مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/12/2023
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
يقترب لبنان من الإنغماس في عطلة عيدي الميلاد وراس السنة ما يفرض جمودا على مستوى الملفات الداخلية حتى السنة الجديدة.
في آخر جلسة له هذا العام التأم مجلس الوزراء لدرس جدول أعمال عادي لكن طيف الشغور في المجلس العسكري كان حاضرا إذ أطلع الرئيس نجيب ميقاتي الوزراء على كتاب بهذا الشأن وجهه إلى وزيرالدفاع طالبا منه رفع اقتراحات في ما يتعلق برئاسة الأركان وملء الشغور في المجلس العسكري لكن الوزير لم يفعل.
خلال الجلسة أعطى رئيس الحكومة والوزراء الثمانية عشر الحاضرون موافقتهم على قانون التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية والذي أقره مجلس النواب الجمعة الماضي وبالتالي يصبح نافذا بعد نشره في الجريدة الرسمية.
وفي هذا الشأن نقل عن الرئيس نبيه بري قوله أمام زواره إن من خلاصة جلسة التشريع والتمديد ثبت أنه من دون سلوك قطار التوافق لا يتم التوصل إلى شيء مشددا على أنه في الإمكان إسقاط المشهد النيابي الأخير على انتخابات رئاسة الجمهورية شرط توافر إرادة توافق حقيقية بين الكتل النيابية.
الجمود المرتقب في الملفات الداخلية خلال ما تبقى من ايام هذا العام لا يبدو أنه سينسحب على الجبهات العسكرية من غزة إلى الجنوب اللبناني في ضوء تصعيد إسرائيل اعتداءاتها وتهديداتها.
في الجنوب تجددت وقائع الإعتداءات الإسرائيلية وسط استباحة الأجواء اللبنانية من قبل الطيران المعادي الذي بلغ سماء بيروت وبعلبك.
وردا على هذه الإعتداءات سجلت المقاومة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية استهدافات نوعية للعدو من حيث الكثافة والعمق في المستوطنات المقابلة.
أما في قطاع غزة فإن العدوان الإسرائيلي على دمويته المعهودة: مزيد من المجازر ومزيد من الشهداء والجرحى فيما بات أكثر من سبعين بالمئة من سكان القطاع يعانون من الجوع بحسب المرصد الأوروبي لحقوق الإنسان.
وعلى مستوى المواجهة البرية مع جيش الإحتلال سجلت المقاومة الفلسطينية ملاحم جديدة منعت فيها جنود العدو من التقدم في بعض المحاور وواصلت إلحاق الخسائر البشرية بهم إذ اعترف جيش الإحتلال بمقتل ضابطين اليوم وإصابة جنديين الليلة الماضية وبذلك يرتفع عدد قتلاه منذ بدء التوغلات البرية إلى مئة وثلاثين ضابطا وجنديا.
ورغم مرور أربعة وسبعين يوما على بدء العدوان الإسرائيلي ما زالت المقاومة تمطر وسط الكيان بصواريخها وآخر صلية منها طالت ظهر اليوم تل أبيب.
وارتباطا بالعدوان الإسرائيلي نجحت حركة أنصار الله اليمنية في فرض حصار على التجارة مع الكيان العبري عبر باب المندب والبحر الأحمر.
وفيما امتنعت شركات شحن عملاقة عن عبور هذا الممر الحيوي وأعادت أخرى توجيه السفن إلى رأس الرجاء الصالح أعلن وزير الدفاع الأميركي إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر لكن مسؤولين في حركة أنصار الله ردوا بالقول: بوسعنا مواجهة اي تحالف يمكن أن تشكله الولايات المتحدة.
أما روسيا فأعلنت أنها لن تكون طرفا في العملية التي أعلنها الوزير الأميركي.
=======
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
"موريس سليم انتهى بالنسبة الي." هذا ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء اليوم. العبارة التي نقلت عن ميقاتي تؤكد ان الامور ذاهبة نحو التصعيد ببن رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وبالتالي بين ميقاتي و التيار الوطني الحر وجبران باسيل، وذلك على خلفية التعيينات العسكرية .
وقد اتت موافقة تسعة عشر وزيرا في جلسة اليوم على قانون تأجيل تسريح الضباط من رتبتي لواء وعماد لتعزز احتمالات التصعيد وتؤكدها، وخصوصا ان التيار الوطني الحر يستعد للطعن بالقانون امام المجلس الدستوري.
في الاثناء صدر التقرير المنتظر عن ديوان المحاسبة بشأن الهبة القطرية وسائر الهبات المالية والعينية والاتفاقيات الرضائية التي عقدها الجيش.
