آل غريب وبلبولة وهيفاء وعناز يتغنون بالعربية في بيت الشر بالشارقة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء واحتفالًا باليوم العالمي للغة العربية نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة بالشارقة أمسية شعرية مساء يوم 19 ديسمبر 2023، شارك فيها الشعراء د.أحمد حبيب آل غريب - الإمارات، وعمر عناز - العراق، د.أحمد بلبولة - مصر، وهيفاء الجبري - السعودية، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت.
قدم الأمسية الإعلامي السوداني عبداللطيف محجوب، الذي بين أن اللغة الغربية بآفاقها الرحبة وتكويناتها الجمالية لا يتجاوزها الزمن، لتظل اللغة الأكثر تداولًا، فهي تتمتع بخائص الفصاحة والبلاغة وتستوعب في الوقت نفسه كل جديد، فهي الدر الكامن في عمر الزمن بما تمتلكه من طاقة هائلة تبعث على التخيل، إذ تزداد فعالياتها بآفاقها الواسعة في التصوير واستخدام أدوات المجاز، فالضاد لغة القرآن الكريم، وتتجلى معالمها الرحيبة في الشعر العربي القديم والحديت، فنبتت الحكمة في حدائقها الغناء، وأضحت أقوالها المأثورة صياغات محكمة ضمن هياكلها التعبيرية، مثمنًا دور الشارقة في الحفاظ على دورها الفارق في الاحتفاء بها، ومشيدًا بمبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تبرز جمالياتها وقيمتها على مدى الأزمان.
وقد جرت وقائع الأمسية في أجواء لغة الضاد بمراياها المضيئة، فكانت اللغة العربية النابضة هي محور النصوص الشعرية التي أبرزت مكانتها الرفيعة كونها أصل ثابت من أصول الهوية في الحياة العربية، فشكل الشعراء لوحات ناطقة بالخيال بما نهلوه من ثرواتها العامرة بالجمال، فعبروا ببلاغة عن مقامها الرفيع وسط جميع اللغات الحية في العالم، فتفاعل معهم الجمهور ومع صيغهم اللافتة وتراكيبهم الدالة على عظمتها، فهي دائمًا قادرة على استصفاء المبدعين بآفاقها الواسعة التي تدعو الشعراء للابتكار واختيار المعاني البلاغية الملتحمة بالحواس بما يجعل كلماتها تضئ على بساط الحكمة.
ابتدأ الشاعر د.أحمد حبيب آل غريب الأمسية الشعرية بقراءة قصيدة حملت عنوان "الإمارات" التي يذكر فيها مآثرها، ويسكب فيها عن حب المعاني البراقة، وهو يرتاد آفاق الخيال، ويبلور المعنى بجمال وعذوبة فيقول:
بُـــشــــــــــــرى ربابـــــــتِــــكَ التـــي غَــــيّــبـْـــــــــتَها
عَـــــرَضَــــتْ، وأوْدقَــــــها الحنينُ فُـــــراتَـــهـا
وســــمِعــتَ أخلَصَ جــــيــنَةٍ خُـلقـتْ بكم
تــــتـــــلـــو لـــهــــــــــا أورادَهـــــا وصـــــــلاتَـــــــها
في بَــوْحِـــها الإنْـــعامُ ســــــــــاكبُ ذاتِــــــهِ
وشــــــرِبْــتَ منـــهُ مَــــدائـــحــًـــــا أدمَـــــنـتَـــهــــا
وقرأ نصًا آخر حمل عنوان " سجالي والقصيد" المشبع بجمال الأمنيات، والذي يفيض تفاؤلًا وبشرًا، حيث توهجت فيه كلمات الشاعر لتجسد هذا البوح الصافي، فيقول:
أمضـــــــي وأكْــتُــبُ لِلأمـاني صــــانِـــــــعًـا
للنّــــاسِ حَــبْـــلَ تفــــــاؤلٍ كَـيْ يَرْتَـــــقــــــوا
ونَسَـجْـتُ أسْــتارَ العَواطِفِ وَشْـــــــــيُــهـــــا
نَـبْــضُ القُــلـــــــــوبِ بأنْمُـلٍ لا تُخْـــــــــفِــقُ
ناداك صوتي ريثمــا أصْـــغـى الْهَــــوى
لِحَـــــــــــــديـــثِــيَ الْمُـنْســـاب وَهْـــوَ مُتَـوَّقُ
وافتتح الشاعر د.أحمد بلبولة قراءاته الشعرية بنص حمل عنوان " رسائل غيلان" الذي يحمل رؤية مستحدثة يستفيض من خلاله الشاعر في استعراض بوحه الجمالي على صفحة الحياة برصانة أسلوبية، ومن ثم المحافظة أيضًا على بدائع اللغة العربية عبر أسوار الصورة الشعرية الفائقة، فيقول:
بلَغتَ من عمرك الخمسين تزجرها
في الشعر والشعر أم برة وأب
ليت الأناشيد إذ للحرب تكتبها
مثلُ الأناشيد إذ للحب تُكتَتَبُ
