«الجحيم على الأرض»، يبدو أن هذه المقولة ستتحول إلى واقع ملموس، بعد أن تم لأول مرة محاكاة تأثير الاحتباس الحراري الجامح بالكامل على الأرض، من خلال دراسة حديثة تم الكشف عنها خلال الساعات القليلة الماضية.

العلماء قاموا لأول مرة بمحاكاة جميع مراحل ظاهرة الاحتباس الحراري الجامحة، ووجدوا أنه يمكن أن يتحول كوكبنا الأخضر إلى «جحيم» غير صالح للسكن في القرون المقبل.

«لن تحتاج الأرض إلا إلى التسخين بضع عشرات من الدرجات لتحفيز الاحتباس الحراري الجامح، مما يجعلها غير صالحة للعيش مثل كوكب الزهرة، الكوكب الذي يبلغ متوسط ​​درجة حرارة سطحه حوالي 464 درجة مئوية (867 درجة فهرنهايت)»، وفقا لوكالة ناسا.

وبحسب العلماء في جامعة جنيف (UNIGE)، الذين أجروا الدراسة، بدعم من مختبرات CNRS الفرنسية في باريس وبوردو، فإن تأثير الاحتباس الحراري هو العملية التي من خلالها تقوم بعض الغازات في الغلاف الجوي للأرض بحبس حرارة الشمس.

دراسة صادمة بشأن تأثير الاحتباس الحراري على كوكب الأرض

تم فحص تأثير الاحتباس الحراري الجامح في الدراسة، حيث أكدت أنه يحدث عندما يزداد الإشعاع الشمسي يؤدي إلى ارتفاع كبير ومتزايد في درجة حرارة الكوكب.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، تم تصميم البحث جزئيًا لتوفير أداة لدراسة المناخ على الكواكب الأخرى، ولا سيما ما يسمى بالكواكب الخارجية التي تدور حول نجوم أخرى غير الشمس، والمساعدة في تحديد قدرتها على استضافة الحياة.

كما سلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها مناخ الأرض في القرون القادمة.

هل تتحول الأرض إلى كوكب غير صالح للحياة؟

مقارنة عقدها العلماء حول الفرق بين الأرض، وهي نقطة زرقاء وخضراء رائعة مغطاة بالمحيطات والحياة، وبين كوكب الزهرة، وهو كوكب كبريتي عقيم، والذي يعد الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي.

الدراسة، أكدت أن زيادة صغيرة جدًا في الإشعاع الشمسي تؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الأرض العالمية بضع عشرات من الدرجات فقط، ستكون كافية لتحفيز هذه العملية الجامحة التي لا رجعة فيها، على الأرض وتجعل كوكبنا غير صالح للحياة مثل كوكب الزهرة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتباس الحراري الأرض ظاهرة الاحتباس الحراري كوكب الأرض ناسا على الأرض

إقرأ أيضاً:

تناولنا الشوكولاتة يهدد بانقراض واحدة من أكبر حشرات الأرض

تُواجه خنافس جالوت، وهي واحدة من أكبر الحشرات في العالم، خطر الانقراض بشكل كبير بسبب التوسع في زراعة الكاكاو في غرب أفريقيا والتجارة الدولية للحشرات.

وتنتمي هذه الخنافس العملاقة إلى جنس "غولياتوس"، وهناك أنواع مختلفة منها ويمكن أن يصل طولها إلى 110 مليمترات، وتتميز ذكورها عن إناثها بوجود قرون على شكل حرف Y لديها، وتعيش في الغابات المطيرة في دول مثل غينيا، وساحل العاج، وغانا، ونيجيريا، والكاميرون، وجنوب السودان.

وخلصت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأفريقية لعلوم البيئة (أفريكان جورنال أوف إيكولوجي)، أن نوعين رئيسيين من خنافس جالوت، هما غولياتوس كاسيكوس وغولياتوس ريجيوس معرّضان بشكل خاص لخطر الانقراض.

%80 من هذه الحشرات قد انقرضت بالفعل (غيتي)

وفي حديثه للجزيرة نت يقدّر الدكتور لوكا لويزيلي، أستاذ الإحصاء وعلم البيئة السكانية في جامعة لومي في توغو، الذي قاد فريق عمل الدراسة، أن حوالي 80% من أعداد حشرة غولياتوس كاسيكوس قد انقرضت بالفعل في ساحل العاج، بالنظر إلى كمية الغابات التي دُمرت، بهدف زراعة الكاكاو، وبالمثل، فقدت حشرة غولياتوس ريجيوس حوالي 40% من موطنها الطبيعي، واستنادا إلى فقدان الموائل المُسجل، فإن أعداد النوع الأول قد شهدت انخفاضا كارثيا على مدار الـ30 عاما الماضية.

وتعد حشرة غولياتوس كاسيكوس أصغر نوعي الخنافس العملاقة، ويتراوح طولها عادة ما بين 60 و84 مليمترا، ويمكن أن يصل إلى 95 مليمترا، وتعيش فقط في الغابات المطيرة الناضجة، أما خنافس ريجيوس، فيمكن أن يصل طولها إلى 105 مليمترات، ويتراوح عادة ما بين 75 و95 مليمترا، لكنها تفضل العيش في الغابات الأكثر جفافا، ويمكن أن تعيش هذه الحشرات أحيانا في رقعة مشتركة في نفس الغابة، بل وحتى على نفس الشجرة، حيث تتزاوج وتُنتج أنواعا هجينة طبيعية.

