NI: هل يخسر بايدن انتخابات 2024 الرئاسية بسبب دعمه نتنياهو؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
نشر موقع "ناشونال انترسيت" مقالا لبول أر بيلر، الضابط السابق في الإستخبارات الأمريكية والمحرر المساهم في المجلة قال فيه إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لو خسر حملة إعادة انتخابه في العام المقبل فسيكون رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو واحدا من الأسباب حيث أنه لا يحب بايدن ولا تهمه المصالح الأمريكية.
وقال إن الحرب الإسرائيلية في غزة أصبحت واحدة من السلبيات الكبرى لرئاسة بايدن.
ويعتقد الكاتب أن الكثير من التداعيات السلبية هي من صنع بايدن نفسه، حيث منح دعماً مباشراً وغير مشروط لنتنياهو وحكومته، وهو "عناق" يجد بايدن صعوبة الفكاك منه منذ أن بدأت الحكومة الإسرائيلية بالتسبب بموت ودمار ومعاناة لا توصف على سكان غزة.
ويقول الكاتب إن "بايدن، الآن متورط في واحدة من أضخم الكوارث الإنسانية على قاعدة القرن الماضي. وفشلت استراتيجية "عناق الدب" ومحاولة البقاء قريبا من نتنياهو وضبط تحركاته، وخسر الكثير من الدعم داخل قاعدة حزبه الديمقراطي والتي يحتاج لدعمها الفاعل للفوز في إعادة انتخابه".
ويقول إن أهم التداعيات لهذه الأحداث لها علاقة بالمصالح الأمريكية، وكانت واضحة من الغضب والسخط الذي زاد ضد الولايات المتحدة. وأصبحت واشنطن معزولة على مسرح الدبلوماسية الدولية وبخسارة الدعم بين الدول للأهداف الأمريكية.
وهناك موازنات حول الكيفية التي تعمل فيها السياسات المحلية ضد بايدن، فالدوافع المحلية للرجل الذي اختار بايدن دعمه، هي هذه إذ يواجه نتنياهو العديد من المشاكل السياسية المحلية، فقد هز هجوم حماس الهالة التي أقامها حول نفسه وأنه "مستر أمن"، والأثر المدمر كان واضحا في استطلاعات الرأي التي نظمت بعد الهجوم مباشرة حيث كشفت عن تراجع كبير في شعبيته وحزبه الليكود. ولعكس هذا الوضع وإنقاذ مستقبله السياسي، فلدى نتنياهو حافز لمواصلة الحرب المدمرة في غزة وتجاهل المناشدات الأمريكية، إما بضبط العمليات العسكرية أو الحاجة لحل سياسي يعطي الفلسطينيين حق تقرير المصير.
وعلى المدى القريب، يخدم الهجوم نتنياهو كوسيلة لري ظمأ الإسرائيليين للإنتقام من الفلسطينيين وحتى لو لم يكن نتنياهو قادراً على استعادة سمعته كرجل الأمن فإنه يستطيع الظهور بمظهر الرجل المعارض لإقامة الدولة الفلسطينية، بقوة السلاح والدبلوماسية الثابتة بحسب ما يعتقد .
فالتوتر مع إدارة بايدن لن يكون سلبياً على نتنياهو بل سيكون إيجابياً، وسيظهر الخلاف لقاعدة نتنياهو بأنه الرجل الذي وقف أمام الضغوط الأمريكية وعارض إقامة دولة فلسطينية، إلى جانب ذلك، فالتأثير الحالي في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية لا يزال يتدفق من اتجاه واحد، كما هو الحال، فالدعم العسكري الأمريكي لم يتوقف، وتردع الديناميات السياسية الأمريكية التي تضمن استمرار الدعم العسكري بايدن من وضع شروط ذات معنى على الدعم.
