كيف يقوم العقل البشري بترتيب الأحداث بشكل صحيح؟ .. دراسة تكشف السر
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
كيف يقوم العقل البشري بترتيب الأحداث بشكل صحيح؟، سؤال ربما يكون قد خطر في بالك من قبل ولم تجد له إجابة ملموسة، لكن دراسة علمية كشفت عن إجابة حاليًا له.
كشفت الدراسة الحديثة أن الخلايا العصبية الموجودة في الحصين -أحد المكونات الرئيسية لدماغ الإنسان- والتي يُعتقد أنها تمثل معلومات زمنية - يمكن أن تكون السر الذي يربط ذكرياتنا معًا في التسلسل الصحيح حتى نتمكن من تذكر الترتيب الصحيح الذي حدثت به الأشياء.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة “علم الأعصاب” و“ساينس ألرت" العلمية أنه لم يكن معروفًا لفترة طويلة كيفية تشفير الذاكرة العرضية في الدماغ البشري.
وللتحقق من ذلك، قام فريق من الباحثين بقيادة عالمة الأعصاب، ليلى ريدي، من مركز أبحاث الدماغ والإدراك (CerCo) في فرنسا بمراقبة النشاط الكهربائي في أدمغة 15 مريضًا بالصرع باستخدام أقطاب كهربائية دقيقة مزروعة في الحصين.
وأوضح الباحثون في دراستهم، التي نُشرت عام 2021، أن إنشاء ذكريات عرضية يتطلب ربط أحداث متميزة لتجربة ما بإخلاص زمني.
وأضاف أنه نظرًا لأهمية الحصين “قرن آمون” في تعلم الترتيب التسلسلي وأحكام الترتيب الزمني قمنا باختبار ما إذا كانت الخلايا العصبية الحصينية البشرية تمثل معلومات زمنية بينما يتعلم المشاركون ترتيب سلسلة من العناصر.
الدماغ البشريأجريت التجارب خلال اختبارات طبية استخدمت فيها الأقطاب الكهربائية لتحديد مصدر نوباتهم في الدماغ.
ونتيجة لذلك، لم يتطلب البحث أي عمليات زرع غازية أو محفوفة بالمخاطر ولم يكن من الممكن أن يخضع لها المرضى بالفعل لأغراض علاج الصرع المحتمل.
في التجارب، قدم الباحثون سلسلة من الصور للمشاركين بترتيب محدد مسبقًا وطُلب منهم حفظ التسلسل.
وخلال الجلسات، سجلت الأقطاب الكهربائية خلايا عصبية محددة في الحصين تنشط استجابةً للتجربة سواء خلال لحظات محددة أثناء عرض الصور، أو أثناء الفجوات عندما لا يتم عرض الصور، أو عند فترات التوقف حيث يُطلب من المشاركين توقع الصورة التي سيتم عرضها.
وفقًا للباحثين، فإن الخلايا العصبية المعنية هي دليل على الخلايا الزمنية حيث يتم تعديل نشاطها من خلال سياق زمني ضمن نافذة زمنية محددة جيدًا.
وقال الباحثون إن بعض هذه الخلايا العصبية كانت منخرطة بنشاط في حفظ أو تذكر تسلسل الصور في التجارب، ولكن بعضها كان نشطًا أيضًا عندما لم يكن هناك أي محفز بصري، مما يشير إلى أنها كانت تشفر تدفق الوقت حتى عندما لم يحدث شيء على وجه الخصوص.
وأوضح الباحثون في ورقتهم البحثية: "لوحظ أن الخلايا الزمنية تنطلق في لحظات متتالية في هذه الفترات الفارغة.
وأضاف الباحثون: "لا يمكن أن يكون التعديل الزمني خلال فترات الفجوة هذه مدفوعًا بأحداث خارجية؛ بل يبدو أنها تمثل إشارة زمنية متطورة نتيجة للتغيرات في تجربة المرضى خلال وقت الانتظار هذا">
ووفقا للباحثين، فإن الخلايا الزمنية في الدماغ البشري "متعددة الأبعاد" قادرة على تشفير المعلومات المتعلقة بالوقت، لكنها تستجيب أيضًا لأنواع مختلفة من المعلومات أو المحفزات الحسية.