وقد خلص التقرير، الذي صدر قبل ساعات وتتفرد ال "ام تي في" بنشره، الى اعتبار ان كل التدابير المتخذة من قبل قيادة الجيش مشروعة ومباحة ومبررة وتتناسب مع حجم التحديات الاستثنائية التي يواجهها الوطن. فهل عند وزير الدفاع وجبران باسيل ما يقولانه بعد عن قائد الجيش وعن ادائه؟
في المبدأ لا. لكن مع جبران باسيل كل شيء مباح في سبيل الرئاسة , واستعادة المجد المفقود!...
=======
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
صليات من الصواريخ وسعت رقعة النار الفلسطينية مجددا الى تل ابيب، واحرقت كل ادعاءات حكومة النكبات الصهيونية العاجزة عن رفع اي راية نصر وان كانت وهمية ..
صليات قالت للصهاينة قادة ومستوطنين، وللمتربصين من الابعدين والاقربين ان المقاومة الفلسطينية ما زالت بخير، وانها حاضرة على الزناد، ومحكمة الامساك بتطورات الميدان، وقادرة على اطلاق الصواريخ من مناطق ادعى الصهاينة انهم سيطروا عليها منذ الايام الاولى لمعركة الابادة الممتدة على مدى اربعة وسبعين يوما ..
وعلى مدى مساحة الكيان تسيطر الخيبة على الرأي العام الصهيوني من الاداء العسكري والسياسي، مع اقتناع الجميع خبراء ومتابعين بان رفع الاسقف لدى حكومة الحرب زاد من الازمة، وان تحقيق الاهداف من سابع المستحيلات، فالجنود قتلى وغرقى في رمال غزة، والصواريخ لا تزال تمطر عاصمة الكيان ..
اما المواقف والعنتريات التي يمطرها القادة الصهاينة من على المنابر وعبر شاشات الاعلام، فلا محل لها على ارض الواقع التي تهتز تحت حكومة العدو بفعل الخلافات وارتفاع صوت اهالي الجنود الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية، الذين توعدوا بنيامين نتنياهو برفع سقف التحركات ..
فيما الحراك السياسي الاميركي والغربي مطوق بالاحتجاجات العالمية ومختنق بقرب الانتخابات الاميركية، وغارق مع الجيش الصهيوني في الميدان الغزي، وتائه في اعالي البحار بفعل الصواريخ اليمنية، ويضرب اخماسا باسداس على وقع تطورات الجبهة اللبنانية ..
جبهة اصابت المحتل ككل يوم اصابات مؤكدة ودقيقة، لم يستطع ان يخفيها بقذائفه الفوسفورية للتضليل، فصواريخ المقاومين لاحقت تجمعات الجنود الصهاينة في اكثر من موقع، واوقعت اصابات حضرت لاجلائها الطوافات العسكرية..
فيما استحضر المحللون الصهاينة ما سموه بالحزام الامني، الذي كان في جنوب لبنان، وبات اليوم في مستوطنات الشمال كما قال المحلل السياسي الصهيوني ” اوري كروف”، فعشرات المستوطنات قد اخليت ، وحزب الله ليس مرودعا كما قال ...
=======
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
بين اكثرية ممددة واقلية متمردة، ينقسم لبنان اليوم.
الاكثرية الممددة، مشكلة من غالبية الطيف السياسي اللبناني، الذي اقر تشريع التمديد في جلسة الجمعة الفائت، واستكملها بالموافقة الضمنية الحكومية عليه اليوم.
أما الاقلية المتمردة، فيمثلها من يقف وحيدا مجددا، دفاعا عن الدستور والقانون والأساسيات، التي من دونها لا أمل بقيام دولة.
الاكثرية الممددة، لا تمانع الفراغ الرئاسي المستدام، والاقلية المتمردة تسعى الى ملء الفراغ، لكن ليس بالشخص غير المناسب.
الاكثرية الممددة، مستفيدة من استنسابية التشريع، والاقلية المتمردة ترفض التشريع لحساب الاشخاص، وبما يخالف المبادئ الاساسية التي يتعلمها اي طالب في السنة الاولى في اي كلية حقوق.
الاكثرية الممددة، تمرر اجتماعات حكومية غير دستورية لقاء خدمات وتنفيعات ومخالفات، والاقلية المتمردة ترفع الصوت وتحذر، ولا من يسمع او يجيب.
الاكثرية الممددة، اصرت على التجديد لرياض سلامة عام 2017، ليدفع كل لبنان الثمن بعد عامين، وها هي تكرر عادتها السيئة اليوم، مع اختلاف الشخص والموضوع، ليتكبد كل اللبنانيين كل الاثمان في المستقبل القريب.
الاكثرية الممددة، لم تسأل عن اصلاح متعثر، ولا عن تدقيق جنائي معرقل، ولا عن اموال مودعين مجهولة المصير، ولا عن ثروات منهوبة، ولا عن ميثاق مكسور، ولا عن نزوح يهدد الكيان، وها هي اليوم تمدد للأزمات، لتمدد لنفسها في حياة الوطن والمواطنين.
