«إعلام المتحدة».. الجندي المجهول وراء زيادة الإقبال على صناديق انتخابات الرئاسة 2024
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
قدمت وسائل الإعلام المحلية على مدار العملية الانتخابية، تغطية إعلامية متميزة حازت إعجاب الجميع فى الداخل والخارج، خاصة وسائل إعلام الشركة المتحدة التى وقفت على مسافة واحدة من كافة المرشحين واستطاعت أن تحث المواطنين على المشاركة والإقبال على صناديق الاقتراع.
وقال د. طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إنّ وسائل الإعلام المحلية بذلت جهوداً كبيرة منذ بداية العملية الانتخابية لنقل الصورة من أرض الواقع بحيادية كبيرة، ووقفت على مسافة واحدة من المرشحين الأربعة الذين خاضوا السباق الانتخابى، مضيفاً: «الإعلام منذ بداية السباق الانتخابى وهو يقدم تغطية مميزة دون انحياز لأى مرشح».
وأضاف لـ«الوطن»: «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كانت الجندى المجهول فى الإقبال الكثيف على التصويت، فعملت على نقل الصورة بحيادية وشفافية دون انحياز وظهر هذا جلياً فى قرار الـ100 دقيقة التى خصصتها الشركة للمرشحين الأربعة، وذلك لإتاحة الفرصة للمرشحين لعرض برامجهم وأفكارهم بغض النظر عن النتيجة، الأمر الذى حاز إعجاب المرشحين وحملاتهم.
وأكد صدق المتحدة فيما أعلنته أنها ستقف على مسافة واحدة من كافة المرشحين وهذا ما حدث بالفعل، مضيفاً أن التغطية الإعلامية التى قدمتها الشركة المتحدة من خلال قنواتها المختلفة تعد الأفضل والأشمل لأنها نجحت فى تغطية العملية الانتخابية من كافة الجوانب.
وأوضح نقيب الإعلاميين أن قنوات الشركة المتحدة أتاحت الفرصة للمرشح الذى لم يكن له أدوات لعملية الدعاية الانتخابية، ووسائل الإعلام فى المتحدة أتيحت لكل مرشح يعبر عن رأيه، وعن وجهة نظره وآماله وطموحاته للفترة المقبلة، موضحاً أن كل ما قدمته الشركة المتحدة من دعم للمرشحين الأربعة، أكد أن الإعلام المصرى يسير فى طريق منتظم يتسم بالحيادية: «من خلال مراقبتى القريبة لوسائل الإعلام للشركة المتحدة المرئية والمسموعة، تسير الشركة بخطة واضحة وتدرج إخبارى وتنوع ملحوظ، فوجدنا أن الوسائل الإعلامية للمتحدة تغطى مناحى الحياة المصرية والعربية، وتزود المشاهد العربى والمصرى بكل ما يحتاجه من برامج دينية واقتصادية وسياسية ونشرات الأخبار من خلال فريق عمل مهنى محترف وبإدارة واعية تعلم ما يحتاجه المشاهد والمتلقى المصرى فى الفترة الراهنة».
من جانبه أشاد أيمن عبدالمجيد، عضو مجلس نقابة الصحفيين، بتغطية الإعلام المصرى للانتخابات الرئاسية، وخاصة المتحدة للخدمات الإعلامية، مؤكداً أن الشعب المصرى ضرب مثالاً رائعاً بالمشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية 2024، مشيداً بروحهم الوطنية والحفاظ على حقهم الدستورى الأمر الذى يؤكد وعى الشعب بحجم التحديات التى تحيط بالوطن محلياً ودولياً، وكذلك حفاظه على مقدرات الدولة والاصطفاف معاً لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.
ووجّه الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، الشكر لإعلام الشركة المتحدة على التغطية المباشرة والحصرية بالصوت والصورة من مختلف اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية، وهو ما أسهم فى رفع الوعى لدى المواطن، واصفاً التغطية بأنها الأفضل والأكثر التزاماً بالقواعد والمعايير المنظمة للتغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية، موضحاً أن هذه التغطية بدأت منذ فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة.