بخ بخ أيها المصري أعمدة
التاريخ تشهد والأهرام والقُبُبُ
للقاسمي صلاة لا يؤجلها
في كل بيت بنى للشعر تُحْتَسب
ثم قرأ نصًا آخر بعنوان " منازل" الذي تترامى اتجاهاته، وتشتبك بمواجده الوجدانية، مجسدًا لحظات مشحونة بالإيقاع ‘فيقول:
نعودُ كأنَّا لم نَغِبْ يا منازلُ
ونمضي كما أَنْ لَنْ تَعُودَ القوافلُ
لنا لهَفٌ للمستحيل يشدنا
إليكِ؛ فلا ننساكِ مهما نحاولُ
نزلناكِ لم نُنْكِرْ صداكِ وإنما
رَمَتْنا بوسواساتِهِنَّ الْخلاخِلُ
أَنَهْذي؟ سألنا الصَّبْرَ لم يَلْتَفِتْ لنا
بِوَجْهٍ كَأَنَّ الصَّبْرَ لِصٌّ مُخَاتِلُ
وألقت الشاعرة هيفاء الجبري نصًا بعنوان "عشق على حافة الكون" الذي يفيض بالبلاغة، ويستغرق في الوصف ويعبر عن الحكمة، فتقول:
الأرضُ منزلنا لكنّنا قَدرًا
في عالمين لكلٍّ منهُ مثواهُ
لكُلِّ عمرٍ بنوهُ الوارثونَ كما
لكلّ موتٍ حياةٌ في وصاياهُ
وما تأخرَ بي عمري سوى لأرى
قلبًا يوزعُ للموتى مراياه ُ
وفي نصها الشعري الثاني الذي حمل عنوان "الزاوية" دلالات خاصة، ورؤية فلسفية مشهدية عالية التصوير، عميقة الدلالة، فتقول:
الزاوية
جارنا يتفقّدُ نخلتهُ عندنا
كل يومٍ تميلُ لزوايةٍ في فناء أبي
ولكيما تعودَ إلى دارهِ
كان يلزمهُ أن يجئَ إلى بيتنا كلَّ يومٍ
ليصعدَ نخلتهُ المجتباة من الجهة الذاويهْ
مرضَ الجارُ يوما فقام أبي بالصعودْ
ورأى بيتنا من علٍ
فرأى كل شئ يذوب على الزاويهْ
وألقى الشاعر عمر عناز آخر ضيوف الأمسية قصيدة بعنوان "عَروسُ الضَّاد" التي تعكس جماليات اللغة العربية، وتحتفي بها بأسلوب رصين يمس المشاعر، ويدعو للتأمل، فيقول:
لِعُرسِكِ طافحًا بالأُغنياتِ
أتيتُ بِكُلِّ ما بيْ من حَياةِ
بِقَلبٍ نَبضُهُ أطيافُ رؤيا
مُخَضَّبَةٍ بِماءِ تَجَلِّياتِ
بِما رَسَمَتْ على الشُّطآنِ يومًا
أكُفٌّ مِن مَلامحِ أُمنياتِ
وواصل القراءة بقصيدة أخرى حملت عنوان" كاف لنون القلب" التي تفيض بالمشاعر الجياشة، إذ يسترجع من خلالها ذكريات عالقة بالقلب في بوح حميم، فيقول:
عبثًا أحاولُ أن أكونكْ
أنا وجهُ من لا يشبهونكْ
أنا دمعةٌ عثرتْ بجفن الغيم
فاختصرتْ شجونكْ
وأنا ارتعاشةُ عاشِقِينَ
على الضّفاف يسطّرونكْ
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بيت الشعر الشارقة مهرجان الفنون بالشارقة اللغة العربية د أحمد
إقرأ أيضاً:
إعلان الفائزين بجوائز "أحمد فؤاد نجم" في 7 ديسمبر
تستضيف الجامعة الأمريكية بالقاهرة حفل توزيع جوائز أحمد فؤاد نجم لـ"شعر العامية المصرية" في دورته 11، يوم السبت 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل وستعلن القائمة النهائية خلال الحفل، بالإضافة إلى الفائز بفرع الدراسات النقدية.
وتشترط جائزة أحمد فؤاد نجم، أن تكون الطبعة الأولى من الديوان صدرت خلال العامين السابقين، وأن يتقدم المشارك بديوان شعر مكتوب بالعامية المصرية، وتمنح الجائزة للشعراء الأحياء فقط، وينال الجائزة الشاعر شخصياً وليس الناشر أو المؤسسة أو الجهة المتقدمة، ويشترط ألا يزيد عمر المتقدم للجائزة عن 40 عاماً.
ويتقدم الشاعر بديوان واحد فقط ولا يجوز التقدم بنفس العمل مرة أخرى في دورة تالية، وتقبل الأعمال المرشحة من الأفراد والناشرين والهيئات الثقافية والجامعات والمؤسسات العلمية بشرط موافقة الشاعر كتابة على التقدم للجائزة وقبولها في حالة فوزه.
يشار إلى أن أحمد فؤاد نجم من مواليد 1929 في قرية كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد محافظة الشرقية، وهو أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي، ويترافق اسمه مع ملحن ومغن هو الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيرى الذى بدأ بعد نكسة 1967، وفى عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيراً للفقراء، وقد توفي عام 2013.