الجمعة في المجلس النيابي واليوم في الحكومة، تمديد تلو التمديد لأزمة تلو الأزمة. اما الحل، فينتظر اعجوبة، والاعجوبة إما انتفاضة في المكان الصحيح، او صحوة ضمير لدى المعنيين، خير ان تأتي متأخرة، من الا تأتي على الاطلاق...
=======
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
طبول الحرب تقرع في البحر الأحمر، وطبول التهديد تقرع على الجبهة مع لبنان، وجبهة غزة في وضع التقويم لما بعد "اليوم التالي":
التجارة العالمية عبر ممر البحر الأحمر، دفعت واشنطن إلى السعي لحشد تحالف دولي لمواجهة هذا التهديد. وزير الدفاع عقد اجتماعا وزاريا افتراضيا مع الوزراء ورؤساء الأركان وممثلين عن 43 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لمناقشة التهديد المتزايد للأمن البحري.
الحوثيون لم يتأخروا في الرد، أحد المسؤولين الحوثيين أعلن أنه "حتى ولو نجحت أميركا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة ".
في غزة العمليات مستمرة، وتل أبيب تستمر في البحث عن صيغة "اليوم التالي" لأدارة القطاع، وهذه الصيغة لم تتبلور بعد.
على مستوى الجبهة مع لبنان، أكثر من سيناريو مطروح، لكن الأساس في كل هذه العملية أن حزب الله يرفض اي مناقشة قبل وقف حرب غزة.
في الشأن الحكومي، مجلس الوزراء انعقد لكنه لم يتوصل إلى تعيين رئيس ألاركان، الا أن الاتصالات استمرت حيث التقى النائب وائل أبو فاعور ومستشار رئيس الحزب حسام حرب النائب طوني فرنجيه، فهل هذه المساعي، إذا ما نجحت من شأنها تسهيل عقد جلسة أخيرة لمجلس الوزراء هذه السنة؟
في جلسة اليوم وافق تسعة عشر وزيرا على قرار التمديد لقائد الجيش ووقعه رئيس الحكومة، ما يتيح نشره في الجريدة الرسمية ودخوله حيز التنفيذ...
=======
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
منح مجلس الوزراء غلافه الحكومي على قانون التمديد لقائد الجيش، فحصد جوزاف عون توقيع ثمانية عشر وزيرا زائدا واحدا هو الرئيس نجيب ميقاتي.
والجلسة التي انهت عسكريتها لناحية التمديد، فتحت دورة قتال سياسية في تعيينات الأركان، فراسلت وزير الدفاع موريس سليم الذي رد بأنه ينتظر نهائية وضع قانون التمديد، ما يؤشر الى تريثه لحين قرار الطعن الذي سيقدمه التيار الوطني الحر...
وجواب وزير الدفاع علق على منظومة دفاع ميرنا الشالوحي، التي ستقرر ما اذا كانت ستمضي بالطعن أمام المجلس الدستوري أم أنها ستخضع هذا التمديد لمناقصات سياسية.
ولكن الرئيس ميقاتي الذي قرر التعامل مع سليم عبر المسيرات الورقية، قطع لوزير الدفاع اليافه الوزارية واعلن بدء التعاطي "بالمراسيل" الجوالة.
وقال إن رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا.
وفي اللحظة التي حضر فيها موريس سليم إلى السراي وعلا صراخه، اعتبرت أنه انتهى بالنسبة إلي، والتعاطي معه سيكون رسميا من خلال الكتب وبالكتب، فإن الأركان ستخضع للمساومة نفسها.
ولكن الاشتراكي قرر فتح خط عسكري ومناقشة هذا الملف مع تيار المردة، فزار وفد من وائل أبو فاعور وحسام حرب منزل النائب طوني فرنجية على أن يعقد اجتماع ثان مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في اطار استكمال الجولة التي يقوم بها الحزب الاشتراكي على الاحزاب السياسية هنا حرب أركان..
وعلى مياه البحر الاحمر، الحرب تمشي على سطح الماء وقوامها أركان دولية إقليمية دخل اليها الحرس الثوري الايراني بالطرود الثقيلة فمع اطلاق عملية "حارس الازدهار" تخوض واشنطن مع تسع دول أخرى معركة قالت إنها لضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن الإقليمي، اذ اعتبر وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن أن تصعيد الحوثيين يهدد التدفق الحر للتجارة وينتهك القانون الدولي وعبارة انتهاك القانون الدولي تحديدا هي التي تنطبق على اسرائيل بكل مندرجاتها.
وقد طبقتها تل ابيب في حربها على غزة وقتل الاطفال واستهداف مقرات اللاجئين التابعة للمنظمات الدولية،
وقدمت إسرائيل في سبعين يوما نموذجا طبق الاصل عن الإنتهاكات بحق الانسانية.
