«تخفيف ساعات العمل» يُسعد الأسرة القطرية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
هند المهندي: يعزز استقرار الأسرة
منيرة الرميحي: يريح ضمير الأم العاملة
أم ناصر مسلم: نحتاج تطبيقه على مدار العام
فاطمة اليافعي: العمل الطويل يؤثر على الأسرة
أعلن ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، عن بدء تجربة تطبيق نظام تخفيف ساعات العمل للأمهات القطريات الموظفات في القطاع الحكومي، خلال إجازة منتصف العام الأكاديمي الحالي، بحيث ينتهي دوامهن في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا اعتبارا من تاريخ 24 ديسمبر الجاري، خلال مدة الإجازة.
وأوضح الديوان، في بيان، أنه يستثنى من تطبيق هذا النظام الموظفات العاملات في الجهات التي تقتضي متطلبات عملهن حتى نهاية مواعيد الدوام الرسمية، لافتا إلى أن تجربة تخفيف ساعات العمل خلال إجازة منتصف العام الدراسي الحالي ستكون لمدة أسبوعين.
وبيّن أن شروط وضوابط تطبيق هذه التجربة تتمثل في تقديم ما يثبت أن لدى الأم الموظفة أبناء في المدارس في الدولة حتى المرحلة الثانوية، مع إرفاق شهادة الميلاد عند تقديم الطلب إلى جهة العمل، بالإشارة إلى أن رئيس جهة العمل يحدد تلك الوظائف التي يطبق عليها النظام.
وأكد أن تطبيق تجربة هذا النظام جاء في إطار تعزيز دور الأسرة وزيادة الترابط بين أفرادها، فضلا عن دور الأم المحوري في تربية الأبناء ورعايتهم، وحرصا على أهمية تواجدها لوقت أطول مع أبنائها، حيث تساهم هذه الخطوة في تبني أساليب أكثر مرونة في العمل، وتشجيع الأم الموظفة على زيادة الإنتاجية والتوفيق بين متطلبات العمل والأسرة، وزيادة الرضا الوظيفي.
وسيقوم ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي بدراسة المرحلة التجريبية لتطبيق تخفيف ساعات العمل للأمهات القطريات في الجهات الحكومية، وتقييم هذه التجربة لكونه يسعى إلى تبني المبادرات التي من شأنها أن تدعم الأسرة القطرية، وتحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية للأفراد لخلق مجتمع يحظى بالرفاهية، وزيادة مستويات الإنتاجية والابتكار في بيئة العمل، فضلا عما تشكله هذه المبادرة من خطوة ضمن مجموعة مبادرات أخرى بهدف بناء بيئة عمل صحية ومستدامة.
إشادة نسائية
وأشادت مواطنات ببدء تجربة تطبيق هذا النظام، وأكدن أن تطبيقه يساهم في تعزيز دور الأسرة وزيادة الترابط بين أفرادها، فضلا عن تعزيز دور الأم في تربية الأبناء ورعايتهم من حيث تواجدها لوقت أطول مع أبنائها، كما يساهم في تبني أساليب أكثر مرونة في العمل وتشجيع الأم الموظفة على زيادة الإنتاجية والتوفيق بين متطلبات العمل والأسرة، وزيادة الرضا الوظيفي.
وفي هذا الصدد أكدت السيدة هند المهندي أن هذا القرار سيصب في خدمة الأسرة والمجتمع وحتى جهة العمل، وأوضحت ضرورة تقليل ساعات العمل حسب الحالة الاجتماعية للموظفة، خاصة إذا ما كان لديها أطفال في سن صغير في حاجة لرعايتها، بما يعزز استقرار الأسرة.
