من تل أبيب أعلن وزير الدفاع الأمريكي تحالفاً حربياً لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر، بعد أن قام الشعب اليمني وقواته المجاهدة بمنع السفن «الاسرائيلية» وتلك التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي، نصرة لأهل غزة، ووقف العدوان عليهم، وفك الحصار عنهم، وحتى يسمح العدو الصهيوني بدخول الغذاء والدواء إلى غزة.


لا توصيف حقيقي لهذا التحالف العشري- بقيادة أمريكا والذي أعلن من عاصمة الكيان الصهيوني- سوى أنه تحالف حماية السفن الإسرائيلية ، وهو كذلك يسعى إلى حماية السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، وقد أكد وزير الدفاع الأمريكي من تل أبيب- الذي أعلن هذا التحالف- أن هدفه توفير الطمأنينة والحماية لشركات الشحن الإسرائيلية والتي تتعامل مع البضائع الإسرائيلية ، محاولا الادعاء بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية تهدد الشحن التجاري وهو من قبيل الكذب الذي تعتاده أمريكا دائما.
وقد أطلقت أمريكا على تحالف حماية السفن الإسرائيلية ، اسم «عملية حارس الرخاء”، والتسمية تفضح الأهداف أيضا ، وهو أن هدفه الرئيسي والوحيد هو حراسة “رخاء العدو الإسرائيلي وسفنه التي تمخر البحار طولا وعرضا، دون رادع حتى وهو ينكل بالشعب الفلسطيني ويجوعه في غزة ويشن حرب إبادة عليه ، ولا تدل التسمية على أنه لحراسة الملاحة البحرية الدولية ، وما يقوله الأمريكيون للإعلام هو كذب ودجل وزيف مفضوح ، وإلا فالبحر الأحمر آمن لجميع السفن التي تمر به عبر باب المندب وصولا إلى قناة السويس، ولم يتم تسجيل حادثة واحدة ضد أي سفينة مهما كانت جنسيتها والعلم الذي ترفعه، غير السفن الصهيونية وتلك التي تتجه إلى موانئ كيان العدو الإسرائيلي.

وليست القوات المسلحة اليمنية من تهدد الملاحة الدولية بل العسكرية الأمريكية للبحار والتجييش للأساطيل بهدف حماية الكيان الصهيوني الذي يمارس الإبادة على غزة ، وما تقوم به القوات المسلحة هو عمل إنساني وواجب أخلاقي وديني نصرة للمظلومين في غزة ، وتمنع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية أيضا من المرور ، وتنفذ عمليات انتقائية نظيفة مهدفة بشكل دقيق ضدها ، والبحر الأحمر آمن لجميع السفن التي تمر به عبر باب المندب وصولا إلى قناة السويس، ولم يتم تسجيل حادثة واحدة ضد أي سفينة مهما كانت جنسيتها ومهما كان العلم الذي ترفعه، غير تلك التي تتعامل مع كيان العدو الصهيوني والمتوجهة إلى موانئه ، وكذلك السفن التابعة له ، حتى يرفع العدو الإسرائيلي حصاره ويوقف عدوانه على غزة.
مصر العربية التي يهمها أمن البحر الأحمر أكثر من غيرها، لما له من تأثير على اقتصادها، حيث تدر قناة السويس عليها سنويا نحو 9 مليارات دولار، أعلنت وعلى لسان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع ، أن حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وأنه منذ 19 تشرين الثاني /نوفمير وحتى اليوم عبرت 2128 سفينة من قناة السويس، عدا 55 سفينة اختارت العبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح ، وأضاف- يوم أمس الأول- أنه في اليوم نفسه عبرت أكثر من 120 سفينة من السويس، مؤكدا على أن حركة السفن منتظمة ، وهو ما يدحض الإدعاءات الأمريكية بشكل فاضح.
اليمن يمنع مرور السفن الصهيونية والسفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية من المرور في البحر الأحمر ، حتى يسمح بدخول ما تحتاجه غزة من الغذاء والدواء ، فهل يستدعي قرار اليمن الأخلاقي والإنساني أن تقوم أمريكا برفع الحصار عن قطاع غزة التي يتضور أهله جوعا وعطشا ، أم الذهاب إلى تشكيل تحالف عسكري لعسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية فيه؟
لقد كان الأولى بأمريكا- لو كانت حقا حريصة على حراسة الملاحة الدولية ورخاء العالم- أن تضغط على كلب حراستها ربيبتها إسرائيل لوقف عدوانها الوحشي والهمجي على أهلنا المظلومين في غزة، وتوجهه بفك الحصار عنهم، بدلا من تشكيل تحالفات حربية تعسكر بحارنا العربية ومياهنا اليمنية ، وتجيش الأساطيل وتشعل البحار بالحروب بما يهدد الملاحة الدولية وسفن العالم لأجل أن تستمر ربيبتها إسرائيل في ممارسة القتل والحصار الإجرامي على غزة دون منغصات.
لكن بدلا من أن تقوم أمريكا برفع الحصار ووقف الحرب الإجرامية على غزة ، ذهبت إلى تشكيل تحالف لحماية السفن الإسرائيلية أعلنته من تل أبيب ، وحتى قبل الإعلان، كان واضحا حينما نقلت وسائل إعلام أمريكية ومنها “سام فور”، عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم إن البنتاغون يدرس تشكيل هذا التحالف ضد اليمن، ردا على استهداف اليمنيين للاقتصاد الإسرائيلي ، وذلك تأكيد إضافي على أن هذا التحالف هو لحماية السفن الإسرائيلية ، ودليل إضافي على تورط أمريكا المباشر في حرب الإبادة على غزة التي تتواصل منذ نحو 74 يوما.