ولكن واشنطن لم تعترف بذلك، وحملت عشر دول الى تحالف مائي سيكون في مواجهة حرب اليمن على السفن وفي أول مواجهة من نوعها قال علي شمخاني مسشار المرشد الايراني، إن انضمام أي بلد للائتلاف الأميركي لمواجهة الحوثييين سيعد مشاركة مباشرة في جرائم الكيان الصهيوني وتكتسب تصريحات شمخاني أهميتها من وصفه مهندس العلاقات الايرانية - العربية والتي تشهد حتى اليوم على اعلى تنسيقها.
وهذه المرة لم تكتف ايران بالتصريح والتلميح، واتخذت قرار الغوص في عمق البحر الاحمر وسد ابواب المندب، معلنة تشكيل قوة بحرية قوامها خمسة وخمسون ألف عنصر ستنشط في البحار، وانشأت قوات الباسيج زوارق كبيرة بما يكفي للوصول إلى تنزانيا بحسب الاعلان الرسمي.
وقال الحرس الثوري إن التالية هي إنشاء قوات التعبئة البحرية المزودة بصواريخ من عيار 107 ميليمتر والمشهد البحري بات على هذه الصورة يحمل امواجا عالية : باسيج وحرس ثوري وحوثيون في مقابل عشر دول انضوت ضمن تحالف حارس الازدهار..
فأي ازدهار سيكون عليه بحر تلون بدم غزة الاحمر؟
وفي رياح عكسية لقرقعة طبول البحار، يدرس مجلس الامن منذ ساعات مشروع قرار اماراتيا يطرح تعليقا عاجلا للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الانسانية في غزة، وقد حرصت الامارات على صياغة تمشي بها بين النقاط لنجاح الاقتراح وتفادي الفيتو الاميركي.
واما في مسار المعركة داخل غزة فإن نتائجها دفعت اسرائيل حتى الساعة الى طرق باب التفاوض لتبادل الاسرى مهما كان الثمن عاليا وبالمهلة الزمنية المتاحة في الهدنة.. سيتسنى لاسرائيل احصاء خسائرها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الوزراء رئیس الحکومة البحر الأحمر وزیر الدفاع فی جلسة ولا عن
إقرأ أيضاً:
لولاها لسقطت في أسبوعين.. أسلحة أميركا التي يهدد ترامب بمنعها عن أوكرانيا
ترامب: لم تكونوا وحدكم. لقد منحناكم -عبر رئيسنا الأحمق- 350 مليار دولار، نحن زودناكم بالمعدات العسكرية… لولا دعمنا العسكري، لكانت الحرب قد حُسمت في غضون أسبوعين.
زيلينسكي: خلال ثلاثة أيام… سمعت ذلك من بوتين، خلال ثلاثة أيام.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاستقلال أو الفناء.. هل يمكن لأوروبا مواجهة التحولات الأميريكية الجديدة؟list 2 of 2شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروباend of listترامب: وربما أقل.
قد يصلح الحوار السابق لمقدمة خيالية نبدأ بها هذا التقرير، لكن -كما شاهد العالم أجمع- هذا الحوار السابق حدث فعلًا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، داخل البيت الأبيض في اليوم الأخير من شهر فبراير/شباط الماضي.
لا يخفى على أحد حجم المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
لكن، ما مدى ونوعية تلك المساعدات الأميركية العسكرية فعلًا؟ وما الذي يقصده ترامب حينما يتحدث بثقة شديدة عن أن أوكرانيا لم تكن لتصمد أسبوعين؟ ما أنواع الأسلحة الأميركية التي صنعت الفَرْق وحافظت على بقاء أوكرانيا على قيد الحياة في الحرب بعد مرور ثلاث سنوات كاملة؟ وهل يمكن لأوروبا تعويض تلك الأسلحة بعد أن قرر دونالد ترامب إيقاف المساعدات العسكرية عن أوكرانيا؟
صواريخ جافلين المضادة للدباباتفي الأيام الأولى للحرب، اندفعت الأرتال المدرعة الروسية إلى داخل أوكرانيا، لكنها واجهت فِرَقًا من المشاة الأوكرانيين المسلّحين بصواريخ موجَّهة مضادة للدبابات محمولة على الكتف، وكان أبرزها صاروخ "جافلين" (FGM-148) الأميركي الصنع، الذي سرعان ما اكتسب سمعته المرعبة في أرض المعركة.
إعلانيمتاز صاروخ "جافلين" بمسار هجوم من الأعلى وبباحث تصويري متطور يسمح له بضرب الدبابات في أضعف مواضع دروعها. وأظهرت مقاطع مصوّرة من أرض المعركة جنودًا أوكرانيين يستخدمون صواريخ "جافلين" لنصب كمائن للدبابات والآليات المدرّعة، مما خلّف أثرًا مدمرًا على الأرتال الروسية.