وأشارت إلى أن تخفيض الدوام للمرأة لا يؤثر في حجم الإنتاج، إذا تم ربط العمل بإنجاز بعض المهام في تلك الساعات بدلا من إرغام الموظفة على مجرد البقاء حتى انتهاء ساعات الدوام، لافتة إلى أن ربط حجم الإنتاج بساعات العمل يشجع الموظفة على العطاء ويساهم في نجاحها في العمل وفي حياتها الأسرية في نفس الوقت. وتوقعت أن يساهم قرار تقليل ساعات عمل المرأة في تقليل الاعتماد على الخادمات في تربية الأبناء، وما ينجم عن ذلك من مساوئ الاعتماد الكامل على الخدمات بما فيها من مشاكل اجتماعية ونفسية تنعكس على تربية الأبناء، وأضافت: قد تساهم راحة المرأة في عملها ودوامها المرن أو المخفف من زيادة إنتاجيتها وخفض التوتر لديها، لا سيما في بداية حياتها كأم عندما يكون أطفالها بحاجة إليها.
المرونة
من جانبها قالت منيرة سعد الرميحي: هذا الخبر كنا ننتظره منذ زمن طويل، فهذا القرار كفيل بأن يمنح الأم الموظفة السلام ويخلصها من إحساس تأنيب الضمير تجاه الأبناء والأسرة، وأنا شخصيا ضد التشدد في ساعات الدوام، وقد بدأت مشواري المهني بالعمل مع أجانب وكانوا يشجعونني على الانتهاء من المهام الوظيفية والتوجه إلى أسرتي، وهو ما جعلني أعمل بأريحية وأعطي وظيفتي أقصى ما يمكنني، مشيرة إلى إرهاق الأم الموظفة التي تعمل على جبهتين أو التزامين هما الدوام الرسمي والأمومة.
وأضافت الرميحي قائلة: يجب تعديل نظام الدوام الحالي بما يتناسب مع ظروف وطبيعة المرأة العاملة وبطريقة دائمة، وليس لفترات محدودة، مع مراعاة طبيعة العمل بالهيئة أو المؤسسة التي تعمل بها، ودون التأثير على مستوى الخدمات المقدمة للمراجعين، مشيرة إلى أن الأمر قد يحتاج إلى دراسة شاملة لطبيعة العمل بكافة جهات العمل، لتحديد كيفية تطبيق تلك التجربة، فضلا عن دراسة أوضاع الموظفات ووضع معايير خاصة للدوام الكامل والجزئي. وأكدت أن أنسب فترات الدوام للمرأة العاملة هي حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا وذلك مراعاة لطبيعتها ومسؤوليتها الاجتماعية والأسرية وحالتها الصحية وحاجة أبنائها لها خاصة في السنوات الأولى من أعمارهم.
أعباء كثيرة
بدورها أشارت الموظفة بمؤسسة حمد الطبية «أم ناصر مسلم» إلى أن القرار كان مفرحا ومبهجا لها ولزميلاتها الأمهات وأنه سيكون بمثابة الدافع للعطاء والتفاني في العمل وبذل المزيد من الجهد كونها ستعمل براحة نفسية أكبر، وستجد الوقت لأطفالها وللجلوس معهم.
وتضيف أم ناصر موضحة: أصبحت في حيرة من أمري لعجزي عن التوفيق بين بيتي والتزاماتي الوظيفية، التي تتكاثر يوما بعد الآخر بسبب الأعمال المتراكمة، حيث إنني أرجع إلى البيت بعد ساعات عمل طويلة منهكة، غير قادرة على المراجعة لأطفالي ولا الخروج معهم أو الاهتمام بهواياتهم وهذا القرار سيغير الكثير من التفاصيل وسيجعلني أعمل بدون تأنيب ضمير ولا خوف من التقصير لا في حق أسرتي ولا في حق وظيفتي.
ضغوطات أسرية
من جانبها قالت فاطمة اليافعي إن المرأة المتزوجة العاملة تواجه الكثير من الضغوطات الأسرية جراء عملها إلا أن ذلك لا يعني أن تبقى قابعة في المنزل من دون أن تطور من نفسها، وتفيد مجتمعها أو تخدم جهة عملها، بل يعني أن يتكاتف المجتمع لمساعدة المرأة، ويساندها على أن تكون ربة أسرة وامرأة عاملة ناجحة.