ليس هناك من إرهاب وإجرام، يضاهي إرهاب وإجرام أمريكا، التي تحلل لنفسها تشكيل تحالفات وشن حروب إبادة ، وذبح شعب يتلظى تحت الاحتلال الصهيوني منذ حوالي قرن من الزمن في فلسطين ، وحشد أساطيلها وجيوشها، وإقامة جسور جوية لنقل الأسلحة والعتاد، إلى كيان العدو الصهيوني ، واستخدام الفيتو لإفشال كل قرارات وقف الحرب على غزة ، واليوم تشكل تحالفا بحريا لإشعال البحار العربية والمياه اليمنية بالحرب ، وتهديد الملاحة الدولية ، فقط من أجل أن يواصل كيانها الإرهابي الصهيوني- المسمى إسرائيل- توحشه اليهودي ومذابحه الوحشية دون حسيب أو رقيب، وتريد أن تحرم على كل البشر وعلى المسلمين وعلى العرب أن يمدوا يد العون إلى إخوانهم في غزة الذين يذبحون ويسحقون ويبادون ويحاصرون ويجوعون ويعطشون ويرزحون تحت أوحش حرب عرفها التاريخ البشري بقيادة الصهيونية العالمية أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل الغرب الكافر ، وهذا لا يكون ولن يكون أبدا فديننا وهويتنا وقرآننا وعقيدتنا وإباؤنا لا يمكن أن يسمح به أبدا.
في المقابل فإن كل طرف ينخرط في تحالف حماية السفن الصهيونية فهو إنما يعلن خيانته وتشاركه في جرائم العدو الصهيوني ، وأي نظام عربي كان أو غير عربي يسمح لنفسه أن يكون في هذا التحالف فهو إنما يعلن نفسه كلب حراسة لإسرائيل المجرمة ، وكلب حراسة لكيان العدو يحرس سفنه، التي تطيل في عمر إجرامه، ضد إخواننا في الدين والإنسانية والعربية ، وعلى كل هذه الأطراف تحمل تبعات قرارها ومغبة ذلك.
وعلى أمريكا أن تتحمل مسؤولية المخاطر عن عسكرة البحار وجلب التحالفات التي من شأنها الإضرار بالملاحة الدولية ، وعليها أن تدرك أنها لو حشدت كل أساطيل الأرض فلن تجلب لربيبتها إسرائيل الأمان ، وأنه ما من حائل ولا قوة ستمنع اليمن عن نصرة الشعب الفلسطيني في غزة ، وأنه ما من سبيل لمنع توسع التصعيد إلا بأن تقوم أمريكا بوقف حرب الإبادة على غزة ، ورفع الحصار عنها فورا ، وأن السبيل الوحيد لعودة الهدوء إلى البحر الأحمر يرتبط كليا بعودة الهدوء إلى غزة ورفع الحصار عنها عاجلا.
وأخيرا وأولا.. فإن قرار اليمن واضح وحاسم ، أي عدوان أو حماقة على الشعب اليمني وعلى الأرض اليمنية وعلى أي مصلحة يمنية ، وأي محاولة لمنع اليمن من ممارسة حقه في الدفاع المشروع عن الشعب الفلسطيني والتصدي للإجرام الصهيوني في غزة ، سيواجه برد حاسم وصارم وبكل المستويات ، أكان التعدي باسم تحالف حماية السفن الإسرائيلية أو تحت أي اسم كان ، ولتتحمل أمريكا العواقب ومغبة أفعالها.. والله الناصر لعباده المؤمنين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير

 

 

الجديد برس|

 

كشفت معطيات إحصائية جديدة حجم ما ألحقته آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع غزة على مدار 470 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي طاولت كل مقومات الحياة الإنسانية.

 

وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في تقرير إحصائي نشره اليوم الثلاثاء، الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، فيما بلغت نسبة الدمار 88%.

وبين أن جيش الاحتلال ألقى طوال فترة الحرب على غزة 100 ألف طن من المتفجرات، استشهد على إثرها 46 ألفًا و960 مواطنا، بينهم 17 ألفًا و861 طفلًا منهم 214 رضيعًا و808 أطفال دون عمر السنة، بالإضافة لارتقاء 12 ألفًا و316 امرأة، مشيرا إلى نسبة الأطفال والنساء تشكل 70% من إجمالي عدد الضحايا.

