المعضلة الاستراتيجية أمام التحالف الدولي ضد الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ما هي كيفية التصرف وبأي وسيلة؟ من ينبغي حمايته وبأي عواقب؟ على التحالف الدولي ضد الحوثيين اليمنيين في البحر الأحمر إظهار قدراته العملياتية في بيئة عسكرية واستراتيجية مفخخة.
أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الاثنين تشكيل تحالف دولي يضمّ عشرة بلدان للتصدّي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعتبرونها "مرتبطة" بإسرائيل.
لكن بعيداً عن وقع الإعلان، تحوم تساؤلات حول فعالية الجهاز.
يعطل المتمردون اليمنيون حركة السفن التجارية من خلال مضاعفة الهجمات بالقرب من مضيق باب المندب، وخصوصا عبر تنفيذ ضربات بالصواريخ والمسيرات.
يقول فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن "التقدم في تكنولوجيا الصواريخ والمسيرات" يعني أن "الدول والمجموعات ذات القوات الجوية الضعيفة أو المعدومة بإمكانها تنفيذ ضربات بعيدة المدى باستخدام مسيرات أو صواريخ مضادة للسفن".
واضاف لوكالة فرانس برس "أنه واقع جديد بالنسبة للغرب".
ثمة مصدر آخر للضربات ممكن، يحذر ديرك سيبلز، المحلل في مجموعة "ريسك إنتليجنس" الدنماركية، متسائلا "هل سيتحول التركيز إلى التهديد الحالي المتمثل في الهجمات الجوية؟ قد يشجع هذا الحوثيين على استخدام مسيراتهم البحرية التي سبق أن أثبتت فعاليتها الكبيرة".
واضاف "أن مجرد إمكانية استخدام المسيرات البحرية تزيد بالتأكيد الأمر تعقيدًا".
ما هي الضمانة؟يتعين على التحالف فعل الكثير لضمان حرية الملاحة في المضيق. ويبرر الحوثيون هجماتهم بـ "التضامن مع الشعب الفلسطيني وضد الحصار المفروض على قطاع غزة" من قبل إسرائيل. لكن الواقع أكثر تعقيدا.
ورأت الخبيرة المستقلة إيفا كولوريوتيس على منصة إكس (تويتر سابقاً) أن "هذه الهجمات أصبحت عشوائية والسفن المستهدفة ليس لها أي صلة بإسرائيل، ولا تتجه نحو ميناء إيلات" الإسرائيلي.
توفر الصناعة البحرية أيضًا تركيبات صناعية معقدة.
واوضح سيبلز "قد تكون السفينة مملوكة لشركة مسجلة في جزيرة مان، وتشرف عليها هيئة في ألمانيا قامت بتعيين مشرف بحري مقره في سنغافورة لتشغيل السفينة التي ترفع علم ليبيريا، والمؤمنة في بريطانيا".
وبما أن التحالف لن يمتلك الوسائل العسكرية لحماية كل سفينة، فعلى ماذا يستند الاختيار والفرز وتحديد الأولويات؟ قد يمكنه أن يحاول ردع الحوثيين وصد عدد من الهجمات، لكنه سيجد صعوبة في ضمان الحركة الآمنة للمشغلين.
الحوثيون يحذّرون من أنّ السفن الإسرائيلية "هدف مشروع"شاهد: المتمردون الحوثيون ينشرون فيديو يُظهر استيلاءهم على سفينة غالاكسي ليدرالحوثيون يعلنون اختطاف سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر والجيش الإسرائيلي يصف الحدث بالخطر العالميفرضية الضرباتويتم بالضرورة التطرق إلى قضية ضرب الحوثيين لتدمير قدراتهم البالستية. قد لا يكون الخيار مطروحاً بشكل رسمي ولكن تجري مناقشته.
تؤكد كولوريوتيس أن "الحكومة الإسرائيلية مستعدة لشن ضربات جوية (...) في صنعاء وصعدة في اليمن، لكن واشنطن منعت العمل العسكري رغبة منها في احتواء الخسائر المرتبطة بهذه القضية".
ويشير مركز صوفان للأبحاث المتخصص في القضايا الأمنية ومقره في نيويورك إلى أنه "في الوقت الراهن، لا تنوي الولايات المتحدة وحلفاؤها شن هجمات انتقامية ضد أهداف للحوثيين، في اليمن أو على سواحلها".
ويرى أن التحالف "يقدم بديلاً لهذا الخيار المُستَحسَن، ولكنه أكثر خطورة".
إلا أنه أشار إلى أن تكرار الهجمات في البحر الأحمر، الممر الرئيسي للتجارة العالمية، يزيد هذا الاحتمال، معتبراً أن ردع المتمردين عن تنفيذ المزيد من الهجمات يتطلب ما هو أبعد من العقوبات المتوقعة أو الإجراءات الدبلوماسية.
خطر التصعيدضرب المتمردون اليمنيون ينذر بفتح جبهة جديدة ضد أحد أعضاء "محور المقاومة" لإسرائيل، إلى جانب حركة حماس وحزب الله اللبناني.
غير أن الغرب يريد تحديداً منع النزاع بين حماس وإسرائيل من زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها، وجر إيران إليه في نهاية الأمر.