يبلغ وزن صاروخ "جافلين" 22 كيلوغرامًا تقريبًا، وقد زُوّد على مر السنين بإلكترونيات متطورة عززت دقته وكفاءته. يعتمد الصاروخ على وحدة إطلاق القيادة، إذ يحدد المشغّل الهدف ويوجه الصاروخ قبل إطلاقه.
وبعد الإطلاق، يُقذف الصاروخ بآلية زنبركية إلى الأعلى، ثم يشتعل محركه لينطلق نحو هدفه بسرعة تصل إلى 140 مترًا في الثانية، معتمدا على باحث يعمل بالأشعة تحت الحمراء لتوجيهه بدقة نحو نقطة إصابة الهدف. ويملك الصاروخ نظام التوجيه "أطلق وانسَ" (Fire&Forget)، الذي يتيح للجنود إطلاقه ثم تغيير موقعهم فورًا لتفادي أي ردّ.
الصاروخ مجهز بشحنتين متفجرتين، تنفجر الشحنة الأولى عند الاصطدام، بعد أن يتفاعل معها الدرع المتفجر للدبابة، فتفتح المجال أمام الشحنة الثانية لاختراق الدرع الرئيسي للدبابة.
وتتمتع رؤوسه الحربية بقدرة اختراق تتراوح بين 60 و80 سنتيمترا من الفولاذ؛ مما يجعله سلاحا مدمرًا للدروع الثقيلة. يمتلك الصاروخ مدى فعالًا يتجاوز 2.4 كيلومتر، لكنه يحتاج إلى مسافة 65 مترا للتسلح بعد الإطلاق.
حصلت أوكرانيا على صواريخ "جافلين" الأميركية بأعداد كبيرة، إذ تشير التقديرات إلى نقل نحو ثلث المخزون الأميركي من هذه الصواريخ -أي ما يعادل 5000 صاروخ- إلى أوكرانيا خلال الأشهر الأولى من الحرب. سمح التدفق الكبير من هذه الأسلحة المضادة للدبابات بعرقلة وإبطاء الهجمات المدرعة الروسية الأولى حول كييف ومدن أوكرانيا الأخرى.
منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط عام 2022، هدد تفوّق موسكو في سلاح الطيران والصواريخ المتطورة بإنهاء الحرب فعلًا في غضون أسبوعين.
إعلانومع ذلك، حاولت أوكرانيا منع روسيا من تحقيق التفوق الجوي، ويرجع الفضل في ذلك غالبا إلى الدفاعات الجوية الأرضية القوية والفعّالة، التي وصلت إلى الجيش الأوكراني عبر المساعدات العسكرية الأميركية.
وربما كانت أبرزها صواريخ ستينغر (FIM-92) الأميركية، وهي منظومات دفاع جوي مضادة للطائرات محمولة على الكتف، كانت أساسية في منظومات الدفاع الجوي الأوكراني القصير المدى. بحلول مايو/أيار عام 2022، كانت الولايات المتحدة والناتو قد زوّدا أوكرانيا بأكثر من 1400 صاروخ ستينغر، وقد أثبتت تلك الصواريخ سريعًا قيمتها في ساحة المعركة.
صُمّمت منظومة "ستينغر" ليُطلق الصاروخ من الكتف؛ مما يتيح للجنود التعامل مع التهديدات الجوية القصيرة المدى دون الحاجة إلى معدات ثقيلة. وهو يزن نحو 15 كيلوغرامًا، ويصل مداه إلى 4.8 كيلومترات، وارتفاعه إلى 3.8 كيلومترات.
يستخدم الصاروخ نظام توجيه يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ليتمكن من تتبع حرارة عوادم محركات الطائرات المستهدفة، وتوجد نسخة متطورة منه توجّه بالليزر.
استهدفت الفرق الأوكرانية، مستخدمة صواريخ ستينغر، إسقاط المروحيات الهجومية والطائرات الروسية التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة خلال الأسابيع الافتتاحية للحرب.
وبحسب بعض التحليلات لخسائر القوات الروسية، فإن جزءًا كبيرًا من الطائرات القتالية الروسية التي أُسقطت كان بسبب منظومات صواريخ سام للدفاع الجوي ومنظومات الصواريخ المحمولة على الكتف ومنها صواريخ ستينغر.
منحت هذه الصواريخ أوكرانيا قدرة فعّالة على حرمان الروس من السيطرة الجوية على الارتفاعات المنخفضة؛ مما أجبر الطيارين الروس على التحليق على ارتفاعات أعلى، وهو ما يقلّل من الفعالية الجوية، والمخاطرة بالتعرض للاستهداف.
منظومات الدفاع الصاروخيمع انتقال روسيا إلى القصف البعيد المدى، عبر إطلاق صواريخ كروز وصواريخ باليستية والمسيّرات الهجومية على المدن الأوكرانية، ردّت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي أكثر تطورًا للتهديدات على الارتفاعات المتوسطة والعالية.
