كيف يقوم العقل البشري بترتيب الأحداث بشكل صحيح؟، سؤال ربما يكون قد خطر في بالك من قبل ولم تجد له إجابة ملموسة، لكن دراسة علمية كشفت عن إجابة حاليًا له. 

كشفت الدراسة الحديثة أن الخلايا العصبية الموجودة في الحصين -أحد المكونات الرئيسية لدماغ الإنسان- والتي يُعتقد أنها تمثل معلومات زمنية - يمكن أن تكون السر الذي يربط ذكرياتنا معًا في التسلسل الصحيح حتى نتمكن من تذكر الترتيب الصحيح الذي حدثت به الأشياء.

 

وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة “علم الأعصاب” و“ساينس ألرت" العلمية أنه لم يكن معروفًا لفترة طويلة كيفية تشفير الذاكرة العرضية في الدماغ البشري.

وللتحقق من ذلك، قام فريق من الباحثين بقيادة عالمة الأعصاب، ليلى ريدي، من مركز أبحاث الدماغ والإدراك (CerCo) في فرنسا بمراقبة النشاط الكهربائي في أدمغة 15 مريضًا بالصرع باستخدام أقطاب كهربائية دقيقة مزروعة في الحصين. 

وأوضح الباحثون في دراستهم، التي نُشرت عام 2021، أن إنشاء ذكريات عرضية يتطلب ربط أحداث متميزة لتجربة ما بإخلاص زمني.

وأضاف أنه نظرًا لأهمية الحصين “قرن آمون” في تعلم الترتيب التسلسلي وأحكام الترتيب الزمني قمنا باختبار ما إذا كانت الخلايا العصبية الحصينية البشرية تمثل معلومات زمنية بينما يتعلم المشاركون ترتيب سلسلة من العناصر. 

الدماغ البشري 

أجريت التجارب خلال اختبارات طبية استخدمت فيها الأقطاب الكهربائية لتحديد مصدر نوباتهم في الدماغ.

ونتيجة لذلك، لم يتطلب البحث أي عمليات زرع غازية أو محفوفة بالمخاطر ولم يكن من الممكن أن يخضع لها المرضى بالفعل لأغراض علاج الصرع المحتمل.

في التجارب، قدم الباحثون سلسلة من الصور للمشاركين بترتيب محدد مسبقًا وطُلب منهم حفظ التسلسل.

وخلال الجلسات، سجلت الأقطاب الكهربائية خلايا عصبية محددة في الحصين تنشط استجابةً للتجربة سواء خلال لحظات محددة أثناء عرض الصور، أو أثناء الفجوات عندما لا يتم عرض الصور، أو عند فترات التوقف حيث يُطلب من المشاركين توقع الصورة التي سيتم عرضها.

وفقًا للباحثين، فإن الخلايا العصبية المعنية هي دليل على الخلايا الزمنية حيث يتم تعديل نشاطها من خلال سياق زمني ضمن نافذة زمنية محددة جيدًا.

وقال الباحثون إن بعض هذه الخلايا العصبية كانت منخرطة بنشاط في حفظ أو تذكر تسلسل الصور في التجارب، ولكن بعضها كان نشطًا أيضًا عندما لم يكن هناك أي محفز بصري، مما يشير إلى أنها كانت تشفر تدفق الوقت حتى عندما لم يحدث شيء على وجه الخصوص.

وأوضح الباحثون في ورقتهم البحثية: "لوحظ أن الخلايا الزمنية تنطلق في لحظات متتالية في هذه الفترات الفارغة.

وأضاف الباحثون: "لا يمكن أن يكون التعديل الزمني خلال فترات الفجوة هذه مدفوعًا بأحداث خارجية؛ بل يبدو أنها تمثل إشارة زمنية متطورة نتيجة للتغيرات في تجربة المرضى خلال وقت الانتظار هذا"> 


ووفقا للباحثين، فإن الخلايا الزمنية في الدماغ البشري "متعددة الأبعاد" قادرة على تشفير المعلومات المتعلقة بالوقت، لكنها تستجيب أيضًا لأنواع مختلفة من المعلومات أو المحفزات الحسية.

يوعتقد الفريق أنه من الممكن أن يكون السلوك متعدد الأبعاد لهذه الخلايا العصبية الزمنية هو ما يسجل "ماذا" و"أين" و"متى" بالنسبة للتجارب، كما يجمع العناصر معًا لتكوين ذكريات متماسكة من خليط من المدخلات. 

تأثير كورونا لم ينتهِ بعد وهذا ما فعله في دماغ المتعافين.. دراسة تكشف النسيان والسكتة والأمراض العصبية الأبرز.. أضرار التدخين على الدماغ

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدماغ البشري الخلايا العصبية الحصين العقل البشري دماغ الإنسان علم الأعصاب الخلایا العصبیة

إقرأ أيضاً:

الحكومة المغربية تكشف سبب انتشار مرض" الحصبة"

كشفت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، أن تراجع تلقي اللقاحات الطبية في السنوات التي أعقبت جائحة كورونا وانتشار المعلومات المغلوطة تسببا في عودة داء الحصبة وانتشاره في المغرب خاصة بين الأطفال.

