يعد انقطاع الطمث مرحلة انتقالية طبيعية في حياة كل امرأة، غير أن هذه المرحلة ترتبط بالأعراض المعروفة بـ "الهبات الساخنة" لدى أكثر من 80% من النساء، وهي نوبات تشعر المرأة خلالها بحرارة مصحوبة بتعرق واحمرار في الوجه، وتستمر ما بين 30 ثانية و10 دقائق، وتؤثر على نوعية الحياة وجودة النوم.

التحول إلى النظام الغذائي النباتي

تشير الأبحاث إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بين النساء اللاتي يعانين من الهبات الساخنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام وألزهايمر، مما يدفع أغلبهن  لتناول الأدوية، ويلجأ بعضهن للعلاج الهرموني الذي يشكل مخاطر محتملة للإصابة بسرطان الثدي والسكتة الدماغية.

ووفق دراسة جديدة، يمكن للنظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على كمية كافية من فول الصويا، أن يعزز التوازن الهرموني ويقلل من الهبات الساخنة بنسبة تصل إلى 95%.

وأرجعت الدراسة التي نشرت بمجلة "العلاجات التكميلية في الطب" في ديسمبر/كانون الأول 2023 الجاري، أن النظام الغذائي النباتي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب وفول الصويا، يعزز تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، ترتبط بانخفاض الهبات الساخنة.

تشير الأدلة العلمية إلى تأثير الخيارات الغذائية على صحة المرأة وتخفيف أعراض انقطاع الطمث (بيكسلز)

أجريت الدراسة على 84 امرأة، في مرحلة انقطاع الطمث، أبلغن عن تعرضهن للهبات الساخنة مرتين أو أكثر في اليوم، وتم تقسيمهن إلى مجموعتين، اتبعت إحداهما نظاما غذائيا نباتيا قليل الدسم يتضمن نصف كوب من فول الصويا المطبوخ يوميا (86 غراما يوميا)، بينما واصلت الأخرى نظامها الغذائي المعتاد، إضافة إلى ذلك، خضعت مجموعة فرعية مكونة من 11 امرأة لإجراء تحليل ميكروبيوم الأمعاء باستخدام التسلسل الميتاجينومي (أداة جزيئية تستخدم لتحليل المواد الجينومية المختلطة المستخرجة من العينات البيئية) في بداية الدراسة وبعد اتباع نظام غذائي نباتي لمدة 12 أسبوعا.

سجلت المشاركات حدة وتواتر حدوث الهبات الساخنة عن طريق إحدى تطبيقات الهاتف المحمول، وفي نهاية الدراسة توصل الباحثون إلى وجود اختلافات في ميكروبيوم الأمعاء بين المجموعتين، إذ انخفضت الوفرة النسبية لبكتيريا البورفيروموناس وبريفوتيلا في المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي النباتي، مما عزز انخفاض الهبات الساخنة أثناء النهار، كذلك وجدوا انخفاضا في الوفرة النسبية للطمثية أو بكتيريا كلوستريديوم، التي ساهمت بدورها في انخفاض الهبات الساخنة الليلية، وخسرت المشاركات في الدراسة وزنا يعادل 3 كيلوغرامات خلال 12 أسبوعا، مدة الدراسة.

وبشكل عام، وجد الباحثون أن النظام الغذائي النباتي أدى إلى انخفاض إجمالي الهبات الساخنة بنسبة 95%، إذ اختفت الهبات الساخنة الشديدة تماما، وانخفضت الهبات الساخنة أثناء النهار بنسبة 96% وخلال الليل بنسبة 94%.

السمنة تعزز أعراض انقطاع الطمث

مديرة الأبحاث السريرية والمؤلفة الرئيسية للدراسة دكتورة هانا كاليوفا، افترضت أن اتباع نظام غذائي نباتي متوازن، مع تجنب البروتين الحيواني ومنتجات الألبان الغنية بالدهون، يساعد في إدارة أعراض انقطاع الطمث، وأوضحت أن أحد أسباب رغبتها في دراسة تأثير هذا النظام على الهبات الساخنة، هو أن السمنة تعزز من مخاطرها، وأن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهما.

وأضافت كاليوفا أن النظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على فول الصويا غني بالألياف والمركبات مثل الإيسوفلافون والدايدزين، اللذين يعززان نمو بكتيريا الأمعاء النافعة، ويعملان على تثبيت مستويات هرمون الإستروجين الذي يقلل بدوره من الهبات الساخنة، كما يساعد تجنب اللحوم على تقليل بكتيريا الأمعاء المرتبطة بزيادة الالتهابات.

