عربي21:
2024-12-25@01:41:21 GMT

اليمن.. أيهما يسبق اتفاق السلام أم العودة إلى الحرب؟

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

اليمن.. أيهما يسبق اتفاق السلام أم العودة إلى الحرب؟

يشهد اليمن أحداثا أكثر سخونة من ذي قبل، ففي ظل الجهود الجارية للتوصل إلى حل نهائي للحرب بين جماعة الحوثي والحكومة المعترف بها، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوة بحرية جديدة متعددة الجنسيات لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن المتجهة نحو إسرائيل، وهو أمر ينذر بتعقيدات قد تفشل التوقيع على أي اتفاق مرتقب.



وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون على السفن.

ويضم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، كل من بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

وأمام هذه التطورات، تثار أسئلة عدة من قبيل : أيهما سيسبق الاتفاق الذي تصر الرياض على إبرامه مع الحوثي أم العودة إلى مربع الحرب مع حشد الإدارة الأمريكية وحلفائها قواتها على أكثر من محور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، بالتزامن مع تشديد الحوثيين على مواصلة عملياتهم ضد السفن الذاهبة نحو موانئ الاحتلال الإسرائيلي؟

"هناك اتجاهان"
وفي هذا السياق، يقول الكاتب والباحث اليمني في الشؤون الخليجية والإيرانية، عدنان هاشم إن الأمور تمضي في كِلا الاتجاهين، الولايات المتحدة شكلت قوتها البحرية من 10 دول، فيما السعودية -وحلفائها- مصممة على المضي قدما بشأن توقيع اتفاق سلام يخص اليمن.

وأضاف هاشم في تصريح خاص لـ"عربي21" أنه ورغم عدم معرفة ما إذا كانت القوة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة ستشن هجمات على الحوثيين في اليمن أو أنها ستقتصر على مرافقة سفن الشحن جنوب البحر الأحمر.

وتابع: إلا أن البنتاغون يبدو حذرا من توسيع رقعة الحرب إلى "باب المندب" ما سيجعل من الهجمات -إذا حدثت- أضعف من تؤدي بالحوثيين لمواجهة عسكرية بحرية.

واستبعد الباحث اليمني أن تفضي المشاورات الخلفية بين الحوثيين والبيت الأبيض إلى نتائج سريعة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحا أن الحوثيين سيغامرون بالسمعة التي حصلوا عليها عربياً بمهاجمة السفن، ويغامرون بتثبيت مركزهم كمؤثر في محور المقاومة الذي تتزعمه إيران.

"السيطرة على سواحل اليمن"
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع إن الهدف من تشكيل تحالف دولي هو توسيع قوة المهام المشتركة 153، وهي وحدة عسكرية تركز على البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مجموعة تضم 39 دولة ومقرها البحرين، ويتولى قيادتها الدورية ضابط في البحرية الأمريكية.

وأضاف الشجاع لـ"عربي21" أنه "سبق وأن صرح الرئيس الأميركي جون بايدن بأن هذا التحالف ستتحمل كلفته الدول المحيطة بالبحر الأحمر، بما يعني أن الكلفة ستصب بشكل رئيسي على السعودية"، متسائلا بالقول: هل تحتاج مواجهة الحوثي إلى تحالف جديد، وماذا عن التحالف السابق؟.
 
وأشار الأكاديمي والسياسي اليمني أنه لم تعد تنطلي على المتابع العلاقة بين واشنطن والحوثي، في وقت أوقفت الأولى تزويد المملكة العربية السعودية بالسلاح وسحب قاعدة منظومة الصواريخ كروز من أراضيها، ومنعت التحالف الذي تقوده، من المضي قدما في تحرير محافظة الحديدة وتثبيت الحوثيين هناك رغما عن اتفاق ستوكهولم الذي نص على انسحاب الحوثيين وتسليم ميناءها، غربي البلاد.

وقال الشجاع : "لن تشن الولايات المتحدة الأمريكية حربا على الحوثيين ولن يكون هناك سلام في اليمن"، مؤكدا أن "ما يجري هو تسليم الشواطئ والجزر اليمنية لإسرائيل ومجي البوارج الحربية الأمريكية لقطع الطريق على الصين التي تتواجد من خلال قواعدها في جيبوتي ومن خلال طريق الحرير".

ولفت إلى أن أي اتفاق سيتم بخصوص اليمن سيكون لإطالة الحرب الداخلية بعيدا عن مصادر الطاقة وعن البحار.

"تجميد الاتفاق"
من جانبه، يرى رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد أن اختطاف السفن في البحر الأحمر والهجمات عليها من قبل الحوثيين يبدو أنها ستعرقل الاتفاق الذي ترعاه السعودية وعمان وقد يتم تأجيله.

وقال عبدالسلام لـ"عربي21" إن هناك احتمالا كبيرا لتدخل الولايات المتحدة لتجميده لان أي اتفاق سلام في اليمن يجب أن يتبعه اتفاقات فيما يتعلق الأمن الإقليمي الذي يتعرض الآن لتهديدات خطيرة من قبل الحوثيين لا تسمح بتمرير اتفاق سلام معهم في اليمن.
 
وأردف قائلا: ولذلك، ستطالب طهران بتقاسمات في الخارطة الدولية الجديدة من خلال هذه العمليات التي ينفذها الحوثيون، وبالتالي تحقيق مكاسب كثيرة في أي اتفاق بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي بعد ما خسرت وجودها في دعم المقاومة، ولذلك، دخلت من بوابة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

كما أوضح الباحث اليمني أن الحراك العماني فيما يخص "هجمات الحوثيين في البحر الأحمر" يعتمد على رغبة الجماعة في العودة خطوة إلى الوراء، وهو ما يبدو واضحا من تصريحات ناطقها، الذي يناور في تقبل وقف هذه الهجمات إدراكا منه بخطورتها.