وأضافت فاطمة موضحة: جميعنا يعلم أن دوام المرأة الطويل نسبيا بات يؤثر إلى حد بعيد على العلاقة الزوجية وعلاقة المرأة بأولادها أيضا، خصوصا أن التزامات المرأة أكثر من الرجل تجاه أولادها وبيتها وزوجها. وتضيف: فضلا عن أن المرأة تعود منهكة من عملها، ولا يكون لها طاقة على تدريس الأولاد، كما أنها لا تلتقي بزوجها كثيرا، ففي الوقت الذي تكون هي في المنزل يكون هو خارجه والعكس صحيح. وتصل فاطمة إلى خلاصة مفادها أننا إذا كنا نريد بناء أسرة مستقرة اجتماعيا ونفسيا فلا بد أن يتم إعادة النظر في ساعات عمل المرأة التي هي أساس المجتمع والعائلة أيضا، بصفة دائمة وليس خلال العطل فقط، فالأسرة وتحديدا الأطفال يحتاجون أمهاتهم طوال السنة وليس فقط خلال الإجازات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر ديوان الخدمة المدنية تخفيف ساعات العمل تربیة الأبناء الموظفة على فی العمل فضلا عن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدرية الزيادي… فنانة يمنية تحول الكونكريت إلى تحف فنية تخطف الأنظار!
يمن مونيتور/ تعز / من إفتخار عبده
منذ عامٍ تواصلُ المرأة اليمنيةُ بدرية الزيادي التفنن بصناعة المباخر والتحف الفنية، وسط واقع مليئ بالتحديات الناتجة عن تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، الذي يشهد صراع مستمر منذ عقد من الزمن.
وتنتمي الزيادي( 40 عامًا ) إلى مديرية القاهرة – مدينة تعز، الأكثر كثافة سكانية، والأكثر تضررًا من الصراع الدائر في البلاد.
والمباخر والتحف التي تقوم بصناعتها ، تستخدم فيها مزيجًا خاصًا من الكونكريت والماء لتشكيل تصاميم أخاذة داخل قوالب مبتكرة، تضفي على المكان رونقًا خاصًا.
وهذه القطع الفنية لا تقتصر على جمال شكلها، بل تقوم بدرية بإضافة لمسة شخصية تزيدها تميزًا، وهي كتابة أسماء الزبائن بأناقة على كل تحفة بالإضافة إلى استخدامها ألوانًا جذابة تمتع عيون الناظرين.
وتخرجت الزيادي قبل أكثر من خمسة عشر عامًا من قسم البيولوجي- جامعة تعز، لكنها لم تحظَ بوظيفةٍ ذات دخل مناسب تكفي حاجتها وأسرتها؛ فسلكت طرقًا أخرى، منها صناعة البخور والعطور والتي عملت بها فترة زمنية ليست بالقليلة ثم تفرغت- بعد ذلك- للعمل بهذه الحرفة اللطيفة.
وعن ميولها إلى هذه الحرفة تقول بدرية” في بداية الأمر كنت أتابع عبر الإنترنت مثل هذه الأعمال وأعجبت بها كثيرًا فبدأت أبحث حتى وجدت مبخرة من هذا النوع مع إحدى الصديقات، جمالها لفت انتباهي فأخذتها بيدي وتأملتها كثيرا وكأني أشاهد تحفةً أثرية، فتحمست للعمل بهذا المجال”.
وأضافت الزيادي” بعد البحث عرفت أنه من الضروري أن أمتلك قوالب خاصة بهذا العمل، فتواصلت بصديقتي التي أخبرتني أنه ينبغي علي طلبها من الخارج ( شي إن ) وهذا ما قمت به وصنعت أول مبخرة والتي كانت بمثابة الخطوة الأولى لي في عمل أحبه وأحس بشغف تجاهه كونه شيء جديد وله قابلية في الواقع”.
