“إسرائيل” في طريقها إلى الزوال
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
في السابع من أكتوبر، عندما أشعلت فصائل المقاومة الفلسطينية نيران عملية طوفان الأقصى رأى الكيان الصهيوني نهايته وزواله وأدرك جيداً أنه مهزوم لا محالة ومطرود من الأراضي الفلسطينية التي يحتلها منذ عقود، مئات الآلاف من المستوطنين اليهود حزموا أمتعتهم وغادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة والبقية يتحينون الفرصة المواتية للمغادرة ولن يعودوا بعد ذلك حتى لو توقف العدوان على غزة، لأن كل المؤشرات تقول لليهود وللعالم أجمع أن زوال “إسرائيل” وتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني قد اقترب، فالمقاومة الفلسطينية اقوى من أي وقت مضى وهناك من يساندها من العرب وفي مقدمتهم اليمن وحزب الله في لبنان والمقاومة العراقية وفوق هذا والأهم منه أن الله تعالى وعد بزوال إسرائيل بعد أن تحدث في القرآن عن أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض مرتين وها هم اليوم يفسدون في فلسطين ويمارسون أسوأ أنواع الفساد بل كل أشكال الفساد من إهلاك الحرث والنسل وغير ذلك وليس هناك اليوم في الأرض كلها فساد أشد وأسوأ من فساد إسرائيل الذي تجاوز كل الحدود، وهذا يعني أن زوال الكيان الصهيوني بات قريباً جداً بإذن الله تعالى.
كيان العدو الصهيوني يعرف جيداً أن بقاءه مرهون بالقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية لذلك يعمل بكل ما يستطيع على التوغل في غزة والسيطرة عليها أمنياً وعسكرياً ويحلم ويطمح بالسيطرة على أنفاق المقاومة فيفشل، ويتمنى أن يظفر برجال المقاومة فلا يفلح ورغم الحصار والطغيان والدمار لما يقارب ثلاثة اشهر يخوض العدو الصهيوني معركة برية خاسرة يتلقى خلالها الكثير من الضربات الموجعة على أيدي مجاهدي المقاومة الفلسطينية رجال كتائب القسام وسرايا القدس الذين ينكلون بقوات العدو الصهيوني ويدمرون آلياته ودباباته كل يوم ويقتلون العشرات من ضباطه وجنوده بشكل يومي وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع الفلسطيني والعربي ضد الكيان الصهيوني المحتل، ورغم هذه المدة وهذه المعطيات الميدانية تستمر تصريحات قادة العدو الصهيوني بنفس النبرة التي تقول “مستمرون في المعركة حتى القضاء على حماس” واحيانا يقولون “مستمرون في المعركة حتى تفكيك حماس” ، وبعون الله وفضله وبفضل ثبات وجهاد فصائل المقاومة أثبتت الأحداث والمستجدات أن الذي يتفكك وينهار هو الكيان الصهيوني وكتائبه وألويته العسكرية، وهذا ما أكده متحدث كتائب القسام أبو عبيدة في بيانه الذي ألقاه في الخامس عشر من ديسمبر.
الطغيان والإجرام وقتل الأطفال والنساء والدمار والحصار لا يصنع النصر للطواغيت والمجرمين هذا ما أثبته التاريخ والزمان وما تثبته مستجدات ومعطيات العدوان الصهيوني على غزة، وعلى الرغم من حجم المجازر الجماعية التي يمارسها كيان العدو الصهيوني في غزة بحق الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والأبرياء، حيث بلغ مستوى إحصائيات جرائم العدوان الصهيوني على غزة اكثر من 60 الف شهيد وجريح ومفقود إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل ومعها أمريكا على شعب غزة إضافة إلى الدمار الشامل للمنازل والمستشفيات والمدارس والأحياء السكنية كل هذا الظلم والطغيان لم يمنح إسرائيل النصر والإنجاز الذي تنشده وتحلم به وتسعى إلى تحقيقه وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية وبسط نفوذها الشامل على غزة، بل كلما ازداد طغيان إسرائيل ازدادت خسائرها في العدة والعتاد، والأهم من ذلك اقتربت هزيمتها وزوالها وتحرير فلسطين بل والأمة بكلها من شر إسرائيل وفسادها.