جاد الله: المغرب أكبر مستورد للتمور المصرية كازابلانكا أول محطات جولة أوركسترا مزيكا الموسيقية في المغرب


وبحسب" سكاي نيوز عربية"، أوضح مصطفى بايتاس، المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية، في مؤتمر صحفي، لوحظ عودة لداء الحصبة في بلادنا، وتسارع في ارتفاع الحالات".


وأضاف بايتاس، أن أسباب انتشار الداء "في طليعتها تراجع التلقيح في السنوات الأخيرة، خاصة السنوات التي أعقبت جائحة كورونا، هذا واحد من الأسباب الكبيرة".


وتابع،"السبب الثاني يعود إلى انتشار المعلومات المغلوطة التي تخيف المواطنين من التلقيح".

 

وارتفعت حالات الإصابة بفيروس الحصبة أو ما يعرف بـ"بوحمرون" في المغرب إلى 25 ألف إصابة، وسجلت المملكة وفاة 120 طفلا بالمرض منذ سبتمبر 2023.

ووجهت منظمة الصحة العالمية تحذيرات بتفشي هذا المرض من جديد في عدد من مناطق العالم.

وقال بايتاس إن "الحكومة عبر وزارة الصحة تفاعلت مع الموضوع بسرعة كبيرة".
وأضاف "أحسن طريقة لمحاربة هذا النوع من الفيروسات هو التلقيح، خاصة التلقيح المبكر في السنوات الأولى".

وحذر من انتشار المعلومات المغلوطة "في وسائل التواصل الاجتماعي".

وقال إن الحكومة إنها أرست "نظاما لليقظة والتتبع في 12 مركزا إقليميا للطوارئ الصحية وإطلاق حملة وطنية عاجلة للتلقيح ضد الحصبة وأمراض أخرى منذ 28 أكتوبر 2024 والتي تقرر تمديدها".

وذكر أن الحكومة تركز على "حملة تواصلية شاملة تستهدف خاصة الفئات المعنية بالتلقيح الأباء والتلاميذ ومهنيي الصحة والتعليم والسلطات العمومية


وحسب منظمة الصحة العالمية فإن الحصبة هو مرض شديد العدوى سببه فيروس ينتشر بسهولة عندما يتنفس شخص مصاب بعدواه أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب الداء الأكثر شيوعا بين الأطفال مرضا وخيما ومضاعفات قد تصل إلى الموت.

وتظهر أعراض الحصبة عادة بعد حوالي 10-14 يومًا من التعرض للفيروس، وتشمل:

حمى عالية: قد تصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.
سعال جاف: يستمر لعدة أيام.
رشح: مع انسداد الأنف.
عيون حمراء وملتهبة: حساسية للضوء.
بقع بيضاء صغيرة داخل الفم: تظهر قبل ظهور الطفح الجلدي.
طفح جلدي: يبدأ عادة خلف الأذنين ثم ينتشر إلى الوجه والجسم، ويتحول إلى اللون البني المحمر.

وقد تؤدي الحصبة  إلى مضاعفات خطيرة، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ومن أبرز هذه المضاعفات:

التهاب الأذن الوسطى: يؤدي إلى ألم في الأذن وصعوبة في السمع.
التهاب الشعب الهوائية والرئتين: قد يتطور إلى الالتهاب الرئوي، وهو عدوى خطيرة في الرئتين.
التهاب الدماغ: وهو التهاب في الدماغ قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو الوفاة.
مشاكل في الجهاز العصبي: مثل النوبات الصرعية وشلل الدماغ.
سوء التغذية: بسبب فقدان الشهية والإسهال.
زيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى: يضعف جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي والسل.


الوقاية من الحصبة


أفضل وسيلة للوقاية من الحصبة هي التطعيم. لقاح الحصبة آمن وفعال، ويحمي من الإصابة بالمرض. يجب على جميع الأطفال الحصول على التطعيم ضد الحصبة وفقًا للجدول الزمني الموصى به من قبل وزارة الصحة.

مقالات مشابهة

  • نتائج مفاجئة: ما هو الحد الأقصى لسرعة معالجة الدماغ البشري؟
  • دماغك يكشف أسرارك
  • الحكومة المغربية تكشف سبب انتشار مرض" الحصبة"
  • دراسة جديدة: تقليل الالتهابات مفتاح الوقاية من الخرف
  • التشنجات العصبية.. أسباب النوبات وأنواعها
  • دراسة: أمراض اللثة قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر وتأثر على صحة الدماغ
  • «تخفض خطر الوفاة».. دراسة تكشف علاقة اللياقة البدنية بالسرطان
  • نظرية جديدة لتفسير آلية اختزان الذكريات في العقل البشري
  • أروى جودة تكشف سبب عدم ارتدائها فستان عقد القران.. السر في الساعة
  • مفاجأة في نوع جديد من الشاي يقضي على الدهون.. السر في الميكروبات