تبذل الدبلوماسية الفرنسية جهودا متواصلة، لتفادي تسخين الجبهة اللبنانية مع إسرائيل، و تحاول باريس أن تعيد الحياة للقرار الدولي (1701) الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 و الذي ينظم قواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية و يحدد طريقة توزع القوى العسكرية هناك.  

وفي زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا إلى كل من الضفة الغربية و تل أبيب و بيروت، حاولت الوزيرة الفرنسية إيصال رسائل للجميع، بأن ضبط النفس و التهدئة و تفعيل القرارات الدولية، يمكن أن يجنب المنطقة تصعيدا جديدا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كولونا دعوتها المسؤولين اللبنانيين إلى “إبداء ضبط نفس لتجنب تصعيد في جنوب لبنان” بعدما أطلقت دعوة مماثلة الأحد خلال لقاءاتها مع مسؤولين اسرائيليين.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تشهد الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، تسببت حتى الآن بمقتل أكثر من 136 شخصا بينهم نحو مئة من مقاتلي حزب الله في لبنان، و11 قتيلا على الأقل من الجانب الاسرائيلي.

ودعت كولونا الى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية خلال لقاءاتها مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وشدد رئيس الحكومة خلال الاجتماع على “أولوية وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصا وروحا شرط التزام اسرائيل بمندرجاته” بحسب ما اوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام.

وأكدت كولونا أنه من “الضروري خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل الى آلية لايجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب”.

والتقت كولونا أيضا قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الجنرال أرولدو لازارو ساينز الذي أكد أن الوضع في جنوب لبنان “متوتر” و”خطير”.

وتأمل باريس في أن تتوسط مع شركائها في نوع من الترتيب لضمان التزام جميع الأطراف بأحكام قرار مجلس الأمن رقم 1701 لكن كولونا قالت “نحن بعيدون عن ذلك”.

ونص القرار، الذي صدر في نهاية حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، على عدم وجود أي فصائل مسلحة بين نهر الليطاني اللبناني والحدود.

وحظر القرار جميع الأسلحة غير المصرح بها بين نهر الليطاني والحدود التي تراقبها الأمم المتحدة بين إسرائيل ولبنان. وبموجب القرار، يتولى الجيش اللبناني مسؤولية الأمن على جانبه من الحدود في منطقة يحظر دخول أي قوة مسلحة أخرى فيها، بما في ذلك حزب الله.

في سياق آخر وفي محاولة لإظهار الموضوعية، استغلت الوزيرة الفرنسية زيارتها للضفة الغربية، لتوجيه انتقادات حادة لإسرائيل بخصوص، اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية إن فرنسا “ستفرض إجراءات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يهاجمون فلسطينيين في الضفة الغربية” وذلك بعد مقابلتها لمزارعين فلسطينيين في رام الله بعد استهداف مستوطنين لهم في الأسابيع الأخيرة.

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن هجمات المستوطنين اليومية تضاعفت منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن كولونا قولها في مؤتمر صحفي في بيروت: “لن نقبل هذه التصرفات. فرنسا لن تنتظر أكثر من ذلك. طلبنا من السلطات الإسرائيلية وضع حد لذلك وستتخذ إجراءات وطنية ضد بعض المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين”.

وقتل أكثر من 200 فلسطيني في الضفة الغربية هذا العام بسبب اعتداءات مستوطنين إسرائيليين وقوات إسرائيلية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل القرار 1701 الليطاني حزب الله عقوبات كاترين كولونا لبنان مستوطنون الضفة الغربية الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان

بيروت"أ ف ب": قتل شخص اليوم جراء ضربة اسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، فيما ما زعم الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "قائد خلية" في حزب الله.

ورغم وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على أهداف تقول إنها تابعة للحزب خصوصا في جنوب لبنان.وأوردت وزارة الصحة اللبنانية أن "الغارة التي شنّها العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في بلدة عيترون أدت إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل".

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بمسيرة قائدا في حزب الله في منطقة عيترون موضحا أنه "قضى على قائد خلية في منظومة العمليات الخاصة في حزب الله".

وفي جنيف أحصت الأمم المتحدة مقتل 71 مدنيا على الأقل بنيران اسرائيلية منذ سريان وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل.

و قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان إن "71 مدنيا على الأقل قتلوا على يد القوات الاسرائيلية في لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

وأوضح أن بين الضحايا "14 إمرأة وتسعة أطفال"، داعيا الى "وقف العنف فورا".

وأشار المكتب إلى أن الضربات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية استهدفت بنى تحتية مدنية منذ وقف إطلاق النار، بما في ذلك أبنية سكنية ومنشآت طبية وطرق ومقهى واحد على الأقل.

واستُهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع أبريل لأول مرة منذ سريان وقف إطلاق النار، في حادثتين منفصلتين، بحسب الخيطان الذي أضاف أن المنطقة المستهدفة كانت قريبة من مدرستين.

وأفاد بأن "ضربة على مبنى سكني صباح الأول من أبريل أدت إلى مقتل مدنيين اثنين وألحقت أضرارا كبيرة في المباني المجاورة".

وأضاف أنه بعد يومين، "استهدفت غارات جوية إسرائيلية مركزا أُسس أخيرا تديره الجمعية الطبية الإسلامية في الناقورة في جنوب لبنان، ما أدى إلى تدمير المركز وألحق أضرارا بسيارتي إسعاف".

وتابع أن "ضربات جوية إسرائيلية على عدة بلدات في جنوب لبنان أسفرت، وفق تقارير، عن مقتل ستة أشخاص على الأقل" بين الرابع والثامن من أبريل.

وكان النائب عن حزب الله حسن فضل الله أعلن في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي مقتل 186 شخصا وإصابة 480 آخرين بجروح، منذ بدء وقف إطلاق النار، من دون أن يحدد عدد قتلى حزب الله بينهم.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها الدامية والانسحاب من خمسة مرتفعات "استراتيجية" أبقت قواتها فيها، بعد انقضاء مهلة انسحابها في 18 فبراير.

ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارها قرب الحدود مع اسرائيل.

وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون، في مقابلة صحافية اليوم، إنه يسعى لأن يكون العام الحالي عام "حصر السلاح" بيد الدولة.

وأوضح عون الذي توجه اليوم الى الدوحة في زيارة تستمر يومين، وفق تصريحات نشرتها صحيفة العربي الجديد القطرية، "أسعى إلى أن يكون 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة".

وأضاف "القرار اتُّخذ بحصر السلاح بيد الدولة، وتبقى كيفية التنفيذ عبر الحوار الذي أراه ثنائيا بين رئاسة الجمهورية وحزب الله".

ويكتسب نزع سلاح الحزب الذي لم يكن مطروحا في السابق، زخما أكثر من أي وقت مضى، وفق محللين، مع تصاعد الضغوط الأميركية على القيادة اللبنانية وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في حربه الأخيرة مع إسرائيل.

وأكد عون "لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في استيعاب حزب الله في الجيش، ولا أن يكون وحدة مستقلة" داخله، موضحا "يمكن لعناصر حزب الله الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل في نهاية الحرب (1975-1990) مع أحزاب عديدة".

وفي مقابلة بثتها قناة الجزيرة القطرية ليل الإثنين، قال عون إن الجيش يقوم بواجبه في جنوب الليطاني لناحية "تفكيك الأنفاق والمخازن ومصادرة قواعد السلاح بكل احترافية ومن دون أي إشكال مع الحزب".

وأوضح أنه أدى كذلك "مهمات عديدة" في المنطقة الواقعة شمال الليطاني، معددا من بينها العثور على "مخزن في الجية (جنوب بيروت) ومصادرة كل ما كان يحتوي عليه، وفي النبي شيت والهرمل" في شرق البلاد.

مقالات مشابهة

  • الحكومة اللبنانية: تسجيل 2740 خرقا إسرائيليا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي
  • الاحتلال شن حملة اعتقالات شمال الضفة الغربية
  • إسرائيل تفرض احتلالاً بالنار على المنطقة الحدودية بجنوب لبنان
  • تحضيرات سعودية لعقد قمة رئاسية رباعية
  • حل أزمة الودائع يبدأ من السراي.. لا من واشنطن
  • قرار نزع سلاح المخيمات الفلسطينية متّخذ... وهذه أسباب تأجيل التنفيذ
  • قوات الاحتلال تقتحم مدنا وقرى في الضفة الغربية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية ترمسعيا شمال رام الله بالضفة الغربية
  • شاهد | اقتحام الأقصى وجرائم العدو الصهيوني في الضفة الغربية