ثم هناك اتهامات الفساد التي تلاحق نتنياهو، حيث استؤنفت محاكمته قبل فترة وبعد توقف أسابيع بسبب الحرب، فالمشكلة القانونية الشخصية تقدم دافعا إضافية لنتنياهو كي يواصل الحرب التي تحرف النظر عن كل شيء. وتعطي سياسة الحرب فرصة للحفاظ على العناصر المتطرفة في حكومته وتؤجل اليوم الذي سيواجه فيه تداعيات قانونية على سلوكه. وفي المشهد السياسي الأمريكي المحلي، فآثار سياساته والكيفية التي تؤثر فيها على موقع بايدن تظل من صالح نتنياهو. وسيفرح الأخير بالتأكيد لو هزم دونالد ترامب بايدن في انتخابات الرئاسة عام 2024.
وعلى الرغم من المدى الذي انحنى فيه بايدن للوراء وغير مواقفه لدعم إسرائيل، إلا أن ما عمله لا يتطابق مع الهدايا التي قدمها ترامب لها، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والإعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وتبني "خطة سلام" تضع الفلسطينيين في موقع التابع دائما وبدون فرصة للحصول على دولتهم. وكانت العلاقة بين ترامب ونتنياهو قوية بدرجة ظهور صورهما في الحملات الإنتخابية.
وتعكس الشراكة توجها بعيد المدى، كشفت عنه استطلاعات الرأي وهو أن المواقف الأمريكية من "إسرائيل" أصبحت منقسمة بناء على الخطوط الحزبية ومع أن الحزب الديمقراطي بزعامة بايدن يشخصن الطبيعة التوافقية بين الحزبين فيما يتعلق بإسرائيل، إلا أن الحزب الجمهوري هو الذي أصبح بحسب توصيف المبعوث الأمريكي السابق أرون ديفيد ميلر حزب "مع إسرائيل حقا أو باطلا". فالتحالف الأكبر لم يعد بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" بقدر ما هو تحالف بين الحزب الجمهوري واليمين الإسرائيلي المتطرف والذي يضم الحكومة الإسرائيلية.
ووسط هذه الظروف، يظل بايدن نهمة للعقاب السياسي. ولدى نتنياهو تاريخ في إحراج بايدن وإضعافه، فبعد فترة قصيرة من إعلانه عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي عام 2010 عن دعم غير مشروط لإسرائيل، أعلنت الحكومة التي كان يترأسها نتنياهو عن توسيع البناء الإستيطاني في القدس الشرقية. وبعد فوز بايدن عام 2020، زعم نتنياهو أن بايدن نام أثناء لقاء مع رئيس الوزراء السابق نفتالي بنيت، وذلك بناء على شريط فيديو مفبرك.
وبطرق عدة يعبر بايدن عن السياسي الأمريكي العتيق، وكان طبيعيا أن يعبر عن دعمه الغريزي لإسرائيل مثل أي سياسي، إلا أن تصرفه المفترض لا يعمل في صالحه على خلفية الرعب في غزة و "لو خسر انتخابات العام المقبل، فستكون هناك عدة أسباب، واحد منها عناقه لسياسي أجنبي لا يكن حبا لمصالح الولايات المتحدة ولا يهمه المنظور السياسي لبايدن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن نتنياهو غزة غزة نتنياهو اميركا بايدن الإنتخابات الأمريكية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
«ترامب» يتحدث عن انتخابات في أوكرانيا و«زيلينسكي» ينتقد التصريحات!
قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، “إن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا إجراء انتخابات، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع موسكو خلال الأشهر المقبلة”.
وأضاف في مقابلة مع “رويترز”، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي تم تعليقها في ظل الحرب مع روسيا “يجب أن تتم”.
وقال: “معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات في أوقات الحروب. أعتقد أن من المهم فعل ذلك. أرى ذلك في صالح الديمقراطية. هذا هو جمال الديمقراطية الراسخة. لديك أكثر من شخص مرشح محتمل”.
ويقول ترامب وكيلوغ إنهما يعملان على وضع خطة للتوسط من أجل إبرام اتفاق خلال الأشهر القليلة الأولى من ولاية الإدارة الأميركية الجديدة، بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت بعد أن شنت روسيا غزوا شاملا على جارتها في فبراير 2022.
