يقول محللون وخبراء عسكريون إن المقاومة ما تزال في موقف قوة من الناحيتين السياسية والعسكرية رغم ما لحق بقطاع غزة من خسائر، وإن إسرائيل تعيش أزمة متعددة الأوجه بسبب عدم قدرتها على وقف الحرب أو تحقيق الأهداف.

فبعد 74 يوما من القتال، ما تزال إسرائيل قادرة على التوغل في قلب القطاع لكنها عاجزة عن بسط سيطرتها على متر واحد بشكل كامل بسبب المقاومة الضارية التي تواجهها، كما يقول الخبير العسكري اللواء واصف عريقات.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3عقيد فرنسي متقاعد يتوقع اقتراب "نهاية إسرائيل"list 2 of 3محلل أميركي: نتنياهو سيكون سعيدا إذا رأى ترامب يهزم بايدنlist 3 of 3القسام تستهدف قوات وآليات للاحتلال وتقتل بعض عناصره في غزةend of list

وقد أكد عريقات -خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن إسرائيل بحاجة لتنفيذ 4 مراحل عسكرية هي: التقدم والتمدد والتطويق والتطهير، مشيرا إلى أنها لم تنجح في تنفيذ المرحلة الأولى حتى الآن بشكل كامل بسبب ما تنفذه المقاومة من كمائن واشتباكات من مسافة صفر.

كما أن المقاومة -حسب عريقات- تبدي روحا معنوية مرتفعة جدا حتى الآن بينما الجيش الإسرائيلي يقتل أسراه أو يقتل بعضه بعضا بعدما تمكنت المقاومة من تحويل الدفاع إلى نوع من الهجوم.

صراع داخلي

الرأي نفسه ذهب إليه الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين بقوله إن الخسائر القياسية التي تلقتها إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين فقط تركت مزيدا من الآثار السلبية على تل أبيب.

ويرى جبارين أن إعلان الجيش جزءا من الخسائر "ليس بريئا"، وأن "النقاش الحاد الذي دار داخل مجلس الحرب يعكس الصراع المتزايد داخل هذه القيادة".

وقال جبارين إن هذا التضارب يعكس صراعا انتخابيا بين أعضاء مجلس الحرب، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بات معزولا تماما داخل هذا المجلس، في حين يحاول وزير الدفاع يوآف غالانت وعضو المجلس بيني غانتس تحييد رئيس الحكومة الحالي سياسيا.

وقال جبارين إن نتنياهو يمارس تكتيكا انتخابيا عبر حديثه بالعبرية لليمين الإسرائيلي؛ لأن ما يحدث في غزة سيلعب دورا محوريا في الانتخابات المقبلة، لكنه لن يفعل إلا ما يقوله باللغة الإنجليزية للولايات المتحدة، حسب تعبيره.

الموقف الأميركي

وفي حين ترفض الولايات المتحدة أي حديث عن وقف للقتال، فإنها في الوقت نفسه تحاول تحسين شروط إسرائيل خلال مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، كما يقول أستاذ السياسات الدولية حسن أيوب.

ويرى أيوب أن واشنطن تريد أيضا الحيلولة دون تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري للمقاومة، وتحاول فرض تصورات أمنية على قطاع غزة رغم أنها تشعر بصعوبة قدرة إسرائيل على محو المقاومة.

وبناء على هذه المعطيات، فإن الولايات المتحدة -برأي أيوب- تحاول إيجاد مفاوضات تحت قصف أقل وتيرة لكي تكون في صالح إسرائيل.

وفي الاتجاه نفسه، يقول الخبير العسكري واصف عريقات إن كل ما يجري في غزة يتم بأمر من أعلى مستويات القيادة الإسرائيلية، واصفا الأمر بأنه "عملية انتقام على غرار ما حدث سنة 1948، وتتم بأسلحة وقيادة أميركية".

ارتباك إسرائيلي وتماسك في المقاومة

وفيما يتعلق بالإشارات المتناقضة التي تصدر عن قادة إسرائيل، يقول أيوب إنها "تعكس ارتباكا داخليا، وعدم إمساك بمفاتيح التفاوض المطلوبة لأي صفقة محتملة، بينما المقاومة تعرف ماذا تريد تحديدا وتتمسك به"، وفق تعبيره.

