بوابة الفجر:
2024-10-05@06:30:33 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: أستأذنكم فى اجازة

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT


 

الأصدقاء الأعزاء أكتب لكم مقالى وسوف يكون أمامكم بإذن الله وأنا فى طريقى إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتى إنقطعت عن زيارتها دوريًا مع صديق العمر الراحل الأستاذ/ محمد فريد خميس، حيث كانت رحلاتنا سويًا إلى تلك البلاد بحكم تواجد مصانعه فى مدينة (دالتون بولاية جورجيا) وكانت ذكرياتنا فى تلك الرحلات التى تتعدد فى العام الواحد لأكثر من مرة وفى الأغلب كان دائمًا مصاحبًا لنا أصدقاء أعزاء منهم من رحل إلى جوار ربه، ومنهم من أطال الله فى عمرهم، ولقد سنت لنا هذه الرحلات سنة الكشف الدورى فى مستشفى أطلانطا (إميرى ستيت يونيفرستى) فتكونت علاقات صداقة وعلاقات طيبة بيننا وبين بعض الزملاء الأطباء الأمريكان بعضهم من أصول عربية ومصرية.


الله يرحمه (محمد فريد خميس)، كان رجلًا مجمعًا للأصدقاء، محبًا للخير.

وها أنا اليوم قررت السفر إلى زيارة واجبة لطبيبى، حيث رفض أن يرسل لى أدويتى بعد مرور ثلاث سنوات على عدم اللقاء، إلا بزيارة حيث أجريت عمليتى قسطرة.

وفى هذه الزيارة أشتاق أيضًا لزيارة إبنتى الصغرى وحفيدتى اللتين تعيشان فى مدينة (لونج أيلاند بولاية نيويورك) حيث كنت أفضل دائمًا دعوتهم للقاهرة على أن أرحل إليهم.
لقد أصبح السفر الطويل شيىء من المعاناة ومن العجيب أيضًا هو الإفتقاد إلى الوطن، حقيقى رغم قصر المدة إلا أن تجاربى الأخيرة فى السفر إلى خارج مصر، جعلنى أشعر بالغربة وكنت قد كتبت فى جريدة الأهرام منذ شهرين عن تجربتى فى رحلتى إلى دبى، لزيارة إبنتى أيضًا التى تعيش هناك مع إبنتيها.
ومدى المعاناة التى نعيشها ليس فقط للغربة التى لا تزيد عن أسبوع على الأكثر ولكن لتلك القيود التى فرضت على التصرفات المالية من خلال (كروت  الإئتمان) وإلغاء الصرف من (كارت الديبيت) نظرًا للظروف الإقتصادية التى تمر بها البلاد، فأصبحت (شبه عاريًا فى شارع لا أعرفه ) وكان مقالى تحت عنوان (الخروج من الدار يقل المقدار) !!
وها أنا اليوم أخوض التجربة مرة أخرى مع طلب الستر من ربنا.
فإسمحوا لى أصدقائى الأعزاء أن أعتذر عن عدم الكتابة حتى أول العام القادم بإذن الله متمينًا لحضراتكم (ميرى كريسماس) و(عيد ميلاد سعيد) وعيد رأس سنة رائعة، تحمل لنا كل الأمانى الطيبة، وتزيل عن أمتنا الغم، والهم، والحرب، وننعم بالسلام والطمأنينة، وندعوا (لغزة  العزيزة) الرازحة تحت (حرب ضارية) أن تنتصر وأن نعيد إلى أهلها الأمان والإطمئنان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وإلى لقاء أول يناير 2024 إن شاء الله.
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

عادل عبدالرحيم يكتب: في يوم الابتسامة.. عيشها بسعادة علشان مالهاش إعادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يوافق اليوم، الجمعة الأولى من شهر أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للابتسامة.. والتي هي من المتعارف عليه تعبير عن الرضا والسعادة.. ولعل أصعب سؤال يمكن أن يواجهك: هل انت سعيد ؟.. ومنبع الصعوبة هنا يكمن في تقلب المشاعر والأحاسيس من وقت لآخر ومن عمر لآخر، فما كان يسعدك وأنت صغير قد لا تشعر بأي تعاطف معه حين تكبر، بل أن ما يشرح قلبك في الشتاء ربما لا تطيقه في الصيف.. ومن باب أولى فإن ما يجلب لك الفرح قبل كذا، قد يكون مصدر شقائك بعده.. وسأكون في منتهى الجرأة والصراحة وأقولها بملأ الفم حتى المال نفسه الذي يراه 90% من البشر مصدر السعادة، في وقت من الأوقات يفقد كل تأثيره بل يكون سبب تعاسة الكثيرين.

لكل هذا وللكثير غيره ظل تعريف معنى السعادة ووضع نموذج موحد أو قالب ثابت لها من رابع المستحيلات، فهي مسألة نسبية بالثلث ولا تختلف فقط من شخص لآخر.. بل داخل الإنسان نفسه كما أوضحت الأمثلة السالف ذكرها.

وقبل نحو عامين أصابت حالة من "الاندهاش" اخواننا "نوشتاء" مواقع التواصل الاجتماعي والإخوة "الحكوكيين" الذين قرأوا خبر استحداث وزارة السعادة ووزارة أخرى للتسامح بدولة الإمارات الشقيقة.. حيث توالت التهليلات والتكبيرات والتصييحات وهذا في الواقع ما أصاب كاتب هذه السطور بحالة تشبه "الاعتياش بالمكارثية" التي حدثنا عنها الدكتور عمرو حمزاوي التي تعتبر إرهاصًا طبيعيًا لكل مكنونات التمحور والانبعاج التي يعيشها أمثالنا ممن لحست السياسة والإعلام عقولهم.

