الانتخابات المحلية في العراق.. مشاركة منخفضة وتكريس لسلطة حلفاء إيران
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
شهدت أول انتخابات مجالس محلية في العراق منذ عقد من الزمن، إقبالا منخفضا نسبيا واستفادت الأحزاب التقليدية إلى حد كبير، وفقا للنتائج التي أعلنتها السلطات الانتخابية في البلاد الثلاثاء.
وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إن حوالي 41٪ من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في التصويت العام الاثنين، وفي الاقتراع الخاص السبت لأفراد الجيش والأمن والنازحين الذين يعيشون في المخيمات.
وكانت نسبة المشاركة منخفضة بشكل خاص في معاقل رجل الدين الشيعي النافذ الزعيم السياسي مقتدى الصدر، الذي دعا أتباعه إلى مقاطعة الانتخابات، ووصف النظام بالفاسد. وتنحى الصدر رسميا عن السياسة في عام 2022 وسط أزمة طويلة بشأن تشكيل الحكومة.
الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع بشكل جماعي في عام 2019 للاحتجاج على المؤسسة السياسية، لم يشاركوا أيضا في التصويت، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.
وقالت وكالة رويترز إن إحصائها للنتائج الأولية أظهر أن أحزاب الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق حصلت معا على أكبر كتلة من الأصوات في بغداد ومعظم المحافظات الجنوبية في البلاد في انتخابات مجالس المحافظات.
ويُنظر إلى الانتخابات على أنها مؤشر على توازن القوى في بلد تكتسب فيه الجماعات القريبة من إيران نفوذا بشكل مطرد، وتأتي قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها عام 2025.
وتظهر النتائج الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي تضمنت الأصوات الأولية فقط وليس التخصيص النهائي للمقاعد، تقدم ثلاث قوائم انتخابية مدعومة من الإطار التنسيقي الشيعي في معظم المحافظات.
ويدعم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إحدى هذه القوائم. وتقود منظمة بدر التابعة لهادي العامري وفصائل أخرى مدعومة من إيران القائمة الثانية. وتضم القائمة الثالثة رجل الدين عمار الحكيم ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وشهدت محافظة كركوك، التي تضم سكانا مختلطين من الأكراد والعرب والتركمان، وهي منطقة متنازع عليها منذ فترة طويلة بين الحكومات المركزية في بغداد وإدارة المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال البلاد، أعلى معدل مشاركة، حيث وصلت إلى 66%، مع فوز المرشحين الأكراد بأكبر عدد من المقاعد.
وفي بغداد، حصل الائتلاف الذي يقوده رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي – وهو سني أطيح به مؤخرا بقرار من المحكمة الاتحادية العليا – على أكبر عدد من الأصوات، يليه ائتلاف الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران والذي يعد الحزب الرئيسي المنافس لكتلة الصدر.
وشهدت محافظة البصرة الغنية بالنفط في جنوبي البلاد استثناء ملحوظا مع فوز القائمة المدعومة من المحافظ أسعد العيداني بأغلبية ساحقة بعد حصولها على أكثر من 250 ألف صوت، أي أكثر من كل القوائم المدعومة من الإطار التنسيقي مجتمعة.
ويشكل الإطار التنسيقي بالفعل أكبر كتلة في البرلمان ويعد الداعم الرئيسي لحكومة محمد شياع السوداني الحالية.
ومع مكاسبه في الانتخابات المحلية، عزز الإطار التنسيقي قبضته على السلطة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 43 مليون نسمة.
وفي محافظة الموصل الشمالية، حصلت قائمة عربية سنية يدعمها المحافظ السابق نجم الجبوري على أكبر عدد من الأصوات، يليها الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إن النتائج المعلنة أولية وتمثل 94 بالمئة من الإجمالي النهائي.
وأجري التصويت أمس الاثنين في 15 محافظة من محافظات العراق الثماني عشرة لاختيار 285 عضوا في المجالس يعينون حكام المحافظات ويشرفون على الإدارة المحلية.
