قناة إسرائيلية: جنود مصابون رفضوا زيارة نتنياهو لهم
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
قالت القناة 13 الإسرائيلية إن بعض الجنود المصابين رفضوا زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهم في مستشفى شيبا بمدينة رمات غان شرقي تل أبيب.
وكان ذلك ضمن عدة زيارات أجراها نتنياهو لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي والمدنيين الذين أصيبوا في الحرب.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 500 جندي إسرائيلي يعيشون صعوبات نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
كما أفاد الإعلام الرسمي الإسرائيلي قبل أسبوعين بأن نحو 100 جندي إسرائيلي أصيبوا إصابات بالغة الخطورة في عيونهم في معارك غزة، وأن ما بين 10 و15% من تلك الإصابات أدت إلى العمى في إحدى العينين أو كلتيهما.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إنه تم تصنيف حوالي 2000 جندي ومجندة على أنهم مصابون، ويحتاجون إلى رعاية طبية، بينما افتتح الجيش الإسرائيلي مركزين للصحة النفسية لصالح الجنود.
في يوم واحدوأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- مقتل 9 من ضباطه وجنوده في معارك غزة وإصابة 29 في يوم واحد، وبذلك يرتفع عدد قتلاه منذ بدء العملية الإسرائيلية البرية إلى 137.
وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 1831 من عناصره أصيبوا منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 704 منذ اندلاع المعارك البرية في 27 من الشهر ذاته.
وذكر أن من بين إجمالي المصابين منذ بداية الحرب هناك 289 لديهم جروح خطيرة و512 أصيبوا بجروح متوسطة و1030 تعرضوا لإصابات طفيفة، بدون توضيح طبيعة هذه الإصابات ولا معايير توصيفها.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد قتلاه منذ بداية الحرب إلى 464 عسكريا بين ضابط وجندي، علما أن المتحدث باسم كتائب القسام أكد مرارا أن خسائر إسرائيل أكثر مما تعلنه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والعودة إلى الحرب
لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.
وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.
مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً.
التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.
ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.
من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.
ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه.
ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.