إعلانكان من أبرزها منظومة صواريخ سام النرويجية المتقدمة (NASAMS)، وهي منظومة تُطور بصورة مشتركة بين الولايات المتحدة والنرويج. وصلت بطاريات منظومة الدفاع الصاروخي إلى أوكرانيا في أواخر عام 2022، ونُشرت للدفاع عن كييف وغيرها من الأهداف الحيوية في البلاد.
وخلال الأسابيع الأولى من تشغيلها، حققت المنظومة نسبة نجاح وصلت إلى 100% في اعتراض الصواريخ الروسية، وفقًا لوزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن.
تتميز منظومة صواريخ سام النرويجية المتقدمة بقدرتها على الاستجابة السريعة والقدرة على الاشتباك مع تهديدات متعددة في الوقت نفسه. تحتوي كل منصة إطلاق على ستة صواريخ جاهزة، ويمكن دمج ما يصل إلى 12 منصة إطلاق؛ مما يتيح للمنظومة إمكانية إطلاق 72 صاروخًا.
الصاروخ الأساسي للمنظومة هو "إيه آي إم-120 أمرام" (AIM-120 AMRAAM)، ويتراوح مداه عندما يُطلق من الأرض بين 15 و25 كيلومترًا حسب نوع النسخة.
وفّرت هذه المنظومة درع حماية ضد التهديدات الجوية الروسية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وقد استخدمها الجيش الأوكراني لإسقاط صواريخ كروز مثل صاروخ "خا-101" (KH-101) والطائرات المسيّرة؛ مما حدّ بصورة واضحة من أضرار حملة القصف الاستراتيجي الروسية.
وفي أبريل/نيسان عام 2023، سلّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا منظومة الدفاع الصاروخي "باتريوت"، التي تُعدّ من أشهر منظومات الدفاع الجوي في العالم، وطُوِّرت بالأصل بهدف إسقاط الطائرات ثم جرى تعديلها لاحقا لتشمل التصدي للصواريخ الباليستية التكتيكية.
تُستخدم المنظومة لمواجهة التهديدات الجوية القصيرة والمتوسطة المدى، وتُعد عنصرا أساسيا في منظومات الدفاع الصاروخي لعدة دول من حلفاء الولايات المتحدة، وتشتهر بأنها جزء أساسي من شبكة الدفاع الجوي لحلف الناتو، وتوفر الحماية للمنشآت العسكرية والمدنية على حد سواء.
إعلاناشتهرت أيضا منظومة "باتريوت" بدورها في حرب الخليج عام 1991، إذ برزت فعاليتها في اعتراض صواريخ "سكود" الباليستية التكتيكية. ومنذ ذلك الحين خضعت المنظومة لتحديثات عديدة لمواكبة التهديدات الجوية الأخطر، وشملت تحديثات في اكتشاف الأهداف بالرادار، ويَستخدم الإصدار الأحدث، المعروف باسم "باك-3 (PAC-3)"، نهج "الاصطدام للتدمير"، كما هو الحال في منظومة "ثاد" الأميركية الأكثر تطورًا.
بعد فترة وجيزة من نشرها، حققت أوكرانيا إنجازًا لافتًا تمثل في استخدام بطارية باتريوت لإسقاط صاروخ روسي فرط صوتي من طراز "كنجال"، وهو صاروخ لم يسبق للمنظومة اعتراضه.
ففي مايو/أيار عام 2023، أطلقت القوات الروسية صاروخ "كنجال" الباليستي باتجاه كييف. رصدت رادارات منظومة باتريوت ذلك الصاروخ، ثم اعترضته صواريخها؛ مما أثبت قدرتها في مواجهة أحد أكثر الأسلحة الروسية تطورًا وسرعة.
وفي إحدى الحالات، اشتبكت بطارية باتريوت يديرها الأوكرانيون مع مقاتلة روسية من طراز "سوخوي سو-34" ودمرتها من مسافة تقارب 160 كيلومترًا. وسرعان ما أصبحت منظومة باتريوت محورًا رئيسيًّا في شبكة الدفاع الجوي المتعدد الطبقات لأوكرانيا.
ومع أن المدن الأوكرانية لا تزال تتعرض لضربات صاروخية روسية قاتلة، فإن معدلات الاعتراض تحسّنت بصورة ملحوظة. والأهم أن الإمدادات النوعية الأميركية للدفاع الجوي الأوكراني صعّبت من مهمة الجيش الروسي؛ مما أجبر موسكو على اعتماد ضربات بعيدة المدى مكلفة ويمكن اعتراضها غالبًا.
في مواجهة روسيا التي تمتلك بطاريات مدفعية ضخمة، كانت أوكرانيا بحاجة ماسّة إلى قوة نارية بعيدة المدى. زوّدت الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة مدفعية وصواريخ ثقيلة أصبحت من أكثر الأسلحة تأثيرًا في ساحة المعركة.
