تهنئة اليدومي بفوز السيسي تُثير الغضب والانتقادات
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
لاقت تغريدة لرئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد اليدومي هنأ فيها الرئيس المصري الفريق عبدالفتاح السيسي، بفوزه في الانتخابات الرئاسية لدوره ثالثة، موجة من الغضب والانتقادات.
وأمس الاثنين، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية، الاثنين، فوز عبد الفتاح السيسي، بولاية رئاسية ثالثة تبدأ بعد عدة أشهر، بعد حصوله على 89,6 في المئة من إجمالي الأصوات.
وعبر اليدومي في تغريدة على منصة إكس عن التهاني للرئيس السيسي فوزه بولاية رئاسية جديدة لجمهورية مصر العربية، تحقيقا لتطلعات الشعب المصري الشقيق وحماية لمكتسباته، خاصة في ظل الظروف الصعبة والتحولات الجارية التي تمر بها أمتنا العربية ودولنا وشعوبنا، حيث تضطلع مصر بدور محوري ومؤثر رئيسي في المنطقة.
وأعرب عن تمنياته بالتوفيق والسداد لمصر وقيادتها، وشعبها العظيم وتحقيق الرخاء والتقدم والاستقرار.
تغريدة اليدومي، لاقت جدلا واسعا بين الأوساط، منهم من اعتبرها خطوة إيجابية في مراجعة المرحلة في ظل المتغيرات الدولية، فيما الغالبية انتقد ذلك واعتبرها سقوطا مخزيا بحق حزب "الإصلاح" الذي يترأسه والذي يمثل امتداد لجماعة الإخوان المسلمين، وتماهيا مع الانقلاب بحق الرئيس محمد مرسي الذي قضى تحت التعذيب في سجون السيسي.
هزيمة وانحدار
وفي السياق قال الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، محمد إلهامي "أشعر أحيانا أن كتاب السياسة الذي يتعلم منه الإخوان المسلمون غير الكتاب الذي يعرفه العالم كله".
وأضاف "القوم يتطوعون مجانا بمواقف مخزية، تضر ولا تنفع، وهم سائرون في كل بلد من هزيمة إلى انحدار إلى انحطاط إلى انقسام وتفتت وتلاشي".
وتابع إلهامي "كنت لأتفهم هذا التصريح لو كان السيسي ينفعهم بشيء".
موتى في ثياب الأحياء
الكاتب الصحفي السوري مراسل الجزيرة د ـ أحمد موفق زيدان قال إن "مباركة تجمع الإصلاح اليمني بقيادة اليدومي للقاتل المجرم المغتصب للسلطة بفوزه في اغتصاب جديد للسلطة في مصر مخيب للآمال، ومؤسف."
وأضاف "لا أدري ولا أستطيع تفسير هذا الموقف الضال المضل".
وتابع زيدان "أتمنى أن يكون الحساب مادياً، وكلنا يعرف أن السيسي المجرم القاتل عدو لأمنه القومي القريب جداً في غزة، فكيف سيكون أميناً على من هو أبعد منه كاليمن".
وقال "حين نتفوق على الآخرين نتفوق أخلاقياً، للأسف لا دين أبقوا ولا دنيا"، مستدركا بالقول "عظم الله أجركم، وشكر الله سعينا، موتى في ثياب الأحياء".
ضريبة الذل
رضا فهمي البرلماني رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري سابقا، استرشد بكتاب "ضريبة الذل (يا ليت قومي يعلمون) سيد قطب (ت: 1386هـ - 1966م) والذي نشر عام 1952م.
وقال فهمي "بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة، لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة، رخيصة، مفزعة، قلقة، تخاف من ظلها، وتَفْرَقُ من صداها، {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [المنافقون:4]، {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة: 96].
وأتبع "هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون".
تماهي
عبدالغني علي الزبيدي علق بالقول "تخيلوا إلى أي سقوط قد وصل اخوان اليمن بعدما كانوا يسمونه انقلابي وفاشي".
وقال "هذا الموقف لا يعبر عن قناعة وصل اليها اخوان اليمن ولكنهم يتماهون مع موقف السعودية والامارات".
الدكتور رمضان جبارني مدير معهد التدريب و الاستشارات الدولي وأستاذ مناهج البحث العلمي - كـاردف (بريطانيا)، اكتفى بالقول "نسخة الهباش اليمنية (وخسارة إلحاق كلمة اليمن بك)، حشركما الله مع بعض".
فيما عمار الشرعبي فقال "السكوت احياناً حكمة".