وأوضحت كاليوفا أن الانخفاض في الوفرة النسبة لبكتيريا كلوستريديوم تفسر مدى جودة تأثير النظام الغذائي النباتي على صحة القلب، ويوفر صلة محتملة بين الهبات الساخنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

تشير الدراسات إلى دور الحمية النباتية في تقليل الهبات الساخنة إلا أن هذا لا يعني تجنب المنتجات الحيوانية (دويتشه فيله)

وبحسب الصحيفة الرسمية للجمعية الدولية لانقطاع الطمث، توجد أدلة أخرى على تأثير الخيارات الغذائية على صحة المرأة وتخفيف أعراض انقطاع الطمث، ومنها دراسة كبيرة أجريت على النساء اللاتي يعشن في اليابان في ثمانينيات القرن العشرين، وكشفت عن انخفاض الهبات الساخنة لديهن مقارنة بالنساء في البلدان الغربية، وتم الإبلاغ عن نتائج مماثلة في بلدان آسيوية أخرى.

وبحسب الصحيفة، يرجع السبب في ذلك إلى الاختلافات الغذائية والأنظمة الغذائية التقليدية في هذه المناطق، التي تركز على المواد المشتقة من النباتات مثل الأرز والخضروات وفول الصويا.

وفي العام 2018، نشرت بوابة الأبحاث العلمية، نتائج دراسة علمية شارك فيها أكثر من 750 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 45 و80 عاما، وأبلغت النساء اللواتي اعتمدن على نظام غذائي نباتي عن أعراض أقل من الهبات الساخنة.

أكثر من 80% من النساء ترتبط لديهن مرحلة انقطاع الطمث بالأعراض المعروفة بـ "الهبات الساخنة" (دويتشه فيله) كثير من الخضروات.. قليل من اللحوم

تشير نتائج هذه الدراسات إلى دور النظام الغذائي النباتي في تقليل الهبات الساخنة، إلا أن هذا لا يعني تجنب المنتجات الحيوانية بشكل كامل، هذا ما أكدته إيمي براغانيني، أخصائية تغذية المرأة لموقع "هيلث لاين"، موضحة أن النظام النباتي يوفر العديد من الفوائد الصحية، وكذلك اللحوم الخالية من الدهون يمكن أن تكون مصدرا للبروتين والفيتامينات والمعادن، ولهذا ينبغي التوازن بينهما.

وبحسب براغانيني، ينبغي إضافة المزيد من فول الصويا (الإستروجين النباتي) إلى النظام الغذائي لتقليل الهبات الساخنة، مثل:

الأدامامي (فول الصويا الأخضر): يمكن استخدامه كمقبلات مع الوجبات بعد طهوه بالبخار ورشه بالقليل من الملح. حليب الصويا: يمكن إضافته إلى الفواكه الطازجة للحصول على عصير مفيد ولذيذ. مكسرات الصويا: تعد من الوجبات الخفيفة الغنية بالألياف والبروتين. ينبغي إضافة المزيد من فول الصويا (الإستروجين النباتي) إلى النظام الغذائي لتقليل الهبات الساخنة (غيتي إيمجيز) إرشادات غذائية أخرى

بشكل عام، ينصح الخبراء باتباع نمط حياة صحي وتجنب السمنة، مع مراعاة الآتي:

تجنب المشروبات الغازية والكافيين ولا سيما قبل النوم مباشرة. التقليل من الأطعمة الغنية بالتوابل. شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم (ينصح بـ 8 أكواب). تعزيز الأطعمة الغنية بالكالسيوم. الحد من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على النترات، وكذلك الأطعمة الغنية بالدهون والسكر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: النظام الغذائی النباتی نظام غذائی نباتی من فول الصویا أن النظام

إقرأ أيضاً:

الزراعة: تجدد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية للسنة السابعة

أعلن د محسن ابورحاب مدير معهد بحوث امراض النباتات، عن تجديد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية بمعهد بحوث أمراض النباتات، للسنة السابعة علي التوالى في إنجازٍ جديد يضاف إلى سجل معهد بحوث أمراض النباتات.


واضاف، انه تم تجديد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية من المجلس الوطني للاعتماد (الإيجاك) وفقًا للمواصفة القياسية الدولية ISO/17025:2017، ويمثل هذا الاعتماد علامة بارزة في مجال تشخيص الأمراض النباتية، ويعكس التزام المعهد بالجودة ومعايير الصحة النباتية الدولية.


