"عوملنا مثل القطيع، حتى أنهم دونوا أرقاما على أيدينا" يصف مهندس الكمبيوتر، من قطاع غزة، إبراهيم لباد (30 عاما) تفاصيل اعتقاله على يد القوات الإسرائيلية من منزله في بيت لاهيا، مع عشرات من أفراد عائلته وآخرين من جيرانه، في السابع من ديسمبر الجاري. 

وروى فلسطينيون، لوكالة أسوشيتد برس، أن الجنود الإسرائيليين كانوا يتنقلون من منزل إلى منزل مع كلابهم، ويستخدمون مكبرات الصوت لدعوة العائلات إلى الخروج من منازلهم قبل أن يتم اعتقالهم، بينما يتم استبعاد النساء والأطفال في كثير من الأحيان.

ووصف بعض المعتقلين المفرج عنهم فترات مذلة، وهم شبه عراة بينما عناصر من القوات الإسرائيلية تلتقط الصور التي انتشرت فيما بعد. 

وأظهرت صور أثارت الجدل اعتقال مئات الفلسطينيين من مناطق في بيت لاهيا المدمرة ومخيم جباليا للاجئين، شمالي القطاع، ومن أحياء في مدينة غزة، مقيدين ومعصوبي الأعين، ومكدسين على ظهور شاحنات. 

صور مهينة نشرها الجيش الإسرائيلي لمعتقلين في شمال غزة قبل أن يعتذر بعد إدانتها على نطاق واسع

وتنقل "أسوشيتد برس" عن معتقلين تم إطلاق سراحهم لاحقا، إنهم نُقلوا إلى مكان غير معلوم، وهم شبه عراة، مع إعطائهم القليل من الماء.

وقال المعتقلون المفرج عنهم إنهم واجهوا البرد في الليل وتم استجوابهم مرارا وتكرارا بشأن أنشطة حماس، وركل الجنود الرمال في وجوههم وضربوا بعضهم.

وقال العديد من الفلسطينيين الذين احتجزوا لمدة 24 ساعة، أو أقل، إنهم لم يكن لديهم طعام أو مياه، وأجبروا على تقاسم 3 زجاجات سعة 1.5 لتر مع حوالي 300 من زملائهم المعتقلين.

وأغمي على درويش الغباراوي، مدير مدرسة تابعة للأمم المتحدة يبلغ من العمر 58 عاما، بسبب الجفاف. 

ويقول محمود المدهون، وهو صاحب متجر يبلغ من العمر 33 عاما، إن اللحظة الوحيدة التي منحته الأمل كانت حين أطلق الجنود سراح ابنه، بعد أن أدركوا أنه يبلغ من العمر 12 عاما فقط.

بينما قال أبو عدنان الكحلوت، وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 45 عاما، يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وقد تم اعتقاله في بيت لاهيا: "جريمتي الوحيدة عدم وجود ما يكفي من المال للفرار إلى الجنوب". 

واعتقل الكحلوت أيضا في الثامن من ديسبر، ثم أُطلق سراحه بعد عدة ساعات عندما رأى الجنود أنه كان فاقداً للوعي ويشعر بالغثيان بحيث لا يمكن استجوابه، بحسب "أسوشيتد برس". 

وقال الكحلوت، في سؤال ساخر: "هل تعتقدون أن عناصر حماس ينتظرون في منازلهم حتى يأتي الإسرائيليون إليهم ويجدونهم؟"، مضيفا أنه والآخرين بقوا لأنه لا علاقة لهم بالحركة الفلسطينية المصنفة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى. 

وبينما تمكن بعض السكان من الفرار، خلال الأسابيع الماضية، من شمال قطاع غزة، فإن هناك آخرين لم يستطيعوا المغادرة "لأنه ليس لديهم أقارب أو أي شخص يعرفونه في الجنوب، ولا يمكنهم ترك أفراد الأسرة الأكبر سنا وراءهم، أو ليس لديهم الموارد المالية"، بحسب "نيويورك تايمز". 

عمليات النزوح مستمرة من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه

وبدلا من ذلك، لجأ العديد منهم إلى المدارس أو المستشفيات في الشمال في ظل ظروف خطيرة ويائسة على نحو متزايد. 

وردا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن المعتقلين الفلسطنيين "يعاملون وفقا للبروتوكول"، ويتم إعطاؤهم ما يكفي من الطعام والماء.

وقال المتحدث باسم الجيش، دانييل هاغاري، إن الاعتقالات جرت لمعقلين لحماس في شمال غزة، وإن المعتقلين طُلب منهم خلع ملابسهم للتأكد من أنهم لا يخفون متفجرات.

وأضاف أنه "يتم استجواب الرجال ثم يُطلب منهم ارتداء ملابسهم، وأنه في الحالات التي لم يحدث فيها ذلك، سيضمن الجيش عدم حدوث ذلك مرة أخرى". 

وتابع أن الأشخاص الذين يُعتقد أن لهم علاقات بحماس يتم أخذهم لمزيد من الاستجواب، فيما تم إطلاق سراح الآخرين وطلب منهم التوجه جنوبا، حيث دعا الجيش الإسرائيلي السكان للبحث عن ملجأ.