وعلى الرغم من المخاوف من وقوع أعمال عنف، جرت الانتخابات بشكل سلمي إلى حد كبير، مع وقوع بعض الحوادث المتفرقة. وفي النجف، معقل الصدر، ألقيت قنبلة صوت على مركز اقتراع دون وقوع إصابات.
وفي يوم الاثنين ايضا، تحطمت مروحية تنقل مواد انتخابية قرب كركوك بسبب سوء الأحوال الجوية، مما أسفر عن مقتل الطيار وإصابة الضابط الثاني.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإطار التنسیقی فی العراق
إقرأ أيضاً:
لا عليكم بجعجعة التصريحات : لن تحدث ضربات ولا حرب أميركية ضد إيران الآن!
بقلم : د. سمير عبيد ..
ملاحظة : لا تعطي رأيك استباقيا وتقول لي انت قلت هناك تفكيك لإيران .. اكمل قراءة المقال وسوف تعرف الجواب !
أولا : أن اي صدام عسكري بين ايران وأمريكا في الوقت الحاضر ونقصد خلال ثلثي عام ٢٠٢٥ لن يحصل (لا ضربات ولا حرب ) وما تسمعونه من تصعيد من جانب الرئيس الاميركي ترامب ضد إيران هو متفق عليه لاهداف سوف نوضحها في سياق هذا المقال القصير … فهناك تفاهمات بين طهران وواشنطن من خلال المفاوضات السرية والمستمرة بين طهران وواشنطن وحتى الساعة !
ثانيا : وهنا يُطرح السؤال الكبير وهو :-
فلماذا اذن يصعّد ترامب بالحرب ضد طهران هذه الايام ؟
الجواب :-
أ:-أن ما تسمعونه من ترامب ضد ايران هي ( مزايدات تاجر، مزيدات رجل أعمال ) الغرض منها خداع السعودية حصراً ومن ثم خداع دول الخليج ان الرئيس ترامب سوف يدمر إيران ويخلصهم منها ….والهدف هو (حلب السعودية بأكثر من ترليون دولار ) لا سيما وان زيارته للسعودية في الشهر الخامس من هذا العام .وهذا يعني سوف نسمع مزيد من التصعيد والعربدة والويل والثبور من ترامب ضد ايران لكي يذهب للسعودية وهو مهديهم المنتظر ( اي المنقذ والمدمر لعدوتهم التاريخية وهي ايران ) وحينها سيكون الحلب السعودي على اصوله !
ب:- معروف عن الرئيس التاجر ترامب ( دوما يطلب سقوف عالية ولكنه يوافق على السقوف التي هو يريدها ) … فالضغط على إيران في اقدس ملفين بالنسبة للإيرانيين وهما ( المشروع النووي + مشروع الصواريخ الباليستية ) لكي تُصعّد إيران بقوة ضد امريكا وتعطي لخطة ترامب اكثر اثارة و التي هدفها حلب السعودية.فغاية ترامب من ذلك
١- لاقناع السعودية بانه جاد تحطيم ايران والنظام الإيراني وعليها فتح خزائنها !
٢- ولكي تتخلى إيران عن ما تبقى من ما يسمى ب (محور المقاومة) في اليمن والعراق ( وهناك بوادر واضحة لتخلي إيران عن الحوثيين ويناورون بموضوع العراق )
ج:- وبالتالي لن تُضرب إيران في الوقت الحاضر اطلاقا . بل سوف يتعاملون معها عسكريا بعد حسم سيناريو ( تقطيع سلسلة محور المقاومة ومن ثم تكسير عظام المحور ” حلقه تلو الاخرى” وخروجه من السطوة الإيرانية تماما في لبنان وسوريا واليمن والعراق ) بعدها تكون الجبهة واحدة وهي إيران هنا سيكون التركيز على إيران بتحالف دولي تقوده امريكا وإسرائيل .
