كشف موقع بلومبيرغ الأمريكي عن النقلة النوعية التي أحدثتها المسيّرات التي تستعملها حركة المقاومة الإسلامية حماس في حربها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشدّد على أهمية اختراع التونسي محمد الزواري في هذا الصدد.

ويذكر أنّه تمرّ هذه الأيّام الذكرى السابعة لاغتياله في مسقط رأسه مدينة صفاقس التونسية.

وقال الموقع الأمريكي، في تقريره إنّ مسيّرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رخيصة الكلفة المجهزة لحمل المتفجرات وتدمير الكاميرات وأنظمة الاتصالات والبنادق التي يُتحكّم فيها عن بُعد، قد كشفت عن ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية عالية التقنية، مما يشكل تحديا لبعض القوى الأكثر تقدما من الناحية التقنية في العالم.

وفي تقرير بقلم ماريسا نيومان، قال الموقع إنّ ما أزعج الجنود على الحدود الجنوبية لإسرائيل يوم السابع من أكتوبر الماضي، لم يكن انفجار الصواريخ القادمة من غزّة؛ بل كان ذلك الطنين غير المعتاد الذي لم يسمعوه من قبل، عندما ملأ أسطول من المسيّرات التجارية المتاحة عبر الإنترنت مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 6500 دولار، السماء فوق السياج الحدودي الإسرائيلي، الذي تبلغ قيمته مليار دولار.

فشل أنظمة الاحتلال ونقلت بلومبيرغ عن الرئيس التنفيذي لشركة “هيف ندرونز” (Heven Drones) بنتسيون ليفينسون التي تزوّد جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسيّرات ثقيلة وأخرى تعمل بالهيدروجين، أنّ الحرب مع حماس، دعوة إلى استيقاظ جيوش الدرجة الأولى بشأن إمكاناتها الفتاكة.

وقال: “لدينا هذه المسيرات الضخمة، ولدينا طائرات وتقنيتنا أكثر تقدما بكثير”. وقد كشف استخدام حماس مسيّرات تجارية لشن هجمات، مثل أوكرانيا في الأيام الأولى للغزو الروسي، عن ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية والبرية التي تتبجح بها إسرائيل، حيث تفوقت هذه التكتيكات بميزانية ضئيلة على خصم أكثر تقدما بكثير.

وتابع ليفينسون في حديثه إلى موقع بلومبيرغ: “لدينا هذه الطائرات الضخمة دون طيار، ولدينا طائرات، وتقنيتنا أكثر تقدمًا بكثير.. ما فعلته هذه الحرب هو أننا أدركنا أن هذا يحدث في ساحتنا الخلفية، سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي”.

وجاء في تقرير بلومبيرغ أن “ظهور جيل جديد من الأنظمة (الرخيصة) والمتاحة تجاريا، مثل تلك التي استخدمتها حركة حماس في هجوم الـ7 من أكتوبر، شكّل تحديا لبعض القوى الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم”.

وأضاف تقرير “بلومبيرغ”: “كشف استخدام حماس لطائرات تجارية دون طيار لشن هجمات، وهي الاستراتيجية التي استخدمتها أوكرانيا خلال الأيام الأولى للغزو الروسي، عن ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية والبرية، التي تفتخر بها إسرائيل، لقد طغت هذه التكتيكات على خصم أكثر تقدما بكثير، وكل ذلك بميزانية ضئيلة”.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها الجناح العسكري لحركة حماس منذ بداية الحرب مسيّرات تُسقط قنابل يدوية على القوات الإسرائيلية وتلحق أضرارا بالمركبات المدرعة. وأشار التقرير إلى أن اختراق أنظمة المراقبة ذات التقنية العالية، مكن الآلاف من مقاتلي حماس من اجتياز الحدود في الشاحنات والطائرات الشراعية، مؤكدا رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على كيفية التصدي للمسيرات، أو عن إخفاق أنظمة الإنذار المبكر.

وقال: “ستتم دراسة أسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة” بعد الحرب. وشدد التقرير على أن تحديث الكيان الإسرائيلي نظام القبة الحديدية- الذي يستخدم أجهزة اعتراضية للحماية من الصواريخ قصيرة المدى القادمة- لا يمنع مسيرات حماس من التسلل، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يختبر نظاما يعتمد على الليزر، مصمما لاعتراض الصواريخ الأصغر حجما والصواريخ قصيرة المدى، لكنه لن يكون جاهزا قبل عام آخر على الأقل. ويشير التقرير إلى أن الاحتلال يعكف على تطوير تطبيق يربط بين كاميرتي هاتف محمول وأنظمة صوتية لمسح السماء بحثا عن مسيرات، ويستخدم غلافا مطبوعا ثلاثي الأبعاد يمكن تركيبه على المركبات.

