شهدت أول انتخابات مجالس محلية في العراق منذ عقد من الزمن، إقبالا منخفضا نسبيا واستفادت الأحزاب التقليدية إلى حد كبير، وفقا للنتائج التي أعلنتها السلطات الانتخابية في البلاد الثلاثاء.

وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إن حوالي 41٪ من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في التصويت العام الاثنين، وفي الاقتراع الخاص السبت لأفراد الجيش والأمن والنازحين الذين يعيشون في المخيمات.

ومن بين 23 مليون ناخب مؤهل، 16 مليون فقط أدلوا بأصواتهم.

وكانت نسبة المشاركة منخفضة بشكل خاص في معاقل رجل الدين الشيعي النافذ الزعيم السياسي مقتدى الصدر، الذي دعا أتباعه إلى مقاطعة الانتخابات، ووصف النظام بالفاسد. وتنحى الصدر رسميا عن السياسة في عام 2022 وسط أزمة طويلة بشأن تشكيل الحكومة.

الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع بشكل جماعي في عام 2019 للاحتجاج على المؤسسة السياسية، لم يشاركوا أيضا في التصويت، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.

وقالت وكالة رويترز إن إحصائها للنتائج الأولية أظهر أن أحزاب الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق حصلت معا على أكبر كتلة من الأصوات في بغداد ومعظم المحافظات الجنوبية في البلاد في انتخابات مجالس المحافظات.

ويُنظر إلى الانتخابات على أنها مؤشر على توازن القوى في بلد تكتسب فيه الجماعات القريبة من إيران نفوذا بشكل مطرد، وتأتي قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها عام 2025.

وتظهر النتائج الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي تضمنت الأصوات الأولية فقط وليس التخصيص النهائي للمقاعد، تقدم ثلاث قوائم انتخابية مدعومة من الإطار التنسيقي الشيعي في معظم المحافظات.

ويدعم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إحدى هذه القوائم. وتقود منظمة بدر التابعة لهادي العامري وفصائل أخرى مدعومة من إيران القائمة الثانية. وتضم القائمة الثالثة رجل الدين عمار الحكيم ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

وشهدت محافظة كركوك، التي تضم سكانا مختلطين من الأكراد والعرب والتركمان، وهي منطقة متنازع عليها منذ فترة طويلة بين الحكومات المركزية في بغداد وإدارة المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال البلاد، أعلى معدل مشاركة، حيث وصلت إلى 66%، مع فوز المرشحين الأكراد بأكبر عدد من المقاعد.

وفي بغداد، حصل الائتلاف الذي يقوده رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي – وهو سني أطيح به مؤخرا بقرار من المحكمة الاتحادية العليا – على أكبر عدد من الأصوات، يليه ائتلاف الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران والذي يعد الحزب الرئيسي المنافس لكتلة الصدر.

وشهدت محافظة البصرة الغنية بالنفط في جنوبي البلاد استثناء ملحوظا مع فوز القائمة المدعومة من المحافظ أسعد العيداني بأغلبية ساحقة بعد حصولها على أكثر من 250 ألف صوت، أي أكثر من كل القوائم المدعومة من الإطار التنسيقي مجتمعة.

ويشكل الإطار التنسيقي بالفعل أكبر كتلة في البرلمان ويعد الداعم الرئيسي لحكومة محمد شياع السوداني الحالية.

ومع مكاسبه في الانتخابات المحلية، عزز الإطار التنسيقي قبضته على السلطة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 43 مليون نسمة.

وفي محافظة الموصل الشمالية، حصلت قائمة عربية سنية يدعمها المحافظ السابق نجم الجبوري على أكبر عدد من الأصوات، يليها الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إن النتائج المعلنة أولية وتمثل 94 بالمئة من الإجمالي النهائي.

وأجري التصويت أمس الاثنين في 15 محافظة من محافظات العراق الثماني عشرة لاختيار 285 عضوا في المجالس يعينون حكام المحافظات ويشرفون على الإدارة المحلية.

وعلى الرغم من المخاوف من وقوع أعمال عنف، جرت الانتخابات بشكل سلمي إلى حد كبير، مع وقوع بعض الحوادث المتفرقة. وفي النجف، معقل الصدر، ألقيت قنبلة صوت على مركز اقتراع دون وقوع إصابات.

وفي يوم الاثنين ايضا، تحطمت مروحية تنقل مواد انتخابية قرب كركوك بسبب سوء الأحوال الجوية، مما أسفر عن مقتل الطيار وإصابة الضابط الثاني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی فی العراق

إقرأ أيضاً:

مصادر سياسية: العراق ساقط عسكريا وسياسياً بيد إيران

آخر تحديث: 22 فبراير 2025 - 1:29 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أفادت مصادر مطلعة، بأن طهران هددت أربيل وبغداد بتنفيذ ضربات ضد المعارضة الإيرانية بإقليم كوردستان.‎وذكرت المصادر، أن “طهران أبلغت بغداد بأن تنفيذ التهديد مرهون بعدم تنفيذ بنود الاتفاق الأمني، حيث توعدت العراق بتنفيذ ضربات جوية ضد المعارضة الإيرانية المتواجدة في إقليم كوردستان، وفي مواجهة هذا تمارس بغداد ضغوطا سياسية على طهران لمنعها من تنفيذ تهديداتها”.‎وأضافت أن “إيران أبلغت جهات أمنية وسياسية في العراق بأنها تستعد لتوجيه ضربة عسكرية ضد المعارضة الإيرانية المتواجدة في إقليم كوردستان، في حال لم تلتزم بغداد وأربيل ببنود الاتفاق الأمني المبرم بين الطرفين”.‎وبحسب المصادر، فإن الجانب الإيراني أبلغ الحكومة العراقية رصده تنفيذ المعارضة خلال الأيام الماضية استعراضا عسكريا في إحدى مدن كوردستان، الأمر الذي دفعها للتحضير لتنفيذ الضربة الجديدة.‎وكشفت عن أن الحكومة العراقية شرعت حاليا ومن خلال جهات أمنية وسياسية بممارسة الضغط على إيران لثنيها عن تنفيذ الضربة المزمع تنفيذها ضد المعارضة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى جانب ضغوط أخرى تمارسها على إقليم كوردستان لتنفيذ بنود الاتفاق الأمني المبرم بين بغداد وطهران.يذكر ان العراق ساقط عسكريا وامنيا وسياسيا واقتصاديا بيد إيران منذ 2003 وما زال.

مقالات مشابهة

  • عشية إجرائها.. لماذا تأجلت بشكل مفاجئ زيارة الشيباني إلى بغداد؟
  • إيران تتجه نحو إلغاء الانتخابات الرئاسية.. مقترح برلماني في طهران يسلط الضوء على مفهوم الديمقراطية الدينية
  • الأعرجي: أمن إيران أولاً وأخيراً
  • مصادر سياسية: العراق ساقط عسكريا وسياسياً بيد إيران
  • بصريون يناشدون الامن الاقتصادي بشأن ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية (فيديو)
  • مقتدى الاصفهاني: محاربة أمريكا بوجود ترامب مستمر غير قابل للهدنة
  • [ رسالة رسالية دعوية الى سيد مقتدى الصدر ]
  • الصدر على المحك: هل يعيد تشكيل المشهد أم يتركه للاطار؟
  • مصدر مسؤول: تدفق عملات عراقية مزورة من قبل إيران لغرض سحب الدولار
  • وزير الخارجية: العلاقة المتوترة بين إيران وأمريكا تؤثر على العراق!