وتحققُ الزيادي نجاحًا كبيرًا في مهنتها هذه؛ إذْ حظيت بإقبال كبير على منتجاتها من قبل الأهل والصديقات، كما لاقت قبولًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر فيها أعمالها.
وتعد الزيادي واحدة من النساء اليمنيات اللاتي تحدين ظروف الواقع المرير بإثبات قدراتهن على العمل في مجالات مختلفة وبشغف كبير يعُلن من خلاله أسرهن بكل حب.
وعن بداية مشوارها في العمل هذا تقول الزيادي” بعدما تعلمتُ أساسيات هذه الحرفة الجميلة عن طريق دراستي لدورة تدريبية استمرت ستة أيام فقط- وبعدها- قمتُ بصناعة بعض المباخر على حذر وقد كنت أقع في البداية في أخطاء لكني تعلمت منها حتى استطعت بعد فترة من الزمن إتقانها تمامًا”.
وتابعت” أعمل في اليوم الواحد على حسب الطلب، إذا كان هناك طلب كبير أعمل لساعات طويلة وأحيانا أعمل طوال النهار من أجل إنجاز كل الطلبات وأحايين أعمل في اليوم الواحد ساعتين أو ثلاث ساعات”.
*التحديات*
وعن العثرات التي تواجه بدرية في عملها تقول” في بداية الأمر واجهت صعوبات كبيرة في سبيل الحصول على المعلومة الصحيحة التي تحسن من الأداء، وتظهر العمل بشكل أكثر حرفية وجمالًا، كوني لم أدرس دوارت مكثفة في هذا الجانب سوى دورة قصيرة لست أيام فقط”.
وأردفت” هناك صعوبات في شراء القوالب، فهناك قوالب جميلة يطلب الزبائن بضاعة تكون مصنوعة بها، لكني عندما أبحث في موقع ( شي إن) عن أسعارها أجدها غالية الثمن لا أقدر على شرائها، فبعض القوالب يصل سعرها إلى ( 70 ) ريالا سعوديا ما يعادل( 40 )ألف ريال، ومنها ما يصل سعره إلى ( 150 ) ريالا سعوديا، ما يعادل( 99) ألف ريال وهذا ما يجعلني أسمتر بالعمل في قوالب معينة وعدم التجديد”.
وتابعت” من ضمن المعوقات أيضا أن أغلب البيع لا يكون نقدًا، هذه تؤجل دفع المبلغ إلى الشهر الفلاني وتلك تؤجله إلى الأسبوع أو اليوم الفلاني، لا يوجد شيء اسمه أنْ أكمل صناعة البضاعة وتخرج من بيتي يأتيني المال مباشرة، هناك تعب كبير ما بين مرحلة الصناعة إلى مرحلة الحصول على المال”.
*الطموح المستقبلي*
وتطمح بدرية إلى أن تتوسع في مشروعها بشكل أكبر، وألا يقتصر فقط على المباخر وبعض التحف الفنية؛ بل أن يشمل أمورًا أخرى تضفي للبيوت جمالًا آخرا وتعطي الناظر متعة كبيرة.
وأرسلت الزيادي رسالتها للمرأة اليمنية بألا تستسلم للصعاب مهما كانت كبيرة، فالحياة بحاجة إلى كفاح كبير؛ خاصةً في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي نعيشها اليوم، مؤكدةً” هذه الظروف التي نمر بها بحاجة ماسة إلى صمود المرأة وإلى مساندتها لأسرتها”.
واختتمت” ليس شرطًا أن يكون عمل المرأة في المجال الذي درسته لسنوات، ينبغي على المرأة أن تسلك طرقًا متعددة وتطرق أبوابًا كثيرة لترى في أي منها ستجد نفسها وشغفها وحبها للعمل”.