وأضاف أستاذ الإعلام بجامعة بنها، أن «المتحدة» أثبتت أنها شركة رائدة فى التغطيات الإعلامية من خلال ما تقدمه من إعلام موضوعى ومتزن، ولعبت دوراً مهماً فى التعريف بالهيئة الوطنية للانتخابات ودورها، وتغطية جميع مؤتمراتها التى ردت خلالها على استفسارات المواطنين بشأن العملية الانتخابية، وبالتالى لعبت دوراً ليس إعلامياً فقط بل اجتماعياً أيضاً لأنها أسهمت فى تشجيع المواطنين على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والإقبال على صناديق الاقتراع، من خلال نقلها للأحداث على أرض الواقع لحظة بلحظة، فى كل المحافظات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المشهد الانتخابى الوطنية للانتخابات السيسي العملیة الانتخابیة الشرکة المتحدة من خلال
إقرأ أيضاً:
ترامب..بين الشعارات الانتخابية ومحك السلطة
كطائر "الفينيق" الأسطوري الذي يقوم من الرماد، استطاع دونالد ترامب أن يتجاوز كل الصعوبات والتحديات التي واجهته منذ هزيمته في الوصول إلى البيت الأبيض بعد ولايته الأولى، حيث حوّل الكثير من هذه التحديات إلى فرص حقيقية مكنته من الفوز بولاية رئاسية جديدة رغم التنافس الشديد الذي طبع الحملة الرئاسية.
ففي مواجهة التهم الثقيلة التي واجهه بها القضاء الأمريكي، اعتبر أن الكلمة الفيصل في هذا الشأن، ستكون لإرادة المواطن عبر صناديق الاقتراع، كما استطاع أن يظهر بمظهر الزعيم القوي بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته، ويستغلّها في تكريس خطاب لا يخلو من مظلومية.
ومنذ توليه زمام السلطة ضمن ولايته الثانية، أطلق الكثير من الخطابات المثيرة للجدل على المستويين الداخلي والدولي، حيث أظهر إصراراً كبيراً على تنفيذ مجمل تعهداته التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، والمتمحورة حول شعاره المتكرر «أمريكا أولاً»، سواء تعلق الأمر بإعادة بناء وتقوية الحزب الجمهوري، واعتماد إصلاحات اقتصادية وإدارية، أواتخاذ تدابير صارمة في مواجهة الهجرة غير الشرعية، والتخفيف من وطأة ما يسميه ب«الدولة العميقة» وذلك بتعيين عدد من المقربين منه سياسياً في مناصب وازنة وحسّاسة.
وعلى المستوى الخارجي، أطلق مجموعة من التصريحات التي حظيت بنقاشات سياسية وأكاديمية مكثفة، حيث اعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستفد من العولمة، بالقدر الذي استفادت منها الكثير من الدول، كما هو الشأن بالنسبة للصين، أو بالنسبة لعدد من البلدان الصاعدة، ولذلك لم يخف رفضه لهذه العولمة وإصراره على الانسحاب من مختلف مؤسساتها.
كما اعتبر أيضاً أن زمن الحماية الأمنية المجانية قد ولى بالنسبة للشركاء والحلفاء أيضاً، فهو وبحكم تجربته ومرجعيته الاقتصادية، يرى بأن ضمان أمن هذه الأطراف يتطلب تقديم المزيد من الأموال، حيث اعتبر أن هذه الأقطار بما فيها دول «الناتو» ملزمة بدفع نصيبها «العادل» في ما يتعلق بالضمانات الأمنية أو الصفقات الاقتصادية.