جاء ذلك في حضور كل من الدكتورة نيفين صبحي مدير إدارة الجودة بالمركز، الدكتورة عبير عبدالوهاب مدير المعمل ،  د. هدى زكريا المدير الفني للمعمل ، د. ايمان خفاجي مدير الجودة للمعمل، و كل من د. دعاء عبد السميع ود. يسرا احمد من فريق العمل بالمعمل، بالإضافة الى السادة المقيمين من فريق التفتيش بالايجاك.


وأعرب الدكتور محسن أبو رحاب ، مدير المعهد، عن سعادته بهذا الإنجاز، قائلًا: "أن هذا الانجاز يأتي في اطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية ، بأهمية الاهتمام بمعايير الجودة وتطبيقها في مختلف المجالات، خاصة في البحث العلمي ومجالات تشخيص الأمراض والآفات النباتية. 

وأكد على  ضرورة التوجه نحو اعتماد جميع المعامل التابعة لوزارة الزراعة، لضمان تقديم خدمات بجودة عالية وفقًا للمعايير الدولية ، مما يسهم في رفع مستوى الأداء وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة.


و أضاف أبو رحاب قائلًا " ان تجديد الاعتماد هو تأكيد على التزامنا بتقديم أفضل الخدمات العلمية والبحثية،نحن نعمل باستمرار على تحسين قدراتنا وتحديث تقنياتنا لضمان أن تكون نتائجنا دقيقة وموثوقة."


تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المعهد المستمرة لتحسين جودة خدماته وتعزيز قدراته في مجال التحليل وتشخيص الامراض النباتية، حيث يعد معمل الممرضات النباتية الحجرية أحد معامل معهد بحوث امراض النباتات الرائدة في مصر، ولعب دورًا حيويًا في حماية المحاصيل الزراعية من الأمراض التي تهدد الثروة الزراعية المصرية ، كما يعد أول معمل بوزارة الزراعة يحصل على شهادة الاعتماد الدولي في مجال تشخيص الممرضات الحجرية للنبات منذ 2018.


وهذا الإنجاز يعد شهادة نجاح جديدة للمعمل تؤكد على  أن المعمل يعمل وفق أعلى معايير الجودة، مما يعزز من موثوقية النتائج التي يقدمها، كما يُظهر هذا الاعتماد قدرة المعمل على المنافسة على المستوى الدولي، مما يفتح أمامه آفاق جديدة للتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية ويعزز من موقعه كمعمل مرجعي في مصر، كما يعزز من دور معهد بحوث أمراض النباتات في  تقليل خسائر المحاصيل وحماية الإنتاج الزراعي من الأمراض النباتية، وفي تعزيز الأمن الغذائي في مصر.
يأتي هذا الاعتماد في وقت يتزايد فيه الطلب على خدمات تشخيص الأمراض النباتية، مما يبرز أهمية المعهد كجهة مرجعية موثوق بها للمزارعين والباحثين على حد سواء. كما يسهم هذا الإنجاز في تعزيز  الإجراءات الحجرية التي تتخذ لمنع دخول افات حجرية إلى الاراضى المصرية والتي من الممكن أن تقلل من فاعلية برامج التنمية الوطنية وتهدد الاستثمارات في مجال الزراعة، كما يساعد على عدم تصدير شحنات زراعية مصابة باي ممرضات ممنوعة يمكن أن تؤثر على سمعة الصادرات المصرية، بالإضافة الى تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية، مما يفتح الأبواب لمزيد من الشراكات البحثية والمشاريع المشتركة.
ختامًا، يعكس تجديد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية الجهود المستمرة للمعهد في تحقيق التميز والابتكار في مجال بحوث أمراض النباتات.

مقالات مشابهة

  • فوائد مستحضرات التجميل النباتية| آمنة للبشرة الحساسة
  • إزالة 3 مكامير فحم ومصنع غير مرخص لتخزين وتصنيع الفحم النباتي بدمياط
  • «أنا أسفة لحضرتك».. منة عرفة تعتذر لـ إلهام شاهين بسبب المشاهد الساخنة (صورة)
  • تناولها بكثرة .. هذه الفواكه تعالج ارتفاع الكوليسترول
  • الغطاء النباتي” يناقش حلول التخفيف من آثار الجفاف
  • «الزراعة» تعلن تجديد الاعتماد الدولي لمعمل الممرضات النباتية الحجرية
  • تجديد الاعتماد الدولى لمعمل الممرضات النباتية الحجرية بمعهد بحوث أمراض النباتات
  • خمس عادات تحميك من الخرف
  • الزراعة: تجدد اعتماد معمل الممرضات النباتية الحجرية للسنة السابعة
  • ما هي سياسة ترامب الخارجية وكيف سيتعامل مع "الملفات الساخنة"؟