ففي حين يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحديث عن المضي قدما في الحرب حتى تحقيق أهدافها، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن إسرائيل تريد المفاوضات في ظل الحرب ووفق شروط المقاومة، كما أشار أيوب.

ورغم ذلك، فإن آخر ما تريده إسرائيل وواشنطن -وفق أيوب- هو أن يكون هناك وقف مؤقت جديد للقتال مقابل صفقة تبادل أسرى؛ خشية أن يؤدي هذا التوقف إلى وقف الحرب نهائيا قبل تحقيق النصر الصريح، والذي يبدو بعيدا حتى من وجهة نظر الإعلام الإسرائيلي.

وبما أن المقاومة تبلي بلاء أفضل من المتوقع في الميدان وتتبنى خطابا فلسطينيا عربيا يحظى بشرعية دولية متزايدة، فإنها تفضل عدم الجلوس للتفاوض على التفاوض وفق شروط تضعها إسرائيل التي تئن تحت وطأة الخسائر ولا تعرف ماذا تريد تحديدا، كما يقول أيوب.

في الوقت نفسه، يرى أيوب أن واشنطن تريد التركيز على التحديات الإستراتيجية الكبرى مع روسيا والصين، ومن ثم فإنها تبحث عن حل وسط يخرجها من هذا المأزق لا سيما أنها دفعت أثمانا كبرى سياسيا وعسكريا وماليا.

أما عريقات، فيرى أن إسرائيل ستجلس للتفاوض في نهاية الأمر لأنه سيكون أقل كلفة نظرا للأثمان الباهظة التي تدفعها في الآليات وجنود وضباط النخبة، ناهيك عن إهانتها عسكريا وإهانة السلاح الأميركي على مجموعة مقاتلين وليس على يد جيش منظم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟

يتبين للمتابع منذ عودة حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس الماضي أنها حرب فوق كل الأهداف المعلنة المزعومة لها، وعودتها خارج كل المبررات المساقة من الإسرائيليين، وجاءت بعد اختبارهم الناجح للعالم وللإدارة الأمريكية الجديدة عبر انتهاك الاتفاق عشرات وربما مئات المرات أمام ترامب، فكانت نتيجة طبيعية للشعور المفرط بقوة الدعم الأمريكي لكل ذلك. وفي الواقع كانت بقرار وأمر أمريكي يدعو بنيامين نتنياهو لذلك أو يحركه بهذا المسار لينوب عن واشنطن في إبادة أهل غزة؛ لدوافع سياسية اقتصادية كشف عنها ترامب نفسه من خلال صفقته المضخمة حول غزة مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دمرته إسرائيل، وهو ما شكل حجر الأساس الأمريكي لتدمير الاتفاق وبما يتماشى مع رغبات نتنياهو الشخصية والسياسية بمواصلة حرب ضد شعب فلسطيني أعزل، بهدف دفعه نحو التهجير القسري وتفريغ غزة وسرقتها.

وتشير المعطيات منذ استئناف الإبادة إلى أن معركة وجودية لم يعد يخوضها الاحتلال ضد المقاومة المقاتلة ككيان عسكري في قطاع غزة، بل إنها معركة وجودية بالنسبة إليه ضد كل الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، وانتقل الحديث المعلن المكشوف لدى كثير من قادته ووسائل إعلامه باعتبار المدنيين أضرارا

جانبية إلى جعلهم هدفا معلنا، وهو أوقح أنماط الإصرار على الإبادة، فما يحدث في غزة الآن حرفيا هو إبادة فقط وإبادة للسكان الأصليين بدون الحد الأدنى من المقاومة المعتادة المعهودة، أو على الأقل الظاهرة بتكتيك المعارك الثابتة والتصدي المباشر.

