أمير الشرقية يرعى تخريج 571 حافظاً للقرآن من الجمعية الخيرية بالمنطقة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية مساء اليوم الثلاثاء، حفل تخريج 571 حافظا للقرآن الكريم بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة، ودشن سموه قاعة النور بمدرسة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما التابعة للجمعية بحي الفيصلية بالدمام.
وتخلل الحفل عرضاً مرئياً عن الجمعية، ثم عرضًا آخر يوضح "مسيرة حافظ" منذ بدء التحاقه بحلقات الجمعية وحتى إمامته للمسجد.
وكرم سموه أثناء الاحتفال الرعاة والداعمين و الجهات المشرفة، وقدم رئيس الجمعية درعاً تذكارياً لسمو أمير المنطقة الشرقية لرعايته ودعمه لأبنائه حفاظ القرآن الكريم.
أمير الشرقية يرعى تخريج 751 حافظاً للقرآن من الجمعية الخيرية بالمنطقة
اهتمام بالقرآن وأهلهمن جانبه قال رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية عبد الواحد بن حمد المزروع بأن "الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة بالقرآن وأهله يأتي امتدادًا للنهج الذي سارت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المؤسس طيب الله ثراه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء الذي جعل القرآن الكريم دستورها فحصل لها بذلك الخير وعم الأمن والاستقرار".
أمير الشرقية يرعى تخريج 751 حافظاً للقرآن من الجمعية الخيرية بالمنطقة
وأشار إلى أن "عدد المستفيدين من أنشطة الجمعية بلغ أكثر من 46 ألف مستفيدٍ هذا العام، بينما بلغ عدد الحفظة والحافظات الذين تم تكريمهم لهذا العام 985 من الحافظين والحافظات، واليوم يكرم سموكم 571 حافظاً للقرآن الكريم من أبناء هذا الوطن المبارك".
أمير الشرقية يرعى تخريج 751 حافظاً للقرآن من الجمعية الخيرية بالمنطقة
وبين أن "حافظ القرآنِ ليس كغيره من الناس، فقد جمع الله له القرآن في صدره، لذا فإن الواجب علي حفظة القرآن الكريم عظيمٌ تجاهَ الدين ثم الوطن، فحافِظُ القرآنِ لا بدَّ أن يكونَ قُدوةً في أفعاله وأقواله ومواطنته، وأن يتخلَّقَ بأخلاقِ القرآنِ، وبسيرةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهنيئاً لكم ما أنعمَ الله بهِ عليكم من حفظِ كتابِهِ".
أمير الشرقية يرعى تخريج 751 حافظاً للقرآن من الجمعية الخيرية بالمنطقة
وتقدم المزروع، في ختام كلمته بالشكر لسمو أمير المنطقة الشرقية على رعايته ودعمه للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، كما شكر كل من قدم للجمعية دعماً مادياً أو معنوياً وخص بالشكر فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية ، والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ومجلس الجمعيات الأهلية بالمنطقة الشرقية كما شكر أصحاب الفضيلة والسعادة أعضاء الجمعية العمومية وأعضاء مجلس الإدارة وجميع العاملين والعاملات في الجمعية ورجال الأعمال على دعمهم ومؤازرتهم للجمعية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام أمير الشرقية القرآن الكريم الشرقية أمیر المنطقة الشرقیة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس. والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)