محصول نقدي يدمّر الغابات

وعادةً ما تُزرع محاصيل الكاكاو التجارية ضمن نطاق 10 درجات شمال وجنوب خط الاستواء، وتُعد غانا وساحل العاج وإندونيسيا من أكبر الدول المنتجة للكاكاو في العالم، وتُنتج غانا وساحل العاج أكثر من نصف إنتاج العالم من الشوكولاتة، وتُمثل الغابات المطيرة أفضل بيئة لأشجار الكاكاو.

إعلان

والكاكاو هو أحد أهم المحاصيل النقدية التي ينتجها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في المناطق الاستوائية، حيث من المتوقع أن يصل سوق حبوب الكاكاو غير المعالجة العالمي إلى 16 مليار دولار أميركي هذا العام، وتقدر صناعة الشوكولاتة العالمية بقيمة 100 مليار دولار أميركي سنويا ويعتمد ما بين 4 إلى 6 ملايين مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في جميع أنحاء العالم على صناعة الكاكاو في معيشتهم.

وتوفر هذه القيمة الاقتصادية العالية للكاكاو حافزا لتوسيع مناطق إنتاج الكاكاو وتكثيف أساليب زراعته، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي توسيع المزارع إلى إزالة الغابات، وعادةً ما تكون المزارع مُدارة من قبل المالكين بطرق بسيطة وتعتمد على الكيميائيات الزراعية، وتؤوي تنوعا بيولوجيا منخفضا، ما يؤدي إلى التوسع في إزالة الغابات وخسارة التنوع البيولوجي والقدرة على الإنتاج المستدام على المدى الطويل.

خنافس جالوت بنوعيها تواجه خطرا شديدا (غيتي) على حافة الانقراض

وعن منهجية وأسلوب الدراسة، يوضح لويزيلي للجزيرة نت أن أبحاثا استمرت نحو 30 عاما حول بيئة حيوانات الغابات المطيرة وحمايتها في جميع أنحاء أفريقيا، وخاصة الزواحف، والدراسات الميدانية التي أُجريت بالتعاون مع علماء وطلاب محليين؛ جمعت بيانات عن الحشرات، وخاصةً عن الخنافس، كما أجرى الفريق مقابلاتٍ مع مئات الصيادين والمزارعين وجامعي القواقع والفطر المحليين.

وتبيّن بحسب الدراسة أن أعداد خنافس جالوت من المرجح أن تشهد انخفاضا حادا في أجزاء من نطاق انتشارها، وخاصة في دول غرب أفريقيا، لذلك، تقرر دراسة هذه المسألة بمزيد من التفصيل من خلال أبحاث ميدانية مُحددة في العديد من دول نطاق انتشارها.

وبحسب لويزيلي، والذي يشغل منصب رئيس تحرير المجلة الأفريقية لعلوم البيئة، تواجه خنافس جالوت بنوعيها غولياتوس كاسيكوس ووغولياتوس ريجيوس خطرا كبيرا، ويجب إدراجهما في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كنوع مهدد بشكل حرج بالانقراض تحت التصنيف بالنسبة للنوع الأول، ونوع مهدد بالانقراض تحت التصنيف بالنسبة للثاني.

إعلان

لذا فإن النوع الأول على بُعد خطوة واحدة فقط من الانقراض، ويعود ذلك أساسا إلى التطور الهائل لصناعة الكاكاو في ساحل العاج أكبر منتج للكاكاو في العالم، حيث تتطور هذه الصناعة تحديدا في مناطق الغابات المطيرة في البلاد الموطن الأساسي لهذا النوع من الخنافس.

وتقع المزارع على حدود محميات الغابات في البلاد، بل وتغزوها أحيانا، علاوة على ذلك، يتم استغلال هذه الحشرات وبيعها بأسعار مرتفعة في السوق الدولية للحشرات الجافة، وهو ما يزيد من خطر انقراضها.

وتعتبر خنفساء جالوت مؤشرا ممتازا على صحة الغابات، إذ يرتبط بقاؤها ارتباطا وثيقا بصحة النظم البيئية للغابات المطيرة في غرب أفريقيا، فإذا كانت وفيرة في الغابة، فهذا يعني أن الغابة في حالة جيدة بما يكفي لدعم الأنواع الأخرى، ولكن عندما تتدهور أعداد خنافس جالوت تشكل تحذيرا من الآثار الأوسع للتوسع الزراعي والاستغلال التجاري على التنوع البيولوجي، وتتطلب حماية هذه الخنافس الحفاظ على موائلها الطبيعية وتنظيم تجارة الحشرات.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي
  • حرارة إستثنائية غدا.. وإضطراب جوي قوي بداية من الجمعة
  • تناولنا الشوكولاتة يهدد بانقراض واحدة من أكبر حشرات الأرض
  • جبل مبرح يسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • تسجيل درجات حرارة قياسية في اليونان
  • الجابر: مشكلة الاحتباس الحراري لا يمكن أن يحدث باستبعاد قطاع الطاقة من الحل
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة على الدولة
  • «الشتاء أصبح دافئًا والصيف طالت مدته».. الاحتباس الحراري يهدد الأرض «فيديو»
  • السودان: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة واستقرار الطقس ليلاً
  • باحثة فلكية: الميكروبات مفتاح فهم الحياة خارج الأرض ودعم المهمات الفضائية