د:- فبعد تدمير حلقة ( الحوثيين ) في اليمن وإخراجهم من القبضة الإيرانية سيأتي الدور على الحلقة الإيرانية في العراق .وسوف يكون هناك تعامل خاص ومختلف مع المليشيات المسلحة وملحقاتها في العراق ( نعتذر عن الدخول بتفاصيل ماهو مخطط لتلك المليشيات ) ولكن الذي نؤكده ( سوف ينتهي نفوذ إيران في العراق بطريقة اسرع من طريقة طرد إيران ونفوذها من سوريا ) ..اي سيتم التغيير السياسي الجذري في العراق بنسبة ٩٩،٩٩٪ ولن تكون لايران اي بصمة في النظام السياسي الذي سيولد مابعد التغيير في العراق ( سينتهي النظام السياسي الهجين الذي تأسس في العراق عام ٢٠٠٣ ومثلما انتهى نظام كرزاي وأشرف غني في افغانستان ) !
ثالثا : اما موضوع ضرب إيران وحسم أمور نظامها السياسي فرأس حربة هذ السيناريو هي إسرائيل بدعم أميركي مفتوح وسوف يكون في الربع الاخير من 2025 وبتوازي مع السيناريو الموضوع لانهاء نفوذ وحقبة الرئيس اردوغان وحزبه ” حزب العدالة والتنمية ” في تركيا. ومعالم سيناريو التغيير في تركيا قد بدأ .وحينها سيتم الإعلان عن ولادة الشرق الأوسط الجديد وولادة معالم العالم الجديد !
رابعا :-نحن كعراقيين لا نسعى لاسقاط النظام الايراني وليس من مصلحتنا التدخل في هذا الموضوع .فهذا الموضوع يخص الشعب الايراني والمعارضات الإيرانية للنظام الإيراني /فهي ليست معركتنا/ . ..معركتنا الأصلية والتي لن نتنازل عنها هي (خروج إيران من العراق سياسيا واقتصاديا وامنيا ،وانهاء هيمنة الاحزاب والحركات السياسية والمليشيات الحليفة لإيران والحرس الثوري على القرار السياسي والاقتصادي والامني في العراق) وباختصار انهاء الهيمنة الإيرانية البغيضة والعنصرية على العراق !
نقطة نظام !
أن انهاء هيمنة حلفاء إيران على العراق ومقدراته باتَت تحصيل حاصل وبنسبة 99,99%.ومجرد وقت قصير وبطريقة لا تتوقعها إيران ولا يتوقعها اصحاب الشعارات والعنتريات حبايب إيران في العراق . وستكون بفترة اقل من فترة سقوط نظام شاوشيسكو في رومانيا عام ١٩٨٩ ( بدأت الثورة في رومانيا في 16 ديسمبر عام 1989 وانتهت في 22 ديسمبر 1989 )حيث تم القبض على شاوشيسكو وزوجته بعد هروبهما من العاصمة الى مدينة تارجوفيشت وهنا تم القبض عليهما وتم إعدامهما بمحكمة خاصة وسريعة شكلت على عجل!
الخلاصة بأختصار :-
١-لا ضربات عسكرية ثقيلة ولا حرب أميركية ضد إيران حتى الانتهاء من القضاء على حلفاء إيران في اليمن والعراق.. وبعدها سيكون الهدف المباشر هي إيران .وعلى رغم التنازلات الاسهالية التي باتت تقدمها إيران من تحت الطاولة لواشنطن وهي مستمرة حتى الساعة
٢-ونقولها بأمانة ان الصلاحية المعطاة لنظام طهران ونظام اردوغان قد شارفت على الانتهاء ولا رجعه في فيها …ومثلما انتهت صلاحية نظام حسني مبارك بمصر ،ونظام صدام في العراق، ونظام القذافي في ليبيا ،ونظام الشيخة حسينة في بنغلادش، ونظام أشرف غني في افغانستان ، ونظام بشار الاسد في سوريا …. الخ !
سمير عبيد
١ نيسان ٢٠٢٥