لكنه قال إن الجماعة لها وجهة نظر أخرى وخصوصا القوى العسكرية التي تديرها الحرس الثوري الإيراني، والذي يبدو أنها ستواصل هذه الهجمات.

ولفت إلى أن أي عملية عسكرية ستقوم واشنطن وحلفائها، فإنها ربما قادرة على امتصاصها بل وتعطيها القدرة على التوسع إقليميا من خلال التواجد الأكبر في البحر الأحمر واستهداف ما منعوا من استهدافها في مضيق باب المندب مثل جزيرة ميون والمخا الاستراتيجية ( غربي محافظة تعز قرب باب المندب) وربما السيطرة عليهما، وكذلك العودة إلى الهجوم على حقول النفط في صافر شرق مأرب ( شرقا ) وربما تنفيذ ضربات صاروخية نحو الأراضي الإماراتية واشتعال المعارك على الحدود مع السعودية.

"موقفنا لن يتغير"
وردا على التحركات الأمريكية، قال القيادي في الجماعة وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام في حديث لوكالة "رويترز"، إن "أنصار الله لن تغير موقفها من الحرب على غزة بسبب تشكيل التحالف".

وأضاف أن التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة "لا داعي له أساسا"، وأن المياه المحاذية لليمن آمنة للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل، بسبب "الحرب العدوانية الظالمة على فلسطين والحصار على قطاع غزة".

من جهتها، قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم الثلاثاء إنها تلقت معلومات عن محاولة محتملة للصعود على متن سفينة على بعد 17 ميلا إلى الغرب من مدينة عدن الساحلية باليمن، مضيفة أن الهجوم لم ينجح وأن جميع أفراد الطاقم بخير.

وأوضحت في مذكرة "تلقت سفينة في المنطقة المجاورة اتصالا عالي التردد من سفينة ’تتعرض لهجوم قرصنة’ في الموقع. وبعد نصف ساعة، وصلت طائرة... إلى مكان الواقعة لتمشيط المنطقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اليمن الحوثي الولايات المتحدة السعودية غزة السعودية الولايات المتحدة غزة اليمن الحوثي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الحوثیین فی أی اتفاق فی الیمن من خلال

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يهدد الحوثيين: ماذا وراء التصعيد؟

شمسان بوست / متابعات:

توعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة الحوثيين، يوم الأحد، بالتحرّك ضدهم “بقوة وتصميم”، وذلك غداة إطلاقهم صاروخاً من اليمن سقط في تل أبيب وأسفر عن إصابة 20 شخصاً بجروح. وقال نتنياهو في مقطع فيديو بثّه مكتبه: “كما تصرّفنا بقوّة ضدّ الأذرع المسلّحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرّك ضدّ الحوثيين… بقوة وتصميم وحنكة”، على حد زعمه.

وجاء الهجوم الصاروخي الحوثي بعد شنّ الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، سلسلة غارات على مدينتي صنعاء والحديدة اليمنيتين، استُهدفت فيها محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، ما تسبب في سقوط تسعة شهداء على الأقل من المدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية في اليمن.

ويشنّ الحوثيون عمليات عسكرية على أهداف إسرائيلية في الداخل الفلسطيني وفي البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق بحرية. وتؤكد الجماعة أنها لن توقف عملياتها إلا برفع الحصار عن قطاع غزة.

وكشف سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الأحد، في تحقيق أجراه سبب فشله في اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون السبت، قائلاً إن خللاً حدث في الصاروخ الاعتراضي أدى إلى الفشل في التصدي للصاروخ. وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، اعترض الأميركيون وسلاح الجو والبحرية معظمها. وفي الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة نفسها أن “إسرائيل لم تكن مستعدة استخبارياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين، ولم تشكل تحالفاً إقليمياً للتصدي لهم”، مؤكدة أن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لهم دفاعاً وهجوماً”.

ومساء أمس السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” تنفيذ سلاح الجو ضربات دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها: “أسقطنا طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاداً للسفن في أثناء قصفنا الحوثي”، وأضافت: “نفذنا ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء”.

وأشارت “سنتكوم” إلى أنّ الضربات “تهدف إلى تعطيل عمليات الحوثيين وتقليصها، كالهجمات على السفن الحربية في البحر الأحمر”، مضيفة أنّ “الضربة تعكس التزام الإدارة الأميركية حماية القوات الأميركية والشركاء الإقليميين والشحن الدولي”.

وفي بيان لاحق، قال الجيش الأميركي إن طيّارين اثنين من البحرية الأميركية قد أُسقِطا فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”. وأُنقِذ الطياران، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة. وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية عن طبيعة المهمة. في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين إسقاط طائرة “إف 18” أثناء محاولة المدمرات الأميركية والبريطانية التصدي للمسيّرات والصواريخ اليمنية.

المصدر/ العربي الجديد

مقالات مشابهة

  • النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • نتنياهو يهدد الحوثيين: ماذا وراء التصعيد؟
  • الحوثيون يؤكدون إسقاط مقاتلة أميركية أعلنت واشنطن سقوطها بالخطأ
  • عملياتُ اليمن البحرية .. لا نهايةَ في الأفق
  • معهد أمريكي: كيف تحول الحوثيين من ظاهرة محلية إلى مشكلة عالمية؟ (ترجمة خاصة)
  • الحوثيين نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن
  • الأسباب وراء إسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر
  • تحطم مقاتلة أميركية في البحر الأحمر بسبب نيران صديقة
  • عن طريق الخطأ.. الجيش الأميركي يعلن إسقاط مقاتلة حربية فوق البحر الأحمر