وتأمل المجموعة في طرح نظام التنبيه الرخيص بسرعة. مسيرات حماس بعقل التونسي يؤكد تقرير بلومبيرغ- الذي يستند إلى تقييمات خبراء- أن هجمات حماس بالمسيّرات ما زالت تشكل تهديدا قويا، مشيرا إلى أن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بـ”إسرائيل” ليران عنتيبي، أوضح أنه “بعقل ومعدات صغيرة، يمكنك القيام بأشياء فظيعة مثل هجوم حماس الأول”.

وأضاف عنتيبي: “هذه الطائرات التجارية رخيصة الثمن تمنحك القدرة على استخدام ذخيرة دقيقة أو موجهة، وهو أمر لم تكن تستطيع فعله إلا الدول المتقدمة جدا حتى سنوات عديدة مضت”. ووفق بلومبيرغ، طوّرت حماس هذه التكتيكات مع حليفتها إيران والمهندس التونسي محمد الزواري، الذي قاد جهود الجماعة لتطوير المسيرات قبل أن يغتاله الموساد في 2016، وقد أُعطي اسمه لنموذج من المسيرات.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن برنامج مسيرات حماس يؤدي إلى تفاقم المخاوف المتزايدة، من أن الجهات الفاعلة غير الحكومية قد تطور أسلحة فتاكة باستخدام تقنية مزدوجة الاستخدام لا يمكن تتبع مبيعاتها، كما أن “هذه المعدات اليسيرة يمكن أن تسمح للاعبين الهامشيين بتنسيق الهجمات المدمرة”.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها كتائب القسام اعتماد المقاومة على طائرة مسيرة صنعها المهندس التونسي والقيادي في كتائب عز الدين القسام محمد الزواري، الذي اغتاله الموساد عام 2016.

وصُنعت 30 طائرة منها عام 2008 بإشراف الزواري نفسه، وظهرت لأول مرة في معركة سيف القدس عام 2021، ثم في طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023. ويعتبر الزواري أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات “الأبابيل” القسامية، والتي كان لها دور في حرب “العصف المأكول” عام 2014 في قطاع غزة.

وتُستخدم مسيّرات الزواري في الاستطلاع والرصد نظرا إلى خفة وزنها وسهولة حركتها. كما تستخدم في العمليات القتالية المباشرة، ولها القدرة على إصابة المنشآت والأهداف بدقة عالية.

وقالت كتائب القسام إن سلاحها الجوي شارك بـ35 مسيّرة من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال، وأكدت أن هذه الطائرات أسهمت في التمهيد لعبور مقاتليها إلى الأراضي المحتلة.

وولد محمد الزواري، بمدينة صفاقس عام 1967، ودرس هندسة الميكانيك بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس قبل أن يتعلم الطيران، سافر عام 1991 إلى لبيبا ثم إلى السودان بعد أن ضيق عليه نظام بن علي لانتمائه إلى الاتجاه الإسلامي، وبعد حصوله على الجنسية السودانية غادر الزواري إلى سوريا، حسب وسائل إعلام فلسطينية. وفي 2006، التحق المهندس القائد بصفوف كتائب القسام في سوريا، وبعدها أصبح الركن الأساسي لنجاح مشروع الطائرات دون طيار في ذلك الوقت. المصدر: بلومبيرغ

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: محمد الزواری أکثر تقدما رات حماس مسی رات إلى أن

إقرأ أيضاً:

يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 

#سواليف

كتب .. #يتسحاق_بريك

يبدو أن المستويَين الأمني والسياسي أغلقا آذانهما، ولم يتعلّما بعد شيئاً ممّا حدث لـ”شعب إسرائيل” خلال العام ونصف العام الماضيَين. لم يفهما حتى اللحظة أن ” #الجيش ” لا يستطيع، بوضعه الحالي، #تفكيك ” #حماس “. ألم يفهما حتى الآن أن “جيشنا” لا يستطيع البقاء وقتاً طويلاً في المناطق التي احتلها، ولا يملك القوة الكافية من أجل تفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق؟ بكلمات أُخرى: إنه لا يستطيع، بوضعه الحالي، #حسم_المعركة مع “حماس”.

إن أيّ جولة أُخرى من الحرب في غزة ستضع حياة المخطوفين في خطر، وتزيد في الإصابات في صفوف قواتنا، وفي أوساط الغزّيين الأبرياء. هذا بالإضافة إلى أن العالم كلّه سيعلن أننا مجرمو حرب؛ نعم – العالم العربي برمّته سيتوحّد ضدنا، ويفكّك حصانتنا القومية، وسيستمر وضعنا الاقتصادي في التراجع، وبالتالي سيتراجع الجيش. سنبقى وحدنا في العالم مع [الرئيس الأميركي دونالد] ترامب غير المتوقّع، الذي يمكن أن يتركنا وحدنا في أيّ لحظة.

مقالات ذات صلة دوي انفجار في مخيم نور شمس بطولكرم 2025/03/15

الأمر المفاجئ أكثر هو أن القيادة العليا الجديدة للجيش وقعت أسيرة فخ #نتنياهو وتابعه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وتنفّذ كلّ ما يريدانه. وبدلاً من ترميم “جيشنا” وتجهيزه للتهديدات المستقبلية على حدودنا الشرقية، وحدودنا مع مصر، والضفة الغربية، والحدود اللبنانية، حيث لم نُخضع حزب الله؛ وبدلاً من إقامة حرس قومي ضد المجرمين المتطرفين في بلدنا- يقوم المستويان العسكري والسياسي ببثّ الشعارات بشأن تفكيك “حماس” بشكل مطلق.