والواقع أنني لم أر أي باعث للذهول والدهشة التي عكستها تعليقات "العالم الفاضية" بتوع "الفيس توك" و"الطويطر" ولا "الانستجراب" اللي طالعين لنا فيه اليومين دول.. وذلك لسبب بسيط جدًا: يا اخواننا من حق الإمارات تعمل أي حاجة.

ذات مرة لدى حضوري أحد المؤتمرات الإعلامية المنعقد بإمارة دبي صادفت خبرًا غاية في الطرافة: "إعفاء المتعثرين من سداد الديون للبنوك حتى 4 ملايين درهم".. والله العظيم هذا حصل.. وطبعا هتسألوني عن سر وصفي لهذا الخبر بالطرافة.. في الواقع أن استقبال المواطنين لهذا الخبر بحالة من الفتور والعادية التي كدت أفقد عقلي أمامها.. فلنا أن نتصور إذا كان هذا الخبر في مصر كيف تكون الحالة.. أعتقد أقل رد فعل الناس المديونة كانت هتمشي في الشارع خالعة رأسها وهدومها وأسنانها وكل ما يمكن خلعه.

أما إخواننا الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على قروض من البنوك والذين حرمتهم أقدارهم من هذه "الغنيمة" فكانوا بكل تأكيد سيخرجون للشوارع أيضًا وهم يلطمون خدودهم ويشقون جيوبهم ويرقعون بالصوت الحياني: "لأأأأأأأأأأ".

وأنا بكل تأكيد كنت سأعترض على كلا الفريقين ليس من باب الزهد والقناعة والترفع.. وإنما من باب: "الشهر اللي ماليكش فيه ما تعدش أيامه ولياليه" فيعلم الله العلاقة بيني وبين الفلوس حدودي بها تنتهي عند علاقة الستر وعدم وجود ديون عليا إعلاء لمبدأ "فقر بلا دين هو الغنى الكامل".

ولمن يحتاج المساعدة على السعادة نقول لهم إن السعادة طاقةٌ من الرّضا تعين الإنسان على تقبل الواقع؛ لأنّه إرادة الله، ولا نملك إلا العمل على تحسينه بالأسباب الّتي خلقها الله لنا لتحسين أوضاعنا في الكون. فالسّعادة تُطمئن القلب وتَشرح الصّدر وتريح البال.. والسّعادة هي الرّضا بكلّ شيء وتنبع عن إيمان من القلب والسعادة هي إحساس بالمتعة والانبساط.

ولعل كلمة السعادة من بين الكلمات التي اختلف الناس حولها؛ فمنهم من يراها قرينة اللذة أو الراحة أو المال أو المنصب أو الشهرة.. إلخ، وبذلك يفني كثير من الناس حياتهم في دروب شتى بحثًا عن السعادة، نعم.. السعادة هي شعور ينبع من داخل النفس إذا شعرت بالرضا والغبطة والطمأنينة والأريحية والبهجة، لكن لقد اختلفت نظرات الناس للسعادة باختلاف طباعهم واهتماماتهم وتطلعاتهم وحتى مجتمعاتهم، فبعضهم يراها في المال أو السكن أو الجاه أو الصحة، وآخرون يرونها في الزوجة أو الأولاد أو العمل أو الدراسة، وربما يراها آخرون في القرب من الحبيب أو في التخلص من مزعج أو في تبتل روحي أو مساعدة مسكين وفقير، لكن العجيب عندما تسأل كثير من هؤلاء: هل أنت سعيد حقًّا وصدقًا؟ تكون الإجابة بالنفي!

ولا تندهش حين تسمع أن بعض الأشخاص يجدون سعادتهم المادية في التهام "قرص طعمية" أو حتى كوب شاي بحليب ومن فضل الله أن هذا متاح لجميع فئات الشعب المصري.. أما السعادة الروحية فيمكن تلخيصها في الرضا بما قسمه الله والاطمئنان ومشاهدة ابتسامة رضا في عيون البائسين.. كما أن ابتعادك عن إيذاء الآخرين وان استطعت رفع البلاء عنهم هو منتهى الشعور باللذة لدى الكثيرين.

 

كلمة أخيرة

أفضل رياضة للقلب أن تنحني لترفع الآخرين

وللمندهشين من إنشاء وزارة للسعادة في الإمارات أنشأت وزارة للسعادة ربما لأنهم لم تكن لديهم سعادة.

مقالات مشابهة

  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • النائب علاء عابد يكتب: إسرائيل.. كيان سايكوباثي
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: هناك أرض تكفي للجميع
  • عادل عبدالرحيم يكتب: في يوم الابتسامة.. عيشها بسعادة علشان مالهاش إعادة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عقوق الوالدين وعقوق الوطن والدين
  • د.حماد عبدالله يكتب: الغراب والقوة الشيطانية
  • د. عبدالمنعم السيد يكتب: الرقمية الصناعية وجذب الاستثمارات
  • شمشون يكتب نهايته في لبنان.. قراءة في كتابات إسرائيلية وغربية
  • د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»