دراسة حديثة: الحمية النباتية تقلل من الهبات الساخنة بعد انقطاع الطمث
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
يعد انقطاع الطمث مرحلة انتقالية طبيعية في حياة كل امرأة، غير أن هذه المرحلة ترتبط بالأعراض المعروفة بـ "الهبات الساخنة" لدى أكثر من 80% من النساء، وهي نوبات تشعر المرأة خلالها بحرارة مصحوبة بتعرق واحمرار في الوجه، وتستمر ما بين 30 ثانية و10 دقائق، وتؤثر على نوعية الحياة وجودة النوم.
التحول إلى النظام الغذائي النباتيتشير الأبحاث إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بين النساء اللاتي يعانين من الهبات الساخنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام وألزهايمر، مما يدفع أغلبهن لتناول الأدوية، ويلجأ بعضهن للعلاج الهرموني الذي يشكل مخاطر محتملة للإصابة بسرطان الثدي والسكتة الدماغية.
ووفق دراسة جديدة، يمكن للنظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على كمية كافية من فول الصويا، أن يعزز التوازن الهرموني ويقلل من الهبات الساخنة بنسبة تصل إلى 95%.
وأرجعت الدراسة التي نشرت بمجلة "العلاجات التكميلية في الطب" في ديسمبر/كانون الأول 2023 الجاري، أن النظام الغذائي النباتي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب وفول الصويا، يعزز تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، ترتبط بانخفاض الهبات الساخنة.
تشير الأدلة العلمية إلى تأثير الخيارات الغذائية على صحة المرأة وتخفيف أعراض انقطاع الطمث (بيكسلز)أجريت الدراسة على 84 امرأة، في مرحلة انقطاع الطمث، أبلغن عن تعرضهن للهبات الساخنة مرتين أو أكثر في اليوم، وتم تقسيمهن إلى مجموعتين، اتبعت إحداهما نظاما غذائيا نباتيا قليل الدسم يتضمن نصف كوب من فول الصويا المطبوخ يوميا (86 غراما يوميا)، بينما واصلت الأخرى نظامها الغذائي المعتاد، إضافة إلى ذلك، خضعت مجموعة فرعية مكونة من 11 امرأة لإجراء تحليل ميكروبيوم الأمعاء باستخدام التسلسل الميتاجينومي (أداة جزيئية تستخدم لتحليل المواد الجينومية المختلطة المستخرجة من العينات البيئية) في بداية الدراسة وبعد اتباع نظام غذائي نباتي لمدة 12 أسبوعا.
سجلت المشاركات حدة وتواتر حدوث الهبات الساخنة عن طريق إحدى تطبيقات الهاتف المحمول، وفي نهاية الدراسة توصل الباحثون إلى وجود اختلافات في ميكروبيوم الأمعاء بين المجموعتين، إذ انخفضت الوفرة النسبية لبكتيريا البورفيروموناس وبريفوتيلا في المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي النباتي، مما عزز انخفاض الهبات الساخنة أثناء النهار، كذلك وجدوا انخفاضا في الوفرة النسبية للطمثية أو بكتيريا كلوستريديوم، التي ساهمت بدورها في انخفاض الهبات الساخنة الليلية، وخسرت المشاركات في الدراسة وزنا يعادل 3 كيلوغرامات خلال 12 أسبوعا، مدة الدراسة.
وبشكل عام، وجد الباحثون أن النظام الغذائي النباتي أدى إلى انخفاض إجمالي الهبات الساخنة بنسبة 95%، إذ اختفت الهبات الساخنة الشديدة تماما، وانخفضت الهبات الساخنة أثناء النهار بنسبة 96% وخلال الليل بنسبة 94%.
السمنة تعزز أعراض انقطاع الطمثمديرة الأبحاث السريرية والمؤلفة الرئيسية للدراسة دكتورة هانا كاليوفا، افترضت أن اتباع نظام غذائي نباتي متوازن، مع تجنب البروتين الحيواني ومنتجات الألبان الغنية بالدهون، يساعد في إدارة أعراض انقطاع الطمث، وأوضحت أن أحد أسباب رغبتها في دراسة تأثير هذا النظام على الهبات الساخنة، هو أن السمنة تعزز من مخاطرها، وأن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهما.
وأضافت كاليوفا أن النظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على فول الصويا غني بالألياف والمركبات مثل الإيسوفلافون والدايدزين، اللذين يعززان نمو بكتيريا الأمعاء النافعة، ويعملان على تثبيت مستويات هرمون الإستروجين الذي يقلل بدوره من الهبات الساخنة، كما يساعد تجنب اللحوم على تقليل بكتيريا الأمعاء المرتبطة بزيادة الالتهابات.