لم يفهم المسؤولون عندنا بعد أنه من أجل تفكيك “حماس”، عليهم أن يزيدوا في حجم “الجيش”، وفي حجم القوات لكي تستطيع تفجير الأنفاق، وبعدها فقط، يمكن الحسم. إن هدم المنازل في قطاع غزة وتفكيك بنى “حماس” فوق الأرض لم يساعدانا على التقدّم نحو هدف تفكيك الحركة التي تقيم بمدينة مساحتها مئات الكيلومترات تحت الأرض. وتخرج من حصنها هذا لتقتل المئات، وتُصيب الآلاف. وعلى الرغم من ذلك، فإن القيادة العسكرية، وبتوجيهات من القيادة السياسية، تريد جرّنا إلى مسلسل آخر من القتل والعزاء، من دون أيّ إنجاز واضح.

أيها القرّاء الأعزاء، قولوا لي: على مَن يُمكن الاعتماد هنا؟ هل تبقّى لنا مزيد من حرّاس التخوم في “الدولة”؟ كان يجب على رئيس هيئة الأركان العامة الجديد، الجنرال إيال زمير، أن يدافع عن موقفه، ويعرض أمام المستوى السياسي وضع “الجيش” الحقيقي، حسبما توقّعنا جميعاً منه، وأن يعرض الحقيقة عارية، من دون أيّ تجميل. وكان يجب عليه أن يقاتل بكل قوته من أجل التقدّم إلى المرحلة (ب) من الصفقة لتحرير المخطوفين وإنقاذ الأحياء منهم، من دون تخوّف – حتى لو كلّفه ذلك منصب رئيس هيئة الأركان. وأكثر من ذلك، كان يجب على رئيس هيئة الأركان أن يمنع المستوى السياسي من الاستمرار في وهم أن “الجيش” قادر على هزيمة “حماس” والإيرانيين، كما أرادوا أن يسمعوا.

إن أقوال رئيس هيئة الأركان الموجّهة إلى الجمهور بشأن أهمية تحرير المخطوفين كأولوية، يبدو أنها من دون رصيد – أقوال ليست سوى واجب يجب أن يقال. أقواله تتناقض كلياً مع موافقته على تجديد الحرب في غزة.

هل اختار رئيس هيئة الأركان الجديد الخضوع منذ بداية طريقه؟ إذا كان الجواب نعم، فماذا سيحدث مستقبلاً؟ أنا دعمت تعيين إيال زمير بكل قوتي، لكنني لم أتخيّل أنه سيخضع أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لأنهما يريدان الاستمرار في الحرب من أجل البقاء في السلطة، على حساب حياة المخطوفين وأمن مواطني دولة إسرائيل.

الطريق الصائبة والصحيحة في هذا الوقت هي الاستمرار في المفاوضات والدخول في المرحلة (ب)، بحسب الاتفاق، وتحرير جميع المخطوفين، الذين يختنقون في ظلام الأنفاق، دفعة واحدة، وانتهاء الحرب. وبعدها، علينا أن نشمّر عن سواعدنا ونُعيد ترميم “الدولة والجيش” في جميع المجالات، لكي يستطيع الدفاع عن حدود “إسرائيل”، بما معناه أن على “الجيش” أن يتجهّز لحرب كبيرة يستطيع الضرب والحسم فيها.

في نهاية المطاف، إذا مات المخطوفون في الأنفاق المظلمة، فإن التهمة ستقع على كاهل المستويَين السياسي والعسكري، إلى الأبد، وهما اللذان اختارا الاستمرار في حرب من دون هدف، لن تحقّق أيّ إنجاز. هذا الخيار سيدفع إلى موت المخطوفين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم. إن كلّ يوم يمرّ يؤجّل فيه الحديث عن المرحلة (ب) من الصفقة، يضع حياة المخطوفين في خطر، أكثر فأكثر، إذ إن ثمة خطوة فقط تفصلهم عن الموت.

مقالات مشابهة

  • يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 
  • فريق التفاوض الإسرائيلي يغادر الدوحة دون تحقيق اختراقات في المفاوضات
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • بسبب بعدها.. تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف عن فشل كبير في حماية مستوطنة نير عوز في 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر
  • القناة 14 الإسرائيلية: استنفار للجيش الإسرائيلي في غور الأردن للاشتباه في عملية تسلل
  • ‏رئيس الأركان الإسرائيلي: سنجري تغييرا في توزيع المساعدات بغزة
  • إعلام عبري: وفد التفاوض الإسرائيلي بالدوحة يمدد إقامته
  • الجيش الإسرائيلي يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • عاسور يحدد مهمتين للجيش الإسرائيلي في غزة