اليمن.. والتحالف الدولي الجديد ..!!
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
لم تفرغ صنعاء بعد من مواجهة التحالف الدولي – الذي أعلن الحرب ضدها من العاصمة الأمريكية (واشنطن) في 26مارس 2015م – حتى تشكل ضدها تحالف دولي جديد الذي أعلن عن ميلاده من (تل أبيب) عاصمة الكيان الصهيوني اللقيط،، وفيما شن التحالف الأول عدوانه ضد صنعاء والشعب اليمني بذريعة إعادة ( الشرعية) المزعومة التي نبذها الشعب اليمني، فقد جاء التحالف الثاني ضد صنعاء والشعب اليمني بزعم الدفاع عن الملاحة الدولية.
هذه التحالفات العدوانية ضد صنعاء وقيادتها الثورية، لا يمكن فصل أهدافها عن بعضها، بل أن التحالف الجديد المعلن من عاصمة الكيان الصهيوني هو امتداد لما سبقه من تحالف أعلن عنه من ( واشنطن)، بمعنى أن التحالف المعلن مؤخرا ضد اليمن والمتعلق – كما زعمت أطرافه – بحماية الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، بعد تمسك صنعاء بموقفها المتعلق بمنع مرور السفن الصهيونية أو المتعاملة مع الموانئ الصهيونية ما لم يتوقف العدوان على الشعب العربي الفلسطيني وتدخل المساعدات والمتطلبات الحياتية إلى قطاع غزة وتفتح المعابر ويرفع الحصار عن القطاع، هذا الموقف لم يكن ربما هناك من يتوقعه من صنعاء التي واجهت عدوانا غاشما وإجراميا وحصارا بريا وبحريا وجويا لمدة تسع سنوات ولا يزال هذا الحصار مضروباً على اليمن ولا يزال دمار عدوان التحالف وجرائمه حاضرة في حياة المواطن اليومية.
أجزم أن التحالف الجديد ضد صنعاء والشعب اليمني لن يكون أكثر جدوى وفعالية من التحالف السابق، وكما هزم التحالف الأول قطعا سيهزم التحالف الجديد أيا كانت أطرافه..!
غير أن ثمة حقائق يجب التوقف أمامها أبرزها هذا الشموخ الوطني والقومي والاسلامي الذي تعبر عنه صنعاء، نعم صنعاء التي كان مسؤولوها يهرولون للمطار ويفرشون السجادة الحمراء لأصغر موظف في الخارجية الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية أو أي مسؤول قادم من دول الارتهان، هذه صنعاء تقف اليوم شامخة وراية العزة والكرامة والسيادة ترفرف في سمائها وسماء اليمن، وهي التي قهرت تحالف العدوان الأول وفرضت خياراتها وشروطها واستقلت بقرارها السيادي الوطني، بعيدا عن حديث المرجفين وأبواق الإفك الذين انخرطوا مع جوقة الارتزاق والعمالة والخيانة.
مواقف صنعاء الوطنية والقومية والإسلامية هي مواقف مبدئية ثابتة لا تقبل المساومة عليها وهي غير قابلة لتكون جزءا من صفقات أو توافقات مهما كانت نتائجها، والقضية الفلسطينية هي قضية عربية وإسلامية وإنسانية، ونصرتها والانتصار لشهدائها والإسهام في التصدي لوحشية العدوان، الذي تشارك فيه بصورة مباشرة دول ما يسمى بالتحالف الدولي الجديد بقيادة أمريكا الذي يستهدف صنعاء ومواقفها بذريعة تأمين الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب مع أن الملاحة الدولية غير مستهدفة وقد أكدت صنعاء مواقفها لكل الدنيا أن ما هو مستهدف في هذه الممرات البحرية هي سفن العدو الصهيوني والسفن المتعاملة معه والناقلة لبضائعه، وأكدت صنعاء مسؤوليتها عن سلامة كافة السفن التجارية غير المتجهة لموانئ الكيان الصهيوني، غير أن أطراف التحالف الجديد يسعون من خلال تحالفهم ربما للتعويض عن الهزائم التي مني بها تحالفهم القديم، وثانيا تحاول أمريكا حماية الكيان الصهيوني وبضائعه وتخفيف الضغوط عليه، لذا حشدت تحالفها الجديد وبذات الطريقة التي حشدت بها تحالفها القديم وإن كانت في الأول حاولت إعادة عملائها والمرتهنين لها للسلطة فإنها هذه المرة تحاول إنقاد حليفها الصهيوني لأن الحرب على غزة وفلسطين ليست حرب الصهاينة بل هي حرب أمريكا التي تحاول من خلال هذه الحرب إعادة ترتيب نفوذها الجيوسياسي بعد أن أدركت خيبتها في أوكرانيا فسعت من خلال الحرب الإجرامية ضد قطاع غزة إلى ترتيب أوراقها المتناثرة على الخارطة الدولية، الأمر الآخر تحاول أمريكا من خلال إلى عنق الحقيقة من خلال حديثها عن الملاحة الدولية وتطبيق رؤية الصهاينة الذين اعتبروا منع مرور سفنهم بأنها مسألة دولية..؟!