إنها حرب يشنها جيش منظم على عظام المدنيين وخيام النازحين دون مقدمات أو مبررات، فحتى مبرر هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 قد بطل كليا من النواحي السياسية والعسكرية والشعبية التي تحركها دوافع الانتقام نفسها والرغبة بالتدمير العسكري للمقاومة الفلسطينية نفسها وتحرير الأسرى، هذا إن افترضنا بشكل حيادي للحظات أنها معركة لفعل ذلك، فكل ذلك لم يعد مبررا بالمرة ولم يعد أحد يمكنه تصديق كل ذلك، حتى من كثير من الجنود وضباط الجيش والمخابرات في دولة الاحتلال وكثير من حلفاء إسرائيل والمؤيدين لإبادة غزة، فانتقلت إسرائيل بكل وقاحة لمرحلة الإفصاح عن الهدف المباشر، وهو القتل الجماعي بهدف القتل الجماعي الذي يؤدي لتهجير السكان أو دفعهم للهجرة بعد قتل نسبة كبيرة منهم. حتى الجولة الأولى من الإبادة قبل الاستئناف الأخير في 18 آذار/ مارس الماضي لم يكن شكلها بهذا الشكل.

وهذا الكلام ليس للوم المقاومين، فهم بذلوا كل ما يملكون وما يمكنهم سواء أكانوا يحاولون الحفاظ على بعض مقدراتهم المحلية أو ضرب العدو بذكاء وبشكل نوعي محقق ليظهر بمظهر الإرهابي أكثر وأن يسوؤوا وجهه أكثر سياسيا وحقوقيا وعسكريا من خلال عدم الرد أو التعامل معه عسكريا بنفس الطريقة السابقة قبل استئناف الإبادة، أو ربما بسبب أنه لم يعد لديهم مقدرات كافية لفعل ذات الأمر. وأتحدث هنا بتجرد تام وحيادية مؤقتة.

وفي سياق المقترح المقدم لاتفاق جديد مؤخرا فهناك نقطتان خطيرتان في المقترح الجديد الذي مررته مصر لحركة حماس من الاحتلال والذي قالت حركة حماس إنها تدرسه، وهما: تضمنه شرطا ابتزازيا بالتفاوض على نزع سلاح المقاومة بغزة كشرط أساسي لأي اتفاق لوقف إطلاق النار وفقا لما تم نشره وتداوله، وهو أمر رفضته حماس كليا وقطعيا، وثانيا فكرة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ضمن دفعتين فقط مقابل أسرى فلسطينيين، والتزامات تترتب على الاحتلال وضمن فترات زمنية. وهذا يسهل على إسرائيل التنصل لاحقا والعودة للإبادة التي ترغب بها، فهي فعلت شيئا مشابها وتنصلت من التزاماتها في الاتفاق الأخير ومنعت الانتقال للمرحلة الثانية رغم أن الإفراج كان يتم على دفعات صغيرة، فإن تم تعجيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ضمن دفعتين فهذا يعني تعجيل تمكن الاحتلال من التنصل منه في حال لم تكن هناك ضمانات أقوى ضد إسرائيل؛ من خلال ابتزازها بأوراق من المقاومة داخليا أو بقوة ردع من المجتمع الدولي.

وبالعودة لمسألة حرب الإبادة وقدرات المقاومة، فربما يرجح أن المقاومة تركت الجيش الإسرائيلي يقاتل دون إشعارها له بوجود عمليات مقاومة ثابتة متكررة الضربات ومتوقعة التكتيكات، وهو ما يربك الاحتلال ويعزز عنصر المفاجأة لدى المقاومة والخوف لدى الجنود الإسرائيليين المتوغلين، كما يعزز من استراتيجية اقتصاد القدرات لديها، ومن ناحية أخرى يثبت أو يتقارب مع نظريات عسكرية تحدث عنها جنرالات أمريكيون متقاعدون من أن المقاومة (بشكل عام وليست الفلسطينية فقط، بل من حيث المبدأ لدى المقاومات) تعمل أحيانا بتكتيكات تحاول إبراز الجانب الإجرامي والدموي الوحشي غير المبرر للاحتلال ضد السكان، من خلال كشف معركته الحقيقية التي هي ضد كل السكان الأصليين وليس ضد حَمَلة السلاح والمقاتلين، وهذا بحد ذاته يضعفه ويضعف روايته ويربكه أمام مجتمعه وأمام العالم وأمام المقاومين أنفسهم.

