بوابة الفجر:
2024-11-24@11:24:41 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: أستأذنكم فى اجازة

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT


 

الأصدقاء الأعزاء أكتب لكم مقالى وسوف يكون أمامكم بإذن الله وأنا فى طريقى إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتى إنقطعت عن زيارتها دوريًا مع صديق العمر الراحل الأستاذ/ محمد فريد خميس، حيث كانت رحلاتنا سويًا إلى تلك البلاد بحكم تواجد مصانعه فى مدينة (دالتون بولاية جورجيا) وكانت ذكرياتنا فى تلك الرحلات التى تتعدد فى العام الواحد لأكثر من مرة وفى الأغلب كان دائمًا مصاحبًا لنا أصدقاء أعزاء منهم من رحل إلى جوار ربه، ومنهم من أطال الله فى عمرهم، ولقد سنت لنا هذه الرحلات سنة الكشف الدورى فى مستشفى أطلانطا (إميرى ستيت يونيفرستى) فتكونت علاقات صداقة وعلاقات طيبة بيننا وبين بعض الزملاء الأطباء الأمريكان بعضهم من أصول عربية ومصرية.


الله يرحمه (محمد فريد خميس)، كان رجلًا مجمعًا للأصدقاء، محبًا للخير.

وها أنا اليوم قررت السفر إلى زيارة واجبة لطبيبى، حيث رفض أن يرسل لى أدويتى بعد مرور ثلاث سنوات على عدم اللقاء، إلا بزيارة حيث أجريت عمليتى قسطرة.

وفى هذه الزيارة أشتاق أيضًا لزيارة إبنتى الصغرى وحفيدتى اللتين تعيشان فى مدينة (لونج أيلاند بولاية نيويورك) حيث كنت أفضل دائمًا دعوتهم للقاهرة على أن أرحل إليهم.
لقد أصبح السفر الطويل شيىء من المعاناة ومن العجيب أيضًا هو الإفتقاد إلى الوطن، حقيقى رغم قصر المدة إلا أن تجاربى الأخيرة فى السفر إلى خارج مصر، جعلنى أشعر بالغربة وكنت قد كتبت فى جريدة الأهرام منذ شهرين عن تجربتى فى رحلتى إلى دبى، لزيارة إبنتى أيضًا التى تعيش هناك مع إبنتيها.
ومدى المعاناة التى نعيشها ليس فقط للغربة التى لا تزيد عن أسبوع على الأكثر ولكن لتلك القيود التى فرضت على التصرفات المالية من خلال (كروت  الإئتمان) وإلغاء الصرف من (كارت الديبيت) نظرًا للظروف الإقتصادية التى تمر بها البلاد، فأصبحت (شبه عاريًا فى شارع لا أعرفه ) وكان مقالى تحت عنوان (الخروج من الدار يقل المقدار) !!
وها أنا اليوم أخوض التجربة مرة أخرى مع طلب الستر من ربنا.
فإسمحوا لى أصدقائى الأعزاء أن أعتذر عن عدم الكتابة حتى أول العام القادم بإذن الله متمينًا لحضراتكم (ميرى كريسماس) و(عيد ميلاد سعيد) وعيد رأس سنة رائعة، تحمل لنا كل الأمانى الطيبة، وتزيل عن أمتنا الغم، والهم، والحرب، وننعم بالسلام والطمأنينة، وندعوا (لغزة  العزيزة) الرازحة تحت (حرب ضارية) أن تنتصر وأن نعيد إلى أهلها الأمان والإطمئنان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وإلى لقاء أول يناير 2024 إن شاء الله.
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة

من مرويات الصحابة التي تدعو للتأمل والتدبر والاعتبار حكاية وقوف سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه (أبو تراب) على تراب المقابر وحياها قائلا:

السلام عليكم يا أهل المقابر أما أموالكم فقد قسمت، وأما بيوتكم فقد سكنت، وأما أزواجكم فقد تزوجن غيركم هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟
ثم سكت قليلاً وقال:
أما والله لو شاء الله لهم أن يتكلموا لقالوا:
إن خير الزّاد التقوى.

لقد ذكرتني هذه الحكاية الموحية حالنا في الجزيرة المنكوبة الجريحة المستباحة شمالا وجنوبا شرقا وغربا حواضرا وقرى. وفي ظني أن حال القرى المنهوبة المهجرة المغتصبة تماثل حال المقابر إن لم تكن المقابر أشد سلامة منها وطمأنينة.

فلعمري لو مر ود تكتوك هذا العصر بمخيمات النازحين واللاجئين من هذه القرى التي كانت حتى بالأمس تضج بالحياة والأمل والإشراق، وقد أمسى ساكنوها الآن في عراء الله يتامى وأرامل، وفي أطراف المدن حفاة وعراة وحزانى يتكففون الزاد والأمن والخيمة والأسبرين لمداواة جراح الجسد وجراح الروح.

ولكأني بصوت الرجل يرتفع عالياً حتى يتردد صداه في الأعالي والبطاح: (يا أهل الجزيرة إن الأموال قد نُهبت وإن الأعراض قد أُهينت وإن العزة والشرف القديم قد مرغ بالتراب)
وإن بقي في الرسالة بقية فهي للجيش وللشعب وللمقاومة وللمستنفرين والفدائيين، ختام ما قاله الشيخ فرح:

يا هؤلاء “ابحثوا عن مهمة أخرى” غير استعادة مدن وقرى الجزيرة، فماذا يفعل الناس ببقايا الأشياء وأطلال المساكن؟ ابحثوا عن مهمة أخرى فإن دخول القرى والمدن بعد أن أخليت تماماً من كل شيٍ حتى مواقد الطعام وسرائر الأطفال وباقي الدين والعجين، هي ضرب من العبث واللامعقول.

“ابحثوا عن مهمة أخرى” لن يصفق الشعب لانتصارات وهمية في أمكنةٍ خلاء، وقرى مهجورة، وملايين من الحيارى فقدوا كل شئ، نعم كل شئ حتى بقية الدموع في قاع الأعين، وبقية النشيج في قاع الصدور.

نعم “ابحثوا عن مهمة أخرى” فإن الشئ الوحيد الذي بقي هو ذاك (الهوى) المهشم على قارعة الطريق، والهواء الآسن والمعفر برائحة الجثث والإثم وقهقهات القتلة واللصوص.
كل شئٍ هناك ساكن، صامت إلا نحيب العاصفة الممزوج بأسى الأطلال ونزيف الغناء القديم.
كل شئٍ مضى نازحاً إلا زامر الحي الدرويش فقد ظل وحيداً يردد معزوفته في أسىً بصوته الذبيح ونفسه المتلاشية:
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على (أطلاله)
واروِ عني طالما (الدمع روى)
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أشرف غريب يكتب: سلام لفيروز في عامها التسعين
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • عبد الله بوصوف يكتب..النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: صنعاء وإن طال السفر
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان
  •   النائب علاء عابد يكتب: قانون اللجوء.. القول الفصل
  • علاء عرموش ابو عبدالله في ذمة الله
  • حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة
  • د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!