أمريكا طبعا قلقة من النظام الحالي في صنعاء، بذات القلق الذي تعيشه من المقاومة الفلسطينية، وتعتبر نظام صنعاء نظاماً ريديكالياً غير أنها تدرك أن من الصعوبة بمكان قهر صنعاء، لذا نراها تلقي باللوم على هذا الطرف الإقليمي أو ذاك، في محاولة من أمريكا وحلفائها تقليل دور صنعاء على الأقل إعلاميا وفي مفردات الخطاب السياسي لكنها عمليا تتطلع لصفقة مع صنعاء، وصنعاء لا تؤمن بالصفقات خاصة إذا تعلق الأمر بالقضايا المبدئية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أمريكا و10 دول: التغير المناخي يفاقم مشاكل اليمن
أكد بيان مشترك لأمريكا وفرنسا وبريطانيا و8 دول أخرى، أن التغير المناخي يفاقم المشاكل المتعددة التي يعاني منها اليمن، في الوقت الذي أدى الصراع لنزوح أكثر من 4.5 مليون شخصا بعدد من المحافظات اليمنية.
جاء ذلك في بيان للدول المشاركة في تعهدات مجلس الأمن المشتركة بشأن المناخ والسلام والأمن - فرنسا، وغويانا، واليابان، ومالطا، وموزمبيق، وجمهورية كوريا، وسيراليون، وسلوفينيا، وسويسرا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة - لتسليط الضوء على العلاقة بين المناخ والسلام والأمن في اليمن، وتسليط الضوء على الروابط بين تغير المناخ وتدهور الوضع الإنساني في اليمن، قبل إحاطة اليوم.
وبحسب البيان، فإن الاجتماع لهذه الدول (أمريكا وبريطانيا وفرنسا و9 دول) عقد قبيل اجتماع مجلس الأمن يوم أمس لمناقشة الوضع في اليمن.
وقال البيان، إن الصراع المطول في اليمن أدى إلى نزوح أكثر من 4.5 مليون شخص داخليًا، إلى جانب أضرار جسيمة في البنية التحتية وانهيار اقتصادي.
وأوضح أن 18.2 مليون يمني - أكثر من نصف السكان – يعانون من انعدام الأمن الغذائي وهم في حاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. 75٪ منهم من النساء والأطفال.
وأشار البيان، إلى أن الوضع الإنساني المزري يتفاقم بسبب المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر، فضلاً عن أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة والفيضانات المفاجئة.
وقال البيان: "الحصول على مياه الشرب هو أحد التحديات الأكثر أهمية التي تواجه اليمن. فوفقاً للبنك الدولي، تشير التقديرات إلى أن 18 مليون شخص يفتقرون إلى الوصول إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي الكافية في اليمن. واليمن بالفعل واحدة من أكثر البلدان التي تعاني من نقص المياه في العالم".
ولفت البيان، إلى أن إمدادات المياه في البلاد مهددة بمجموعة من تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي يمكن أن يتسبب في تسرب المياه المالحة إلى مصادر المياه العذبة في المناطق الساحلية، مشيرا إلى أن تفاقم الأمطار الغزيرة والفيضانات أدت إلى زيادة المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، وزاد من خطر انتقال الكوليرا من خلال تلوث إمدادات المياه.
وأوضح البيان أن استنزاف احتياطيات المياه الجوفية، وزيادة وتيرة وشدة الأحداث الجوية المتطرفة، أدت إلى تدهور الأراضي الزراعية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وهو ما اعتبره البيان، محركا للنزوح والصراع المحلي، مع تزايد المنافسة على الموارد النادرة.
وأشار البيان، للإرتباطات المتعددة الأوجه بين تغير المناخ والصراع والنزوح وزيادة الفقر والضعف، والتي تساهم جميعها في تدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن.
وأكد أن منع وإدارة وحل النزاعات المحلية المتعلقة بالأرض والمياه والموارد الطبيعية أمر ضروري، مشيدا بالدور الذي لا غنى عنه للمرأة في هذا الصدد في الوقت الذي شجع البيان مشاركتها المستمرة.
وبحسب البيان، فإن التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار الطويل الأمد في اليمن، ومعالجة هذه التحديات.
وشدد البيان، على ضرورة معالجة آثار تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في اليمن كجزء من جهود المساعدات الإنسانية وبناء السلام الأوسع نطاقاً.
ودعا البيان، إلى تعزيز تنسيق الجهود العالمية لبناء القدرة المحلية على الصمود في مواجهة المخاطر المناخية وتعزيز إدارة مخاطر الكوارث والاستجابة لها، بما في ذلك من خلال تنفيذ أنظمة الإنذار المبكر وتحسين مراقبة موارد المياه الجوفية.
وطالب البيان، منظومة الأمم المتحدة إلى دعم الجهود الرامية إلى إيجاد أنظمة غذائية أكثر استدامة، واستخدام المياه والطاقة بكفاءة، فضلاً عن زيادة استخدام الطاقة المتجددة.
وتعهد البيان، بمعالجة التحديات المترابطة للصراع وتغير المناخ لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية الفورية وغير المقيدة جنباً إلى جنب مع تحقيق مستقبل مستقر ومستدام لليمن.