أكدت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، المتهمة بعدم بذل جهود كافية من أجل الرهائن المحتجزين في غزة، أن المنظمة لا تنوي التخلي عن حيادها.

لحظة بلحظة.. الحرب في غزة تدخل يومها الـ74 وتصاعد المخاوف من اتساع رقعة الحرب بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على جباليا شمال قطاع غزة (فيديو) وزارة الصحة بغزة: مقتل 100 شخص على الأقل في قصف إسرائيلي على القطاع

وقالت سبولياريتش خلال لقاء مع الصحفيين في مقر اللجنة الدولية في جنيف بعد زيارة للمنطقة: "الضغط الذي نتعرض له الآن في سياق غزة وإسرائيل أشد بكثير مما شهدناه قبل عام حول أوكرانيا وروسيا" والذي كان "شديدا للغاية".

وأضافت: "إن التخلي عن الحياد واعتماد ممارسة الإدانة العلنية سيجعلنا عديمي الفائدة".

وقامت رئيسة اللجنة الدولية بزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي عقب غزة مطلع ديسمبر.

والتقت بشكل خاص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي طلب منها "ممارسة الضغط العلني على حماس"، بحسب مقطع فيديو للاجتماع نشرته السلطات الإسرائيلية على منصة "إكس".

واعتبرت سبولياريتش أن "الإدانات العلنية ليست مفيدة" بل تؤدي إلى "العديد من الانتقادات".

وأوضحت أنه "مع المستويات العالية من التغطية الإعلامية وتأثير حملات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه الانتقادات تمثل إشكالية متزايدة بالنسبة لسلامة موظفينا في المكان".

وأشارت إلى تعرض قافلة مساعدات إنسانية تابعة للجنة الدولية لهجوم دام مؤخرا في الخرطوم، بينما كان من المقرر أن تقوم المركبات بإجلاء أكثر من 100 مدني من العاصمة السودانية.

ولفتت إلى أن "ما يحدث في السودان ليس منفصلا عما يجري في غزة لا يمكننا، في سياق معين، أن نتنازل عن جزء ضئيل من حيادنا".

وأكدت أنه "بدون الحياد، لا يمكننا أن نعمل. وبدون السرية، لن ننجح"، معربة عن أسفها لتعرض هذين المبدأين لانتقادات قاسية.

 

المصدر: AFP

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة الصليب الأحمر الدولي طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية اللجنة الدولیة

إقرأ أيضاً:

كيف تتحوَّل الانتقادات الداخلية إلى طلقات في ظهر الوطن؟

 حين تصبح الكلمة سلاحاً في يد العدو

 

في خِضَمِّ العواصف التي تُحاك خيوطها حول اليمن، حيث تتساقط على رؤوس المدنيين والأبرياء صواريخ العدوان الأمريكي وتُزهق الأرواح تحت وطأة المؤامرات الخارجية، تخرج أصوات من الداخل.. تضخم الهفوات، وتسقط الأخطاء الروتينية من ميزان التاريخ، وكأنَّ الوطن لا يُحاصَر إلا بحدود أخطائه، لا بحدود أعدائه. هنا، حيث تتحوَّل الانتقادات إلى سكاكين تُجرح خاصرة الدفاع، وتُصبِح “الحرية الفكرية” للبعض ذريعةً لتمرير سموم التشتيت، تُطلُّ علينا إشكاليةٌ وجودية: كيف يتحوَّل المواطن والسياسي والصحفي والناشط الإعلامي إلى أدوات طيِّعة في يد العدو، دون أن يَشعروا بأنَّهم يُمسكون بيدٍ خفيَّة تُوجِّه سهامهم نحو قلب الوطن؟

ليست القضية في وجود أخطاء، فالأوطان كالبشر؛ تُخطئ وتتعثَّر، لكن الخطر كل الخطر أن تتحوَّل هذه الأخطاء إلى نفقٍ مظلم تُسرَق منه إنجازات الثورة والشعب، وتُهدر دماء شهدائه، وتُختزل تضحيات أبنائه وصمودهم في سرديةٍ سوداوية تخدم عدواً يتربَّص بالثغرات. فحين يُسقط الصحفي أو الإعلامي كل همومه في انتقاد دولة تُحارب على جبهاتٍ عدَّة، أو حين يُحوِّل قلمه – الذي يفترض أن يكون سلاحاً للوعي – إلى مِشرَطٍ يشقُّ جسد الوحدة الوطنية، فإنَّه بذلك يُقدِّم للعدو خدمةً مجانية: يُضعِف الجبهة الداخلية، ويُلهي الشعب عن عدوه الحقيقي، ويصنع من الهفوات العابرة سُلَّماً يصعد عليه الغزاة لاحتلال العقول قبل الأراضي.

