المحاكم، وتقليل مدة التقاضي، وتقليل التكدس في القضايا بتحقيق التحول الرقمى  باستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة القضايا، وتداول المستندات،وأمور اخرى عظيمة للقضاء بأكمله ،لاتتسع هذه السطور لإضافتها ،وستكون بحق تعزيزا للجمهورية الجديدة في استراتيحية ستوفر نظام عدل عادل وفعال في تعزيز الثقة العامة في الدولة ومؤسساتها، مما يُسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي، في الحقيقة وجدت ان ارفع القبعة الى المستشار الجليل عدنان فنجري وزير العدل ورجاله بالوزارة على هذا الإنجاز الذي يعزز كل جوانب القضاء المصري العظيم الذي يشرف مصر أمام  العالم والمشهود له بنزاهته، واستقلاله.
▪︎شكرا الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الأسكندرية 
لا أملك الا أن اتقدم بالشكر الى الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الأسكندرية على إنصافه لخريجة التربية النوعية المتفوقة شيماء عادل أبو المكارم ،ورفع للظلم عنها بعد استبعادها من التعيين كمعيدة بكلية التربية النوعية ،بالمخالفة لكل القوانيين واللوائح ،كما اتوجه بالشكر الى مجلس الجامعة بأكمله لوقوفهم بجانب الحق،والوقوف بجانب الخريجة واثبات حقها في التعيين كمعيدة ،ليثبت رئيس الجامعة ومجلسها الموقر أن النزاهة والشفافية وتطبيق القانون هو هدفهم الأسمى في الإرتقاء بالجامعة وهيئات تدريسها ،وطلابها،شكرا الدكتور قنصوة والف مبروك على تجديد الثقة وقرار السيد الرئيس بمد تكليفكم برئاسة جامعة الأسكندرية .
 

مقالات مشابهة

  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • حكومة الإقليم تشكر الكتل السياسية التي ساهمت بتمرير تعديل الموازنة
  • بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
  • “تاح تاح تاح تحسم بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)
  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين
  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
  • دفتر أحوال وطن"٣٠٨"