 

وسجل الإعلام الحكومي 14 ألفًا و222 مفقودًا، ونحو 110 آلاف و725 إصابة، بينهم 15 ألفًا بحاجة لعمليات تأهيل طويلة الأمد، و4 آلاف و500 حالة بتر، موضحا أن 18% من إجمالي حالات البتر سجلت بين الأطفال، فيما يحتاج 12 ألفًا و700 جريح للعلاج في الخارج.

 

وأوضح الإعلام الحكومي أن 38495 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، فيما فقدت 13901 من النساء أزواجهن خلال الحرب.

 

وفي تفاصيل ممارساته الإجرامية، ارتكب الاحتلال مجازر مروّعة ضد العائلات الفلسطينية طيلة أشهر الحرب، حيث أباد 2092 عائلة بمجموع عدد أفراد 5967 شهيدًا، في حين أنّ 4889 عائلة أخرى فقدت جميع أفرادها باستثناء فرد واحد (الناجي الوحيد)، ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى أكثر من 8980 شهيدًا.

 

النزوح والجوع

 

في حين أجبرت حرب الإبادة مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي. وأشار إلى أنّ 110 ألف خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين، فيما أُصيب أكثر من مليونين و136 ألفًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، فيما انتقلت عدوى التهابات الكبد الوبائي لنحو 71 ألفًا و338 نازحًا.

وفي غزة، شدد المكتب على أن “الناس ماتت جوعًا ومن البرد أيضًا”، إذ استشهد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.

 

وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر والحصار المشدد، حيث وصل عدد شهداء الطواقم الطبية ألف و155 شهيدًا ونحو 360 معتقلًا أعدم منهم 3 أطباء داخل السجون.

 

المستشفيات والدفاع المدني

 

ومنذ السابع من أكتوبر ألو 2023، طال العدوان 34 مستشفى في قطاع غزة من خلال حرقها أو الاعتداء عليها أو إخراجها من الخدمة، فيما تعمل بقية المستشفيات بقدرات محدودة للغاية.

 

وأدى العدوان، وفي معطيات الإعلام الحكومي، لإخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال 162 مؤسسة صحية أخرى، فضلًا عن استهداف وتدمير 136 سيارة إسعاف مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.

 

أما طواقم الدفاع المدني فقد استشهد منهم 94 عاملًا، واعتُقل 26 آخرين من إجمالي 6 آلاف و600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ بادية الحرب، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.

 

وخلال الحرب دمر الاحتلال 19 مقبرة بشكلٍ كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، وانتهك حرمة الأموات بسرقة ألفي و300 جثمان من المقابر. كما اكتشفت الطواقم المختصة 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها.

 

كما لم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرض 823 مسجدًا للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و158 مسجدا بشكلٍ بليغ بحاجة لإعادة ترميم، إلى جانب استهداف وتدمير 3 كناس في القطاع، و206 مواقع أثرية.

 

وشدد الإعلام الحكومي على تعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، استهداف الصحفيين وملاحقتهم في محاولة لطمس الحقيقة التي أصروا على نقلها رغم المخاطر التي أحاطت بهم، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 205 صحفيين، إصابة 400 آخرين، واعتقال 48 صحفيًا معلومة هوياتهم.

 

البنية التحتية السكانية والخدماتية

 

ووفق الإحصاءات، تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصحبت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.

 

وهدم جيش الاحتلال 216 مقرًا حكوميًا بشكل كلي، وارتكب 150 جريمة استهدف فهيا عناصر شرطة وتأمين مساعدات، خلّفت 736 شهيدًا. وطالت سياسة التدمير القطاع التعليمي في غزة، حيث هدم الاحتلال كليًا 137 مدرسة وجامعة، فيما تضررت 357 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي.

 

أما ما عدد ما قتله الاحتلال من طلبة ومعلمين وأساتذة وباحثين، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 12 ألفًا و800 طالب وطالبة، و760 معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم، و150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني دمر 13 ألف منزل في بلدة القرارة
  • "دي.بي ورلد": أسعار الشحن قد تنخفض 20% في هذه الحالة
  • "دي.بي ورلد": أسعار الشحن قد تنخفض 20% في هذه الحالة
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • العدو الصهيوني يشنّ عملية عسكرية واسعة في جنين
  • فايننشال تايمز: أي انحراف في وقف اطلاق النار سيرتد على السفن في البحر الاحمر
  • قائد الثورة: اليمن في جهوزية مستمرة والأيدي على الزناد والعمليات مرتبطة بمدى تنفيذ العدو الصهيوني للاتفاق
  • الحوثيون يعلنون استهداف السفن الإسرائيلية فقط في البحر الأحمر
  • سلطات العدو الصهيوني تهدم منزلا مأهولا بالنقب المحتل
  • الحوثيون يعلنون وقف حملتهم ضد السفن غير الإسرائيلية