والمحتل في كل الأحوال يرتكب الجرائم وسيتم الرد عليه مهما اختلف التكتيك في القتال، لكن هذه الأساليب ترفع من أسهم المقاومة والرأي العام الداعم لها وللشعب الفلسطيني، وتحسن الحالة النفسية للمقاومين وتحسن الاستثمار الوطني والنتائج الممكنة بالتضحيات الكبيرة وفقا لوجهات نظر، كما تُشعر الجندي الإسرائيلي بأنه يقاتل بشكل عبثي ودون وجهة أو هدف واضحين، كما ينزع هذا الأسلوب وفقا لمقالة للمحلل في قناة الجزيرة سعيد زياد؛ الشرعية عن حرب الاحتلال داخليا أمام جمهور الإسرائيليين ويظهرها بمظهر الحرب العبثية التي تشن لأهداف شخصية لدى نتنياهو واليمين الإسرائيلي.

وعلى الرغم من كل ذلك تبقى حقيقة أن المقاومة هي بإمكانيات محدودة عسكريا من الناحية العملية، وموضوعيا إن أردنا مناقشة الأمر المتعلق بالشرط الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة بواقعية عسكرية وسياسية، فهدف إضعاف المقاومة عسكريا قد تحقق إسرائيليا وإن نسبيا، فيستحيل أن تكون المقاومة لم تفقد كثيرا من قوتها مقارنة بما قبل هذه الحرب الوحشية، وهذا لا يعني أنها غير قادرة على الردع والصمود والثبات.

وفكرة نزع سلاح المقاومة هي فكرة غير قابلة للتنفيذ بتاتا؛ ليس لأنه أمر غير قابل للمساومة والنقاش أو لأنه من ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة للدفاع عن بقائه على قيد الحياة ومواجهة الاحتلال دون شطب كامل له ولهويته، فالفلسطينيون صنعوا سلاحهم محليا ويمكنهم صناعة مثله من أبسط الإمكانيات دائما، ولكن لأنه لا يوجد سلاح للنزع أصلا، بل هي محاولات فلسطينية لإيجاد سلاح وردع والحفاظ على البقاء، وليس سلاحا بالمعنى الحقيقي للسلاح الذي يمكن نزعه.

وفكرة استمرار القصف الإسرائيلي على غزة والتدمير والقتل حتى اللحظة دون مواجهة عسكرية شاملة في كل زقاق وشارع وحي كالسابق؛ من منظور عسكري غير مبررة عند الإسرائيليين، فالمقاومة حاليا شبه منزوعة السلاح وإن نظريا وصوريا أو إن كانت تفعل ذلك كخدعة، لكن هذا ما يظهر واستنفدت كثيرا من إمكانياتها في مراحل مضت من محاولة التصدي لجرائم الإبادة، بل إن أسلحتها من الأساس دفاعية خفيفة يمكنها إن استخدمت بذكاء واقتصاد ومرونة كما أن تحدث إصابات مؤكدة لكنها ليست حاسمة، ولا يمكن غالبا من تكرار طوفان الأقصى كل عدة سنوات مثلا، فعن أي نزع سلاح يتحدث الإسرائيليون إذا؟!