وتحاول السعودية والحوثيون مواصلة محادثات السلام الهشة لإنهاء الحرب في اليمن، والتي أودت بحياة 400 ألف شخص منذ عام 2014.
واعتبر سيبلز أنه "من غير المرجح أن يعرض الحوثيون للخطر اتفاقاً محتملاً من خلال تصرف من شأنه أن يثير رد فعل سعودي".
أكد هشام الغنام من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض، أن السعودية "ليس لديها أي نية لتجميد مفاوضاتها مع الحوثيين واستئناف الحرب معهم".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لحظة بلحظة| البيت الأبيض لا يدعم وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وإسرائيل تخوض مفاوضات جديدة مع حماس بصاروخ كروز.. الحوثيون يستهدفون ناقلة نرويجية قبالة ساحل اليمن الحوثيون يهددون السفن المتوجهة إلى إسرائيل.. فرنسا تُسقط مسيرتين في البحر الأحمر انطلقتا من اليمن اليمن إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية تحالف دولي الحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: اليمن إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية تحالف دولي الحوثيون إسرائيل قصف قطاع غزة غزة الشرق الأوسط فرنسا أسلحة روسيا السياسة الإسرائيلية كرة القدم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قصف قطاع غزة غزة الشرق الأوسط فرنسا فی البحر الأحمر یعرض الآن Next فی غزة
إقرأ أيضاً:
التحالف الدولي يستهدف مسؤولا أمنيا سابقا بتنظيم حراس الدين في سوريا (شاهد)
استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي، سيارة بالقرب من مدينة الدانا في ريف محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وأفادت مصادر محلية، مساء الجمعة، بأن المستهدف بالغارة الجوية يدعى أبو عمران الشامي، مدير مطعم في المنطقة، حيث لقي مصرعه بصاروخ أطلقه الطيران المسيّر من طراز "MQ9".
وأشارت إلى أن الطائرة المسيّرة استهدفت سيارة من نوع "هونداي- سنتافيه"، مؤكدة أن فرق الدفاع المدني السوري انتشلت جثة شخص واحد من داخل السيارة، دون تحديد هويته بدقة.
من جانبه، ذكر المرصد العسكري "80" (أبو أمين) عبر منصة "إكس" أن الطيران التابع للتحالف الدولي من نوع "MQ9" نفذ الغارة في ريف إدلب الشمالي، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المستهدف هو "طلحة أبو عمران الشامي"، الذي كان يشغل منصب مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم "حراس الدين"، الفرع السابق لتنظيم "القاعدة" في سوريا، قبل أن يحل التنظيم نفسه نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
الأنباء الأولية تقول أن المستهدف بطيران #التحالف هو طلحة أبو عمران الشامي مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم حراس الدين سابقاً وصاحب مطعم الريحان https://t.co/9rqhLUfMRe pic.twitter.com/30Zuih2i0u — المرصد أبو أمين 80 (@Najdat567) February 21, 2025
⚠️تحذير المحتوى ????
وتبين أن المستهدف بقصف طيران التحالف هو القيادي طلحة أبو عمران الشامي مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم حراس الدين سابقاً. https://t.co/oMuNWFWBTs pic.twitter.com/2wyW28elvs — رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) February 21, 2025
وجاءت هذه الغارة بعد عملية مماثلة نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في 15 شباط/ فبراير الجاري، حيث استهدفت طائرة مسيّرة سيارة بالقرب من بلدة أورم الجوز في ريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن مقتل شخصين مجهولي الهوية واحتراق السيارة بالكامل.
يُذكر أن القيادة المركزية الأمريكية أعلنت في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي عن مقتل القيادي البارز في تنظيم "حراس الدين"، محمد صلاح الزبير، في غارة جوية شمال غرب سورية.
وكان التنظيم أعلن عن حلّ نفسه بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، مؤكدًا أن مهمته في سورية قد انتهت. وتأسس "حراس الدين" عام 2018 بعد انشقاقه عن "هيئة تحرير الشام"، معلنا تبعيته لتنظيم "القاعدة".
في 18 شباط/ فبراير الجاري، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الضربة الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية، حيث كتب على منصة "تروث": "نفذت القوات الأمريكية غارة جوية دقيقة ضد أحد أعضاء تنظيم (القاعدة) في سوريا نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان الزعيم الإرهابي يعمل مع تنظيم (القاعدة) في مختلف أنحاء المنطقة".
وأشاد ترامب بجهود قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الجنرال مايكل كوريللا، وبالجيش الأمريكي على تنفيذ العملية بنجاح.
الألغام تحصد الأرواح
وفي سياق متصل، قُتل عنصر وأُصيب آخر من فرق الهندسة التابعة لإدارة العمليات العسكرية خلال عملية إزالة الألغام الأرضية في قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي.
وأكد سكان محليون انتشار الألغام المضادة للأفراد والآليات بشكل مكثف في المنطقة، مشددين على ضرورة إزالتها لحماية المدنيين.
وحذرت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" غير الحكومية من أن ما بين 100 ألف إلى 300 ألف من الذخائر غير المنفجرة منتشرة في أنحاء سورية، مما يعرّض 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، للخطر بعد نحو 14 عامًا من النزاع.
ووصفت مسؤولة برنامج سورية لدى المنظمة، دانيلا زيزي، الوضع بأنه "كارثة بكل معنى الكلمة".