كما أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية متهماً إياها بعدم تحمل مسؤولياتها خلال جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير في الأمن العالمي بمفهومه الإنساني الشامل، وفي اقتصاد الولايات المتحدة بشكل خاص، مبرزاً الإمكانات المالية التي تدفعها هذه الأخيرة للمنظمة في مقابل أقساط رمزية تدفعها دول أخرى كالصين.
وجدير بالذكر أن ضغط الولايات المتحدة على المنظمات أو الانسحاب منها، ليس جديداً، فكثيراً ما امتنعت عن دفع أقساطها المالية للأمم المتحدة بذريعة اعتمادها لسياسات منافية لمصالحها (الولايات المتحدة)، بل وصل بها الأمر إلى حد الضغط باتجاه عدم تجديد ولاية ثانية لبطرس غالي على رأس أمانة الهيئة في سنوات التسعينات.
كما أعلن أيضاً الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ما سيساهم في إرباك الجهود الدولية المتصلة بحماية البيئة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تتموقع ضمن أهم الدول المتسببة في انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناجم عن صناعاتها المختلفة.
أما بخصوص القضية الفلسطينية، فقد طالب الأردن ومصر باستقبال سكان غزة، مع التأكيد على رغبته في السيطرة على القطاع. بينما عبر عن اهتمامه أيضاً بشراء جزيرة «غرينلاند» من الدانمارك، وهو ما رد عليه بعض الدانماركيين من جانبهم برغبتهم في اقتناء «كاليفورنيا». كما طالت التصريحات الجار الشمالي كندا، وذلك بالتأكيد على أن هذه الأخيرة ستكون في وضع أفضل إذا أصبحت الولاية الأمريكية رقم 51.
وفي مواجهة تصاعد أدوار الصين على المستوى الدولي، أشار إلى أنه سيواجه تمددها باتخاذ مزيد من العقوبات الاقتصادية، فيما عبر عن رفضه القاطع لدخول إيران إلى النادي النووي. وفي مقابل ذلك فقد نهج خطابات أقل حدة مع كل من روسيا وكوريا الجنوبية..
ثمّة ملاحظات أساسية نطرحها في هذا السياق، وهي أن توجهات ترامب، ورغم الجدل الذي أثارته داخلياً ودولياً، قد تكون مجرّد مناورات لرفع السقف من أجل الحصول على حد مقبول من الفوائد والمكتسبات. كما أنه لا يمكن اعتبار هذه التوجهات "نشازاً" أو استثناء في السياسة الخارجية لأمريكا منذ فترة الحرب الباردة وما شهدته من تدخلات زجرية في عدد من مناطق العالم كفيتنام وكوبا وبنما..، أو سنوات الثمانينات من القرن الماضي مع إطلاق مبادرة «حرب النجوم» في عهد رونالد ريغان، أو بالتدخل في العراق والصومال والسودان وليبيا، وإحداث معتقل غوانتانامو، رغم الخطابات "المتفائلة" التي اعتاد إطلاقها عدد من الرؤساء بصدد إرساء نظام دولي عادل، مبني على السلام والأمن وحماية البيئة وتفعيل هيئة الأمم المتحدة، وحلّ القضية الفلسطينية. ومن ثم تظل سياسات الولايات المتحدة مبنية على مجموعة من الثوابت التي تضمن مصالحها وتكرّس مكانتها العالمية، غير أن بلورتها تختلف من رئيس إلى آخر تبعاً لطبيعة شخصيته ولخطاباته المتأرجحة بين الصرامة تارة والدبلوماسية تارة أخرى.
وعموماً، فما زال الوقت مبكراً للحديث عن تحوّل جذري في السياسات الخارجية الأمريكية، لاعتبارات داخلية متصلة بمواقف المعارضة عبر الهيئة التشريعية واللوبيات الاقتصادية والسياسية ومختلف القوى المؤثرة داخل المجتمع، بالإضافة أيضاً إلى ردود الفعل المتوقعة للدول المعنية بهذه السياسات كالمكسيك والصين.