في أبريل/نيسان عام 2022، بدأت واشنطن تسليم مدافع الهاوتزر "إم 777" المقطورة من عيار 155 ملم، التي أضافت تطورًا نوعيًّا مقارنة بالمدافع السوفياتية القديمة التي اعتمد عليها الجيش الأوكراني.
إعلانوقدمت واشنطن أكثر من 100 مدفع هاوتزر "إم 777″، إلى جانب كميات قذائف ضخمة من العيار ذاته. ووفقًا للبنتاغون، أحدثت تلك المدافع البعيدة المدى أثرًا ملموسًا في ساحة المعركة فور دخولها الخدمة.
بفضل مدى تلك المدافع، الذي يصل إلى نحو 25 كيلومترًا، مع الذخيرة القياسية ودقتها العالية، تمكّن سلاح المدفعية الأوكراني من ضرب المواقع الروسية مع البقاء خارج نطاق معظم مدفعية الجيش الروسي.
وبحلول مايو/أيار عام 2022، بدأت القوات الأوكرانية، المسلّحة بتلك المدافع، تنفيذ هجمات مضادة في بعض المناطق؛ مما ساهم في دفع القوات الروسية إلى التراجع في دونباس وشمال خاركيف.
لكن ظهر التأثير الأقوى مع إدخال راجمة الصواريخ "هيمارس إم 142" (HIMARS M142)؛ في يونيو/حزيران عام 2022، حين وصلت أول دفعة من صواريخ "هيمارس" إلى أوكرانيا لاستخدامها في الجبهة بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
ومع وصولها إلى البلاد، بدأت القوات الأوكرانية فورًا استخدامها لتدمير أهداف روسية عالية القيمة خلف الخطوط الأمامية، مثل مخازن الذخيرة ومستودعات الوقود ومراكز القيادة ومحاور السكك الحديدية والجسور الحيوية.
مثلا، خلال صيف عام 2022، استخدمت أوكرانيا منظومة "هيمارس" لتدمير عشرات مخازن الذخيرة الروسية في دونباس والمناطق الجنوبية المحتلة. وخلّفت هذه الضربات انفجارات هائلة دمرت الإمدادات الحيوية للقوات الروسية؛ مما أجبرها على نقل مخازن الذخيرة إلى مواقع أبعد عن الجبهة، وبالتالي تقليل كثافة نيران المدفعية الروسية.
تُصنّف منظومة "هيمارس" على أنها وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق عدّة صواريخ دقيقة التوجيه في وقت واحد. تحمل الراجمة الواحدة 6 صواريخ موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" بمدى يقارب ضعف مدافع الهاوتزر "إم 777″، ويمكن إعادة تحميلها في غضون دقيقة بطاقم صغير فقط.
إعلانالنسخة الجديدة للمنظومة الصاروخية "هيمارس 60" (HIMARS 60) المُرسلة إلى كييف تتميز بأنها أخف وزنا وأكثر رشاقة، ومثبتة على عجلات ليسهل نقلها دون عناء.
كما أنها مزودة بجراب كبير قادر على حمل صاروخ تكتيكي من نوع "أتاكمز" (ATACMS) الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر.
صواريخ أتاكمز الباليستيةفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" الباليستية التكتيكية البعيدة المدى. أطلقت أوكرانيا هذه الصواريخ على أهداف في العمق الروسي؛ مما أدى إلى تدمير أسطول من المروحيات القتالية الروسية، ومستودعات ذخيرة في عمق المناطق المحتلة.
إذ أفادت التقارير الأوكرانية بأن الضربة التي استهدفت مطاري لوهانسك وبريانسك دمرت تسع مروحيات روسية ومستودع ذخيرة وبطارية دفاع جوي.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 نقلت وكالات أنباء روسية، عن وزارة الدفاع في موسكو، أن أوكرانيا شنّت هجوما على منطقة بريانسك الحدودية بستة صواريخ بعيدة المدى من طراز أتاكمز أميركية الصنع.
وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت خمسة من الصواريخ ودمرت السادس، مؤكدة أن حطام أحد الصواريخ سقط على منشأة عسكرية في المنطقة؛ مما تسبب في اندلاع حريق. واتهمت الولايات المتحدة بالمشاركة في هذا الهجوم وتوعدت "برد مناسب وملموس".
يبلغ طول صاروخ "أتاكمز" 3.98 أمتار، وقطره 61 سنتيمترا، ويتراوح وزن رأسه الحربي بين 160 و560 كيلوغراما، وتقارب تكلفته 1.5 مليون دولار أميركي. وهو مُصمم لمهاجمة الأهداف القيّمة لقوات الصف الخلفي، مثل المطارات ومواقع صواريخ أرض-جو، وقوات المدفعية ومناطق الإمداد ومجموعات القيادة.