“إسرائيل” ما بعد عملية طوفان الأقصى وما بعد عدوانها على غزة غير إسرائيل ما قبل ذلك، هي اليوم أضعف من أي وقت مضى وهذا ما تؤكده الأحداث والشواهد والمعطيات، فالمسيرات الجماهيرية المليونية التي تخرج في مختلف أنحاء العالم ضد طغيان إسرائيل توضح وتكشف صورة هذا الكيان الصهيوني المحتل المتغطرس وتقول من خلال ما تراه من طغيان في غزة أن بقاء هذا الكيان على أرض فلسطين جريمة بحق الإنسانية والعدالة، فهي اليوم منبوذة اجتماعيا وصورتها مشوهة عند الجميع، كما أن المواقف اليمنية القوية المساندة لغزة- سواء من خلال العمليات الصاروخية والجوية أو من خلال العمليات البحرية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والحصار البحري الذي فرضه الجيش اليمني على إسرائيل وتعطيل موانئها لأول مرة في تاريخها- هذا الموقف العظيم كشف وبيّن مدى هشاشة هذا الكيان الغاصب حيث لم تستطع إسرائيل أن تفك عن نفسها الحصار ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا غيرها من دول العالم لأن فك الحصار الاقتصادي عنها مرهون بفكها للحصار الذي تفرضه على غزة وهذه معادلة عسكرية واقتصادية قوية فرضها اليمن وهي تبشر الأمة بأن بإمكانها تحرير فلسطين والتخلص من طغيان الصهاينة، وهذا ما سوف يحدث قريباً إن شاء الله تعالى الذي نثق بصدق وعده الذي وعد به في سورة الإسراء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
يمانيون../
رحل رجل الظل، ابن الموت، ذو السبعة أرواح، البأس الشديد الذي لا يخشى الموت، مفجر الطوفان، ومؤسس وحدة الظل، شبح الكيان، وقاهر الاحتلال، من هزَّ الأرض عرضاً وطولاً، ودوّخ استخبارات وجيوش العدو، قائد أركان كتائب القسام، البطل المقاوم الشهيد المجاهد الجنرال محمد دياب إبراهيم المصري؛ الملقب “محمد الضيف”، إلى السماء في حضرة الشهداء.
رحل الضيف اللاجئ في وطنه إلى وطنه الأبدي ضيفاً في جنات ربه، وبقت ذكرى بطولاته خالدة في أعماق كل عربي حراً مقاوم، وسيخلد الرجل المقاوم، الذي أعلن الحرب على كل شيء، العجز والضعف والصمت والتواطؤ والخيانة والعملاء والعمالة والهزيمة، المنهزمين، والتطبيع والمطبّعين قبل أن يعلنها على المحتل والاحتلال، والطغاة والكيان والمستعمرين.
واقعة الاستشهاد
رحل رأس الأفعى -كما تسميه “إسرائيل”- القائد المرعب محمد الضيف “أبو خالد”، شهيداً يوم 13 يوليو 2024، (قبل ستة أشهر ونصف) بخيانة العميل السري للكيان، الخائن سعد برهوم، الذي بلغ عن مكان الضيف ورافع سلامة، وفر هارباً إلى العدو – شرق خان يونس، ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تم انتشال جثمانه الطاهر، لكن تأخرت كتائب القسام في إعلان الخبر حتى إتمام صفقة تبادل الأسرى، وعودة النازحين.
الخبر الموجع
في مساء يوم خميس 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسمياً الخبر الموجع في تسجيل صوتي بصوت أيقونة المقاومة، الجنرال المجاهد أبو عبيدة، نبأ استشهاد قائد الأركان محمد الضيف “أبو خالد”، وبعض رفاقه؛ أبرزهم: نائبه مروان عيسى، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، وقائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد ركن الأسلحة غازي طماعة، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته.
خطاب الطوفان
في خطابه الشهير عبر الرسالة الصوتية، فجر يوم السابع من أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، الذي لم يظهر إلا صوتًا وظلاً إلا في مشاهد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بدء عملية عسكرية على “إسرائيل” باسم “طوفان الأقصى” بهجوم مباغت بإطلاق خمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.
وقال: “إننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، اليوم يتفجر غضب الأقصى، غضب شعبنا وأمتنا ومجاهدينا الأبرار، هذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه.. نفذوا هجماتكم على المستوطنات بكل ما يتاح لكم من وسائل وأدوات، نحن شعبا ظلمنا وقهرنا وطردنا من ديارنا، نحن نسعى إلى حق، ومهما حاول الطغاة قلعنا ستثبت البذور”.