ولم يكشفا عن الكثير من التفاصيل بشأن استراتيجيتهما لإنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا موعد طرح هذه الخطة.
ولا يزال العمل جاريا على وضع خطة ترامب، ولم يتم اتخاذ أي قرارات سياسية، لكن مصدرين مطلعين ومسؤولا أميركيا سابقا مطلعا على مقترح الانتخابات قالوا إن كيلوغ ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض بحثوا في الأيام القليلة الماضية حمل أوكرانيا على الموافقة على الانتخابات في إطار هدنة مبدئية مع روسيا.
وقال المصدران المطلعان على مناقشات إدارة ترامب “إن مسؤولي الإدارة يبحثون أيضا سبل الدفع من أجل وقف مبدئي لإطلاق النار قبل محاولة التوسط في اتفاق أكثر استمرارية”.
وقالت المصادر إنه إذا جرت الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، فقد يكون الفائز مسؤولا عن التفاوض على اتفاق أطول أمدا مع موسكو. ورفضت المصادر نشر أسمائها.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، “إن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب من دون مشاركة بلاده “خطيرة للغاية”.
وتحدث زيلينسكي السبت في مقابلة مع وكالة أنباء “أسوشيتد برس”، بعد تعليقات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة، مفادها أن مسؤولين أميركيين وروساء “يتحدثون بالفعل” عن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي: “قد تكون بينهم علاقاتهم الخاصة بهم، لكن الحديث عن أوكرانيا من دوننا خطر على الجميع”.
وأشار إلى أن “روسيا لا ترغب في إجراء محادثات لوقف إطلاق النار أو مناقشة أي نوع من التنازلات، التي يفسرها الكرملين باعتبارها هزيمة، بينما تعد لدى قواتها اليد العليا في ساحة المعركة”.
ومن جهة أخرى، قال زيلينسكي إن عدة اتصالات جرت بين الولايات المتحدة وأوكرانيا منذ تنصيب ترامب، معربا عن أمله في عقد اجتماع شخصي معه قريبا.
وأوضح أن “هذه الاتصالات تمت على مستوى كيث كيلوغ المبعوث الخاص لترامب، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومسؤولين آخرين. ووصف المحادثات بأنها “جيدة جدا”، وقال إنها تناولت “مواضيع عامة”.
وقال زيلينسكي إن زيارة مؤجلة لكيلوغ إلى أوكرانيا لم تتم إعادة جدولة موعدها بعد، لكنه يتوقع أن تتم قريبا.
وأضاف: “من المهم بالنسبة لنا أن يحدث ذلك خلال الأسابيع المقبلة، في أقرب وقت ممكن”.
كان من المفترض أن تنتهي ولاية زيلينسكي في عام 2024، لكن الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير 2022 حالت دون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقال مسؤولان أميركيان سابقان “إن واشنطن أثارت قضية الانتخابات مع كبار المسؤولين في مكتب زيلينسكي في عامي 2023 و2024 أثناء إدارة جو بايدن السابقة”.
وأضافا أن “مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين بضرورة إجراء الانتخابات للحفاظ على القواعد الدولية والديمقراطية”.
وقال المسؤولان الأميركيان السابقان “إن مسؤولين في كييف رفضوا إجراء الانتخابات خلال محادثات مع واشنطن في الأشهر القليلة الماضية، وأخبروا مسؤولي إدارة بايدن بأن إجراء انتخابات في مثل هذه اللحظة المتقلبة في تاريخ أوكرانيا من شأنه أن يقسم القادة الأوكرانيين وقد يشجع حملات التأثير الروسية”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال علنا إنه لا يعتقد أن زيلينسكي زعيم شرعي في ظل عدم وجود تفويض انتخابي جديد، وإن الرئيس الأوكراني لا يتمتع بالحق القانوني في التوقيع على وثائق ملزمة تتعلق باتفاق سلام محتمل.
آخر تحديث: 2 فبراير 2025 - 11:45