وتزوّد صواريخ "أتاكمز" بعدد كبير من ذخائر "إم 74″، وهي كرة تُلفّ بجدار مجزأ ومحاط بغلاف فولاذي. وتعد الذخائر المستخدمة في "أتاكمز" فعالة في تدمير المنشآت مثل المطارات ومنشآت الدعم، وبعض معدات الاتصال ومعدات الإطلاق.
إعلانوتستخدم أنظمة "أتاكمز" الوقود الصلب أو الجاف مصدرا للطاقة، ويمكن إطلاقها من مصادر متحركة، مثل راجمات الصواريخ من طراز "هيمارس".
بعد التحركات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمشادة الكلامية التي جرت بينه وبين الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لأوكرانيا.
وبرغم أن غياب الدعم الأميركي سيشكل ضربة موجعة للأوكرانيين، خاصة مع توقف وصول الأسلحة النوعية، فإن الرئيس الأوكراني زيلينسكي وخبراء عسكريين يرون أن أوكرانيا، مدعومة بحلفائها الأوروبيين، ستتمكن من الصمود والقتال لأشهر قادمة، كما أشارت إليه صحيفة بوليتيكو الأميركية.
وقال دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني السابق، للصحيفة: "أقوى سلاح يمتلكه ترامب ضد أوكرانيا هو التهديد بقطع الإمدادات العسكرية. في رأيي، لدينا ستة أشهر قبل أن نشعر فعليًّا بتداعيات هذا القرار على الخطوط الأمامية".
عمومًا، لولا المساعدات العسكرية الضخمة من الحلفاء، لكانت أوكرانيا قد انهارت فعلًا منذ فترة طويلة في مواجهة الجيش الروسي.
تظهر بيانات معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 64 مليار يورو على المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ فبراير/شباط عام 2022 وحتى نهاية عام 2024، في حين بلغ إجمالي مساهمات أوروبا العسكرية -بما في ذلك المملكة المتحدة والنرويج- نحو 62 مليار يورو.
وقد خُصصت غالبية هذه الأموال لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة من المخزونات الغربية المتاحة، بجانب الإنتاج الجديد لهذه الأسلحة. كما يظهر توجه متزايد من بعض الدول لعقد صفقات مباشرة مع شركات السلاح الأوكرانية، كما تشير إليه صحيفة بوليتيكو.
وفي عام 2023، زودت أوروبا أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية، برغم أن العملية شهدت تأخيرات استمرت لأشهر. أما هذا العام، فالهدف هو إرسال 1.5 مليون قذيفة إضافية. من جانبها، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 3 ملايين قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب.
إذن يطرح هذا السؤال نفسه بقوة: ماذا سيحدث لأوكرانيا إذا توقفت المساعدات العسكرية الأميركية؟
إعلانغياب الدعم الأميركي لن يعني خسارة كييف لنصف ترسانتها العسكرية فحسب، بل سيجردها أيضًا من أكثر أسلحتها فاعلية، وفقًا لبعض الخبراء العسكريين.
بالطبع، يمكن أن تستبدل ببعض المعدات العسكرية الأميركية أخرى أوروبية، كما أن أوكرانيا تحصل على مقاتلات "إف-16" من الدول الأوروبية، إلا أن منظومات الدفاع الجوي المتطورة مثل منظومة "باتريوت" لا تزال دون بديل أوروبي مكافئ، برغم امتلاك أوروبا لمنظومات قوية مثل "أستر 30 سامب/تي" ومنظومة صواريخ سام النرويجية المتقدمة.
يرى وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس أن بعض المعدات العسكرية لا يمكن لأوروبا تعويضها، مشيرًا إلى منظومات الدفاع الجوي وبعض الذخائر البعيدة المدى، موضحًا أن الدول الأوروبية تعمل على إيجاد الحلول، لكن لا توجد بدائل مباشرة أو حلول سريعة.
أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن بلاده زادت إنتاجها المحلي من الأسلحة، إذ تصنع حاليا 30% من احتياجاتها، لكن هذا لا يكفي. كما أن الشراكات مع الدول الأوروبية لتطوير الإنتاج المحلي ستستغرق سنوات قبل أن تؤتي ثمارها.
على الجانب الآخر، يرى فرانسوا هيسبورغ، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، أن أوروبا قادرة ماليًّا على تعويض الدعم الأميركي، لكنها قد لا تملك الإرادة السياسية لتنفيذ هذا الأمر، لافتًا النظر إلى أن الدعم المالي الأميركي لأوكرانيا أقل بكثير من الأصول الروسية المجمدة، التي تبلغ 183 مليار يورو، والمحتجزة لدى شركة "يوروكلير" في بلجيكا.
فهل نشهد قريبًا تحوّلًا جذريًّا في الموقف الأوروبي؟ وهل تستطيع القارة العجوز سد الفجوة التي ستخلفها واشنطن؟ الأيام المقبلة وحدها قد تحمل لنا الإجابة.