وأوضحت كاليوفا أن الانخفاض في الوفرة النسبة لبكتيريا كلوستريديوم تفسر مدى جودة تأثير النظام الغذائي النباتي على صحة القلب، ويوفر صلة محتملة بين الهبات الساخنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تشير الدراسات إلى دور الحمية النباتية في تقليل الهبات الساخنة إلا أن هذا لا يعني تجنب المنتجات الحيوانية (دويتشه فيله)وبحسب الصحيفة الرسمية للجمعية الدولية لانقطاع الطمث، توجد أدلة أخرى على تأثير الخيارات الغذائية على صحة المرأة وتخفيف أعراض انقطاع الطمث، ومنها دراسة كبيرة أجريت على النساء اللاتي يعشن في اليابان في ثمانينيات القرن العشرين، وكشفت عن انخفاض الهبات الساخنة لديهن مقارنة بالنساء في البلدان الغربية، وتم الإبلاغ عن نتائج مماثلة في بلدان آسيوية أخرى.
وبحسب الصحيفة، يرجع السبب في ذلك إلى الاختلافات الغذائية والأنظمة الغذائية التقليدية في هذه المناطق، التي تركز على المواد المشتقة من النباتات مثل الأرز والخضروات وفول الصويا.
وفي العام 2018، نشرت بوابة الأبحاث العلمية، نتائج دراسة علمية شارك فيها أكثر من 750 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 45 و80 عاما، وأبلغت النساء اللواتي اعتمدن على نظام غذائي نباتي عن أعراض أقل من الهبات الساخنة.
أكثر من 80% من النساء ترتبط لديهن مرحلة انقطاع الطمث بالأعراض المعروفة بـ "الهبات الساخنة" (دويتشه فيله) كثير من الخضروات.. قليل من اللحومتشير نتائج هذه الدراسات إلى دور النظام الغذائي النباتي في تقليل الهبات الساخنة، إلا أن هذا لا يعني تجنب المنتجات الحيوانية بشكل كامل، هذا ما أكدته إيمي براغانيني، أخصائية تغذية المرأة لموقع "هيلث لاين"، موضحة أن النظام النباتي يوفر العديد من الفوائد الصحية، وكذلك اللحوم الخالية من الدهون يمكن أن تكون مصدرا للبروتين والفيتامينات والمعادن، ولهذا ينبغي التوازن بينهما.
وبحسب براغانيني، ينبغي إضافة المزيد من فول الصويا (الإستروجين النباتي) إلى النظام الغذائي لتقليل الهبات الساخنة، مثل:
الأدامامي (فول الصويا الأخضر): يمكن استخدامه كمقبلات مع الوجبات بعد طهوه بالبخار ورشه بالقليل من الملح. حليب الصويا: يمكن إضافته إلى الفواكه الطازجة للحصول على عصير مفيد ولذيذ. مكسرات الصويا: تعد من الوجبات الخفيفة الغنية بالألياف والبروتين. ينبغي إضافة المزيد من فول الصويا (الإستروجين النباتي) إلى النظام الغذائي لتقليل الهبات الساخنة (غيتي إيمجيز) إرشادات غذائية أخرىبشكل عام، ينصح الخبراء باتباع نمط حياة صحي وتجنب السمنة، مع مراعاة الآتي:
تجنب المشروبات الغازية والكافيين ولا سيما قبل النوم مباشرة. التقليل من الأطعمة الغنية بالتوابل. شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم (ينصح بـ 8 أكواب). تعزيز الأطعمة الغنية بالكالسيوم. الحد من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على النترات، وكذلك الأطعمة الغنية بالدهون والسكر.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النظام الغذائی النباتی نظام غذائی نباتی من فول الصویا أن النظام
إقرأ أيضاً:
أهمية إطلاق مشروع "تعزيز الأمن الغذائي" بمصر
أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والسفارة البريطانية في مصر، مشروع «تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في مصر من خلال دعم صغار مزارعي القمح»، والذي يُعد أول تنفيذ فعلي لمذكرة التفاهم الموقعة بين مصر والمملكة المتحدة في مجال الأمن الغذائي بهدف إقامة شراكة استراتيجية بين مصر والمملكة المتحدة بشأن الأمن الغذائي المستدام خلال أكتوبر الماضي.