أمَّا المثقف الذي يرفض كل شيء، وينتقد حتى الهواء الذي يتنفسه الوطن، فإنَّه – وإن ارتدى عباءة التنوير – يصير أشبه بمن يُنارِق في سفينةٍ تغرق؛ يصرخ منتقداً لون الأشرعة، بينما المياه تُغرق المقاعد تحت قدميه. إنَّ معارضة كل شيء في زمن الحرب ليست شجاعة، بل غباءٌ مركب. فالمعارضة البنَّاءة تُصلح، أمَّا “ثقافة الرفض” التي ترفض حتى إصلاح الذات، فإنَّها تفتح الباب واسعاً لعدوٍّ يترصَّد الفرص، ويَستخدم هذه “الانقسامات الفكرية” كفأسٍ لهدم أسوار المقاومة.

إنَّ الحرب ليست معركة صواريخ فحسب، بل هي معركة وعي. فالعدو لا يحتاج إلى اجتياح الحدود إذا استطاع اجتياح العقول. وهنا يكمُن الخطر الأكبر: حين تُحوِّل الانتقاداتُ الداخليةُ الوطنَ إلى مسرحٍ للهزائم النفسية، وتجعل من المواطن جندياً في جيش التشكيك، بدلاً من أن يكون حارساً للوعي الجمعي. فما قيمة أن تُقاتل الجبهة بالسلاح، إذا كانت الجبهة الداخلية تُقاتل بالكلمات ضد نفسها؟

ولكن.. ماذا لو حوَّلنا هذه الطاقة النقدية إلى طاقة بنَّاءة؟ ماذا لو اتَّفقنا على هدنةٍ وطنية؟ هدنةٍ نؤجِّل فيها الخلافات إلى ما بعد النصر، نُجمِّد فيها الصراعات الصغيرة، ونُفرِّغ كل طاقاتنا لمواجهة العدو الكبير. فالحرب تحتاج إلى قلوبٍ موحَّدة، لا إلى ألسنةٍ مشرعة. إنَّ النصر لا يُبنى على أنقاض الانتقادات، بل على أسس التضامن. فالشجرة التي تُقاتل العاصفة لا تنشغل بتقليم أوراقها، بل تُعمِّق جذورها في الأرض.

لذا، فإنَّ الدعوة هنا ليست إلى “تجميد الحقيقة” أو إسكات الأصوات، بل إلى “ترتيب الأولويات”. فالنقد – في زمن السلم – ضرورةٌ لصقل التجربة، لكنَّه – في زمن الحرب – قد يكون انتحاراً جماعياً. فلنُؤجِّل الحسابات، ولنترك المهاترات جانباً، ولنُجمِع على أنَّ العدوان الخارجي هو العدو الأول والأخير. فإذا انهزمنا أمامه لا سمح الله، فلن تُجدِيَ انتقاداتنا ولا معارضاتنا، لأنَّ الهزيمة ستجعل منا جميعاً – الموالين والمعارضين – أسرى تحت أقدام الغزاة.

الوطن اليوم أمام مفترق طرق: إمَّا أن نكون جبهةً واحدةً تُحارب العدو بقلوبٍ متحدة، أو نكون حطباً تُشعله النيران لتحرقنا جميعاً. فلتكن كلمتنا واحدة، ولتكن مصالحنا العليا فوق كل اعتبار. لأنَّ المعركة – إذا خُسرت – لن تسأل من كان مُنتقداً أو مُؤيداً، بل ستسحق الجميع تحت عجلاتها. فهل نتعظ قبل فوات الأوان؟

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر: غزة تواجه كارثة إنسانية بعد توقف المستشفيات عن العمل.. فيديو
  • الصليب الأحمر: غزة تواجه كارثة إنسانية بعد توقف المستشفيات عن العمل
  • لجنة من صحة البحر الأحمر تتابع جودة الخدمات بمستشفى حميات الغردقة
  • تسلّيم مشروع مياه مديرية المراوعة في محافظة الحديدة
  • تسلّيم مشروع مياه مديرية المراوعة بالحديدة
  • اللجنة الأولمبية الدولية توضح موقفها بشأن مشاركة الروس في أولمبياد 2026
  • وقفة تضامنية في دمشق تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على الطواقم الطبية في غزة
  • كيف تتحوَّل الانتقادات الداخلية إلى طلقات في ظهر الوطن؟
  • نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا يطلع على واقع محطات مياه سيجر والعرشاني بريف إدلب
  • بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا تتفقد واقع محطات مياه سيجر والعرشاني بريف إدلب