أسطورة مقاوم
قال عنه رئيس الشاباك الأسبق، كرمي غيلون: “أنا مجبر على القول؛ عليّ أن أكون حذراً في الكلمات، لكن: طوّرت تجاهه “محمّد الضيف” تقديراً مرتفعاً جداً، حتى – إن أردتِ – نوعاً من الإعجاب.. أنتَ ميّت لأن تقتله، مثلما هو ميّت لأن يقتلك، لكنه خصم مُستحقّ.. نتحدّث هنا عن مستوى ليت عندنا مثله، كنتَ ستريد أن يكون قائدًا لسرية الأركان”.
وقال مدير معهد أبحاث الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط تمير هايمان: “الضيف يملك قدرة إدراكية، وقد أصبح رمزا وأسطورة بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، وبمجرد ذكر اسمه فإن ذلك يحفز المقاتلين الفلسطينيين”.
بشكل عام، علقت المنصات العبرية، بعد سماع خبر استشهاد الضيف، بقولها: “مات القائد الوحيد الذي أعلن جيشنا اغتياله 100 مرة.. وبعد كل إعلان نتفأجا بأنه لا يزال حيا”.
عاش ألف مرة
والكلام للثائر الفلسطيني إبراهيم المدهون: “كم مرة قالوا: قُتل، وكم مرة عاد من بين الركام، يبتسم، ويتحسس موضع الجرح، ثم يكمل المسير؟
2002، 2003، 2006، 2014.. توالت المحاولات، تناثرت الشظايا، سقطت جدران البيوت، وسقط أحبّته شهداء بين يديه، زوجته، بناته ابنه علي، رفاقه الذين سبقوه، لكنه ظل واقفًا، كالنخيل في العاصفة، ينهض من بين الموت كأن الحياة لا تليق إلا به، وكأن فلسطين أبت أن تفقده قبل أن يكتب لها مجدًا يليق بها”.
قائد أركان كتائب القسام
ولد محمد دياب إبراهيم المصري – الملقب محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، ونشط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، ومجال المسرح، وتشبع بالفكر الإسلامي في الكتلة الإسلامية، ثم انضم إلى حركة حماس حتى أصبح قائداً عسكرياً يهابه العدو.
تحاط شخصيته بالغموض والحذر والحيطة وسرعة البديهة، ونجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، أصيب ببعضها بجروح خطرة، واستشهدت زوجته ونجله في إحداها.
اُعتقل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.
“أنا عمري انتهى”!!
عُيّن قائداً لكتائب القسّام عام 2002، ولقب بـ”الضيف” لتنقله كل يوم في ضيافة الفلسطينيين تخفياً من عيون “إسرائيل”.
أشرف أبو خالد على عدة عمليات؛ أسر فيها الجندي “الإسرائيلي” نخشون فاكسمان، بعد اغتيال القائد يحيى عياش يوم 5 يناير 1996، ونفذ سلسلة عمليات فدائية انتقاما له، منها قتل 50 إسرائيليا.
يقول الضيف، بعد محاولة اغتياله في حرب 2014، في المنزل الذي كان متواجدا فيه بثلاث قنابل خارقة للحصون، لم تنفجر سوى قنبلة، ونجا هو وآخرون، واستشهدت زوجته وولده علي: “أنا عمري انتهى من هذه الضربة.. اللي عايشه بعد هيك زيادة”.
“سيظل يطارد الكيان
في 14 يوليو 2024، أعلنت “إسرائيل” اغتياله في منطقة المواصي “غرب مدينة خان يونس” بعملية قصف جوي اُستشهد فيها 90 فلسطينيا وأصيب 300 آخرون، بينهم عشرات من الأطفال والنساء.
في نهاية الكلام، كانت نهاية القائد القسامي البطل الذي أرهق “إسرائيل” لعقود بطولية، ومثلما كان غياب رجل الظل عن الأنظار وهو حياً يمثل حضوراً يطارد الاحتلال، سيظل ضيف فلسطين والأمة وأيقونة المقاومة، وبطل المقاومين ومحرر الأسرى، كذلك شبحاً يخيف العدو بخلود ذكرى أسمه، وشجاعة رجال كتائب القسام، وتأكيد مقولتهم: “حط السيف قبال السيف نحن رجال محمد ضيف”.
السياســـية – صادق سريع