موقف إيجابي
لكن عبدالسلام القيسي، علق من وجهة نظر أخرى، حيث اعتبر تهنئة اليدومي للسيسي بالخطوة الإيجابية.
وقال "انتماء مجيد للعروبة، الإصلاح يستعيد ذاته" حد قوله.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن مصر محمد اليدومي السيسي تهنئة
إقرأ أيضاً:
السيسي: الإيمان بالله شرف عظيم.. وعلينا استثمار المساجد في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الدينية
أعرب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عن قيمة الإيمان بالله وعظمته، مؤكدًا أن الإنسان قد يفقد الكثير إذا لم يحظَ برضا الله والإيمان به وذكره، وقال خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية:
"يفوتك الكتير أوي، لو فاتك ومرضيش عنك، ولو متشرفتش بالإيمان به وذكره".
وأوضح الرئيس أن الدولة قامت بدورها في هذا المجال، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تعتمد على جهد وعطاء الأئمة والدعاة، قائلًا:
"حاولنا نعمل حاجة وقمنا بالدور دا، وفى دور يستكمل بيكم أنتم، وبتمنى لكم كل التوفيق، وأتمنى لكل الناس في مصر إن نبقى على قلب رجل واحد فى بناء الإنسان، مش بس على المستوى الديني".
وفي معرض حديثه عن دور المساجد في حياة المسلمين، لفت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن مصر تمتلك عددًا هائلًا من المساجد، لكنها لا تُستغل بالشكل الأمثل، مشيرًا إلى أن المساجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تُستخدم لكل شؤون الحياة.
وقال الرئيس:
"عندنا مساجد كتيرة جدًا، وعندنا في نفس الوقت حجم قليل من المدارس... النهاردة ليه ما بنستفدش من المساجد؟ بتشتغل في كل صلاة 10 دقايق، ليه ما نخليش فيها مساحة لتعليم ولادنا؟ ممكن أعمل الجامع ويبقى جواه المدرسة".
وشدد سيادته على ضرورة التفكير في كيفية توظيف المساجد لخدمة المجتمع، ليس فقط من خلال الموعظة والخطبة، وإنما بتقديم دور تعليمي وتربوي متكامل يشارك في بناء الأجيال القادمة.
دعوة لتجديد الخطاب الديني لمواكبة تطورات العصروفي إطار حديثه عن أهمية تجديد الخطاب الديني، أكد الرئيس السيسي أن إعداد خطبة جميلة وحده لا يكفي، بل يجب أن يرافقها فهم واقعي ومعالجة عصرية لقضايا المجتمع.
وقال الرئيس:
"كلام كتير احنا محتاجين نفكر فيه أكتر، إنك تعد خطبة كويسة أوي وجميلة وتبقى سلسة... لكن هتعمل إيه مع جيرانك وأولادك والدنيا اللي بقت مليانة كتير؟"، مؤكدًا أن من يرفض التطور يخاطر بأن يظل أسير خطاب ديني تقليدي لم يعد ملائمًا لتحديات الحاضر.
شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن التغيرات التي يشهدها العالم يوميًا لا تعني المساس بالثوابت الدينية، بل تتطلب فهمًا عميقًا للتعامل مع المستجدات، وخاصة في ظل وجود لغات وسلوكيات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس:
"كل يوم صفحة التاريخ بتتغير وبيبقى في تطور... أكيد التطور اللي بيحصل دا، أنت هتجد مثلا على مواقع التواصل لغة جديدة، هتعمل إيه؟ هتتهم أصحابها ولا تفكر في حل؟"، داعيًا إلى تفهم طبيعة التحولات وعدم الوقوف منها موقف العداء.
أبدى الرئيس السيسي قلقه من تراجع الاهتمام باللغة العربية في ظل هيمنة اللغات الأجنبية، مؤكدًا أن اللغة العربية ليست فقط لغة تعليم، بل هي لغة القرآن الكريم والهوية الثقافية.
وقال:
"الناس كلها شايفة إن اللغة العربية مش لغة العصر... هتلاقي الولاد كلهم مش عاوز يتكلموا عربي... ما ينفعش نسيب لغة القرآن".
ختام إنساني وتحية لقداسة البابا الراحل
واختتم السيد الرئيس كلمته بتوجيه التحية والدعاء والتمنيات الطيبة لجميع الخريجين، قائلًا:
"كل سنة وأنتم طيبين، وربنا يوفقكم جميعًا ويبارك في جهودكم وفي جهودنا، ويجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية".
كما قدم تعازيه في وفاة بابا الفاتيكان، واصفًا إياه بأنه "شخصية عظيمة كان لها إسهام رائع في الإنسانية".