أنا لا أتحدث هنا عن رؤية كل منا للطريقة الأفضل التي يمكن أن تدار بها معركة أو نهج قتالي من مقاومة شعبية ضد احتلال، فهذه معركة طويلة ولها رؤى عديدة كلها تحمل في طياتها الإيجابي والسلبي، وليس الحديث أيضا عن خلافات أيديولوجية أو خصومات سياسية أو توافق مع حركة المقاومة الأبرز حاليا، أو حول سؤال كيف نفكر باليوم التالي، فالأمر تجاوز ذلك منذ وقت طويل من عمر هذه المجزرة المتواصلة، وكل تلك القضايا نوقشت وقيل فيها كل شيء، بل إن اليوم التالي الفلسطيني نوقش مرارا وتكرارا بين الفلسطينيين بمن فيهم الفرقاء وتم التوصل لحالة يمكن تطبيقها كتشكيل حكومة وحدة وطنية أو لجان إسناد تدير القطاع مثلا. حتى مسألة إن كانت المقاومة قد فكرت مليا بنتائج الطوفان أم لا نوقشت، ولم تعد هذه المسألة هي الفكرة الرئيسية اليوم ولم يعد النقد الداخلي هو أساس الحل أو المشكلة، رغم أهميته، وذلك بصرف النظر عن كل الرؤى؛ من أكثرها تمسكا بالمقاومة المسلحة إلى الأبعد عنها أو حتى من يجاهر بالعداء معها. تجاوزت الأمور مسألة كيف يمكن للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم دعم غزة وفلسطين في ظل حرب الإبادة المستمرة، كما تجاوز الأمر كل مراحل خذلان المدنيين والمقاتلين في قطاع غزة الذين خفت ذخيرتهم وجفف عنهم الطعام والدواء والماء وكل شيء، هذا عدا عن القتل الجماعي الذي لا يتوقف للحظة.

 لكن بالفعل، ماذا يعني طلب نزع سلاح المقاومة في ضوء كل ذلك؟ وماذا تعني فكرة نزع سلاح كان بالأصل سلاحا دفاعيا مصنعا محليا خفيفا لم يعد موجودا منه الكثير، وحتى إن كان بالأصل موجودا فهو لا يعادل سلاح كتيبة شرطية في أصغر دولة في العالم؟ ماذا يعني نزعه كشرط لوقف المقتلة؟ وهل هذا يعني شيئا سوى تأكيد أن إسرائيل خائفة من أبسط أداة يمكن أن يقاتل بها الفلسطينيون للبقاء وتأكيد على استمرار المقتلة والإبادة أطول وقت ممكن؟

ما يعنيه ذلك باختصار هو أن السلاح الذي تتحدث إسرائيل عن ضرورة نزعه من غزة هو الشعب، نعم الشعب الفلسطيني، فإما نزع الشعب وتهجيره واقتلاعه أو الإبادة، أو ربما كلاهما معا، لأن السلاح العسكري الحقيقي بالأساس هو سلاح مقاومة قدراتها محدودة مصدرها الشعب نفسه، والتسليح كنظرية فعلية بسيط جدا وسطحي ومحدود في كل من تخشاهم إسرائيل عسكريا مقارنة بها، وهذا ما أثبتته الوقائع منذ نشوئها إلى اليوم وليس فقط خلال حرب الإبادة الأخيرة، ولا ترقى الأمور لفكرة النزع فهو سلاح متواضع خفيف بسيط محلي الصنع.

الشعب الفلسطيني في غزة ككتلة بشرية كبيرة هو السلاح المراد نزعه هذه المرة -على الأقل في غزة- لأنه سيقاوم دائما بمجرد بقائه في أرضه، وهو من يقاوم، وهو السلاح حتى لو امتلك حجرا أو قلما أو رصاصة. لو كان هناك سلاح عسكري حقيقي لدى الفلسطينيين لما استمر الشيء المدعو "إسرائيل" حتى اللحظة أصلا، باعتبار المعركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي المعركة الوجودية الصفرية الأشد بين الكيان والسكان الأصليين، ورفض نزع سلاح الفلسطينيين يعني رفض انتزاعهم من أرضهم بكل بساطة.

مقالات مشابهة

  • شاهد| إسرائيل وعملائها ومحاولة نزع سلاح المقاومة
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • أكثر من 100 ألف توقيع في “إسرائيل” تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • محللون: مقتل الأسير عيدان ألكسندر قد يدفع ترامب للمطالبة بإنهاء الحرب
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • هل يمكن “نزع سلاح المقاومة” بغزة؟.. محللون يجيبون
  • نزع سلاح غزّة.. ماذا تريد إسرائيل وما موقف الوسطاء؟!
  • خبير في الشأن الإسرائيلي: عرائض الاحتجاج أكثر إيلاما من حراك الشارع
  • فصيل فلسطيني يُعقّب على الشرط الإسرائيلي للتهدئة بنزع سلاح المقاومة
  • الأونروا : إسرائيل استهدفت أكثر من 400 مدرسة في غزة