يوعتقد الفريق أنه من الممكن أن يكون السلوك متعدد الأبعاد لهذه الخلايا العصبية الزمنية هو ما يسجل "ماذا" و"أين" و"متى" بالنسبة للتجارب، كما يجمع العناصر معًا لتكوين ذكريات متماسكة من خليط من المدخلات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدماغ البشري الخلايا العصبية الحصين العقل البشري دماغ الإنسان علم الأعصاب الخلایا العصبیة
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف تأثير الصيام المتقطع على صحة القلب والأوعية الدموية
إنجلترا – كشفت دراسة حديثة تأثير الصيام المتقطع على تنشيط الصفائح الدموية، ما قد يساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) مسؤولة عن أكثر من 20 مليون حالة وفاة سنويا، معظمها ناتج عن النوبات القلبية أو السكتات الدماغية بسبب انسداد الشرايين.
وتشمل عوامل الخطر الرئيسية لتلك الأمراض تصلب الشرايين، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وزيادة نسبة الجلوكوز.
وكل هذه العوامل تزيد من تجمع الصفائح الدموية، ما يرفع خطر الإصابة بتجلط الشرايين وأمراض القلب. وعلى الرغم من انتشار الأدوية المضادة للصفائح الدموية، ما يزال العديد من المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية يعانون من نوبات قلبية ناجمة عن تجلط الأوعية الدموية التاجية.
وتشير الدراسات إلى أن اتباع أنماط غذائية معينة، مثل الصيام المتقطع، يمكن أن يقلل من مخاطر أمراض القلب. ويتمثل الصيام المتقطع في تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 60% ليومين في الأسبوع أو في أيام متبادلة.
وقد أظهرت الأبحاث أن الصيام المتقطع يحسن صحة القلب عن طريق خفض ضغط الدم والكوليسترول ومقاومة الإنسولين.
وشملت الدراسة الحالية مرضى يعانون من أمراض الشرايين التاجية (CAD) ويتناولون الأسبرين، حيث تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين: مجموعة الصيام المتقطع، ومجموعة التغذية الحرة.
وطلب الباحثون من مجموعة الصيام المتقطع الصيام كل يومين وتناول الطعام بحرية في الأيام الأخرى. تم عزل الصفائح الدموية من عينات الدم التي جمعت قبل وبعد التجربة التي استمرت 10 أيام.
كما أجريت تجارب على فئران تحمل جين الأبوليبروتين E (ApoE)، حيث تم تقسيمها إلى مجموعتين: التغذية الحرة والصيام المتقطع.
ووجد الباحثون أن الصيام المتقطع قلل من تنشيط الصفائح الدموية وتكوين الجلطات في كل من البشر والفئران.
وأظهرت التحليلات الطيفية للبكتيريا المعوية وجود مستويات عالية من مركبي orotate و3-Indolepropionic acid، أو اختصارا IPA، في مجموعة الصيام المتقطع.
وبينت التجارب أن مركب IPA يثبط تنشيط الصفائح الدموية ويقلل من وقت تكوين الثرومبين (وهو بروتين له نشاط خثري قوي )، ما يعادل فعالية دواء كلوبيدوغريل المضاد للتجلط.
كما لوحظ أن الصيام المتقطع زاد من مستويات بكتيريا Clostridium sporogenes في الأمعاء، وهي البكتيريا المسؤولة عن إنتاج IPA.
وأظهرت الفئران التي عولجت بهذه البكتيريا مستويات أعلى من IPA في الجهاز الهضمي والبلازما والصفائح الدموية، ما أدى إلى انخفاض تجمع الصفائح الدموية وإبطاء تكوين الجلطات.
ويرتبط IPA بمستقبلات بريجنين إكس (PXR) في الصفائح الدموية (وهو مستقبل نووي وظيفته الأساسية هي استشعار وجود مواد سامة غريبة واستجابة لذلك تنظيم التعبير عن البروتينات المشاركة في إزالة السموم وإخراج هذه المواد من الجسم)، ما يثبط مسارات تنشيط الصفائح الدموية، مثل مسار Src/Lyn/Syk الذي يمنع تكوين الجلطات.
وأكدت التجارب أن حجب هذه المسارات يؤدي إلى زيادة تجمع الصفائح الدموية، ما يدعم دور IPA في تثبيط تنشيط الصفائح الدموية.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الصيام المتقطع قد يقلل من تنشيط الصفائح الدموية وتكوين الجلطات في الشرايين، ما يعزز صحة القلب والأوعية الدموية من خلال تغيير البكتيريا المعوية وزيادة مستويات IPA في الدم. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكانية استخدام الصيام المتقطع كعلاج لمرضى تصلب الشرايين التاجية.
نشرت الدراسة في مجلة Life Metabolism.
المصدر: نيوز ميديكال