وتنقل "أسوشيتد برس" عن فلسطينيين أفرج عنهم أن الجنود الإسرائيليين، عندما أخلوا سبيلهم تركوهم بعد منتصف الليل، دون ملابسهم أو هواتفهم أو بطاقات هوياتهم، بالقرب مما يبدو أنها الحدود الشمالية لغزة مع إسرائيل، وأمروهم بالسير عبر مناطق مدمرة، تمركزت فيها الدبابات على طول الطريق، فيما كان القناصة على أسطح البيوت. 

وقال حسن أبو شادخ، الذي سار شقيقاه رمضان (43 عاما) وبشار (18 عاما) وابن عمه نسيم أبو شادخ (38 عاما) حفاة القدمين فوق أكوام من الحطام، بينما هم مضطرون لاستكمال السير. 

وقال أبو شادخ إن ابن عمهم نسيم، وهو مزارع من بيت لاهيا، قُتل برصاص قناص إسرائيلي بينما كانوا في طريقهم إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في بيت لاهيا، وأُرغم شقيقاه على ترك جثته في منتصف الطريق.

واضطر المحامي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، راجي الصوراني، إلى النزوح جنوبا، الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تحتجز زميله، أيمن لباد. 

ويقول الصوراني إنه رأى عشرات الجثث بينما كان في طريقه من مدينة غزة باتجاه الحدود الجنوبية مع مصر: "هناك جثث في كل مكان، متروكة منذ ثلاثة أو أربعة أسابيع لأنه لا يمكن لأحد الوصول إليها لدفنها قبل أن تأكلها الكلاب".

وتقول جماعات حقوق الإنسان إنه يجب التحقيق في الاعتقالات الجماعية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة یبلغ من العمر فی بیت لاهیا أسوشیتد برس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يضرب أهدافاً إيرانية في سوريا

نفذت القوات الأمريكية، أمس الثلاثاء، ضربات ضد أهداف مرتبطة بمجموعة مسلحة مدعومة من إيران في سوريا، وذلك رداً على هجوم صاروخي استهدف القوات الأمريكية في البلاد، وفق ما أفاد الجيش الأمريكي.

وأعلنت القيادة الوسطى الأمريكية "سنتكوم"، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن "الضربات استهدفت مستودعاً لتخزين الأسلحة، ومقر قيادة للإمدادات، ردّاً على هجوم صاروخي على أمريكيين"، من دون أن تحدّد هوية المجموعة المستهدفة.

pic.twitter.com/U9RDrmpK1L

— U.S. Central Command (@CENTCOM) November 13, 2024

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عن مقتل 5 عناصر من الفصائل الموالية لإيران، إثر استهداف طائرة أمريكية مقرّاً عسكرياً في منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال، في ريف دير الزور شمال شرق سوريا.

وقال الجيش الأمريكي في بيانه "لم يلحق أي ضرر بالمنشآت الأمريكية ولم تقع إصابات بين القوات الأميركية أو القوات الشريكة خلال الهجوم".

ونفّذت القوات الأمريكية ضربات ضد 9 أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، أول أمس الإثنين، ردّاً أيضاً على هجمات ضد قوات أمريكية في الأراضي السورية، وفق الجيش الأمريكي. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الضربات أسفرت عن مقتل 4 عناصر في مجموعات موالية لإيران.

#المرصد_السوري
بعد محاولة الهـ ـجـ ـوم على قاعدتين أمريكيتين.. مقـ ـتل 5 عناصر من المـ ـيـ ـلـ ـيـ ـشـ ـيات الموالية لإيران بضربة جوية أمريكية على مقر في #البوكمالhttps://t.co/zhtcAQuwsm

— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) November 13, 2024

وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا ونحو 2500 في العراق، في إطار التحالف الدولي الذي أنشئ في العام 2014 لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، على أثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، تستهدف مجموعات موالية لإيران على نحو متكرّر القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ردّاً على دعم واشنطن للدولة العبرية.

مقالات مشابهة

  • لقجع: استيراد اللحوم يلبي حاجيات المغاربة و هدفنا استرجاع عافية القطيع الوطني
  • تكرار الهجوم والانسحاب.. حلقة مفرغة دموية يدور بها الاحتلال شمال غزة
  • الولايات المتحدة تعرب عن قلقها جراء الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت
  • فلسطينيون: الدمار في شمال قطاع غزة واسع النطاق
  • «مجازر العائلات» في غزة.. ناجون من جحيم إسرائيل يروون التفاصيل لـ«الأسبوع»
  • لا مفر من التمديد لقائد الجيش
  • أوكرانيا وروسيا تتنافسان على الأفضلية قبل عودة ترامب
  • تفاصيل مثيرة عن كمين لـحزب الله يقتلُ إسرائيليين.. إليكم ما حصل!
  • الجيش الأمريكي يضرب أهدافاً إيرانية في سوريا
  • واشنطن تؤكد مجددا مشاركة جنود كوريين شماليين في القتال مع الجيش الروسي