لقد أدت ظلال الحرب المظلمة بين حماس وإسرائيل، خارج حدود منطقة الحرب المعلنة، بشكل سلبي إلى عدد من الأحداث وردود الافعال المناهضة للأمن، ليس فقط للإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن أيضا للشعوب والأمم والمناطق الجغرافية الأخرى التي لحقها الضرر والخسائر ولم تسلم من آلام ومآسي هذه الحرب.
وإحداها هي الحرب الأوكرانية الروسية، والتي كانت حتى شهرين مضت تعد أكبر تهديد وأزمة في القرن الحادي والعشرين.
وفي الأسابيع الأخيرة، صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي في مؤتمر صحفي جمعه ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للمراسلين والصحفيين في كييف: ان عدم اهتمام العالم بالحرب في بلاده وفقدان الحساسية العالمية تجاهها، في ظل آثار حرب غزة، أمر طبيعي.
إنها قضية مثيرة للاهتمام والتفكير واتخاذ المواقف، بعد توقعات البشرية من النتاج والإنجازات القيمة في التسعينيات وما بعدها، عندما كان العالم يدخل بتفاؤل عصر صانعي السلام والحكم التعددي للسياسيين الديمقراطيين العولميين ويتذوق الحياة الحرة، بعد ثلاثين عاما من التراجع الصادم والتخلف بالنسبة للإنسانية وعالم الديمقراطية، لهي تجربة مريرة ومدمرة ومأساوية.
إن ما يحدث في غزة يمثل تهديدا خطيرا وقلقا ملحوظا وجديا للشعوب والدول التي لديها قضايا ارض وحقوق وحريات وتتمتع بالحماية السياسية والادارة الذاتية من خلال العمليات الإنسانية للقوى الديمقراطية في العالم.
أولا: فقدان اهتمام العالم وتركيزه على القضايا الإنسانية بسبب انشغال وحساسية الحرب بين حماس وإسرائيل، التي وزعت العالم في حد ذاته الى جبهتين متواجهتين.
ثانيا تحول الامور الى ان تصبح امرا تقليديا وعرفا عاديا بان يتم اعادة احتلال الأراضي وإعادة حل كيانات الحكم الذاتي التي لاتمثل دولة مستقلة والتي حظيت بالحماية من خلال الأمم المتحدة من خلال دعم القوى الديمقراطية العالمية.
ومن هنا ينبع القلق الكبير من أن توفر هذه الحرب فرصة للأنظمة المركزية والديكتاتورية لإعادة النظر في حرية وحقوق ووضع هذه الشعوب والقوميات التي لا دولة لها وشبه الحرة التي تتمتع بالحكم الذاتي وحرمانها من المكتسبات والحقوق التي تحصلت عليها.
ان قرار المحكمة العليا في الهند بحل منطقة جامو وكشمير المتمتعة بالحكم الذاتي، يعد دق ناقوس الخطر الأول بان تصبح عرفا لممارسة سياسة احتلال الأراضي وإخضاع الشعوب التي لا دولة لها، وعلاوة على ذلك بدأت بممارسة اعمال معادية للإنسان تتعلق بانتهاك حقوق الأقليات والطرد القسري العنصري.
وخلال الفترة نفسها، أعادت باكستان قسراً ما يقرب من مليون أفغاني إلى بلادهم، في وقت عاش بعضهم في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود وكان لديهم وظائفهم وحياتهم الخاصة، حتى دون النظر في المخاطر السياسية المتصورة التي قد يواجهونها في ظل نظام طالبان الديني المتطرف.
تم تنفيذ هذه السيناريوهات في السودان وناجورنو كاراباخ خلال نفس الفترة بحجم مختلف ومبررات مختلفة. ويأتي هذا في ظل اوضاع حسبما تنقل الاخبار تشير الى إن شعب تايوان يشعر بالقلق المستمر إزاء هجوم مفاجئ من قبل الصين لاحتلال هذه الجزيرة.
في العراق ورغم أن كوردستان اقليم يدير نفسه ذاتيا ومستقر دستوريا ضمن إطار الدولة الاتحادية العراقية، إلا أن الحكومة المركزية فرضت حصاراً مالياً على الشعب الكوردي وحرمته من كافة سبل العيش، وحركت المحكمة الاتحادية ضد هذا الكيان الدستوري.
لقد كانت حرب غزة خطأً خطيراً وغير مدروس، ارتكبه اقليم (لا دولة له) وتحميه عواطف العالم الحر، مما عرض مصير شعب غزة وإقليمها وارضها للخطر. وقد يعزز أيضاً فكرة أن نتائج هذه الصراعات ستخلق استراتيجية عالمية جديدة وحكماً جديداً إلى الساحة السياسية يمنح قوى الاحتلال، في المناطق التي لديها مشاكل تحرر قومي ووطني في بلدانها، فرصة مرة أخرى بعد ثلاثة عقود، من التفكير في إعادة الاحتلال وحرمان الشعوب من إنجازاتها والتراجع في مجال الحرية والديمقراطية.
*ليفياثان: مخلوق بحري أسطوري، له رأس تنين وجسد أفعى، ورد ذكره في التوراة في أكثر من موضع، وقد استخدمه توماس هوبز عنوانا لكتابه الذائع الصيت في الفلسفة السياسية، والصادر عام 1651 في إنجلترا (المترجم).
ترجمة: ماجد سوره ميري
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي
إقرأ أيضاً:
عماد الدين حسين: إسرائيل هي العدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة
قال عماد الدين حسين، عضو مجلس الشورى، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعد نوع من الاستعمار الذي لم يتواجد في أي مكان في العالم، منوهًا بأن الاستعمار الغربي يعتبر ملائكي بالنسبة لدولة الاحتلال.
وتابع "حسين"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الثلاثاء أن دولة الاحتلال “إسرائيل” ليست هي المتسببة في مشاكل الدول العربية، فإسرائيل قد تكون عاملاً مساعدًا في زيداة هذه المشاكل، مشيرًا إلى أن توسع دولة الاحتلال يمثل خطرًا كبيرًا على العالم العربي.
وأضاف أن المشروع التوسعي الإسرائيلي خلال الفترة الحالية لم يكن بهذه الصورة، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال قبل السابع من أكتوبر لم تكن متوحشة بهذه الصورة، فالعدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة العربي هو وجود إسرائيل.