تعزيز الأمن الغذائي
ويستهدف مشروع «تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في مصر من خلال دعم صغار مزارعي القمح»، الذي سيتم تنفيذه على مدار عامين، تحقيق نتائج إيجابية على عدة مستويات، من خلال تحسين خصوبة التربة لصغار المزارعين في قطاع زراعة القمح حيث يركز المشروع بشكل خاص على تعزيز الإنتاجية الزراعية لصغار مزارعي القمح من خلال تحسين خصوبة التربة الزراعية وزيادة كفاءتها، وفيما يتعلق بمحور تحقيق الاستقرار الاقتصادي يقوم المشروع بدعم مرونة الإنتاج المحلي للقمح لمواجهة تقلبات الأسعار العالمية، كما يستهدف المشروع تعزيز رأس المال البشري وزيادة الإنتاجية الاقتصادية من خلال تحسين التغذية العامة للسكان، مما يعزز من صحة الأفراد ويرفع كفاءة القوى العاملة، وهو ما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية الاقتصادية الوطنية ويساهم في تحقيق التنمية الشاملة.
الزراعة تفحص وتعالج 1500 حيوان بمنطقة سقارة في البدرشينكما يعزز المشروع جهود التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين ممارسات خصوبة التربة حيث تساهم الممارسات الزراعية غير الملائمة في زيادة استخدام الأسمدة الكيميائية بشكل مفرط، وسيتم تنفيذ هذا المشروع من خلال شراكات استراتيجية مع الشركات المصنعة للمدخلات الزراعية والشركات التي تشتري المحاصيل (مثل المصدرين والمصنعين)، حيث سيتم تقديم الدعم لهذه الشركات لتوفير المنتجات والخدمات الضرورية لصغار المزارعين. ومن المتوقع أن يؤدي تحسين خصوبة التربة إلى تقليل الحاجة لاستيراد القمح بنسبة تتراوح بين 20% و25%.
وتعليقًا على إطلاق المشروع، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الحكومة المصرية تولي أولوية كبيرة لقطاع الأمن الغذائي ، ولذا فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل على حشد الشراكات الدولية والدعم الفني والتمويل من أجل تعزيز تلك الجهود، لتطوير الممارسات الزراعية المستدامة، ودعم حاضنة الأعمال الزراعية للشركات الصغيرة والمتوسطة، ودعم عملية التكيف في إنتاج المحاصيل وإدارتها، بالإضافة إلى تحديث أنظمة الري، والتكيف مع المناخ، بما يدفع جهود التنمية الاقتصادية، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على صياغة السياسات الاقتصادية القائمة على الأدلة والبيانات لسد الفجوات في مختلف مجالات التنمية، وحشد التمويلات المحلية والخارجية، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في القطاعات ذات الأولوية.
"الزراعة" تصدر تقريرًا بأبرز أنشطة "المركزي لمتبقيات المبيدات" خلال أكتوبروقال علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إننا نتطلع إلى شراكة استراتيجية مع بريطانيا في مجال الأمن الغذائى المستدام بما في ذلك تبادل الخبرات الفنية والبحث العلمي الزراعي، وكذلك تعزيز الإنتاج المحلى من القمح والزراعة المستدامة في مصر. وأشار فاروق إلى أن مجالات التعاون مع الجانب البريطاني تشمل أيضا التعاون في مجال رفع خصوبة التربة وزيادة إنتاجيتها الزراعية والاستخدام المُرشد للأسمدة خاصة النيتروجينية لدى صغار المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة وكذلك التعاون في مجال الأمن الغذائي المستدام خاصة في محصول القمح.
من جانبها، قالت كاثرين كار، نائبة السفير البريطاني في القاهرة: "أنا سعيدة بالتعاون بين المملكة المتحدة ومصر في مجال الأمن الغذائي، وهو تحدٍ عالمي بالغ الأهمية. سيعمل برنامج الحبوب المستدامة على الجمع بين التعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف زيادة إنتاج القمح المحلي وتقليل متطلبات استيراد القمح بنسبة 20-25٪: وهي نتيجة رائعة للمستهلكين والمزارعين والدولة. لقد شهدنا الكثير من الاستثمارات في البنية التحتية الزراعية، لكن هذه ستكون أول مبادرة مصرية مستهدفة لتوسيع إنتاج القمح. نحن فخورون بالمساعدة في تحقيق ذلك".
الجدير بالذكر، أنه خلال العام الماضي استضافت المملكة المتحدة، القمة العالمية للأمن الغذائي حيث تُمثل دفعة كبيرة لجهود الأمن الغذائي والابتكار في هذا المجال على مستوى العالم. وتتسم العلاقات المصرية البريطانية بتنوعها في العديد من المجالات كما تتواجد العديد من الشركات البريطانية التي تستثمر في مصر.
وفي عام 2020 أصدرت وزارة التعاون الدولي ووزارة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، بيانًا مشتركًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وذلك ضمن فعاليات قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية.