مأساة من الصراع الإسلامي الصهيوني عقب وعد بلفور
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
منذ أن تمت زراعته في فلسطين المحتلة عام 1948 بناءً على وعد بريطانيا المشؤوم الذي أعلنه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور عام 1917، لم يكن الكيان الصهيوني المارق إلا أداة للشر والجريمة والقتل.
لقد بدأت مأساة فلسطين منذ ذلك الوعد المشؤوم الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق ومنذ ذلك التاريخ دخلت المنطقة العربية ككل في أتون صراع دامٍ، حتى اليوم مع كيان الاحتلال، ولتصبح ذكرى وعد بلفور يوماً أسوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني والبشرية كلها وضربة قاصمة للعدالة والشرعية الدولية.
من بريطانيا بدأت المأساة الفلسطينية والعربية، وهي الدولة التي أذاقت شعوباً وأمماً كثيرة مرارة الاستعمار والاحتلال والاضطهاد ونهب الثروات، مملكة قامت وبنت حضارتها على حساب دماء الشعوب وثرواتها عقوداً من الزمن، إذ لا يوجد مكان صراع في الكرة الأرضية إلا ولبريطانيا يد فيه.
وبعد عقود من الصراع الإسلامي الصهيوني تدخل القضية الفلسطينية منعطفاً مهماً وخطيراً بفعل العملية الفدائية المباركة “طوفان الأقصى”، التي ألحقت بكيان الاحتلال هزيمة لم يتجرعها منذ احتلاله لفلسطين حتى السابع من أكتوبر 2023، بالرغم من دخول متغيرات جديدة ساحة الصراع الإسلامي الصهيوني تتمثل في سقوط أنظمة وممالك عربية في فخ التطبيع وانتقالها إلى الطرف المعادي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
لم يعد هذا الأمر سراً بل أصبح علناً تُجاهر به ممالك ومشيخات الخليج التي بالغت في علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وتجلى ذلك فيما قامت به دويلة الإمارات التي أعلنت مؤخرا عن تسييرها قوافل غذائية دعماً لكيان الاحتلال، ولكي تتجنب السيطرة اليمنية على البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب سيرت تلك القوافل براً مروراً بالأراضي السعودية والأردنية قاطعة ألفي كيلومتر إلى ميناء حيفا.
تكتب دويلة الإمارات تاريخاً أسوداً في العصر الحديث يقابله تاريخ ناصع البياض ومشرّف تكتبه الجمهورية اليمنية بموقفها المبدئي والثابت دعماً للقضية الفلسطينية وإغلاقها البحرين الأحمر والعربي وباب المندب أمام حركة السفن الصهيونية والأخرى المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بالإضافة إلى العمليات العسكرية المتمثلة بالصواريخ الباليستية والطيران المسير الذي يدك مواقع العدو في الأراضي المحتلة.
إنها مأساة كبرى أن تقف دول تدّعي انتماءها للعروبة والإسلام موقفاً معادياً لقضية العرب المركزية القضية الفلسطينية وتسّخر إمكانياتها العسكرية وغير العسكرية لاعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة إلى أهدافها في فلسطين المحتلة، وتسارع للدخول في حلف عسكري بحري لحماية السفن الصهيونية..
لقد أفلحت الاستخبارات الأمريكية والغربية في تدجين مشيخات وممالك الخليج ونقلها إلى صف العدو الصهيوني مدافعة عنه وعن مصالحه.
– وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الأسر الفلسطينية .. صمود في وجه صقيع الشتاء والعدوان الصهيوني المستمر
الأسرة / خاص
الالتفاف حول الظروف القاسية هو أبرز صمود واستبسال الأسر الفلسطينية رغم كل ما يحل بها من قتل ودمار وخراب ورغم الجرائم الابادية التي يمارسها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي بهدف إبادة الشعب الفلسطيني ودفع السكان والعائلات إلى ترك أرضهم وديارهم وتهجيرهم قسريا، لكن الكيان المحتل يسجل كل يوم فشلا جديدا على صعيد تحقيق أهدافه والسبب هو صمود واستبسال الأسر الفلسطينية الثابتة، رغم الخراب والدمار والقتل الإسرائيلي والاستهداف المباشر والكثيف للمنازل والعائلات ومعاناة التهجير القسري.
كثيرة هي الأسر الفلسطينية التي تعيش الآن صقيع الشتاء والصمود أمام نيران العدو الصهيوني، حيث بات أبناء هذه الأسر الفلسطينية يدركون انه لا تهاون ولا انكسار ولا فزع ولا هروب، صامدون بوحه العدو رغم القصف المتواصل على رؤوسهم.
أمام كل هذه المجازر يسطر شعب فلسطين فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد ويعلن للدنيا عن وفاة كل الاتفاقيات الخاصة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة وكافة المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي فشل فشلاً ذريعاً في إيقاف هذه الإبادة الجماعية.. التي تنفذ اليوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، نساء فلسطين هن عنوان الدفاع عن الأرض والإنسان والتمسك بالحياة والنضال في سبيل الحرية والاستقلال.
تعلمت الأسر الفلسطينية الالتفاف على الظروف ومساعدة بعضها البعض، فطالما عاشت في ظل حصار محكم فقدرتها الفائقة في الوقوف أمام هذا المحتل انما هي من قوة إيمانها بالله التي تمدها بالصبر والقوة معا.
الأوضاع المعيشية والصحية في قطاع غزة لم تكن بخير طيلة العقود الماضية، ويعيش القطاع غزة الذي يعتبر من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم ويسكن فيه قرابة ثلاثة ملايين نسمة، أوضاعاً إنسانية صعبة ومعقدة منذ 75 عاماً ولكنها أخذت بالتدهور الشديد بعد اندلاع العدوان الصهيوني الحالي والذي استباح خلال الأشهر الماضية كل شيء في قطاع غزة وسفك دماء البشر هناك على نطاق واسع، كانت غزة تحت الحصار الصهيوني الخانق لنحو عقدين من الزمان، لكن ما تواجهه حاليا على يد حكومة الكيان المحتل الوحشية، هو حرب إبادة شاملة وجرائم حرب ضد الإنسانية لم تعرفها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.. ناهيك عن حرمان ملايين المدنيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ليجد الأطفال والنساء وذوو الإعاقة وكبار السن انفسهم أمام مخاطر جمة للبقاء على قيد الحياة، بينما تلاحقهم الصواريخ والقنابل الأمريكية والصهيونية في كل بقعة من القطاع .
ويقول مختصون إن ملايين الفلسطينيين اضطروا إلى ترك منازلهم رغم عدم توفر مأوى بديل، كما كانت عمليات الإجلاء مهددة للحياة ومعقدة للغاية من الناحية اللوجستية بالنسبة للعديد من الأشخاص بمن فيهم المقيمون في المستشفيات باعتبارهم يعتمدون على أجهزة دعم الحياة أو يحتاجون إلى الرعاية الحثيثة ومع ذلك ظل الفلسطينيون وفي مقدمتهم النساء والأطفال، متمسكين بحقهم في الحياة وفي العيش الحر الكريم ولم تستطع آلة القتل الصهيوامريكية أن تقهر عزيمتهم أو تكسر إرادتهم، فراحوا يواجهون الدمار الشامل لمنازلهم ولأحيائهم السكنية وجرائم القتل الواسعة والتدمير الممنهج لحياتهم بمزيد من الصمود والتحدي وعشق الحياة، مسطرين من وسط الركام وأشلاء أبنائهم قصة إنسانية عظيمة أذهلت شعوب الدنيا فراحت تبحث بدهشة عن سر عظمة وصمود واستبسال وإيمان هذا الإنسان ومدى عشقه للحياة وللحرية والكرامة .
ورغم أن الموت يحيط بأبناء غزة من كل حدب وصوب سواء جراء انعدام الماء والغذاء أو بسبب انتشار الأوبئة، إلا أن الموت بفعل القصف الصهيوني يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لأهالي غزة، حيث يتزايد عدد الشهداء بشكل يومي إلى قرابة المئات، والذي يعتبر -بحسب مراقبين- واحداً من أعلى معدلات الضحايا بين المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.. كما عملت الأسر الفلسطينية على تقنين شرب المياه وتقليص تناول الغذاء المتاح إلى وجبة واحدة فقط في اليوم بل والعيش على قطعتي خبز للفرد الواحد، كما تؤكد ذلك منظمات دولية.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية ان هناك عشرات الأسر في غزة قد أبيد جميع أفرادها وقد تم شطبها نهائيا من السجلات المدنية بفعل الغارات الوحشية الأمريكية الصهيونية التي مسحت أحياء سكنية بالكامل، لتمثل معدلات الضحايا واحدة من أعلى معدلات القتل والإصابة في أوساط المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية ومع ذلك ظل القلب الفلسطيني ينبض بالحياة وبعشق الكرامة والحرية والاستقلال.
أمام هذه الأعداد المهولة من الشهداء والجرحى من الشيوخ والأطفال والسيدات والمسالمين والعزل، وأمام هذه المجازر التي لم تراع أي ذمة أو عهد، أو معايير وضوابط أخلاقية وقانونية وبتواطؤ دولي يندى له جبين الإنسانية، يسطر الشعب الفلسطيني فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد.
الدوافع لصمود الأسر الفلسطينية منبعها إيمانها الصادق بالله المستقر في أعماق نفوس أفرادها وفي كل الأحوال تبقى الأسر الفلسطينية تضرب أروع الأمثلة للعالم بقدرتها على الصبر والتحدي والتصدي .